رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1348

والدة العاروري لـ الشرق: كلنا فداء للوطن

05 يناير 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

خطى متسارعة، ومشاعر مختلطة، وكلمات مبعثرة، مع اقترابنا من منزل عائلة الشهيد القائد صالح العاروري في قرية عارورة شمال مدينة رام الله، لتلتقينا والدته الصابرة بنبلها، والتي رغم عمق حزنها، إلا أنها لم تذرف دمعة واحدة!.

في الطريق الى المنزل، صور للشهيد القائد، ولافتات ورسومات تحاكي المقاومة التي كان العاروري أحد أبطالها، وما يلفت الانتباه أكثر، رحابة وشهامة عائلة الشهيد، فتراك تستعين بصلابتهم، وأنت تلقي أسئلتك عليهم!.

في حضرة الشهداء، وعندما يتحول «الموت» إلى مناسبة للفرح وتبادل التهاني، وتقدم الحلوى بدلاً من القهوة السادة، وتعلو أصوات الزغاريد في بيوت العزاء.. هنا ليقف الاحتلال برهة ويراجع حساباته، فالشهداء، وإن غابوا بأجسادهم، فإنهم يعيشون في ذاكرة المكان والزمان، ويرتقون في نفوس أهاليهم، إذ يعيشون بأرواحهم بين الأحياء، بل إن الأحياء يستمدون حياتهم من أرواح الشهداء.

والدة الشهيد، التي كانت تجلس على ذات الأريكة، التي أحضرها لها ابنها الشهيد في آخر لقاء بينهما قبل 20 عاماً، بدت وكأنها تتوضأ بالصبر، في الوقت الذي كان يُرفع فيه أذان الظهر، فتبدو متألقة صبراً واحتساباً، رغم ما أصابها من حزن وألم، وفي الوقت ذاته كان جثمان فلذة كبدها يوارى الثرى في مقبرة الشهداء الفلسطينيين في شاتيلا ببيروت.

قالت وابتسامة رضا على محياها: «إحنا وصالح كلنا فداء للوطن.. صالح كان يتمنى الشهادة والحمد لله نالها، بل إنه كان يستطول عمره، ويقول لنا في كل اتصال بيننا: أنا تأخرت عن رفاقي، كل أصحابي استشهدوا، وأنا طولت عليهم».

أضافت لـ الشرق: «دخلت علي مجموعة من سيدات القرية، وكن يبكين، وعندما سألتهن عن السبب، قلن لي إن صالح استشهد، فطلبت منهن الكف عن البكاء، وأن يباركن لي وله بالشهادة، وقمت بتوزيع الحلوى عليهن».

كانت والدة الشهيد محاطة بـ«المهنئات» ولسانها لا يزال يردد «وبشّر الصابرين» كلما بادرتها بالسؤال للحديث عن صالح، وقد أوردت في حديثها المقتضب، ما يشير إلى أن صالح كان مشروع شهادة، ولذا فقلبها مطمئن، إلى أنه قضى شهيداً، لكنها تحتسب على القتلة، وتتمنى لهم، أن يشربوا من ذات الكأس التي أذاقوها لصالح ولأبناء غزة، وتقول: «صالح مثل أبناء غزة، وليس أفضل منهم، الله يرحمهم جميعاً».

تستذكر أم الشهيد، أن آخر مرة التقت فيها صالح، كانت قبل 20 عاماً، حيث ما لبث أن أفرج عنه من سجون الاحتلال بعد قضاء 18 عاماً، حتى لاحقته قوات الاحتلال من جديد، بتهمة قيادة المقاومة وحركة حماس في الضفة الغربية، وأبعدته خارج الوطن.

كان استشهاد صالح العاروري مميزاً في كل شيء، في تفاصيله ووقعه وصداه، وبلا شك سيكون له موطئ قدم في ذاكرة التاريخ، فكل المدن والقرى والبلدات والمخيمات الفلسطينية، ارتدت ثوب الوفاء والحب الخالد لهذا المناضل والبطل، كدأبها في ردة فعلها للأكرم منا جميعاً.. الشهداء أحباب الله، وهم موضع فخر وشموخ ليس فقط لعائلاتهم، بل ولعموم فلسطين، وترابها الطهور الذي يحتضنهم.

اقرأ المزيد

alsharq انطلاق المؤتمر الدولي لتعليم اللغة العربية وآدابها في ماليزيا

انطلقت أعمال النسخة الثانية للمؤتمر الدولي لتعليم اللغة العربية وآدابها في جامعة السلطان أزلن شاه الماليزية، اليوم، بمشاركة... اقرأ المزيد

22

| 14 أكتوبر 2025

alsharq استشهاد 9 فلسطينيين في غزة

أعلنت مصادر صحية في قطاع غزة أن حصيلة الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات القطاع، ما بين منتصف الليلة... اقرأ المزيد

62

| 14 أكتوبر 2025

alsharq الفيضانات تضرب جنوب غربي الولايات المتحدة الأمريكية بعد هطول أمطار تعادل منسوب شهرين في 24 ساعة

شهد جنوب غرب الولايات المتحدة في الساعات الأخيرة فيضانات مفاجئة بعد هطول أمطار غزيرة غير مسبوقة، تسببت بها... اقرأ المزيد

78

| 14 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية