رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

443

الخطة الوطنية للخرف تتصدى لعقبـات التشـخيص والرعاية 

13 مايو 2022 , 07:00ص
alsharq
هديل صابر

تهدف خطـة قطـر الوطنيـة للخـرف 2018-2022 الصادرة عن وزارة الصحة العامة، إلـى رسـم إطـار الرؤيـة المسـتقبلية للخدمـات المقدمـة للمصابيـن بالخـرف وأسـرهم والقائميـن علـى رعايتهـم، وذلـك عبـر زيـادة الوعـي العـام والمهنـي بالخـرف، والتشـديد علـى أهميـة التشـخيص والتدخـل بصـورة مبكـرة، إلـى جانـب تحسـين الطـرق العلاجيـة والرعايـة الصحيـة التاليـة للتشـخيص، ومـن المتوقـع أن يسـاعد تحسـين كافـة الخدمـات علـى تعزيـز جـودة حيـاة المصابيـن بالخـرف، والقائميـن علـى رعايتهـم وعائلاتهـم فـي دولـة قطـر.

* سبعة مجالات

وتتضمـن هـذه الخطـة مجـالات العمـل السـبعة التي من شـأنها تحسـين مجـالات رعاية مرضـى الخرف، مما سـيترك تأثيـراً مباشـراً على تحسـين جـودة الرعاية، وتتمحـور خطـة قطـر الوطنيـة حـول هـذه المجـالات السـبعة المنصـوص عليهـا فـي خطـة العمـل الشـاملة والتـي وضعتهـا منظمـة الصحـة العالميـة للخـرف والمرصـد العالمـي للخـرف، فأولى هذه المجالات الخرف من أولويات الصحة العامة فإن الهـدف مـن هـذه الخطـة هـو ضمـان إدراج الخـرف بيـن أولويـات الصحـة العامـة فـي دولـة قطـر، فخطـة الخـرف تنطـوي علـى نهـج واسـع النطـاق للصحـة العامـة، يرمـي إلـى تحسـين الرعايـة وجـودة حيـاة المصابيـن بالخـرف وأفـراد أسـرهم والقائمين علـى رعايتهم، وسـيُجرى العمل علـى ترابط خطة قطـر الوطنيـة الخاصـة بالخـرف، مـع الإسـتراتيجية الوطنيـة للصحـة 2018 - 2022، التوعية بمرض الخرف وفهمه حيث يعتبـر رفـع مسـتوى الوعـي عامـلا أساسيا لضمـان نجـاح هـذه الخطـة، فالنقـص الحالـي فـي التوعيـة بمـرض الخـرف وفهمـه يتسـبب فـي ظهـور الوصمـة الاجتماعيـة والعقبـات أمـام التشـخيص والرعاية، كمـا يسـبب آثـارا جسـدية ونفسـية واقتصاديـة سـلبية علـى الأسـر وعلى القائميـن علـى رعايـة المصابيـن بالخـرف وعلى المجتمعـات، الحد من مخاطر الخرف إذ يعتبـر الخـرف مـن أهـم الاضطرابـات العصبيـة المزمنـة والأكثـر شـيوعا بين كبار السـن، ومـن المعروف أن التغيـرات علـى مسـتوى الدمـاغ تبـدأ بالتبلـور قبـل عدة سـنوات مـن ظهور الأعـراض، ما يعـزز إمكانية الوقايـة مـن هـذه الحـالات المرضيـة أو تأخيـر ظهورهـا، ومـن الممكن إحـداث فـرق فـي حيـاة الأشـخاص عبـر تحديـد عوامـل الخطـر وتعديلهـا، فالتعديـل المكثـف لعوامل الخطـر، خاصـة فـي منتصـف العمر (65-45 سـنة)، من شـأنه الحد من خطـر تطور مرض الخرف بنسـبة كبيرة، أما المجال الرابع فيتعلق بتشخيص الخرف والعلاج والرعاية الصحية والدعم يعتبـر التشـخيص المبكـر، الذي تليـه رعاية متكاملـة بهدف تعزيز جـودة حياة المصابيـن بالخرف ودعم القائميـن علـى رعايتهـم، عنصـراً أساسـيًا فـي توفيـر رعايـة عاليـة الجـودة للمصابيـن بالخـرف، وإدراكًـا للحاجـة المتزايـدة إلـى نظـام يوفر رعاية عالية الجودة، بدءا من مرحلة التشخيص إلى آخر العمر، وتقر هـذه الخطـة ضـرورة إيجـاد نظـام يعـزز زيـادة الوعـي، والكشـف والتشـخيص المبكـر المعتمـد عليـه، والدعـم فـي مرحلة مـا بعد التشـخيص، ورأى المجال الخامس أهمية دعم القائمين على رعاية المصابين بالخرف لا تقتصـر التأثيـرات التـي يخلفها الخرف على الأشخاص المصابين فحسب، بل تطال أسرهم والقائميـن علـى رعايتهـم، فالخـرف يـؤدي إلى خلل فـي العلاقات الأسـرية، ويجعل المرضى يشـعرون بعزلـة عـن مجتمعهـم، كمـا يخلف تأثيرات على صعيد صحة الأسرة وشؤونها المالية، بحيث غالبا ما تضحي الأسر برفاهيتها في سبيل توفير أفضل رعاية ممكنة لأحبائهم، وترمي هذه الخطة إلى تقديم الدعم المتكامل لكافة الأشخاص القائمين على رعاية المصابين بالخرف، والمجال السادس هو أنظمة المعلومات المتعلقة بالخرف حيث تهـدف خطـة الخـرف إلـى تحسـين عمليـة تجميـع واسـتخدام البيانـات فـي مجموعـة مـن المجـالات المرتبطـة بالخـرف، فالسياسـات لا يمكـن أن تثبـت فعاليتهـا إلا عندمـا تقـاس النتائـج، وهـذه هـي الحال بالنسـبة للخـرف، ومـن المتوقـع أن تسـهم هـذه الخطـة فـي تحسـين كيفيـة تسـجيل المعلومات في هـذا المجـال، والحـالات الصحيـة ذات الصلـة، وتطبيـق منهـج موحـد لتجميـع البيانـات، أما المجال السابع فيناقش البحوث والابتكارات المتعلقة بالخرف، الخـرف مصطلـح عـام يصـف الحـالات المرضيـة المرتبطـة بتدهـور وظائـف الدمـاغ التـي تؤثـر علـى الذاكـرة والتفكيـر والسـلوك والعواطـف، ويعتبـر مـرض الزهايمـر النـوع الأكثـر شـيوعا، حيـث يشـكل مـا يتـراوح بيـن 60 % و50 % مـن كافة حالات الإصابـة بالخرف، واسـتقطاب الخبرات الرائـدة عالميا في مجـال الطـب الحيـوي، والرعايـة، والصحـة العامـة، والبحـوث التطبيقيـة المتعلقـة بالخـرف والمرتكـزة حـول الحاجـة إلـى الابتـكار، والعلـوم المتمحورة حـول المريـض، ستسـاعد جميعها على تيسـير فهم للآليـات الأساسـية التـي تـؤدي إلـى ظهـور الخـرف وتفاقمه.

* الخطة العالمية للخرف

    

وفي هذا السياق جاءت خطة العمل العالمية لمكافحة الخرف 2017 - 2025 الرامية إلى خلق عالـم صحـي يسـاعد علـى الوقايـة مـن مـرض الخـرف، ويضمـن حصـول مرضـى الخـرف ومـن يقـوم علـى رعايتهـم علـى مـا يحتاجـون إليـه مـن دعـم ورعاية لعيـش حيـاة كريمـة والتمتـع بقدراتهـم وإمكاناتهـم واحتـرام كرامتهم واسـتقلاليتهم وحقهـم فـي المسـاواة، بهدف تحسـين حيـاة الأشـخاص المصابيـن بالخـرف ومن يقوم علـى رعايتهم وأفراد أسـرهم والحـد من تأثير مرض الخرف عليهـم وعلـى المجتمعات والدول بشـكل عام.

وشددت الخطة العالمية للخرف على أهمية التشخيص المبكر للخرف الذي يسهم في تحسين وجودة حياة المرضى والقائمين على رعايتهم، إلا أنَّ الخطة كشفت النقاب عن وجود تحديات على مستوى التنسيق بين مختلف القطاعات الصحية والاجتماعية، تحديات التنسيق بين مختلف القطاعات الصحية والاجتماعية، عدم وجود تشريعات خاصة بالخرف نقص القوى العاملة المدربة على التعامل مع مرضى الخرف.

* نقاط القوة والضعف

يشير الوضع الراهن في دولة قطر بناء على ما استعرضته مجموعـة العمـل المعنيـة بالخـرف نقـاط القـوة والضعف (البيئـة الداخلية) إلـى جانب الفـرص والمخاطر (البيئـة الخارجيـة) المتعلقـة بمرض الخـرف في قطر، حيث تجلت نقاط القوة في الالتزام الوطني بتصميم خطة وطنية حول الخرف وتنفيذها، توافق وطني على ضرورة وضع مسار فعال ومنظم لرعاية مرضى الخرف، وجـود مجموعـة عمـل معنيـة بالخـرف علـى درجـة عاليـة مـن الكفـاءة والتحفيـز، مما يسـهم فـي رفـع الوعـي العـام وتوفيـر الدعـم الـلازم لتطويـر خطـة حـول الخـرف، أما فيما يتعلق بنقاط الضعف فيتضح أنَّ تشخيص الخرف والوصمة المحيطة به من نقاط الضعف، لا تتوفر معلومات دقيقة عن معدلات الإصابة بالخرف وانتشاره بالدولة وكيفية استخدام الخدمات ومستوى الطلبات التي لم يتم تلبيتها، تتوافـر فـي دولـة قطـر عدد من عيادات الذاكرة حيث هناك 6 عيادات منها 3 عيادات في مستشفى حمد العام والرميلة، إلى جانب 3 عيادات موزعة على 3 من المراكز الصحية بالتنسيق مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في مركز روضة الخيل للصحة والمعافاة، مركز لعبيب الصحي، ومركز الوجبة للصحة والمعافاة، وتستقبل العيادة من 25-30 مراجعا في اليوم، من عمر 60 عاما فما فوق.

    

* تسريع خطة العمل

وتجدر الإشارة إلى أنَّ وزارة الصحة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية نظمتا حلقة علمية لمدة 3 أيام خلال الأيام الماضية، لتسريع تنفيذ خطة العمل العالمية بشأن استجابة الصحة العامة للخرف في دولة قطر، حيث ذكرت في هذا السياق الدكتورة هنادي الحمد - استشاري أول طب الشيخوخة وقائد أولوية شيخوخة صحية بالإستراتيجية الوطنية للصحة في وزارة الصحة العامة، وقائد خطة قطر الوطنية للخرف، أن القطاع الصحي في دولة قطر يواصل تقديم أفضل الخدمات الخاصة بالمصابين بالخرف وفقاً لأرقى المعايير العالمية وطبقاً لخطة قطر الوطنية للخرف 2018-2022 الهادفة إلى تطوير الخدمات المقدمة إلى المصابين بالخرف وتوسعتها مستقبلاً، بما يشمل توفير الرعاية والدعم للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض والقائمين على رعايتهم وأفراد أسرهم بهدف تمكينهم من العيش حياة كريمة تقوم على الاحترام، والاستقلالية والمساواة.

مساحة إعلانية