رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

7177

خطبة الجمعة: الغيرة على الأعراض نعمة وسلوك يميز المسلمين

14 أبريل 2017 , 06:38م
alsharq
محمد فع الله

مخالفة الهدي النبوي يحيل النعم إلى نقم .. د . محمد المريخي بجامع الإمام:

الغيرة على الأعراض نعمة وسلوك يميز المسلمين

ندد بدعاة الحرية والانعتاق .. ماهر الذبحاني بجامع الأخوين:

الدعوات لتفكك الأسر الإسلامية لن تتوقف

قال الداعية د . محمد بن حسن المريخي إن دين الله تعالى سفينة النجاة وهو طريق السلامة من الغرق والهلاك خاصة في أزمنة الناس التي امتلأت بالفتن كلما ذهبت فتنة تبعتها أختها بأشد منها ظلمة وغربة.

ودعا في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أمس إلى التمسك بالدين والعمل بسنة سيد المرسلين التي فيها الفوز والتمكين ودوام النعم وذهاب النقم وانقشاع الغمة .

وحذر من التغيير السيئ والتبديل المضر وقال في هذه الأثناء " لا تغيروا هدي رسول الله فتتغير عليكم النعم وتغادر ساحاتكم المنن وتحل مكانها النقم، فما غيّر أحد نعمة الله عليه من بعد ما جاءته إلا وندم وخسر خسراناً مبيناً" .

وأكد د المريخي أن الغيرة على الأعراض نعمة يمتن الله بها على عبده المؤمن وهي نعمة يتميز بها المسلم الموحد على غيره من بني البشر، فلا توجد إلا عند المسلم أما غيره فلا غيْرَة عندهم، إنها صفة إيمانية يكتسبها المسلم بعد إذن الله تعالى بإيمانه وإسلامه وكلما زاد إيمان العبد ازدادت غيرته على عرضه وحرص على شرفه .

وذكر أن الغيرة شعور إيماني يدفع صاحبه من داخله ويحرك ضميره ويأمره بالمسارعة إلى ستر عرضه وحماية وستر عوراته وحراستها أبداً ما بقي في هذه الحياة.

وزاد القول " الغيرة على الأعراض اتصف بها الأنبياء والمرسلون والأئمة والصالحون والمسلمون أجمعون، بل اتصف بها الله تعالى اتصافاً يليق بجلاله وكماله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه ) .

ولفت إلى أن الغيرة خلق كريم وأدب عظيم وشيمة ومروءة ومنّة من الرحمن الرحيم وبرهان على الإيمان والاستظلال بظلال القرآن والإسلام، وهي عند الذكور والإناث على حد سواء فكما يوجد الغيورون فإنه توجد الغيورات على أعراضهن من المسلمات المؤمنات، يغرنَ على بناتهن وأبنائهن وأزواجهن وأرحامهن، لكن الغيرة قد يكون فيها إفراط وتفريط وإنما نعني هنا الغيرة المعتدلة التي تبني ولا تهدم وتنتج ولا تفضح وتعالج ولا تسقم .

وأشار إلى أن في دنيا المسلمين من أراد الغيرة بغير ما أنزل الله تعالى فأساء وهدم، وهذا الذي بناها على الشكوك والظنون والطعون وبالقوة والعضلات فخر عليهم السقف من فوقهم فانهدم البنيان وتفرقت الأسرة وتيتم الأبناء، وهذا قد زاد من مشاكل المجتمع وحمل المسلمين أثقالاً مع أثقالهم .

ولفت إلى أن البعض يحسب أن الغيرة إنما تكون بالظنون فيبدأ متجسساً متحسساً متشككاً متتبعاً للعثرات متربصاً للأخطاء .. وأكد أن هذا السلوك مرفوض شرعاً فما بنى الإسلام الأسرة على الشكوك ولا أقام أركان المجتمع على التجسس ولكن على الثقة والمعاملة الحسنة والاحترام المتبادل .

وذكر الخطيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم أمته الغيرة من خلال توجيه الشاب الذي جاءه يطلب منه الإذن في الزنى، يقول ( ائذن لي في الزنى، فأقبل عليه الناس يزجرونه فقربه رسول الله منه، وأخذ يناقشه يقول له: أتحبه لأمك، قال: لا والله جعلني الله فداك، فيقول له: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أتحبه لابنتك ؟ قال لا، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، فما زال معه يستعرض له المحارم ويقول له: أتحبه لأختك، لعمتك، لخالتك، والشاب يجيبه: لا يا رسول الله حتى أقنعه بخطئه وأفهمه أن الغيرة التي يجدها في نفسه على محارمه فإن الناس يجدونها في أنفسهم على محارمهم، ثم دعا له: اللهم اشرح صدره وطهر قلبه وحصن فرجه ).

وأكد أن الغيرة على الأعراض والحرص على ستر العورات ومدارات السوءات حماية للمجتمع من الانهيار والعقوبة الربانية، فالمجتمع الذي لا يغار على حرماته ويسمح بكشف عوراته، مجتمع فتح الباب على مصراعيه لتدخل عليه الخبائث والفسوق والأمراض وسوء الأخلاق .

مراقبة الخالق تجلب الأمان

وشدد د . محمد المريخي على تجنب التبرج والسفور وكشف العورات والسكوت عليها، فما نزلت الأمراض المستعصية إلا من بعد ما انكشفت العورات وحدثت الفواحش والتردي في وادي الشهوات.

وأكد د .المريخي أن المجتمعات التي تراقب الله تعالى وتخشاه وتتوب إليه وتستغفره لهي مجتمعات تنشد الأمان والسلامة وهي مجتمعات مرحومة آمنة مستقرة، يقول تعالى ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين )

وأعرب عن حزنه لتفريط البعض من المسلمين في الغيرة على الأعراض وأرخوا الحبل قليلاً كما يظهر في دنيا النساء في الأعراس والأفراح والاحتفالات وحتى ظهرت بعض النساء بملابس التفرنج المفصلة والشفافة ومخالطة الرجال وغير هذا كثير .

د. ماهر الذبحاني

ندد بدعاة الحرية والانعتاق ..

ماهر الذبحاني بجامع الأخوين: الدعوات لتفكك الأسر الإسلامية لن تتوقف

قال فضيلة الشيخ ماهر أبوبكر الذبحاني إن الشيطان حين يفلح في فك روابط الأسرة، فإنه لا يهدم بيتاً واحداً، ولا يضع شراً محدوداً، إنما يوقع الأمة جمعاء في شر بعيد المدى، لأن الأمة التي يقوم بناؤها على لبنات ضعيفة، من أُسر مخلخلة، وأفراد مُشَردين، وأبناء يتامى، فلن تحقق نصراً، ولن تبلغ عزاً، بل تتداعى عليها الأمم كما تَدَاعَى الأكَلَة إلى قصعتها.

وأشار في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الأخوين "سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني" بمنطقة الوعب، إلى أن الإسلام قد أحاط الأسرة بسياج من النظم والتشريعات حدد بموجبها الحقوق والواجبات لكل من الزوجين والأبناء، ذكوراً وإناثاً؛ ووزعت الاختصاصات بما يتفق مع القدرة الجسمية والحاجة النفسية لكل فرد. مشيرا إلى أن هذه النظم والتشريعات تجمع ولا تفرق، تبني ولا تهدم، تُصلح ولا تُفسد.

هدم الأسر دمار

وقال إنه بذلك يتحقق للمجتمع المسلم الطمأنينة والاستقرار، والبعد عن التفكك والانهيار. مبينا أن الإسلام قد اهتم اهتماماً لا مزيد عليه بشأن الأسرة وأُسُسِ تكوينها، وأسباب دوام ترابطها؛ لتبقى الأسرة المسلمة شامخة يسودها الوئام، وترفرف عليها المحبة .

وأضاف: لقد بيَّن القرآن للأزواج أن كلا منهما ضروري للآخر، ومتمم له مضيفا أنه لا يُتصور أن تقوم حياةٌ إنسانية على استقامة إذا هُدمت الأسرة.

ولفت إلى أن الذين ينادون بحلّ نظام الأسرة لا يريدون بالبشرية خيراً، وقد كانت دعوتهم -وما زالت- صوتاً نشازاً على مرّ التاريخ.

وأكد خطيب جامع الأخوين أن الأسرة المسلمة تقوم على أسس وثوابت. من هذه الثوابت التفاهم الأسري، وممارسة الأعمال بالتشاور، وأن تُبنى الحياة على التراضي لافتا إلى أنه إذا كان هذا التشاور والتفاهم حال الانفصال، فكيف والأسرة قائمة، وكل من الزوجين محتاج للآخر؟ إنها قاعدة أساسية، لا يمكن للأسرة المسلمة أن تغفل عنها. أما الاستبداد بالرأي، وعدم إعطاء قيمة لأي فرد من الأسرة؛ فإنه معول هدم في البيت المسلم.

حقوق الزوجين .. ثوابت

وقال إن من الثوابت لدى الأسرة المسلمةِ رعايةُ واحترام الحقوق بين الزوجين، من خلال المعاشرة بالمعروف، وفتح آفاق واسعة من المشاعر الفياضة، ليتدفق نبع المحبة، وتقْوى الرابطة؛ وهنا يجد الأزواج السكن النفسي الذي نصّ عليه القرآن. وبمثل هذا الرسوخ تُؤمَّنُ الأسرة من التصدّع، وإذا نشأ خلاف فإن المحبة الصادقة والمودة ستذيبه.

تقليد الغرب حطم الأسر

وشدد الخطيب ماهر على أن الأسرة المسلمة مسؤولة أمام الله عن تنشئة الأبناء على الإسلام .. وقال إن من الأهداف الرئيسة للأسرة المسلمة إقامة رابطة قوية بين أبناء الأسرة والمسجد؛ ذلك لأن المسجد في حياة المسلم جوهريّ وأساسيّ، والتردد على المسجد عمل تربوي جليل القدر، عميق الأثر، يغرس في النفوس الفضائل والقيم والآداب.

وأشار إلى أن عرى الأسرة المسلمة في بعض بلاد المسلمين تفككت نتيجة السقوط في حمأة التقليد الأعمى للغرب، والانسياق وراء كل نِحلة ترد منه، فكثرت حالات الطلاق، وتدمرت الحياة، وضاع المجتمع، وعزف كثير من الشباب عن الزواج، وتبع ذلك انطلاق محموم وراء الشهوات البهيمية؛ لذا فإن الدور القادم، دور خطير ومؤثر، فقد أسهمت التغيرات الاجتماعية في تقليص دور الأسرة المسلمة، واستولت أجهزة البث الفضائي، وغيرها، على وقت الأسر، وأثرت في مسارها، وخلخلت قيمها، ففقدت الأسرة في بعض المواضع تأثيرها، وشيئاً من فاعليتها.

مساحة إعلانية