محليات

3360

الخزرجي: الإعجاز القرآني علم يجب ألا يتصدى له غير المختصين

قدم 9 برامج عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بإذاعات قطر وتلفزيونها

يعرف جمهور الإذاعة والتلفزيون الباحث العراقي رعد الخزرجي من خلال حلقات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وقد استضافته الشرق ليتحدث عن مسيرته مع القرآن ولنناقش معه بعض القضايا القرآنية.

في البداية نود نبذة عن سيرتكم الذاتية؟

أنا اسمي رعد الخزرجي، ولدت في بغداد عام 1949 وحصلت على الماجستير في العلوم وتخصصت في مجال الإعجاز العلمي للقرآن.

لك مئات التسجيلات على الإنترنت تتحدث فيها عن الإعجاز العلمي، فهل أعطيتنا نبذة عن برامجك الماضية والحالية؟

أنا رحلتي مع الإعلام بدأت عام 2000 حيث أعددت وقدمت مئات الحلقات في تلفزيون Art وتلفزيون قطر والعراقية الفضائية وقناة الفرات وغيرها بالإضافة لمئات الحلقات الإذاعية كإذاعة الفرقان واليقين وإذاعة قطر.

ما البرامج التي قدمتها في قطر؟

قدمت 9 برامج عن الإعجاز العلمي في القرآن في إذاعات قطر وتلفزيونها، في 2005 قدمت برنامجا على تلفزيون قطر، كما قدمت ثلاثة برامج على إذاعة قطر هي: مجالس العلماء وآية وحوار وحلقات خاصة عن تسونامي وعيد الأضحى، أما إذاعة القرآن الكريم في قطر فقدمت فيها برنامج لمدة ساعتين من خمسة أعوام، وإذاعة صوت الخليج قدمت فيها برامج ومضات إعجازية وبرنامج كونيات وحكاية الأرض والآن أقدم برنامجا على إذاعة صوت الخليج عن حكاية الأرض ويذاع الواحدة والنصف ظهرا ويعاد التاسعة مساء. وألقيت محاضرات في الطب بمستشفى حمد وكتارا وغيرهما.

ما رأيك في الذي يقدم من برامج للإعجاز العلمي في القرآن؟

طبعا كل شيء فيه إيجابيات وسلبيات، ويجب أن يتصدى اهل الذكر والاختصاص لقضية الاعجاز القرآني، وأنا أتابع ذلك جيدا، وهناك مثلا الدكتور منصور الكيالي كانت له آراء في الإعجاز العلمي قمت بجمعها وتفنيدها في كتاب طبع سنة 2016 .

لو تحدثنا عن هذا الكتاب وبعض هذه المناقشات؟

الكتاب عبارة عن تفنيد لآراء ذكرها الكيالي، وأذكر لك مثلا: بيّن الدكتور الكيالي أنّ السورة التي أوضحت أحداث القيامة بدقة فيزيائية هي سورة النازعات: ((وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً)) النازعات: 1 ؛ لماذا غرقا بسكون الراء؟ لأنه عمل مشترك بوقت واحد؛ لأن كل الملائكة الكرام سيقومون بإماتة كل المؤمنين على سطح الأرض بوقت واحد، ((وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً)) النازعات:2، أي يتم العمل بسرعة وبقوة؛ ((وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً)) النازعات: 3؛ أي الملائكة سبحوا مع القذيفة؛ ((فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً)) النازعات: 4؛ الملائكة سبقت القذيفة؛ ((فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً)) النازعات: 5؛ سوف تقوم هذه القذيفة بصدم الأرض من جانبها فتعكس دوران الأرض؛ قال تعالى: ((وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً)) الحاقة: 14؛ لأن القذيفة ستقوم بعكس دروان الأرض في أجزاء من الثانية وهنا ((فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً)).

وهذا الكلام فيه نظر، حيث لا يوجد ربط علمي بين الآيات الكريمات (1 ــ 5) من سورة النازعات مع ما قاله الكيالي؛ لأنّ معنى الآيات الكريمات يتعلق بكيفية نزع أرواح المؤمنين والكفرة عندما يأتي أجلهم في الحياة الدنيا بشكل عام وليس يوم القيامة فقط؛ فأرواح الكفرة تنتزع انتزاعاً؛ وأرواح المؤمنين تنشط نشطاً؛ وقد ذكر الكثير من المفسرين ذلك ومنهم الألوسي والرازي وغيرهما:

{ والنازعات غَرْقاً } هي الملائكة الذين ينزعون نفوس بني آدم فإذا نزعوا أنفس الكفار نزعوها بشدة؛ وهو مأخوذ من قولهم نزع في القوس فأغرق يقال: أغرق النازع في القوس إذا بلغ غاية المدى حتى ينتهي إلى النصل؛ فتقدير الآية: والنازعات إغراقاً؛ والغرق والإغراق في اللغة بمعنى واحد.

{ والناشطات نَشْطاً } النشط هو الجذب يقال: نشطت الدلو أنشطها وأنشطتها نشطاً نزعتها برفق؛ والمراد الملائكة التي تنشط روح المؤمن فتقبضها؛ وإنما خصصنا هذا بالمؤمن والأول بالكافر لما بين النزع والنشط من الفرق فالنزاع جذب بشدة؛ والنشط جذب برفق ولين فالملائكة؛ تنشط أرواح المؤمنين كما تنشط الدلو من البئر فالحاصل أن قوله: { والنازعات غَرْقاً * والناشطات نَشْطاً } قسم بملك الموت وأعوانه إلا أن الأول إشارة إلى كيفية قبض أرواح الكفار؛ والثاني إشارة إلى كيفية قبض أرواح المؤمنين .

{ والسابحات سَبْحاً } فمنهم من خصّه أيضاً بملائكة قبض الأرواح؛ ومنهم من حمله على سائر طوائف الملائكة؛ أما الوجه الأول: فنقل عن علي كرّم الله وجهه؛ وابن عباس ومسروق: إنّ الملائكة يسلون أرواح المؤمنين سلاً رقيقاً؛ فهذا هو المراد من قوله: { والناشطات نَشْطاً } ثم يتركونها حتى تستريح رويداً؛ ثم يستخرجونها بعد ذلك برفق ولطافة كالذي يسبح في الماء فإنّه يتحرك برفق ولطافة لئلا يغرق؛ فكذا ههنا يرفقون في ذلك الاستخراج؛ لئلا يصل إليه ألم وشدة فذاك هو المراد من قوله تعالى: { والسابحات سَبْحاً}؛ وأما الذين حملوه على سائر طوائف الملائكة فقالوا: إنّ الملائكة ينزلون من السماء مسرعين؛ فجعل نزولهم من السماء كالسباحة؛ والعرب تقول للفرس الجواد؛ إنّه السابح.

{ فالسابقات سَبْقاً } فمنهم من فسره بملائكة قبض الأرواح يسبقون بأرواح الكفار إلى النار؛ وبأرواح المؤمنين إلى الجنة؛ فإنهم يتسارعون إلى امتثال أمر الله ويتبادرون إلى إظهار طاعته؛ فهذا هو المراد من قوله: { فالسابقات سَبْقاً } .

{ فالمدبرات أَمْراً } فأجمعوا على أنّهم هم الملائكة: قال مقاتل يعني جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام يدبرون أمر الله تعالى في أهل الأرض؛ وهم المقسمات أمراً؛ أما جبريل فوكل بالرياح والجنود؛ وأما ميكائيل فوكل بالقطر والنبات؛ وأما ملك الموت فوكل بقبض الأنفس؛ وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم؛ وقوم منهم موكلون بحفظ بني آدم؛ وقوم آخرون بكتابة أعمالهم وقوم آخرون بالخسف والمسخ والرياح والسحاب والأمطار؛ بقي على الآية سؤال هو: لم قال عز وجل: { فالمدبرات أَمْراً }؛ ولم يقل: أموراً لأنّهم يدبرون أموراً كثيرة لا أمراً واحداً ؟ والجواب: أنّ المراد به الجنس؛ وإذا كان كذلك قام مقام الجمع .

إذن من خلال ما ورد أعلاه فإنّ الآيات (1 ــ 4) من سورة النازعات تتحدث عن أصناف الملائكة التي تقبض أرواح الكفار وأرواح المؤمنين وكيفية ذلك من بدء الخليقة وإلى قيام الساعة؛ وليس يوم القيامة فقط كما قال الدكتور الكيالي .

أما الآية الخامسة من سورة النازعات (( فالمدبرات أَمْراً )) فإنها تتحدث عن الملائكة الذين يدبرون أمر الله تبارك وتعالى في أهل الأرض؛ فإذا كانت الآية تخص يوم القيامة فقط فأيّ تدبير سيتم في يوم الفناء !!؛ المعنى واضح؛ وليس المعنى قيام القذيفة بصدم الأرض من جانبها فتعكس دوران الأرض كما قال الكيالي.