رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3283

نائب قائد أركان "القسام": نمتلك أوراق مساومة لإنجاز صفقة تبادل مشرفة للأسرى ومفاجآت قادمة للاحتلال

07 يونيو 2021 , 01:10ص
alsharq
الدوحة - موقع الشرق

كشف تحقيق "ما خفي أعظم" عن تسجيل صوتي لجنود إسرائيليين أسرى منذ عام 2014 في قبضة كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس).

وفي أول ظهور إعلامي له أكد نائب قائد أركان كتائب القسام مروان عيسى الملقب بـ "أبو البراء" لبرنامج "ما خفي أعظم" بقناة الجزيرة مساء الأحد، أن المقاومة تمتلك أوراق مساومة لإنجاز صفقة تبادل مشرفة، مضيفاً: ولكي نؤكد للجميع أن ملف الأسرى الآن هو الملف الأهم الموجود على طاولة قيادة القسام والمقاومة لإيقاف معاناة الأسرى وأهلهم، موضحاً: حينما نذكر أسرانا فنحن نقصد كل الأسرى الفلسطينيين من كل الفصائل دون استثناء والعرب في السجون الصهيونية.

وألمح خلال تحقيق "في قبضة المقاومة" لبرنامج "ما خفي أعظم" إلى وجود مفاجآت خلال الفترة المقبلة بشأن ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، قائلاً: لا أبالغ إن قلت بأن ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال سيكون هو الصاعق والمفجر لتلك المفاجآت القادمة للعدو، مشيراً إلى أن "وحدة الظل" المكلفة بإخفاء الأسرى الإسرائيليين مستمرة في العمل على المحافظة على الأسرى الذين بيدها.

وقال عيسى إن البعض كان يتشكك في قدرة المقاومة على الصمود في داخل فلسطين وهي تقارع الاحتلال، مؤكداً أن المقاومة داخل فلسطين ولو أنها يتابعها العدو على مدار الساعة إلا أنها ستفاجئ العدو والصديق، مضيفاً: نحن كشعب فلسطين في طريق الجهاد وطريق الحرية، وآخرها كانت معركتنا سيف القدس التي توحدنا فيها جميعاً في غزة والضفة القدس وأهلنا الداخل المحتل والتي سطّرنا فيها ملحمة مشرفة في كل الوطن والتي مثّلت مرحلة مهمة وفارقة سيكون لها ما بعدها بإذن الله تعالى.

وتابع: كما خضنا هذه المعركة من أجل القدس والأقصى فبالتوازي وفي سياق هذه المعركة سعينا الى زيادة غلتنا في ملف تحرير الأسرى من السجون الصهيونية.... ملف الأسرى كان حاضراً وبقوة وسيظل كذلك.

وحول كواليس عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 25 يونيو 2006 خلال عملية نوعية للمقاومة نفّذها 7 مقاتلين من كتائب القسام ولجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام، حيث قُتل جنديان إسرائيليان وأُسر الجندي جلعاد شاليط، بعد تشكيل حماس للحكومة مطلع العام، قال مروان عيسى: كان اتخاذ مثل هكذا قرار في تلك الفترة فيه مقاربة صعبة، في الأجواء السياسية ودخول الحركة العمل السياسي والحكومي، لكن في نفس الوقت كان العدو قد كثّف من جرائمه، وكان من الواضح أن العدو في ظل هذه الأجواء السياسية يضغط ميدانياً ظاناً أننا سنقف مكتوفي الأيدي تجاه هذه الجرائم، ولذلك كان القرار حاسماً بأن يكون الرد وأن تكون العملية مهما كلفنا ذلك من ثمن وحرمنا العدو من هذا المخطط الخبيث وقلنا في حينه إما أن نكون حكومة مقاومة تحمي وتسند مشروع المقاومة أو لا تلزمنا.

وأوضح أنه بعد أسر الجندي الإسرائيلي، تسلم المهمة فريق وحدة الظل التابع للمقاومة الفلسطينية المكلف بإخفاء شاليط ، وقاموا بكل ما يلزم وأخفوه عن وجه الأرض.. وقطعوا كل معلومة عنه بشكل محكم، مشيراً إلى أنه في الأيام الأولى بعد عملية أسر شاليط تحرك بعض الوسطاء وكانوا يحملون رسالة من الاحتلال بتسليم الجندي الأسير مقابل فك الحصار والحديث عن الإفراج عن بعض الأسرى بعد الإفراج عن أسيرهم، مضيفاً أن بعض الجهات نصحتهم في المقاومة بعدم مجاراة الاحتلال في هذا الأمر فلديهم أجهزة مخابرات قوية وستصل إلى الجندي الأسير في أي لحظة، مستطرداً: ولم يكن يعلم هؤلاء ولم يتصوروا أننا قد أعددنا أنفسنا وجهزنا إمكانياتنا لهذه اللحظة.

ونوه بأن الوسطاء كانوا من السلطة في غزة والأخوة في السفارة المصرية وكانوا يحاولون إيجاد حلاً سريعاً وسلمياً لهذا الحدث الذي كان غريباً ويحدث لأول مرة داخل الساحة الفلسطينية، قائلاً إن الوساطات في هذه الفترة كانت تأخذ طابع وقف التصعيد العسكري وكان الاحتلال يصر على الإفراج عن الجندي أولاً ثم بعد ذلك ينظر في موضوع إمكانية الإفراج عن بعض الأسرى الفلسطينيين.

** كواليس أسر شاليط:

وقال أحد المقاتلين في وحدة الظل التابعة لكتائب القسام إنه بعد تنفيذ عملية الأسر ميدانياً، تسلمت الوحدة شاليط وقامت بالإجراءات المتعارف عليها وتم عزله عن ميدان التنفيذ ثم تفتيشه والتخلص من كل شئ قد يساعد في تعقبه والوصول إليه، مضيفاً: وبعد أن وصلنا به إلى مكان آمن بدأنا بمعالجته حيث كان يعاني من بعض الشظايا نتيجة القنابل التي ألقيت داخل دبابته، وبعد استجوابه ومصادرة جميع الوثائق والمتعلقات التي كانت بجوزته.. نقلناه إلى مكان آخر أكثر أماناً وبذلك اكتملت عملية التأمين..

وكشف مقاتلان من حماس شاركا في عملية أسر شاليط من موقع كرم أبوسالم العسكري شرق رفح لأول مرة عن تفاصيل لم تُنشر عن العملية، موضحين أنه قبل العملية بيوم تم نقلهم إلى المكان الذي يتواجد فيه النفق، وباتوا ليلتهم هناك على بعد 300 متر تقريباً من الهدف الذي سيقومون بمهاجمته، والذي أُخبروا به للمرة الأولى في ذلك اليوم وطبيعة العملية التي سيقومون بها، متابعاً: وقام الأخوة بعرض الخطة والخرائط علينا وشرح الأهداف التي سنهاجمها وتوزيع العتاد علينا كل فرد حسب المهمة المكلف بها، وكنت أنا ومعي آخر مكلفين بالإجهاز على دبابة "الميركافا 3" وقمنا بالتدريب على كيفية استهافها في نقاط ضعفها.... مع حلول المساء أخذنا فترة من الراحة حتى الثالثة فجراً، ونزلنا إلى النفق بالترتيب، (وذلك للوصول خلف خطوط العدو) لتنفيذ العملية.

ويقول آخر: نزلنا إلى النفق وكان ضيقاً جداً حيث استمر زحفنا في النفق 30 دقيقة تقريباً وصلينا الفجر في النفق ونحن جالسون ومع الساعة الرابعة والربع خرجنا من فوهة النفق وكانت إشارة البدء استهداف الدبابة لأنها الكتلة النارية المتحركة التي من الممكن أن تفشل العملية.... وبالفعل تم استهداف الدبابة وأسر جندي احتلالي بعد الإجهاز على الدبابة وطاقمها.. وتم إطلاق النار داخل الدبابة، مشيرين إلى أنه تم إبلاغ قيادات المقاومة عن الجندي "شاليط" وجاءت الأوامر بأسره والعودة بهن حيث لم يبد جلعاد اي مقاومة.

وأحدثت عملية أسر شاليط صدمة في إسرائيل على المستويين السياسي والإعلامي، حيث قال ألون بن ديفيد المحلل العسكري للقناة الإسرائيلية العاشرة لبرنامج ما خفي أعظم: كان هناك فشلاً عسكرياً ذريعاً وأقل منه فشلاً استخباراتي.. الذي شهدناه في موضوع شاليط أن الجيش كان يدير وجهه نحو الجدار ولم يفهم أنه يُمكن أن يخرجوا له من نفق وراء ظهره وهذا ما حدث بالفعل فقد خرج رجال حماس من خلف الدبابة وفاجئوا الجنود وعادوا وفي يدهم جندي.

وللتأكيد على الضغوط التي كانت تعيشها القيادات السياسية في إسرائيل خلال سنوات أسر شاليط يقول رامي إيغرا الرئيس السابق لوحدة الأسرى والمفقودين في جهاز الموساد: كنت رئيس شعبة المخطوفين والمفقودين في الموساد ومهمتها جميع المعلومات ومحاولة تحديد مكانهم من خلال إجراء مفاوضات.. إسرائيل على العكس من الدول الأخرى، يشكل موضوع الأسرى والمفقودين لديها موضوعاً مهماً ويحتل مكانة مركزية في عمل الاستخبارات والعمل السياسي، فالشعب في إسرائيل لا يرضى بوضع لا يتم فيه إرجاع أسيراً إسرائيلياً إلى بيته.

ويرى دانييل هيلتون كاتب ومحلل في قضايا الشرق الأوسط أن "صفقة شاليط" كانت الصفقة الأضخم والأهم، مضيفاً: فقد حررت عدداً كبيراً من الفلسطينيين الذين أُلقي القبض عليهم في الانتفاضتين وهم أبطال بالنسبة للكثير من الفلسطينيين.. لقد أثبتت حماس للفلسطينيين والكثير من المراقبين حول العالم أن المقاومة المسلحة مازالت فعالة.

وعن يوم أسر شاليط، قال إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي (الفترة من 2006 إلى 2009) خلال برنامج ما خفي أعظم: صباح يوم الأحد وقبل جلسة الحكومة تلقيت نبأً عن وقوع اشتباكاً عنيفاً بين الجنود الإسرائيليين ورجال حماس الذين قاموا بمهاجمة دبابة إسرائيلية وقتلوا جنديين وأسروا ثالثاً.. في نفس اليوم بعد الظهر طلبت جلسة مشاورات مع قيادات الجيش قسم الاستخبارات العسكرية وقائد الأركان وقائد لواء الجنوب للحصول على تفاصيل أوفى حول ما حصل وكيف وقع ذلك، لافتاً إلى أن الشاباك حذر الجيش من محاولة اختطاف، متابعاً: كنت منزعجا كيف تمت إدارة العملية على الأرض.. شاليط استسلم دون قتال وهو عكس ما يتوقع من جندي مقاتل.

وأوضح أن للخيار العسكري يوجد منظورين، الأول هو معرفتك بمكان وجود شاليط ومعلومات استخباراتية دقيقة حول مكان وجوده، وأن الخيار الأول هو إرسال جنود بشكل عام من قوات النخبة المدربة ذات القدرات الكبيرة لإطلاق سراحه بطريقة أو بأخرى، مؤكداً أنه يشعر بالقلق على سلامة شاليط لأنه كان يعرف أن المقاومة الفلسطينية تريد الاحتفاظ به حياً من أجل مبادلته.

تفاصيل "صفقة شاليط":

ويقول مروان عيسى نائب قائد أركان كتائب القسام: على مدار عام ونصف وحتى شهر فبراير 2011 حصل أكثر من 71 لقاءً مع الوسيط الألماني الذي كان مكلفاً من دولته.. هو رجل مهني بشكل كبير ومطلع على الملف الفلسطيني، لكن المشكلة في هذه المرحلة كانت التصنيفات الكثيرة والمتعددة التي بدأ يطرحها الوسيط وكذلك عرضه كحلول إنسانية لقطاع غزة كنوع من تليين موقفنا تجاه الأثمان الحقيقية للأسرى وكذلك الخروج ببند المؤجلة أحكامهم وهذا الأمر بجانب التراجع الصهيوني في الكثير مما تم إنجازه مع الرجل مما ساهم في تفجر المفاوضات ووقفها في شهر فبراير 2011، حيث أن عرضه شبه النهائي علينا في أكتوبر 2010 كان أفضل مما عرضه علينا في يناير 2011، لذلك انتهت هذه الوساطة بدون تحقيق اختراق واضح.

من جانبه يقول غيرهارد كونراد الوسيط الألماني في صفقة جلعاد شاليط إنه التقى مروان عيسى الرجل الثاني مع أحمد الجعبري وكان رئيس الفريق الذي يعمل مع أحمد الجعبري، مضيفاً: مروان عيسى كان على اطلاع جيد بالحكاية كلها.. وكان نظيري في فحص القوائم والتأكد من التوازن بين المقترحات والحلول وكان محللاً دقيقاً جداً وحريصاً.. يعرف الملفات عن ظهر قلب.

وأوضح أنه دخل على خط الأزمة، مع بدء حكومة نتنياهو خلفاً لحكومة أولمرت، حيث طلب نتنياهو من المستشارة الألمانية إذا كان بمقدور برلين أن تلعب دوراً في المفاوضات لإطلاق سراح شاليط.

وأشار إلى أن قائمة الأسرى التي طالبت بها حماس كانت صعبة ومستحيلة من وجهة نظر الجانب الإسرائيلي، والحلول التي عرضتها إسرائيل حول كيف يكون إطلاق سراح الأسرى وأين يكون، كانت محل نزاع.

ولفت إلى أنه قام بعقد صفقة مصغرة، وهو عبارة عن شريط فيديو قصير يثبت أن شاليط على قيد الحياة مقابل إطلاق سراح 20 من الأسيرات الفلسطينيات، حيث قام بنقل الفيديو من غزة إلى الجانب الإسرائيلي.

وعن مفاوضات تبادل الأسرى بعد خروج الوسيط الألماني، يقول القيادي مروان عيسى: كان هناك تحرك مع الأخوة في مصر منذ شهر أبريل 2011، في هذه المرحلة كانت الزيارات مكوكية بين غزة والقاهرة وحصلت 3 جولات مفاوضات ماراثونية مع الاحتلال بوساطة مصرية في القاهرة، كان أهمها مفاوضات أكتوبر 2011 وكانت مفاوضات صعبة ومعقدة وشاقة وكانت في الكثير من الأحيان تكاد أن تتفجر في أكثر من موقف بسبب تعنت العدو في الاستجابة لقوائمنا وعندما شعرنا بأن ما تم إنجازه في جولة 6 أكتوبر 2011 كان مُرضياً وقعنا بالأحرف على صيغة التبادل.

مساحة إعلانية