رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

374

محمد قباطي: عدن نقطة انطلاق لتحرير باقي الأراضي اليمنية

09 أغسطس 2015 , 09:34م
alsharq
أجرى الحوار: عبدالحميد قطب

أكد السفير محمد عبدالمجيد قباطي رئيس التجمع المدني الجنوبي الديمقراطي (مجد) في حواره لـ"الشرق" أنه من المتوقع أن تكون عدن بعد تحريرها نقطة انطلاق للمقاومة الشعبية وقوات التحالف لتحرير باقي الأراضى اليمنية.

وكشف قباطي عن سبب تأخر ذهاب الحكومة إلى عدن، قائلا: إن تأخر الحكومة عن الذهاب إلى عدن انتظارا منهم لتطهير باقي المناطق في عدن، وخاصة "خور مكسر" وإيجاد مكان آمن لهم، حتى يستطيعوا ممارسة مهامهم وأعمالهم بطريقة جيدة.

وطالب قباطي مجلس الأمن بضرورة الإسراع في تطبيق قراره رقم 2216 الخاص باليمن وإنفاذه وألا تكون المادة 41 عقبة أمام ردع الانقلابيين.

وناشد دول الخليج بأن تكون نظرتهم إلى اليمن نظرة تكاملية وأن يساهموا في إعادة منظومة الجيش والأمن، بحيث تتماهى مع منظومة الخليج بشكل عام.

وإلى نص الحوار...

# يشهد الإقليم العربي والمحيط الخليجي تحركات حثيثة لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، وخاصة بعد عودة نائب الرئيس اليمني خالد بحاح إلى عدن، برأيك هل أوشكت الأزمة اليمنية على الانتهاء؟

## بكل تأكيد ..فالتحركات الدبلوماسية للمسؤولين اليمنيين، والتي تواكبها عمليات عسكرية على الأراضي، في كافة المناطق، يجعلنا نوقن أن الحل أوشك، وأنه حان الوقت الآن لتطبيق قرار مجلس الأمن الذي تأخر كثيرا، كما أن مقولة مجلس الأمن يعني ما يقول، ويقول ما يعني نريد أن نراها على أرض الواقع.

# وما الذي يحول دون تطبيق القرار 2216 الصادر من مجلس الأمن؟

##في الحقيقة، الذى يحول دون تطبيق هذا القرار هو عدم ظهور العصا وأسنان مجلس الامن، فمن الملاحظ أن القرار 2216 اتخذ تحت الفصل السابع، لكن لازال يسبح ويعوم تحت بند المادة 41 من الفصل السابع، التي تعيق تطبيقه، برغم أن مجلس الأمن أعلن أنه سيتخذ تدابير أخرى لكي ينفذ هذا القرار.

لذا فنحن كيمنيين نريد لهذا القرار أن ينتقل من المادة 41 إلى المادة 42 التي تجيز استخدام القوة في إنفاذ قرارات مجلس الأمن وتطبيقها.

# ولماذا تأخرت الحكومة عن الذهاب إلى عدن بعدما أُعلن عن ذلك؟

## حسب معلوماتى فإن وفد الحكومة كان مستعدا للذهاب، لكنه تأخر عن الذهاب إلى عدن انتظاراً لاستكمال تطهير باقي المناطق، وخاصة منطقة "خورمكسر "، وأيضا كذلك إيجاد مكان آمن لهم، حتى يتسنى لهم إدارة شؤؤن البلاد بطريقة آمنة وصحيحة، لكن مسألة العودة مؤكدة ولا رجعة فيها ومن أجل القيام أيضا بدور سياسي إلى جوار العسكري والإغاثي.

الحكومة في عدن

# لكن الوزارات التي ستسافر إلى عدن هي وزرات خدمية وليست سياسية؟

## من المؤكد أن الواقع في عدن يشي بأنه قد تم تدمير البُنى التحتية للبلاد، وهذا يجعل العملية الإغاثية والخدمية، وإيصال المعونات الرئيسية، للمناطق التي لم تصل إليها من قبل في مقدمة المهام للوزراء.

وربما أيضا كانت مهمة هذه الوزارات توفير الجانب الأهم، ألا وهو الأمني والعسكري، فهناك كميات كبيرة من السلاح منتشرة بين الأهالي، وهناك مليشيات في المدينة، لذا فإن إصلاح القطاع الأمني في هذا التوقيت أمر مطلوب ومهم في إقامة الدولة القادمة.

# وهل ستكتفي الحكومة بعدن فقط أم هناك نية للتوسع في مناطق أخرى؟

## عدن هي بداية النهاية، فهناك عمليات عسكرية كبيرة يجهز لها ستنطلق من عدن، علما بأن هذه القوات الموجودة في عدن بإمكانها حسم ملفات كثيرة إذا ما أعطيت لها الإشارة، وهذا بالطبع سيكون بمشاركة القوات الجنوبية الباسلة ، وفي ظل وجود قوات قوية هناك وتغطية الأجواء من قبل قوات التحالف، وتناغم في الأداء إعلاميا وسياسيا وإغاثيا مع التحالف.

# تكلمت عن تنفيذ قرار مجلس الأمن، لكن الدول العربية وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية نفذوا قرار مجلس الأمن بعاصفة الحزم ..ألا يكفي هذا؟

## بالفعل فإن الدبلوماسية العربية الخليجية تحملت هذا الأمر وقامت بانفاذ قرار مجلس الأمن بشكل راقي، وأيضا في الفعل العسكري بداية بعملية "عاصفة الحزم " مرورا بإعادة الأمل، وانتهاءً بالسهم الذهبي.

وهذه كلها مؤشرات على أن الدبلوماسية العربية تريد أن تقول لمجلس الأمن الدولي: حان الوقت لأن تكون حريصا على الأمن والسلام الدولي في منطقة شديدة الحساسية، وعدم ترك الأمور بمثل هذه الصورة، مما يجعل هنجهية دولة إقليمية تعبث بالأمن الإقليمي يزداد كثيرا، فنريد أن يصلها رسالة مجلس الأمن والسلام الدوليين بشكل واضح، وأن كل ما يحدث في اليمن من كلفة إنسانية سيتحملها مجلس الأمن إذا لم يتحرك.

# كنت قد انتقدت تعاطي الأمم المتحدة من قبل مع الأزمة اليمنية ..برأيك هل سيتغير هذا التعاطي بعد وصول الحكومة لعدن من الناحية الإغاثية؟

## ربما ملامح هذا التغيير قد ظهرت بالفعل، فقد تمكن برنامج الغذاء العالمي، من إيصال حوالي ما يوازي 100 ألف سلة غذائية لعدن، ونتوقع في القريب العاجل أن يكون للأمم المتحدة نشاط أكبر في كافة أنحاء اليمن على صعيد الجانب الإنساني والإغاثي.

# وكيف تنظر لانتقال الحكومة اليمنية إلى عدن؟

## هذا موضوع في غاية الأهمية، ونحن في مؤتمر الرياض أكدنا على أهمية أن تنتقل الحكومة إلى عدن، وقد شعرنا به أنه قد قلب نغمة الانقلاب، فوجود الحكومة على أرض يمينة هي عدن التي صمدت صمود الأبطال

وهذا الانتقال يعد خطوة مهمة على صعيد تحقيق الانتصار السياسي، بجانب الانتصارات العسكرية التي تتحقق على الأرض.

# ما هي رؤيتكم كيمنيين للحل السياسي في البلاد بعد "عاصفة الحزم"؟

## من المعلوم أن عملية عاصفة الحزم كانت تهدف إلى الدفع بعملية سياسية متوازنة لا يتحكم فيها طرف دون الآخر على غرار المبادرة الخليجية التي هيأت مسارا سياسيا استمر لثلاث سنوات وتمخض عنها مؤتمر الحوار الوطنى الشامل، والذي ضم كل التوجهات السياسية بمختلف مشاربها، ونكاد نكون قد خرجنا منها بوثيقة مفصلية في تاريخ اليمن، وانعكست هذه الوثيقة فيما يسمى مخرجات الحوار الوطني.

لكن بعض الجهات، والتي لا تريد التغير، وكان لها تحفظات على بعض الجوانب برغم أنها أظهرت أثناء الحوار الذي ظل لمدة 10 أشهر موافقتها.

وكان الاتفاق على أن تكون الدولة ذات طابع مدني، وأن تكون أيضا فيدرالية، وأن تكون دولة شراكة بين الشمال والجنوب وتعزيز مسار هذه الكيان الجامع، بحيث يكون الجنوب شريكا وليس مشاركا، وبالفعل كانت القضية الجوهرية في الحوار هي مسألة الشراكة بين الشمال والجنوب، فنحن نوقن أن تطور اليمن سيكون بإعطاء كل أجزائه حرية بناء مساره على صعيد التنمية كيفما يشاء، كما تضمنت الوثيقة أيضا حرية التعددية، وبالتالي إذا ما كانت هناك حلول سياسية تطرح فيجب أن تنبني على هذا الأساس.

قبول مخرجات الحوار

# وهل سيقبل الحوثيون بمخرجات الحوار، وخاصة بعد "عاصفة الحزم" وسقوط الكثير من القتلى في صفوفهم؟

## لقد قطعنا من قبل تسعة أعشار المسافة في تنفيذ مخرجات الحوار، وهم الآن يقولون لنا أننا نقبل بمخرجات الحوار، لكن لنا ملاحظات فيما يخص التقسيم الإدارى لأقاليم الدولة الفيدرالية الاتحادية وأيضا حدود هذه الأقاليم.

# وكيف كان ردكم عليهم؟

## بالطبع هذه مشاكل بسيطة يمكن حلها، لكن واضح أنهم لا يريدون أي توافق، وقد ظهر هذه جليا عندما ظهرت وثيقة الدستور لأول مرة، حيث أرادوا أن يختطفوها ويلغوها، وبالفعل قاموا باختطاف الأمين العام للحوار الوطني، ظنا منهم أن لديه وثيقة الدستور ولما فشلوا فعلوا ما فعلوه من انقلاب.

# لكن برأيك هل الحوثي يقبل بالحوار وبالمسار الديمقراطي؟

## هم عندما يشتد عليهم الضغط يقولون إننا نقبل بالحوار، لكن إذا خف الضغط أرادوا أن ينتهجوا مسارا آخر، واتجاها يخدم على مصالحهم، فهم عندما عجزوا عن تحقيق مآربهم في مؤتمر الحوار الشامل، أرادوا أن يفرضوه بالقوة، كما أرادوا أن يتراجعوا في كثير من القضايا التي حسمت.

# لكن ما يلاحظ على الأرض أنهم يتوسعون، وهذا يعني أنهم لن يقبلوا بالحوار السياسي؟

## لكن في النهاية لا بد من الحل السياسي، وهم يعلمون ذلك، ويدركون أن الحرب التي يخوضونها لن تحقق لهم أهدافهم.

# من هو الأكثر تأثيراً في المشهد الآن الحوثيين أم بقايا نظام علي عبدالله صالح؟

الحوثيون وصالح

## الحوثيون ما هم إلا واجهة للنظام القديم، والدولة العميقة السابقة، التي تحاول استعادة نفسها، وإعادة إنتاجها، ولولا دعم النظام القديم للحوثيين ما استطاعوا أن يتقدموا خطوة واحدة.

دور بن عمر

# هناك سؤال يحير الكثيرين، هل جمال بن عمر المبعوث الأممي السابق لليمن تواطأ مع الحوثيين؟

## للأسف جمال بن عمر بدأ عمله السابق في اليمن إلى حد ما مقبول، لكن قبل سقوط صنعاء، كان يهتم بتاريخه أكثر من إنجاز قضية الحوار، وهو حاول إكمال الحوار، لكن الحوثيين رفضوا استكماله، حتى مؤتمر السلم والشراكة الوطني الذي سعى من أجله رفضه الحوثيون، بما فيه البنود الأساسية المتعلقة بالجانب الأمني والعسكري.

# ولماذا رفضوا البنود المتعلقة بالجانب الأمني والعسكري؟

## لأنهم يرفضون تسليم السلاح الثقيل والمتوسط، ويرفضون التحول إلى حزب سياسي، وأن تكون الدولة "المدنية" هي من تحتكر الأمن والعسكرية، وللأسف بن عمر فشل في أن يقنعهم بذلك، وهذا دليل على أنهم مجموعة مليشياوية تريد أن ترفض رأيها بالقوة على الآخرين.

# أنت كيمني ماذا كنت تريد من بن عمر أن يفعله؟

## جمال بن عمر كان مهتم بالحوار، لكي يصل إلى توافق، هذا التوافق قد تجاوزه الزمن، واستطاع الحوثيين التمكن من السيطرة على مفاصل الدولة ، وبالتالى كان التوافق وتنفيذ الحوار الوطنى من رابع المستحيلات.

كان مفترض على بن عمر إن ينقل الحوار إلى مكان محايد، لكى يشعر المشاركون بالأمان وأن يضعوا رؤاهم دون الخوف من أي عقوبة، ففي الحوار الذي جرى في فندق موفنبيك كان واضحا أن هناك طرفا يريد أن يفرض رأيه على الآخرين.

كما أنه أخطأ عندما كان يصور لمجلس الأمن والأمم المتحدة بأن هناك أمل، إلى أن وجد نفسه في نهاية طريق مسدود، لكن من الصعب أن نثبت أنه متواطئ، وقد يكون هو حسن النية، لكن حسن النية يقود إلى طريق جهنم.

# وكيف تنظرون إلى المبعوث الأممي الجديد؟

## نتمنى أن يستطيع إسماعيل ولد الشيخ أن يبني دوره الجديد بدراسة متأنية ومتعمقة لطبيعة المشاكل التي وقع فيها بن عمر، وأن يسعى لخلق توافق وليس لإنجاز مجد شخصي كما كان سابقه، وأعتقد أن إسماعيل ولد الشيخ سيستطيع أن يبنى على الجوانب الإيجابية في تجربة بن عمر ويدرس المثالب التي وقع فيها جمال، ومن خلال انتقاد ولد الشيخ للمبعوث السابق نعرف أنه يسير في طريق صحيح، وأنه يريد أن يكون على مسافة متساوية من جميع الأطراف، كما هو الدور المعروف لمبعوثي الأمم المتحدة.

# يعتبر بعض المراقبين أن حالة الحرب الآن في اليمن فرصة مهمة وجيدة لتنامي تنظيم القاعدة هناك ..ما رأيكم في هذا الافتراض؟

## لا شك أن المجتمع الدولي يدرك أن استقرار اليمن شيء مهم جداً للمنطقة، وبالتالي عدم الاستقرار سيخلق فجوات في المنظومة الأمنية في المنطقة، سواء كان هذا من خلال تشظي اليمن، ودخولها في صراعات مناطقية، وصرعات مذهبية، وهذا كله يقلق المجتمع الدولي والإقليمي، وخاصة أن 40% من التجارة الدولية تمر من هناك، و4 ملايين برميل نفط تمر من هناك إلى أوروبا، لذا فإن الاستقرار في هذه الرقعة مهم جداً للجميع.

وفي الحقيقة، فإن الأمريكان لديهم هاجس كبير من وجود تنظيم القاعدة، وهو ما جعل علي عبدالله صالح يستغل هذا الأمر ويخوف به الأمريكان، كما أن القاعدة حققت لصالح دعما ماديا كبيرا، وعسكريا، وهذا كان واضحا عندما قام الأمريكان بتدريب 300 من قوات النخبة، وبرغم أن لعبة القاعدة في النهاية هي لعبة النظام، لكن ما في شك أن تشظي اليمن، مقلق جداً للإقليم وللعالم.

# وهل تعتقد أن المجتمع الدولي يتفهم هذه المعادلة ويعرف أن علي صالح يدعم القاعدة؟

## بلا شك وإلا لما كان مجلس الأمن أصدر 6 قرارات تدين علي صالح والحوثيين.

# برأيك هل تعيين خالد بحاح نائبا للرئيس سيساهم بشكل ما في إيجاد حل سياسي؟

## مجيء الأخ بحاح كنائب للرئيس هو نوع من الإضافة الجديدة لبعد آخر في مسار التسوية السياسية، فالأستاذ خالد بحاح سبق أن شكَّل حكومة كفاءات، فيها نوع من التوافق، برغم أن الحوثيين وعلي عبدالله صالح وضعوا أمامها العراقيل، وعودته تثبت أن هناك نية لإيجاد توافقات، لكن باعتبار التغييرات الجديدة، التي تفرض وجود ضغوط عسكرية على الجانب الآخر للقبول بحل سياسي.

# ما هو المطلوب تحديداً من دول الخليج إذا ما انسحب الحوثيون وهدأت الأمور؟

## يجب أن تكون هناك نظرة تكاملية تجاه اليمن، فاليمن تشكل سوقا اقتصادية واعدة، هذا السوق يعطي إضافة لمنظومة الجزيرة كلها، وعندما تضاف اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي، فإن هناك بعدا جديدا سيضاف إلى المجلس ، لكن في المقابل أيضا على اليمنين أن يكونوا واقعيين في تعاطيهم مع مطالبهم، ومع الإخوة في الخليج، وكذلك مطلوب من الإخوة في الخليج المساعدة في إعادة منظومة الجيش والأمن، بحيث تتماهى مع منظومة الخليج بشكل عام، كما يجب إعادة تأهيل العمالة، كي تستطيع دول الخليج الاستفادة منها.

مساحة إعلانية