تقارير وحوارات

841

خليفة العبيدلي لـ"الشرق": 50 % نسبة الموظفين القطريين بـ"مطافئ الفنانين"

* إعادة توظيف داخلي لمن التحقوا ببرنامج الإقامة..

* المبنى الجديد يجمع بين عبق الماضي وحداثة المستقبل

* المرحلة الثانية لبرنامج الإقامة تقتصر على الفنانين في قطر

* كل فنان يحمل همومًا.. والمعارض تختزل التجارب

* الموهوبون مطالبون بالتخطيط وعدم انتظار الدعم من أحد

* نخطط لاستقطاب العاملين سابقًا في المطافئ لتسجيل ذكرياتهم

* لدينا خطط كثيرة.. وندعم الفنانين القطريين والمقيمين

كشف السيد خليفة العبيدلي، مدير مطافئ الفنانين، أن نسبة الموظفين القطريين بـ"مطافئ الفنانين" بلغت 50% ، مؤكدا سعيهم لتقطير الوظائف، والعمل على إعادة توظيف داخلي للفنانين الذين التحقوا ببرنامج الإقامة للعمل في مختلف أقسامه..

ولفت العبيدلي إلى أن المرحلة الأولى من برنامج "الإقامة الفنية" شهد مشاركة "9" فنانين قطريين من جيل الشباب، معظمهم من خريجي جامعة فرجينيا كومنولث.

وأوضح في أول حوار خاص له بعد توليه منصب مدير مطافئ الفنانين، أن هناك لجنة مستقلة من الحكّام يتم اختيارها سنويًا بتقييم طلبات المشاركة واختيار الفنانين المشاركين في برنامج "الإقامة الفنية"، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية ستقتصر أيضًا على الفنانين من داخل قطر، على أن يتسع البرنامج نطاقه في مرحلة لاحقة ليضمّ فنانين من دول المنطقة.

*مر عام على افتتاح مبنى مطافئ "مقر الفنانين"، ما الذي حققتموه؟

- يأتي تدشين مبنى مطافئ "مقر الفنانين" تتويجًا للجهود التي تبذلها متاحف قطر منذ عام 2012 لتجديد مبنى الدفاع المدني القديم وتحويله إلى مقر استضافة للفنانين، وذلك بتوجيهات من سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء قطر، مع الحرص بأن تجمع حُلة المبنى الجديدة بين عبق الماضي وحداثة المستقبل، ومن ثمّ احتفظت بالواجهة الأصلية للمبنى مع إعادة تصميم العديد من ملامحه على نحو لم يُفقِده هويته المعمارية الأصلية..

وقد صاحب افتتاح المبنى معرض "555"، والذي سلط الضوء على حقبة كان لها دور رئيسي في تطوير الفنون في قطر والمنطقة بأسرها، حيث شارك فيه فنانين عراقيين ممن أقاموا في قطر في فترة التسعينيات وكانوا لهم دور بارز في تطوير الفن بشكل عام، وتلا افتتاح المعرض تنظيم العديد من المحاضرات والندوات وورش العمل المختلفة..

ومؤخرًا تم افتتاح معرض "شؤون منزلية" وهو معرض متنقل، يتطرق لدور المنزل في مساعي الأفراد اليومية لإيجاد التوازن بين الخصوصية والشهرة، والثقة وانعدامها، وكذلك الانخراط مع المجتمع أو العزلة عنه وسوف يستمر حتى 18 مايو المقبل.

*استقبلتم 18 فنانًا في المرحلة الأولى لبرنامج "مقر الفنانين"، فما تقييمكم لذلك؟

- برنامج "مطافئ مقر الفنانين" يهدف إلى دعم الفنانين في قطر من خلال مجموعة مختلفة من التخصصات الفنية، ويتيح لهم ملتقى للتبادل الإبداعي، وقد حظيت المرحلة الأولى بعدد من الطلبات في الحقيقة فاقت التوقعات، إذ وصلت أكثر من (100) طلب، مما كان الاختيار جدًا صعب، ووقع الاختيار على 18 فنانًا في تخصصات مختلفة كالفنون والتصوير والتصميم والعمارة، والذين سوف يتم عرض أعمالهم ومشاريعهم الفنية بمعرض فني ضخم في يونيو المقبل بكراج جاليري مطافئ..

وبشكل عام هناك لجنة مستقلة من الحكّام يتم اختيارها سنويًا بتقييم طلبات المشاركة واختيار الفنانين المشاركين، ويُنتظرُ من الفنانين الذين يقع عليهم الاختيار المشاركة والاندماج من خلال تقديم العروض وورش العمل، والتعاون مع الفنانين المقيمين الآخرين ضمن برنامج الإقامة الفنية، في حين يتم في هذا السياق مراعاة بأن هؤلاء الفنانين بحاجة لبعض الوقت للتَأمُّل ولاستكشاف أعمالهم الفنية ومشاريعهم الفنية المطروحة والتي سيعرضونها مع نهاية البرنامج والذي يمتد على مدار تسعة أشهر.

*وكم بلغت نسبة الفنانين القطريين ممن التحقوا في المرحلة الأولى؟

- بلغت نسبتهم ما يقارب 50%، حيث شهد البرنامج مشاركة "9" فنانين قطريين من جيل الشباب، معظمهم من خريجي جامعة فرجينيا كومنولث، والحقيقة وجدنا من خلال فترة الإقامة بأنهم يملكون رؤية واضحة، ومشاريع فنية مميزة، فضلًا عن أن لديهم أفكارا إبداعية، ولا يحتاجون سوى لمن يحتضن أفكارهم وإبداعاتهم..

وهذا ما يقوم عليه البرنامج من خلال إتاحة مساحة لكلّ فنان يستخدمها كاستوديو خاص به، يجتمع فيه مع الزملاء الفنانين ويعمل على تطوير تقنياته الفنيّة، كما يتيح له لقاء أمناء المتاحف وزيارة المعارض الخاصّة والمشاركة في النقاشات.

*ماذا عن المرحلة الثانية، وهل سنشهد مشاركة فنانين من خارج قطر؟

- المرحلة الثانية أيضًا سوف تقتصر على الفنانين المقيمين في قطر، البرنامج الآن في طور التجربة، ولا زلنا في بداية المشوار ونحتاج إلى مزيد من الوقت لاستقطاب من هم في الخارج، إلا أننا نسعى أن يتسع البرنامج نطاقه في مرحلة لاحقة ليضمّ فنانين من دول المنطقة، وحاليًا نستقبل طلبات الدفعة الثانية والتي ستستمر حتى الأول من مايو المقبل، ونأمل أن يصل العدد في حدود المرجو.

مبادرة مطافئ

*مبادرة "مطافئ" تسلط الضوء على الاهتمام بالمواهب الشبابية، فما مدى أهمية ذلك؟

- الجيل الشبابي عنده طاقة كبيرة بحيث ينتج من خلالها الكثير، لذا من الضروري جدًا الاهتمام بالجيل الحالي، وذلك من خلال إتاحة الفرصة أمامهم بالمشاركة والشروع في مشاريع فنية مجتمعية، وفي إطار برنامج "الإقامة الفنية"، فإن الفنانين والمحاضرين الزائرين مدعوون لتقديم محاضرات فنية نقدية مع الفنانين المقيمين، سواء ضمن مجموعات وبشكل فردي، وسيحصل كل فنان على دعم شهري، واستوديو خاص به للبدء بمشروعه الفني وطرح أفكاره الإبداعية.

*برأيكم على من تقع مسؤولية الاهتمام بتلك المواهب الشبابية؟

- على الموهوب نفسه! ففي السابق لم يكن هناك شيء منظم أو مرتب من الهيئات والمؤسسات بالدولة، وكفنانين عندما كنا في بداية مشوارنا، كنا نلجأ لمن هم أكبر منا سنًا وخبرة، نجتهد من أجل أن نتعلم منهم، وهم بدورهم لم يقصروا معنا فكانوا يهتمون بنا بل ويقدمون لنا كل سبل الدعم..

أما الآن هناك قنوات رسمية بالدولة تدعم المواهب الشبابية، وخير مثال على ذلك "مطافئ مقر الفنانين" والذي يعمل على استقطاب الفنانين الشباب، وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم وقدراتهم، لذا على الموهوب أن يخطط ويجتهد على موهبته ولا ينتظر الدعم من أحد.

*أهمية إقامة المعارض الفنية، ودعم المشاريع المجتمعية؟

- كل فنان لديه هموم يريد أن يطرحه بأسلوبه الخاص، والمعارض بشكل عام هي خلاصة التجارب، ونحن حاليًا نستعد لتنظيم معرض فني للفنانين الـ (18) الذين شاركوا في برنامج الإقامة، حيث سيتم عرض خلاصة تجاربهم الفنية على مدار 9 أشهر، في حين سيتم إتاحة الفرصة أمامهم للنقاش والحوار مع الفنانين الكبار والمجتمع.

علاقة المطافئ بالفن

*بعد افتتاح المبنى الجديد، أصبح هناك تساؤل يتردد حول علاقة الفن بالمطافئ، فما ردكم؟

- الفن يرتبط بكل شيء، وهو جزء لا يتجرأ من حياتنا، فعندما نتحدث عن مبنى "مطافئ" نجده فنا معماريا قديما، شُيد في عام 1982، وقد أقام فيه لواء المطافئ حتى عام 2012 حين تم تسليمه لمتاحف قطر لغايات المحافظة عليه وصيانته، وقد قام إبراهيم الجيدة، المهندس الرئيسي للمشروع، بالحفاظ على التفاصيل المعمارية الأصلية للمبنى، كونه يعتبر من أقدم المباني في الدولة، وله ذكريات عديدة في ذاكرة الناس، فمتاحف قطر حريصة جدًا على إعادة المباني التاريخية والتي تعد أيقونة وتعكس فن العمارة في الثمانينيات..

ونحن نفتخر جدًا بهذا المبنى الجميل، ونعمل حاليا على إعداد زيارة خاصة لمن كانوا يعملون في المطافئ سابقًا، ليتم تسجيل ذكرياتهم، وردود أفعالهم، والعلاقات الإنسانية التي كانت تجمعهم، بحيث يتم عمل معرض أو إصدار لهم فيما بعد، فدور المطافئ مؤثر وكبير ونحن نحاول أن نبرز هذا الدور بطريقة فنية.