رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

181

تعرف على الحجم الفعلي لأزمة الهجرة في أوروبا

06 أكتوبر 2015 , 02:05م
alsharq
جنيف - وكالات

تؤكد وسائل الإعلام والشخصيات السياسية، أن أوروبا تواجه أسوأ أزمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية، لكن بعض المؤرخين يعارضون هذه النظرية.

وتبين أن تحديد أرقام دقيقة لازمة الهجرة الحالية عملية معقدة لأنها مستمرة.

وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، إنها لا تتوقع تراجع وتيرة عبور الأعداد الكبيرة من اللاجئين للمتوسط للوصول إلى أوروبا، هربا من الحرب الأهلية في سوريا، مع تلاشي أمل إرساء السلام في هذا البلد في المستقبل المنظور.

في ما يلي بعض الأسئلة التي ستلقي الضوء على وقائع أزمة الهجرة وإبعادها.

هل أزمة الهجرة هذه هي الأسوأ التي يشهدها الاتحاد الأوروبي

يعارض المؤرخون تسمية هذه الأزمة بـ"الأسوأ" خصوصا مقارنة مع الحرب العالمية الثانية لأنهم يفرقون بين الحرب نفسها وحركة النزوح الضخمة في القارة الأوروبية، خلال النصف الثاني من الأربعينات.

والجدل حول الأرقام مستمر لكن هناك دراسات تفيد بان أكثر من 11 مليون ألماني طردوا من دول أوروبية أخرى بعد الحرب، حسبما قالت باميلا بالينجر الخبيرة في شؤون اللاجئين في جامعة ميشيجن.

كما أن مليوني روسي كانوا يعيشون في مكان آخر أرغموا على العودة إلى الاتحاد السوفيتي، وأرغم مئات آلاف اليهود بقي الكثير منهم في الاتحاد السوفيتي خلال سنوات الحرب، على الرحيل.

وهذه الأرقام تقلل من شأن الأزمة الحالية لان عدد المهاجرين خصوصا من الشرق الأوسط وإفريقيا الذين وصلوا إلى سواحل أوروبا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لا يزال يقل عن مليون.

وعندما ننظر إلى تاريخ أوروبا منذ 1991 - عند توقيع اتفاق ماستريخت لإنشاء الاتحاد الأوروبي - يبدو أن عبارة "أسوأ أزمة" تطبق مع استثناء واحد هو الحرب في البوسنة.

كيف تختلف الأزمة الحالية عن تلك التي سببت حرب البوسنة

أعلنت المفوضية العليا للاجئين سابقا أن حرب البوسنة بين عامي 1992 و1995، تسببت بـ"اكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية".

وأرغم ما لا يقل عن 2,5 مليون شخص على هجرة منازلهم في البوسنة بينهم 1,3 مليون نازح و500 ألف لاجئ إلى دول الجوار و700 ألف لاجئ انتقلوا إلى أوروبا الغربية، وفقا للمفوضية.

والمفارقة الأساسية بين أزمة البوسنة والأزمة الحالية، هي أن معظم الأشخاص هجروا قرب ديارهم ولم يأتوا من قارات أخرى.

كما أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى التي كانت تهتم بالمهجرين من البوسنة كانت تنشط في منطقة النزاع خلافا لما يحصل اليوم، بحيث لا يستلزم تقديم مساعدة للمهاجرين الذين يصلون إلى اليونان مفاوضات مع مسلحين مثلا.

ورغم حالة الجمود في البداية، نجحت دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة في إيجاد حل سياسي لحرب البوسنة ما ساهم في النهاية في احتواء أزمة اللاجئين.

وفي الملف السوري تبقى آفاق الحل السياسي غير أكيدة.

أليست الأزمة الحالية صغيرة مقارنة مع حركات النزوح الضخمة منذ الحرب العالمية الثانية

وإنشاء دولة باكستانية مستقلة في 1947 أدى إلى نزوح 14 مليون شخص بمن فيهم مسلمون من الهند فروا إلى باكستان وهندوس من باكستان فروا إلى الهند، وفقا لمفوضية اللاجئين.

ولاحقا أفضت الحرب الأهلية في باكستان إلى تهجير 10 ملايين شخص في 1971، رغم أن معظمهم عادوا إلى ما أصبح دولة بنغلادش المستقلة.

والنزاع الفلسطيني الذي استمر بعد قيام دولة إسرائيل في 1948، أدى إلى تهجير 720 ألف فلسطيني وفقا للأمم المتحدة.

وهذا العام أحصت وكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن الأشخاص الذين هجروا من الأراضي الفلسطينية أكثر من خمسة ملايين لاجئ، بينهم أحفاد الذين عاشوا في فلسطين بين عامي 1946 و1948.

وإضافة إلى الأشخاص الـ800 ألف الذين قتلوا، فـأن المجازر في رواندا في 1994 أدت إلى تهجير نصف عدد سكان البلاد السبعة ملايين.

وهجر 1,5 مليون على الأقل داخل البلاد في حين لجأ مليونان إلى دول الجوار مع تقدم قوات التمرد إلى العاصمة كيجالي، قبل إطاحة الحكومة التي كانت مسؤولة عن المجازر.

ومعظم الأشخاص الذين فروا من الحرب الأهلية في سوريا لم يأتوا إلى أوروبا، فقد لجأ أكثر من أربعة ملايين سوري إلى الدول المجاورة في حين أن 7,6 مليونا نزحوا إلى مناطق أخرى داخل سوريا.

مساحة إعلانية