رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3545

مدير مركز هدف الصومالي للأبحاث لـ الشرق: قطر أول دولة ترسل مساعدات لضحايا الفيضان في الصومال

08 نوفمبر 2019 , 07:04ص
alsharq
حوار - عبد الحميد قطب

قطر أول دولة ترسل مساعدات لضحايا الفيضان في الصومال

الدوحة تساعد في بناء مؤسسات الصومال الوطنية

مساهمات قطر حلحلت الأزمات والصراعات الصومالية الداخلية

الدعم القطري غير مرهون بأجندات وأسهم في رفع وعي الصوماليين

الدوحة تلعب دوراً رائداً في مكافحة الإرهاب بالصومال

توافق في الرؤى بين قيادتي البلدين حول كثير من الملفات

العلاقات القطرية الصومالية تاريخية وتمتد للعصور الماضية

الدوحة أمدت الحكومة الصومالية بـ 68 مركبة مصفحة

التنسيق القطري الصومالي انعكس في التحفظ على الإدانة العربية لنبع السلام

الانتخابات الصومالية المقبلة فرصة لإجراء مصالحة وطنية

محاربة الجهل والفقر أفضل الصور لمعالجة الإرهاب بالصومال

غياب الرؤية الوطنية أهم التحديات التي تواجه الصومال

أكد محمد فارح حرسي مدير مركز هدف (HADAF) للأبحاث والتنمية في الصومال، أن قطر أول دولة ترسل مساعدات لضحايا الفيضانات في الصومال، موضحاً أن الدعم القطري، غير المرهون بأجندات، أسهم في رفع الوعي والارتقاء بحياة المواطنين الصوماليين.

واعتبر حرسي في حواره مع "الشرق" أن قطر تساعد الصومال لإخراجه من أزمته وبناء مؤسساته الوطنية، لافتاً إلى أن الدوحة تلعب دوراً رائداً في مكافحة الإرهاب بالصومال، مؤكداً أن محاربة الجهل والفقر أفضل الصور لمعالجة الإرهاب بالصومال. وأشار إلى أن الانتخابات الصومالية المقبلة فرصة لإجراء مصالحة وطنية، مشدداً على أن غياب الرؤية الوطنية أهم التحديات التي تواجه البلاد.

وإلى نص الحوار..

* كيف ترى العلاقات القطرية الصومالية في الوقت الراهن؟

كما تعلمون، تمتلك الصومال علاقات قوية وتاريخية مع دولة قطر الشقيقة ومع الدول العربية الأخرى، وهذه العلاقات امتدت على مر العصور الماضية، وهي علاقات تاريخية أزلية قديمة، ضاربة في جذور التاريخ ومحفورة في وجدان كلا الشعبين. وقد تعززت هذه العلاقات في الوقت الراهن بفضل الرعاية الكبيرة التي أولاها قادة البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنمية، التي تقوم على الاحترام المتبادل، وهناك تفاهمات كبيرة بين القيادتين، وتوافق في الرؤى حول العديد من الملفات، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقد تجلى ذلك في إرسال قطر الشقيقة وبتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، مساعدات إنسانية إلى ضحايا الفيضانات في المناطق المنكوبة في جنوب البلاد، وكانت أولى المساعدات الخارجية، حيث تضمنت (42) طناً من المؤن الإغاثية، ونحن نشكر لأخوتنا في قطر جهودهم الإنسانية والأخوية.

الجهود القطرية

* إلى أي مدى أسهمت الجهود القطرية في الارتقاء بالأوضاع الصومالية؟

لقد أسهمت قطر بشكل أساسي في حلحلة الأزمات والصراعات في الداخل، وتنمية الإنسان الصومالي، وذلك من خلال مشاريعها الإغاثية والتنموية التي لم تتوقف ولم تنقطع، بالإضافة إلى المساعدات التي تقدمها العديد من المؤسسات الخيرية القطرية، التي تنتشر في كافة المناطق الصومالية، دون قيد أو شرط أو أجندة، وهي تشمل مجالات عديدة.. وعلى سبيل المثال لا الحصر: مشاريع البنية التحتية، كبناء وإنشاء المدارس، والاهتمام بالشوارع والطرق، وكذلك المستوصفات الصحية، والأنشطة التعليمية وتوفير الدعم المباشر للمجتمعات الأقل حظا في سبيل رفع مستوياتهم المعيشية.

وقد ساهمت هذه المشاريع في رفع الوعي والارتقاء بحياة المواطنين الصوماليين، كما تساهم الجهود المبذولة حاليا من إعادة الإعمار وضخ الأموال للاستثمار في خلق مزيد من فرص العمل، ولا سيما بالنسبة للشباب، الذين يعانون البطالة، ويعتبرون في مقدمة ضحايا الفقر والحروب والهجرة غير الشرعية.

*هل انعكست العلاقات الثنائية على الأوضاع الداخلية أم شملت قضايا المنطقة؟

العلاقات بين البلدين في الوقت الحالي هي علاقات أخوية راسخة وممتازة، وشهدت نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، بسبب التزام قطر بمساعدة الشعب الصومالي سواء في المجال الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي أو العسكري والأمني لإخراجه من أزمته التي طال أمدها، وإعادة بناء مؤسساته الوطنية والأهلية جميعا، ويلاحظ أنّ العلاقات السياسية بين قطر والصومال في الآونة الأخيرة تطورت تطوراً ملحوظاً، ويعكس ذلك التنسيق المتبادل بين الجانبين في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخرها كان تحفظ قطر والصومال على بيان عربي بشأن العملية التركية بسوريا.

*هل تطلعونا بشكل مفصل على أوجه الدعم القطري في دعم التنمية في الصومال؟

ليس خافياً على أحد الدور الذي تلعبه دولة قطر الشقيقة في تقديم كافة أوجه الدعم إلى الشعب الصومالي، الذي يتخذ عدة أشكال، بداية من بناء وإعادة فتح المدارس، ومرورا بالإغاثة ونصرة المنكوبين بالجفاف والفيضانات، ووصولاً للمساندة الدبلوماسية في المحافل الدولية.

وخلال السنوات القليلة الماضية، تم إبرام اتفاقيات عديدة بين البلدين، مثل التعاون في قطاعي الطيران المدني والتعليم، والتي تهدف إلى تسريع عملية إعادة الإعمار والتنمية الجارية في البلاد، ودعم خلق فرص العمل المحلية. كما أطلقت قطر استثمارات في مقديشو ودعمت القوات الصومالية، حيث زودت الحكومة الصومالية بـ 68 مركبة مصفحة، لتحقيق الأمن والتنمية على حد سواء.

مكافحة الإرهاب

* تواجه الصومال تهديدات وتحديات جمة أبرزها التطرف والإرهاب.. كيف ترون التعاون القطري الصومالي في مكافحة الظاهرة؟

قطر تلعب دوراً رائداً في تعاونها مع الحكومة الصومالية في مكافحة الإرهاب، وإحلال الأمن وتحقيق التنمية في الصومال، فهي تقف إلى جوارها دائما في مكافحة الإرهاب، إلى جانب الدعم المباشر للميزانية الحكومية أو من خلال المشاريع والاستثمار عبر القطاع الخاص، الأمر الذي يساهم في المزيد من الاستقرار في الصومال، ويوفر فرص العمل للشباب ويقلل من نسبة الفقر وبالتالي المساهمة في القضاء على جذور التطرف.. ولا يمكن أن ينسى الشعب الصومال هذا التعاون الأخوي من أشقائنا القطريين في مثل هذه الظروف الصعبة.

*هل مكافحة الإرهاب تقتصر على الحل العسكري فقط أم هناك وسائل أخرى؟

الحل العسكري جزء من الحل وليس الحل كله، ولا يمكن مواجهة الإرهاب والتحديات الأمنية المتعددة في الوقت الراهن دون تبني آلية شاملة وصياغة رؤية وطنية بعيدة المدى حول استئصال جذور وأسباب الإرهاب، وفي تقديري فإن بناء الوعي ونشر الفكر الوسطي ومحاربة الجهل والفقر ومنع الظلم على المستوى الفردي والجماعي وإرساء قيم العدالة بين المجتمع هي من أفضل الصور لمعالجة ظاهرة الإرهاب في الصومال.

الانتخابات الصومالية

* تقترب الصومال من استحقاق انتخابي.. ما الذي يمكن تقديمه لها لمساعدتها في إنجاح العملية الانتخابية؟

تشكل الانتخابات جزءاً حيوياً من العمليات الديمقراطية، وتحقيق السلام والاستقرار في البلد الذي شهد حربا أهليا، والصومال اليوم بحاجة إلى إجراء انتخابات شاملة كآلية لإجراء مصالحة وطنية واندماج سياسي بين الفئات المجتمع ولابد أن تكون هذه الانتخابات حرة ونزيهة وتعكس الإرادة الحقيقية للشعب، ومن ثم نريد من الدول الشقيقة والصديقة أن يكون دعمهم يخدم هذا التوجه.

* بشكل عام ما أبرز التحديات التي تواجه الصومال؟

تواجه الصومال عدة تحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي، وأهم تلك التحديات الداخلية غياب الرؤية الوطنية في بعض القضايا المصيرية مثل عدم إكمال كتابة الدستور، باعتباره يشكل العنصر الرئيسي لإرساء الديمقراطية وإدارة الصراع في المجتمعات المنقسمة مناطقيا مثل الصومال. وهناك أيضا تحديات أمنية واقتصادية كثيرة قد تعيق المسيرة الوطنية الحالية.

ولا نغفل الخلاف الحاد الذي نشب بين الحكومة والمعارضة في الوقت الراهن المتعلق بالانتخابات القادمة.

أما التحديات الخارجية، فالقوى الدولية المتنافسة والمتناقضة، والقوى الإقليمية التي تهتم بالشأن الصومالي، يسارعون جميعا لتمكين حلفائهم السياسيين في السلطة لتمرير مصالحهم، ويجتهد كل منهم في أن يكون له موطئ قدم في الصومال ودور في رسم سياساته ومستقبله، وهذا التحدي يؤجج الصراع بين قوى المعارضة والحكومة ومن ثمَّ يشكل خطرا على الاستقرار والتنمية في البلد.

التنمية والنهضة

*أخيراً، ما الذي يحتاجه الشعب الصومالي لعدم العودة إلى الحقبة الماضية ؟

تحتاج الصومال دعما مادياً ومعنوياً من أشقائها العرب كي تقف على قدميها، وتسير في طريق التنمية والنهضة، وتحتاج أيضا إلى توافق سياسي بين الحكومة والمعارضة، وإلى مصالحة شاملة تجنب البلد الرجوع إلى مربعه الأول، والحد من التدخلات الخارجية وتصفير المشاكل بدول الجوار، وتبني سياسة الحياد في القضايا الدولية التي لا تأثر بالداخل ولا بالهوية الوطنية الدينية والتاريخية والجغرافية.

مساحة إعلانية