رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1891

محمد السادة لـ الشرق: دخلت ساحة الرواية دون التخلي عن برج الشعر

11 يناير 2023 , 07:00ص
alsharq
محمد إبراهيم السادة
طه عبدالرحمن

أصدرت وزارة الثقافة ممثلة في إدارة الإصدارات والترجمة، الطبعة الأولى من رواية «قاربي سيعود»، للكاتب والشاعر محمد إبراهيم السادة، وذلك في أول تجاربه الروائية. وحول فكرة هذا العمل، قال الكاتب محمد إبراهيم السادة في تصريحات خاصة لـ الشرق: إن الفكرة بدأت قبل خمس سنوات تقريباً بعد أن رأيت وأحسست بما تفعله الحضارة بالإنسان من فرض هيمنتها المادية المتسارعة مكتسحة الجانب الروحي والأخلاقي فيه، والمد الجارف الذي يهدد الأجيال القادمة من اللهاث خلف الماديات وإهمال الترابط والعلاقات الإنسانية والتضحية بالثوابت والأخلاق والموروثات، وقفت وقفة المتأمل لمصير الآتين الجدد إلى الحياة بعقول فارغة ليملؤوها بالأنانية والتنافر والصراع من أجل مظاهر خادعة سرعان ما تتلاشى، ثم التفت الى الخلف لأرى الأجيال الراحلة وهي تستغيث وتندب جهدها الذي بذلت فيه العمل والكد والعرق في سبيل رفاهية من بعدهم ليجدوهم يهدمون تلك الجهود وكل ذلك الإرث ويهيمون على وجوههم راكضين خلف آمال واهية وأمنيات كاذبة.

وأضاف: تأملت في كل ذلك فوجدتني أحمل رسالة من الماضين إلى الآتين يفرضها علي مكاني بينهم، تناولت كيف كان الأولون يعيشون، كيف هي منازلهم ووسائل مواصلاتهم وطرق حصولهم على أرزاقهم، تناولت أخلاقهم وصدقهم ووفاءهم، وتناولت ترابطهم وأشواقهم لبعضهم في ليال شاحبة خالية من أي وسيلة اتصال، فأطاعني قلمي في رسم تلك الصور لأناس رحلوا كانوا قريبين مني لتكون الصورة أوضح على الرغم من ضبابيتها أحياناً لذلك قمت بملء تلك الفراغات بخيالات قريبة من واقعهم وجسدتها لتكتمل الصورة.

وحول ما إذا كان خوضه لتجربة الكتابة الروائية يعد انتقالاً إليها من الشعر. أكد السادة أنه لا يعتبر كتابته للرواية انتقالًا أو عزوفًا عن الشعر. وقال: أنا أؤمن أن الشعر أكثر قدرة على التعبير من الرواية فالشعر يحلق بالشاعر في آفاق المعاني ويختزل الصورة في بيت أو بيتين في حين أن الرواية تحتاج إلى صفحات لرسم نفس الصورة، وذلك ليس استهانة بالرواية ولكن الشعر مناسبة وشعور يحتم على الشاعر أن يصوره في حينه فيركز المعاني ويحشدها أما الرواية فنفسها أطول ودعني أقول إنني أعتبر الرواية عشرات من القصائد تتطلب وقتاً أطول من القارئ. وأنا دخلت ساحة الرواية لكنني لم أتخل عن برج الشعر. وفيما إذا كانت ستكون له تجارب روائية أخرى. توقع الشاعر والروائي محمد إبراهيم السادة ذلك.

مؤكداً أن روايته الجديدة «قاربي سيعود» استغرقت خمس سنوات لترى النور، وأنه لن يستعجل في كتابة الرواية القادمة ولكن الفكرة مطروحة والموضوعات عديدة. وفي تقدمة الرواية، أكدت وزارة الثقافة حرصها على نشر الأعمال الأدبية المتميزة للكتاب القطريين والعرب، وأن للأعمال السردية نصيبا وافرا من هذا النشر، حيث يعد العمل السردي إنتاجاً فكرياً متميزاً.لافتة إلى أن الكتاب القطريين فرضوا أنفسهم في الساحة الأدبية المحلية والخليجية والعربية، لما تحمله أعمالهم من إبداعات متميزة، وأفكار نيرة، نال بها جوائز في مناسبات عديدة، كما تمت ترجمة العديد من الأعمال القصصية والروائية القطرية إلى لغات أجنبية عديدة نالت استحسان القارئ غير العربي.

تفاصيل حياتية

عرجت وزارة الثقافة - خلال تقدمة العمل- على الرواية الجديدة للكاتب محمد إبراهيم السادة. مؤكدة أنه ينقل القارئ إلى عالم الثلاثينيات من القرن الماضي مما يجعلنا نتعرف على تلك الحياة في البيئة القطرية بتفاصيلها الدقيقة التي تدل على إلمام الكاتب بتلك الحياة التي لاشك في أنها قد وصلته عبر تناقل الأجيال لها من الآباء والأجداد، حيث ينقل المؤلف فيها القارئ إلى ذلك العالم كأنه يعيش فيه، فيصف بأسلوب سردي وبلغة شاعرية وعاطفة جياشة معاناة الحياة اليومية والتفاصيل الدقيقة لذلك الزمن كمهنة الغوص، وتجارة اللؤلؤ، والمفردات المستخدمة آنذاك، وكذلك الحياة الاجتماعية والعادات والتقاليد كعادات الزواج وإكرام الضيف، وغيرها.

كما أكدت الوزارة أن الكاتب محمد إبراهيم السادة شاعر صدرت له العديد من الدواوين الشعرية باللغة العربية الفصحى، بالإضافة إلى بحث أدبي في السردية الشفهية، وكذلك أناشيد للأطفال، ويعد هذا العمل الأول له في الكتابة الروائية. وأعربت عن الأمل في أن يشكل هذا العمل السردي إضافة جديدة للمكتبة القطرية والعربية.

 

مساحة إعلانية