رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

326

أوروبا بين "شقي رحى" في انتظار مصير اليونان

05 يوليو 2015 , 10:38ص
alsharq
برلين - وكالات

تنتظر أوروبا وقادتها اليوم الأحد، باضطراب وقلق نتيجة استفتاء في اليونان اليوم لما لها من تأثير كبير على مستقبل القارة، وهذا الاستفتاء الذي سيدعم أو يعاقب الخط المتشدد للحكومة اليونانية، هو "المؤشر" لتتمة المفاوضات بين أثينا ودائنيها، كما اعتبر جوليان رابولد، الباحث في المعهد الألماني للسياسة الخارجية.

لكن الاستفتاء الذي يمكن أن يؤدي، كما يقول البعض إلى خروج اليونان من منطقة اليورو، "سيحدد مستقبل مسار الاندماج الأوروبي"، كما أكد باول توكارسكي، المحلل في مؤسسة العلوم والسياسة في برلين.

وعلى رغم الهدوء الظاهر، فإن أهمية النتيجة تفسر مخاوف المسؤولين الأوروبيين الذين يتصدرون المفاوضات مع أثينا، وفي مقدمهم أنجيلا ميركل، التي تواجه "معضلة"، برأي رابولد.

ألمانيا

فخروج اليونان من الاتحاد النقدي سيعني فشل سياسة إدارة الأزمة التي أوحتها المستشارة الألمانية منذ سنوات، "فهي لا تريد أن يقال إنها دفعت باليونان إلى خارج منطقة اليورو".

وتتخوف المستشارة الألمانية أيضا من العواقب الاقتصادية غير المتوقعة، ومن تنامي الحركات الرافضة لأوروبا في عدد كبير من البلدان، وإرسال إشارة ضعف إلى بلدان مثل روسيا والصين، كما قال.

فإذا فازت الـ"نعم" ستحصل أنجيلا ميركل، من برلمانها على التفويض لإجراء مفاوضات على برنامج جديد للمساعدة، فيما تتزايد الانتقادات في صفوف حزبها، ويتعين عليها التعامل مع رأي عام لا يميل كثيرا إلى خطوات تضامن جديدة، فالاستفتاء لا يقسم اليونانيين فقط، بل كامل الاتحاد الأوروبي أيضا.

وقد أجرت صحيفة بيلد الواسعة الانتشار في أوروبا، والتي لا تتعاطف كثيرا مع أثينا، استفتاءها الخاص، وسألت الألمان هل يريدون "تقديم مزيد من الدعم إلى اليونان ومدهم بمليارات اليورو".

ولا تعكس أجوبتهم بالتأكيد أراء كل شرائح المجتمع الألماني، لكنها تعطي فكرة عن الاتجاهات المقبلة، فقد رد 200 ألف شخص على السؤال، وقال 89% منهم "كلا".

إسبانيا

وفي المقابل، احتشد ألاف الأشخاص في برشلونة وباريس ودبلن وفرنكفورت، للإعراب عن تضامنهم مع اليونان والاحتجاج على السياسة الأوروبية الحالية.

وقد رفعت في وجه أنجيلا ميركل السبت في برلين لافتات كتب عليها "اوخي" "كلا، باللغة اليونانية".

وفي إسبانيا التي اجتازت أيضا أزمة اقتصادية حادة، يرى حلفاء حزب سيريزا في الاستفتاء فرصة "تاريخية" لتغيير أوروبا، قبل أشهر من الانتخابات التشريعية أواخر السنة، أما اليمين، فيتخوف من عدوى سياسة اليسار الراديكالي للحزب اليوناني.

إيطاليا

ولو دعي الايطاليون إلى المشاركة في استفتاء على غرار اليونان، لكان 51% منهم سيؤيدون التدابير المتشددة التي تفرضها أوروبا، للحول دون الخروج من اليورو ووقوع البلاد في الإفلاس، ولكان 30% سيعارضونها، كما أفادت نتائج استطلاع أخير للرأي أجرته مؤسسة إيبسوس.

بريطانيا

وفي بريطانيا أيضا حيث سيدعى الناخبون إلى الإدلاء بأصواتهم حول مستقبلهم في أوروبا، يجد الاستفتاء في اليونان أصداء خاصة.

ومن بين المسؤولين الاوروبيين، يتخوف ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي، من الـ"لا"، وعلى رغم أنه ليس مضطرا إلى تقديم أي حساب لناخبيه، لكنه يجد نفسه "في وضع بالغ الصعوبة"، كما قال باول توكارسكي.

لكن السيناريو الذي سيلي الاستفتاء ما زال غير واضحا حتى الآن، طالما أن السؤال المطروح على اليونانيين خاضع لتفسيرات متضاربة.

ففي رأي الحكومة اليونانية، أن الهدف الوحيد منه هو القول لا لتدابير التقشف الجديدة، من خلال رفض الاقتراح الأخير للمساعدة الأوروبية.

وبما أن هذا الاقتراح الذي بات في هذه الأثناء لاغيا، ينظر آخرون إلى هذا الاستفتاء على أنه تصويت مع اليورو أو ضده.

مساحة إعلانية