رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

413

الكواري لليونسكو: التصدي للتمييز العنصري خطوة لتحقيق السلام بين الدول

13 أبريل 2016 , 12:03ص
alsharq
جوهانسبورغ - قنا

أكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، مستشار بالديوان الأميري مرشح دولة قطر مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" أن التصدي للتمييز العنصري هو خطوة لأجل تحقيق السلام بين الدول، بعد أن أورث الفرقة والتناحر وأربك وحدة المجتمع.

جاء ذلك في كلمة سعادته خلال حفل أقيم في قاعة مانديلا في مدينة جوهانسبورغ، بحضور رجال السلك الدبلوماسي وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية، في إطار زيارته إلى جنوب إفريقيا والتي بدأها أول أمس، وتعد الأولى له لدولة إفريقية ضمن مسيرة حملته الانتخابية.

وقال سعادته إن التمييز العنصري أخذ في المرحلة الأخيرة أشكالا جديدة تتستر خلف إيديولوجيات طائفية تشيع كره الآخر وتدعو إلى التصفية العرقية والتطهير الثقافي..

مشيرا إلى "انتشار الكراهية وهدم التراث الإنساني والحث على نبذ الآخر، وهي علامات نعثر عليها في تبعات الحملات المتسترة بالدين، حيث ظهرت بوادر الاسترقاق من جديد على أسس عرقية ودينية، ونجدها أيضا في الآثار الناتجة عن أزمة اللاجئين التي تتخذ للأسف الشديد ذريعة للتعصب وكره الآخر والمناداة بحرب الحضارات".

وأضاف :"يسرني أن أنقل لكم تقدير حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وشعب دولة قطر لهذا البلد ونضاله بقيادة الزعيم الراحل نلسون مانديلا الذي أصبح قدوة لشعوب العالم في نضاله ضد التمييز العنصري والبناء بعد التحرير وتبنيه قيم التسامح والسلام"..

مشيدا بالعلاقات الثنائية بين البلدين على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية وما لها من تأثير إيجابي في تكريس الحوار وإحلال السلام.

وعبر سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري عن تقديره العميق للتجربة النموذجية لأبناء جنوب إفريقيا في التسامح وإحلال السلم الاجتماعي بعد سنوات من النضال في سبيل المساواة والحرية، والكفاح من أجل كرامة الإنسان وحقه في الحياة مع غيره من البشر على أساس المساواة في الحقوق والواجبات.

وأشار إلى أن منظمة "اليونسكو" كافحت ضد العنصرية والتمييز العنصري منذ تأسيسها ولم تبخل بإعداد البحوث والدراسات حول هذا الموضوع إلى أن تمكنت في سنة 1976 من تبني المؤتمر العام إعلانا بشأن العنصرية والتعصب العنصري يعمل على مكافحة العنصرية بواسطة التربية والاتصال والقانون.

ونوه سعادته بأن اليونسكو أقرت اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، واعتمدت إعلان وبرنامج دوربان بشأن مكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب والتعصب في عام 2001.

وقال سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، مستشار بالديوان الأميري مرشح دولة قطر مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" إن التربية على المواطنة العالمية تشكل أداة خلاقة لإحلال التفاهم بين البشر وتعزيز حوار الثقافات، لافتا إلى أن الثقافة هي القوة الناعمة التي تمنح مناعة للمجتمعات وتبني جسورا للتواصل بين البشر بغض النظر عن عرقهم ولغتهم ومعتقداتهم.

وأوضح سعادته أن الثقافة تحتاج إلى أدوات للتوعية وتحسيس الشعوب بالآثار الناجمة عن "ثقافات الموت والكراهية"، مضيفا أن "الخطوات التي قامت بها اليونسكو في سبيل نشر هذا الوعي تحتاج بدورها إلى مجهودات نوعية لاستثمارها ومنها بالأساس: العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013-2022) والعقد الدولي للمنحدرين من أصل إفريقي(2015-2024)، ويعد التحالف الدولي للمدن لمناهضة العنصرية مثالا يحتذى لتبادل التجارب لمكافحة العنصرية".

وأشار إلى أن المدارس عندما تعمل على تعليم احترام الآخرين وتقدير ثراء تنوع الثقافات، فإن ذلك يوسع من دائرة الحوار والتفاهم بين الشعوب، ويخلق أجيالا تؤمن بتساوي الأفراد في الكرامة والحقوق، لأن المساواة هي المعيار الأساسي لكل عمل وحوار خلاق، ولا معنى للحوار إن لم يكن بين الأحرار، حيث تشكل الحرية المهاد الرئيسي لسائر الأعمال.

وأشاد سعادته بكلمات مانديلا حين قال :" إن الحرية لا تقبل التجزئة.. لأن القيود التي تكبل شخصا واحدا في بلاده إنما هي قيود تقيد أبناء وطني أجمعين". واعتبر أن قيود الجهل هي التي تكبل المجتمعات البشرية وتمنعها من تحقيق السلام، داعيا إلى إتاحة المعرفة للتصدي لمشروع التطهير الثقافي لدعاة "الجهل المقدس".

وتابع :"لقد أنجبت هذه الأرض ثمارا يانعة للإنسانية، من شعراء وأدباء ومفكرين وقادة آمنوا بدورهم في تحرير الإنسان، انطلاقا من الوفاء الدائم للقيم المثلى للأجداد الذين عمروا قرونا على هذه الأرض ليهبوها فكرهم وجهدهم، وما أبهى هذا التواصل الذي يجمع الأجيال في إطار وحدة الهوية والوطن، وما أشرف تمسك الفرد بثقافته ومثاليات أجداده، حتى أني أدركت باتصالي بالأفارقة وبالأدب الإفريقي مدى تجذر الشخصية الإفريقية وإيمانها بذاتيتها واحترامها لتاريخها، وهو رافد من روافد احترام الآخرين".

ونوه بأن الأفارقة عبروا عن تشبثهم بثقافاتهم الأصلية إزاء طوفان العولمة، وهذا يتجانس مع توجه اليونسكو في احترام الثقافات الأصلية، والدعوة إلى الإيمان بالتنوع الذي أصبح في بلد جنوب إفريقيا وجها ساطعا لا يحتاج إلى مساحيق.. مضيفا "نجد في تجربة هذا المجتمع ما يقتدى به في مناطق أخرى من العالم ، حيث احتلت المصالحة مكانها الطبيعي داخل المجتمع، واعتبر التنوع عامل إثراء، وتعززت مكانته بفضل انتشار التعليم والإيمان بأن الاختلاف هو قاسم مشترك موحد بين الجميع وليس عامل تفرقة".

واختتم سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، الكلمة، مؤكدا أن الثقافة ستظل حصنا منيعا لحماية مقدرات الإنسانية، ونبراسا للقيم السمحاء التي أثمرتها مسيرة شعب جنوب افريقيا، مجددا طرح مبادرته المطالبة بيوم عالمي للثقافة، والتي قدمها خلال مشاركته في منتدى أفينيون الذي عقد في 31 مارس الماضي بمدينة بوردو الفرنسية، ولاقت صدى طيبا لدى المشاركين.

وعبر سعادته عن أمله أن تتحول المبادرة إلى واقع وتساهم في نشر هذه القيم السامية والتي تمثلها جنوب إفريقيا ويسعى العالم إلى تحقيقها، وأن يكون اليوم العالمي للثقافة رمزا للكفاح المشترك ضد العنف والكراهية.

وقال سعادته :"إنني أعتز بهذه اللحظة التاريخية التي تجعلني أقف على هذه الأرض الطيبة التي تجسدت عليها قيم التسامح والإخاء في إطار التنوع والاحترام المتبادل، حيث أشعر أن وجودي بينكم يعطي لترشحي لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو عمقه الفكري وبعده السلوكي، ويزيدني إيمانا بدوري المستقبلي في تعزيز المبادرات التعليمية والثقافية التي من شأنها إشاعة الرخاء والتنمية لهذا الشعب الكريم".

مساحة إعلانية