رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

4078

بدأ تعليمه تحت شجرة.. وأكمله بمؤسسة قطر

الشرق ترصد قصة نجاح طالب أفريقي بالدوحة

13 مايو 2023 , 07:00ص
alsharq
وفاء زايد

قبل عقدين من الزمن، دأب الطفل حسين بالي على الجلوس في أرضية جامع صغير شُيّد من الطوب والخشب وتنتظم زواياه على شكل صفوف دراسية كان يحرص على حضورها مع زملائه الطلاب أبناء قرية نمونغونا النائية في أوغندا - أطفال من خلفيات اجتماعية متواضعة لكن كانت لديهم إرادة صلبة وإسهام وازن في الدفع بعجلة التعليم والشغف بالعلم والمعرفة.

واليوم، أصبح الطفل حسين شيخًا، ومع ذلك لا يزال يجلس على أرضية جامع، لكن هذه المرّة، جامع المدينة التعليمية، الذي شُيّد على مقربة من مدارس وجامعات مرموقة، من بينها جامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، التي يستعد للتخرج فيها، بعد حصوله على ماجستير في الدراسات الإسلامية المعاصرة، بعد رحلة طويلة من التحديات.

ولد حسين في أسرة فقيرة، توفي خمسة من أفرادها بسبب النقص الحاد في الخدمات المعيشية وانتشار الأمراض. وقد عانى هو نفسه من مرض خطير في طفولته كاد يودي بحياته. يصف حسين طفولته بالقول: "وُلدت في أسرة متردية الأوضاع. عانينا الأمرّين جراء الفقر والمرض. كانت والدتي تخرج من البيت فجرًا، حاملة الخضراوات على رأسها لتبيعها وتوفر لنا قوت يومنا. بدورنا، كنا نساعد أمي في هذه الظروف العصيبة. لم يُسعفنا الحال أبدًا لكي نحظى بطفولة سعيدة".

كان المستقبل يبدو قاتمًا في حياة تلك الأسرة، إلى أن برز التعليم، كشعاع ضوء في نفق مظلم، وذلك مع بدء تأسيس أول صف دراسي في القرية. ولأن والدة حسين كانت تدرك قيمة التعليم كأداة للتغيير – مع أنها حُرمت منه - فقد حرصت على إرسال أطفالها إلى المدرسة، رغم كل الظروف والصعوبات المادية.

يقول حسين: "انطلقت المدرسة مع صف دراسي واحد، حيث كنا نجلس تحت الشجرة، وبتحفيز من أحد شيوخ القرية، بدأنا، نحن أنفسنا، في بناء صفوف إضافية، بحيث كنا نجلب الماء لصناعة الطوب ونرفع الأعمدة، إلى أن وصلنا إلى المرحلة الإعدادية".

كان على حسين أن يعمل بكدٍ خلال فترة الصيف كي يتمكن من دخول الأول إعدادي، فوالدته، التي بدأ العمل ينهك جسدها لم تعد قادرة على سد جميع المصاريف، وقد تمكن من جمع تكاليف فصل واحد. علاوة على ذلك، ساهم تميزه في حصوله على بعض الامتيازات.

بسبب اضطراره للعمل، كان حسين يتغيب عن العديد من الصفوف الدراسية، ورغم ذلك كان متفوقًا في المواد العلمية وفي اللغة العربية والدروس الدينية. لا يزال يتذكر قول والدته: "يمكنك أن تصبح طبيبًا يا حسين".

يوضح حسين: "لم تكن شهادة مدرسة القرية معترفًا بها رسميًا، لكن شيخ القرية ساعدني في تقديم اختبار في مدرسة حكومية الذي نجحت فيه. أحس حسين بالفرح - لكنه كان فرحًا ممزوجًا بالحسرة، "لأنني كنت أدرك أن دخولي الجامعة سيكون مستحيلًا بسبب التكاليف المرتفعة".

لم يدع حسين اليأس يبعده عن أحلامه، فقد تناهى إلى سمعه أن السعودية تقدم وقتها منحًا لطلاب من دول إسلامية لدراسة العلوم الإسلامية في جامعاتها. ورغم أن الجميع من حوله استبعدوا مطلقًا فكرة قبوله، إلا أنه، بدافع حبه للتحديات، قدم طلبًا للانضمام، وأخذ ينتظر.

يقول حسين: "كنت أبيع المشروبات الغازية على دراجة هوائية، حين تلقيتُ خبر قبولي، جلست على الأرض ووضعت رأسي بين يديّ لأخفف من وطأة هذا الخبر الاستثنائي، لم يكن الأمر قابلًا للتصديق، إلى أن بدأت الجهة المعنية في السعودية بالتواصل معي، وبعد الكثير من الإجراءات المعقدة، والتحديات، وبعد أن قدمت لي والدتي كل المال الاحتياطي الذي كانت تدخره منذ صغرنا لأوقات الشدة، تمكنتُ من السفر إلى السعودية".

وبسبب حصوله على شهادة ثانوية غير معترف بها، كان على حسين أن يواجه تحديًا كبيرًا، إذْ طُلب منه أن يعيد دراسة جميع المقررات الدراسية للمرحلة الثانوية، كشرط لقبوله في الجامعة. وبالفعل، تمكن من إنهاء دراسة عشرات الكتب، في غضون أشهر، ليصبح، أخيرًا، طالبًا جامعيًا.

حصل حسين على شهادة البكالوريوس، ثم عاد إلى أوغندا حيث بدأ في العمل الاجتماعي. أصبح أفراد القرية يطلقون عليه لقب "شيخ" وبات مرجعًا لهم. وهنا، بدأت تتكون في ذهنه أسئلة عديدة، حول قضايا إسلامية معاصرة، ومسائل دينية مثل، الربا والزكاة وغيرهما. ولمحاسن الصدف، اطلع حسين على إعلان حول منح لبرنامج دراسات إسلامية معاصرة في الموقع الإلكتروني لجامعة حمد بن خليفة، كان هذا التخصص هو ما يحتاجه بالتحديد للحصول على إجابات عن تلك الأسئلة. لذلك، لم يتردد في تقديم طلب الانضمام.

رُفض طلب حسين، لكنه لم يستسلم، فقدم طلبًا ثانيًا، ورُفض أيضًا، ثم قدّم طلبًا ثالثًا، ليصله لاحقًا بريد إلكتروني من مؤسسة قطر، يهنئه بقبوله كفرد من مجتمع المدينة التعليمية.

بدموع الفرحة، يتذكر حسين: "رأيتُ أمامي شعاعًا جديدًا من الأمل، فانضمامي إلى مؤسسة قطر، أعاد إليَّ الثقة بأن أحلامي وآمالي كلها ستحقق".

ويتابع: "في المدينة التعليمية، وجدتُ نفسي أمام آفاق جديدة من التعلم وتطوير المهارات والتواصل، تعاملت مع أساتذة رفيعي الأخلاق، ومع زملاء مثقفين ومنفتحين، لقد صقلت تجربتي في قطر شخصيتي، وعززت أهدافي المستقبلية".

يستعد حسين للتخرج في برنامج ماجستير العلوم الإسلامية المعاصرة من جامعة حمد بن خليفة، وهو مصمم على العودة إلى أوغندا، لخدمة مجتمعه الصغير الذي ينتظره.

يقول حسين: "سأعود إلى قريتي حاملًا شهادتي، وسأقبل أولًا رأس أمي الذي كان يرفع قوت يومي، ويحمل عبء تعليمي، ثم سأتبع خطى شيخي، في دعم كل طفل لديه شغف بالعلم".

اقرأ المزيد

alsharq الأرصاد تحذر من رؤية أفقية متدنية على بعض مناطق الساحل آخر الليل

حذرت إدارة الأرصاد الجوية من رؤية أفقية متدنية متوقعة على بعض مناطق الساحل آخر الليل. وتوقعت إدارة الأرصاد... اقرأ المزيد

120

| 26 ديسمبر 2025

alsharq الصين: صناعة الذكاء الاصطناعي الأساسية تتجاوز 142 مليار دولار في عام 2025

تجاوز حجم الصناعة الأساسية للذكاء الاصطناعي في الصين خلال عام 2025 تريليون يوان، ما يعادل نحو 142 مليار... اقرأ المزيد

82

| 26 ديسمبر 2025

alsharq غداً إعلان نتائج الفصل الأول للشهادة الثانوية العامة.. إليك طريقة الاطلاع عليها

تبدأ وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في إعلان نتائج الفصل الدراسي الأول للشهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2025-2026... اقرأ المزيد

982

| 26 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية