رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

2579

خبيرة المناخ بالاتحاد الأوروبي جينيفيف بونس لـ الشرق: العالم يعيش في حالة طوارئ مناخية خطيرة

08 يناير 2022 , 06:35ص
alsharq

قالت خبيرة المناخ بالاتحاد الأوروبي وقيادة العمل المناخي الأوروبي جينيفيف بونس إن العالم يعيش في حالة طوارئ مناخية، مؤكدة أن دول مجلس التعاون الخليجي ليست بمنأى عن العواقب المدمرة التي يواجهها العالم بسبب تغير المناخ والتي من بينها ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه.

ورأت جينيفيف بونس في حوار مع «الشرق» إن الصفقة الخضراء الأوروبية يمكن لها أن تكون نقطة مرجعية ومصدرا للإلهام لبقية دول العالم، موضحة أن الصفقة الخضراء الأوروبية هي مشروع الاتحاد الأوروبي لجعل أوروبا القارة الأولى المحايدة مناخياً بحلول عام 2050.

وقالت إن اتفاقات مؤتمر غلاسكو لتغير المناخي لا ترقى إلى مستوى أهمية التحديات المناخية، لكنها مع ذلك، تظهر تقدماً في الاتجاه الصحيح، معتبرة أن ميثاق غلاسكو خطوة مشجعة للتخفيف من آثار تغير المناخ.

الصفقة الخضراء الأوروبية

وبشأن الصفقة الخضراء الأوروبية قالت إنها مشروع الاتحاد الأوروبي لجعل أوروبا القارة الأولى المحايدة مناخياً بحلول عام 2050. وان هناك هدفين رئيسين للمشروع هما: الحياد المناخي بحلول سنة 2050 (صافي انبعاثات صفري لغازات الاحتباس الحراري) والهدف المتوسط المدى متمثل في خفض صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55% على الأقل بحلول عام 2030، ويشمل ذلك أيضاً أهدافاً للتنوع البيولوجي والطاقة والنقل والزراعة، وسيتطلب ذلك تحولات كبيرة على كافة الاصعدة فيما يتعلق بالمجتمع والاقتصاد على حد سواء. وللقيام بذلك، وضع الاتحاد الأوروبي جدولًا زمنياً دقيقاً ووسائل مالية والتي تعتبر حيوية من أجل تنفيذ هذه الصفقة الخضراء الأوروبية. وحول أهمية الصفقة الخضراء الأوروبية مهمة لدول الخليج وبقية العالم، قالت جينيفيف بونس إن الصفقة الخضراء الأوروبية ليست فقط مشروعًا حاسمًا لأوروبا، أعتقد أنه يمكن لهذه الصفقة أن تكون نقطة مرجعية ومصدرا للإلهام لبقية دول العالم. دعونا لا ننسى أن الاتحاد الأوروبي هو أحد أكبر ثلاثة اقتصادات في العالم، لذلك فإنه يتمتع بقدرات هائلة على قيادة الانتقال نحو عالم آمن وخال من الكربون ومرن ومستدام.

واضافت: لقد شهدنا مؤخراً بشكل عملي نتائج القيادة العالمية للاتحاد الأوروبي علما انه استجابة لالتزام الاتحاد الأوروبي بتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن، تعهدت العديد من البلدان الرئيسية بالوصول لأهداف صافية صفرية طويلة المدى خاصة بها وهناك الآن أكثر من 60 دولة حول العالم التزمت بتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول منتصف القرن تقريباً، وهي دول تمثل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي!.

حالة طوارئ

وردا على سؤال بشأن ضرورة معالجة تغير المناخ والجهود الاوروبية في هذا الصدد، قالت بونس إن العالم يواجه بالفعل العواقب المدمرة لتغير المناخ، ومنها: الأجواء المناخية الشديدة، وارتفاع مستويات سطح البحر، وحرائق الغابات، والفيضانات، وفقدان التنوع البيولوجي وغيرها الكثير. ويتأثر كل جزء من العالم بهذه الظواهر المختلفة، فقد شهدت أوروبا على سبيل المثال فيضانات شديدة هذا الصيف أدت إلى خسائر في الأرواح، ودول مجلس التعاون الخليجي أيضاً ليست بمنأى عن ذلك، فهي معرضة لخطر ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه. وأضافت: «كان التقرير الخاص الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ IPCC بشأن الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية - الذي يزود صانعي السياسات بتقييمات علمية منتظمة حول تغيّر المناخ - واضحاً للغاية.. إن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بحيث لا يتجاوز ارتفاع درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية باعتباره الجانب الأكثر أمانًا من حدود ارتفاع درجة الحرارة لاتفاق باريس للمناخ، من شأنه أن يقلل من التأثيرات الصعبة على النظم البيئية وصحة الإنسان ورفاهيته التي يسببها تغير المناخ. يُقَدّر العلماء أننا قمنا بالفعل بزيادة درجة الحرارة بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية القرن العشرين. نحن فعلاً نعيش في حالة طوارئ مناخية!.

واعتبرت أن هذا الأمر يشكل تحديا حاسما لأوروبا وباقي دول العالم، وأن الطريقة التي نستجيب بها - أو نختار عدم الاستجابة - لحالة الطوارئ المناخية هي التي بالفعل تشكل أنظمتنا السياسية اليوم. حيث كانت قضية حماية المناخ أحد الموضوعات المركزية الحاضرة في الحملات الانتخابية الرئاسية للاتحاد الأوروبي لعام 2019، في حين قامت رئيسة المفوضية الأوروبية الجديدة أورسولا فون دير لاين، المنتخبة في صيف عام 2019، باعتبار قضية حماية المناخ كعنصر أساسي في برنامج عملها. وبشأن الجهود المشتركة على مستوى العالم، قالت إن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه معالجة تغير المناخ بمفرده، حيث يُمثل الاتحاد الأوروبي حصة صغيرة ومتناقصة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، نظراً لأننا ملزمون قانوناً بتحقيق هدفنا المتمثل في أن نكون محايدين مناخياً بحلول عام 2050 بموجب قانون المناخ الجديد للاتحاد الأوروبي، يجب تعزيز أدوات تسعير ثاني أكسيد الكربون وتوسيعها محلياً. وفي وقت سابق، قفز سعر الطن الواحد من الكربون بموجب النظام الأوروبي لتجارة الانبعاثات (ETS) إلى 69 يورو بعد أسبوع واحد من مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرون لتغير المناخ COP26. إذا كان لازماً على جميع الصناعات الأوروبية أن تدفع ثمناً باهظاً لتقليل انبعاثاتها، فإننا نتعرض لخطر كبير من تسرب الكربون، ولن يساعد هذا في حل مشكلة تغير المناخ العالمي لأن الإنتاج كثيف الكربون سينتقل إلى مكان آخر على أية حال. هذا هو تحديدا سبب احتواء حزمة حماية المناخ «Fit for 55» للاتحاد الأوروبي على اقتراح آلية تعديل حدود الكربون (CBAM)، المشابه جداً لما اقترحته مؤسسة «أوروبا جاك ديلور» في يونيو 2020.

وتميل الولايات المتحدة إلى فهم المنطق الكامن وراء آلية تعديل حدود الكربون (CBAM)، لكن هذا لا يعني أنها تقبله. في حين كانت ردة الفعل الأولى من الصين والهند هي أن «هذه هي الحمائية». إن ردة الفعل الأولية هذه ليست مستغربة، لكن منذ ذلك الحين لاحظت أن التعليقات في هذا الجانب اتسمت بالكثير من الهدوء. ومن المهم أن نعرف جيداً أن الصين تدير بالفعل نظام تداول الانبعاثات الخاص بها، وإن كان يقتصر على توليد الكهرباء حتى الآن وبسعر لا يزال منخفضا للغاية ولكنه في ارتفاع. وفي مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP26، أدركت جميع البلدان الحاجة إلى تسريع جهودها في هذا الشأن.

ومع ذلك، تميز مؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ COP26 أيضاً بارتفاع التوترات بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة والنامية، في سياق الآثار غير المتكافئة لأزمة جائحة كورونا على الاقتصادات والمجتمعات عبر مختلف الدول. وفي ظل هذه المعطيات، من مصلحة الاتحاد الأوروبي الانخراط بشكل نشط مع المجتمع الدولي بشأن القضية الأوسع المتمثلة في التوفيق بين التجارة العالمية والاستدامة. ويعمل الاتحاد الأوروبي أيضاً على زيادة المشاركات المالية والتقنية مع الشركاء الدوليين بشأن انتقال الطاقة، بدءاً من البلدان الأقل نمواً.

مؤتمر غلاسكو

وردا على سؤال حول تقييمها لنتائج مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرون لتغير المناخ COP26 في غلاسكو، قالت بونس إن الاتفاقات المعتمدة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP26 في غلاسكو، بشكل عام، لا ترقى إلى مستوى أهمية التحديات المناخية التي نواجهها حالياً. ومع ذلك، فإنها تظهر تقدماً في الاتجاه الصحيح. وفي واحدة من أكثر الخطوات المشجعة إلى التقدم في هذا المجال وهي خطوة الضغط على الأطراف في «ميثاق غلاسكو للمناخ» فيما يتعلق بالتخفيف من آثار تغير المناخ. وفي الواقع، يحث هذا الميثاق الأطراف على تحديث أو تقديم «المساهمات المحددة وطنياً» نحو أهداف أقوى من التي قبلها وذلك قبل انعقاد موعد النسخة القادمة من مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 في عام 2022. هذه أيضاً هي المرة الأولى التي يذكر فيها قرار «اتفاق باريس» الوقود الأحفوري والفحم، وهما المساهمان الرئيسيان في انبعاثات تغير المناخ. ويرسل هذا التضمين رسالة واضحة إلى المستثمرين والحكومات للتوقف عن تمويل هذه الأنواع من الطاقة، بدءاً من الأنواع الأكثر كثافة في الكربون.

اهتمام خليجي

ويعتبر دور دول مجلس التعاون الخليجي في تسريع التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري العالمي وتطوير الطاقات المتجددة أمراً أساسيًا نظراً لحصتها في إنتاج الوقود الأحفوري العالمي. لكن اهتمام هذه الدول كبير أيضاً، نظراً للعديد من تحديات تغير المناخ التي تواجه المنطقة (موجات الحرارة، وندرة المياه، وارتفاع مستويات سطح البحر).

يعد الانضمام إلى «التعهد العالمي بشأن الميثان» الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر 2021 خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة لهذه البلدان.

كما يدعو «ميثاق غلاسكو» أيضاً إلى زيادة الجهود من جميع الأطراف لرفع الطموح بشأن التمويل المالي للمناخ والتكيف والخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ. في الواقع، يجب أن يكون دعم الدول الساحلية والجزرية المنخفضة أولوية في الوقت الراهن. لقد كافحت هذه البلدان بشدة لدمج «حد 1.5 درجة مئوية من الاحتباس الحراري» في اتفاقية باريس عام 2015، جنبًا إلى جنب مع المنظمات غير الحكومية - بما في ذلك الصندوق العالمي للطبيعة WWF الذي كنت أترأس مكتب السياسة الأوروبية فيه آنذاك، فذلك لاعتبارها أن هذا الموضوع هي مسألة وجودية بالنسبة لها. نظراً لأن نافذة الوصول إلى هذا الهدف العالمي قد تغلق بسرعة، فقد حان الوقت للحكومات الآن لاتخاذ إجراءات جريئة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتأمين عالم أكثر أمانًا للجميع.

اقرأ المزيد

alsharq الرئيس اللبناني يشارك في القمة العربية الإسلامية بالدوحة

يشارك الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون في القمة العربية – الإسلامية الطارئة في الدوحة يوم غد الاثنين والمخصصة... اقرأ المزيد

60

| 14 سبتمبر 2025

alsharq الأمين العام لمجلس التعاون يرحب بالبيان المشترك الصادر عن الاجتماع الرباعي بشأن النزاع في السودان

رحب السيد جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالبيان المشترك الصادر عن الاجتماع الرباعي... اقرأ المزيد

118

| 13 سبتمبر 2025

alsharq أول دولة تعين وزيرة افتراضية بالذكاء الاصطناعي لمكافحة الفساد

في سابقة عالمية، أعلن رئيس الوزراء الألباني إيدي راما تعيين أول وزيرة افتراضية تعمل بالذكاء الاصطناعي، تحمل اسم... اقرأ المزيد

1482

| 13 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية