رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

2286

فنانون لـ الشرق: نطالب بتكافؤ الفرص.. الفن التشكيلي تائه يبحث عن رعاية

05 يناير 2022 , 07:00ص
alsharq
هاجر بوغانمي

لا تزال إشكالية الفنان والمؤسسات الثقافية إشكالية تواصل، وهي إشكالية مطروحة على الأقل لدى فئة من الفنانين والفنانات الذين تفاوتت تجاربهم وخبراتهم، لكنهم اتفقوا على أن الدولة راعية وداعمة للفن ولجميع الفنانين المتحققين وغير المتحققين دون استثناء، إلا أن حل تلك الإشكالية يتوقف على الفنان نفسه الذي عليه أن يطرق الأبواب ويطرح أفكاره ويدافع عن مشروعه وحقه في الظهور بشجاعة وقوة إرادة،.

كما أنه يتوقف على المؤسسة المعنية التي عليها أن تعمل بمبدأ تكافؤ الفرص، وهو رأي فئة من الفنانين التشكيليين. فيما لا تزال فئة كثيرة منهم تبحث عن إجابة لعدد من الأسئلة الملحة من بينها: هل الفنان يتبع جهة معينة، أم يتبع نفسه؟ متى ستلتفت الجهات المعنية إلى أولئك الفنانين الذين يبحثون عن أبواب يعرجون منها إلى عالم الشهرة وتحقيق الإنجازات؟ أسئلة عديدة تشغل بال أجيال مختلفة من الفنانين التشكيليين الذين التقتهم (الشرق)، بعضهم اختار أن يعمل في صمت ويحقق الجوائز، والبعض الآخر فضل أن يسير عكس التيار وينشط هناك وهناك محققا ذاته وأهدافه في إطار مجموعة من التشكيليين الذين التقوا حول مشروع فني وثقافي هادف، في انتظار ما ستكشف عنه المرحلة القادمة من تحولات في المشهد التشكيلي القطري.

محمد العتيق: اختلط الحابل بالنابل

يقول الفنان التشكيلي محمد العتيق: الفنان القطري لا يعرف ما هي الجهة التي ينتمي إليها، أو التي تتبناه. هل الفنان يتبع جهة معينة، أم يتبع نفسه؟ من يتبنى الفنون اليوم؟ لماذا لا تكون هناك قاعدة بيانات بأسماء الفنانين الموجودين في الدولة. هذه (الداتا) لابد أن تتبع جهة معينة، ولا يقتصر الأمر على خريجي الجامعات، أو أن فنانين منتسبين لمؤسسة معينة هم الذين تتم دعوتهم للمشاركة في الفعاليات والمعارض، وإهمال باقي الفنانين.

مضيفا: هناك العديد من المؤسسات عليها أن تعيد النظر في هذه المسألة وهي التركيز على فنانين أو فئة من الفنانين دون غيرهم، الى جانب أن هناك بعض المؤسسات "الثقافية" تقدم نشاطا عبارة عن مسابقة وجائزة مفتوحة للجميع: محترفين وهواة، وحتى أولئك الذين لا يرسمون، فيختلط الحابل بالنابل، ويأكل القوي الضعيف!.

وتساءل العتيق: أين المعارض الجماعية التي يلتقي فيها فنانون كبار مثل يوسف أحمد وسلمان المالك وحسن الملا ووفيقة سلطان وعلي حسن وغيرهم؟ أين اختفت هذه المعارض الجماعية؟ الجواب لأنه لا يوجد حاضن لهم. حتى الجاليريهات الخاصة تستقطب الفنانين كي يشاركوا في معارضها لكن ما هو المردود من وراء تلك المشاركة؟ أحد هذه الجاليريهات المحايدة تقدم بين فترة وأخرى معرضا للرواد، أو معرضا مشتركا للفنانين الشباب، ولديها أجندة واضحة. وأعاد العتيق طرح السؤال نفسه ولكن بطريقة مختلفة: من يدير المشهد الفني اليوم؟

شيخة الكواري: سرقة الأفكار أمر يحز في النفس

تقول الفنانة التشكيلية شيخة الكواري: هناك فنانون "كبار" يسرقون الأفكار وهذا الموضوع حدث معي. حيث قام أحدهم بسرقة فكرتي وتنفيذها فصفقوا له وحصل على مكافآت، ولكن لمن أشتكي؟! بُحّ صوتي لكثرة ما تكلمت عن مشاريع في قمة الروعة لم تر النور بسبب احتكار البعض للمشهد الفني.

قبل أربع سنوات تقريبا طرقت أبوابا كثيرة لتقديم أفكاري وأعمالي التي تعبر عن حدث استضافة مونديال 2022 ولكن دون جدوى.

أحد الإخوة اقترح علي أن أطرق باب المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) وأعرض أفكاري ومشروعي الفني على سعادة الدكتور خالد السليطي مدير عام المؤسسة، الذي أشكره على استقباله لي بمكتبه، وترحيبه بأفكاري ومشاريعي، وإتاحة الفرصة لي كي أشارك في مهرجان المحامل الأخير.

وأوضحت شيخة أنها تبحث عن المؤسسة التي تتبناها حتى تكمل تعليمها وتبدع في هذا المجال، لأن الفن بحر، ولابد للفنان أن يواصل التعلم والإبحار في هذا العالم. مضيفة: عندي شغف كبير بهذا المجال، وأتمنى أن تتبناني إحدى المؤسسات لأواصل تعليمي حتى لو من خلال دورات مكثفة. نحن ننفق مبالغ كبيرة بشكل ذاتي في هذه الدورات، وفي نهاية الأمر يسرقون أفكارنا لأنهم يعتبرون أنفسهم فنانين متحققين في الساحة أما نحن فما زلنا في بداية المشوار لم نبرح مكاننا، وهذا ما يحز في أنفسنا.

عبد الرحمن المطاوعة: بدأت مشروعي الخاص

يقول الفنان التشكيلي عبدالرحمن المطاوعة: أعتقد أن الإشكالية تتعلق بالتصنيف والخلط بين جيل الوسط والجيل الجديد من الفنانين التشكيليين. فجيل الرواد معروفون، ولا يتعدى عددهم عشرة أسماء، أما جيل الوسط الذي يأتي مباشرة بعد الرواد فلم يتم تصنيفهم بالشكل الصحيح، وأنا واحد من هذا الجيل لكن حين يذكر اسمي في فعالية من الفعاليات يتم ذكري بالفنان الشاب وهذا غير صحيح. انا من مؤسسي مركز إبداع الفتاة، ولكن الى الآن ليس هناك ذكر لهذه المسألة ولا تكريم من قبل الجهة المعنية. ما يحدث أن كل فنان من الفنانين الشباب الذين ظهروا في الساحة في الآونة الأخيرة أسس شركة خاصة وأصبح يسوق لنفسه بنفسه، ولا أحد يدعمه.

مضيفا: الفنان لابد أن يشارك في مشاريع الدولة وفي التصاميم التي تحتاجها، وأن يحصل على التقدير الأدبي والمادي بعد إنجاز أي عمل من الأعمال التي يدعى لإنجازها، لكن في الحقيقة بعض الجهات تطلب من الفنان عملا وعندما ينجزه لا يحصل على مقابل مادي، بل يقللون من قيمة العمل لأن المسؤول الموجود لا يقدّر الفنان الذي يضحي بوقته وأسرته وعمله لأجلهم وفي النهاية لا يذكر. ويوضح: هذا ما يجعل بعض الفنانين يبتعدون عن الساحة وأنا واحد من هؤلاء. ويقول الفنان المطاوعة: منذ عام 2013 بدأت مشروعي الخاص ولا أنتظر تقديرا من أحد. وأكد المطاوعة على ضرورة أن يكون هناك سجل رسمي بأسماء الفنانين وفق تصنيف حقيقي، وقوانين تسري على جميع الفنانين.

حصة كلا: الفنان يثبت وجوده بفنه وأفكاره

تقول الفنانة التشكيلية حصة كلا: ليست كل الفعاليات تلبي طموحاتي، وليس شرطا أن أشارك في جميع الفعاليات المقامة في الدولة. علينا أن نترك للجيل الجديد الفرصة كي يظهر. بالإضافة الى مسألة مهمة جدا في نظري وهي الجهة أو المؤسسة التي تقدم هذه الفعاليات. أما المشاركات الخارجية فتقتصر على فنانين معينين. أحيانا نفس الفنان يظهر في أكثر من فعالية خارج الدولة، ولكن هذا لا يعني أن أبقى مكتوفة اليدين، بل علي أن أسعى وأبحث عن المشاركات الخارجية، ولله الحمد لدي علاقات ومشاركات خارج قطر، كان آخرها بينالي في بريطانيا فزت فيه بالمركز الأول في الفن التجريدي، وسط منافسة فنانين من 17 دولة عربية. هذا الإنجاز تحقق بمجهود ذاتي وأنا لا ألوم المؤسسات لأن أغلبها ليس لديها تحيز لفنان على آخر. لكن على الفنان أن يذهب الى المؤسسة ويقدم أفكاره ومشروعه الفني.

وأضافت حصة كلا القول بأن أحد أعمالها الفنية تم اختياره في بينالي عالمي ببنجلادش، وأن هناك مرجعية لها كفنانة قطرية في هذا البينالي المعروف، حيث فازت عام 2014 بإحدى الجوائز، وأصبح اسمها معروفا، ولما تقدمت للنسخة الجديدة من البينالي لم يترددوا في اختيار عملها لأن لديهم معرفة مسبقة بحصة كلا. مشيرة إلى أن لديها مشاركة في مصر خلال الفترة القادمة.

وتابعت: الفنان هو من يثبت وجوده بفنه وأفكاره، ولا يبالي بما يفعل الآخرون. لكن ما يحزنني أني لا أجد التقدير المستحق داخل بلدي بعد كل إنجاز أحققه باسم قطر. وأشارت إلى أن مشكلة أخرى يعاني منها أغلب الفنانين اليوم هي أن بعض المؤسسات تركز على فنان من الفنانين الرواد وتترك من يجتهد ويكد في هذا المجال.

سارة السيد: يجب أن تلتفت المؤسسات لجميع الفنانين

تقول الفنانة التشكيلية سارة السيد: شاركت في النسخة الماضية من مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، والنسخة قبل الماضية أيضا. ولكن مشاركاتي السابقة لم تخرج عن مقر الجمعية القطرية للفنون التشكيلية التي أنتسب إليها، وقبلها مع مركز إبداع الفتاة.

وتابعت: كفنانة تشكيلية أرى أن ظهوري في الفعاليات والمشاركات قليل مقارنة بفنانات أخريات، وأعتقد أني لست محظوظة بما يكفي للمشاركة في مختلف الفعاليات المقامة في الدولة، والتقصير من الطرفين: الفنان الذي لا يحرص على أن يبرز نفسه، والمؤسسات التي عليها أن تلتفت لجميع الفنانين وتدعوهم للمشاركة.

وأضافت: أعتقد أن حرص الفنان على تقديم نفسه وطرح مشروعه للمؤسسات والجهات المعنية بالفنون البصرية أمر إيجابي، ولكل مجتهد نصيب، لكن هذا لا يمنع من أن تتم دعوتنا من خلال مراسلة الكترونية رسمية، وأن تكون المبادرة من قبلهم، من خلال قائمة في الأسماء، وأنا بدوري كفنانة أبحث وأجتهد في تقديم نفسي لهذه المؤسسات.

وأشارت سارة الى أن الطفرة التي تشهدها الساحة الفنية في قطر مؤشر إيجابي وصحي لأن ذلك يسمح بالتنوع وتبادل الخبرات. لافتة إلى أنها تنتظر عودة الجمعية القطرية للفنون التشكيلية الى سالف نشاطها، وأنها بصدد تطوير نفسها من خلال الدورات التي تقام عن بعد.

حمد المطاوعة: التركيز على أسماء دون غيرها ظاهرة غير صحية

يقول الفنان التشكيلي حمد المطاوعة: بحكم مجال عملي الذي يأخذ مني وقتا طويلا لا أجد وقتا كافيا للمشاركة في الفعاليات والمعارض الفنية. قبل سنوات كنا نشارك في العديد من المعارض، بالإضافة الى أن جائحة كورونا حولت الواقعي الى افتراضي، ولم يعد للمعارض تلك المتعة البصرية التي تتحقق عندما تقام بشكل واقعي، ربما هذا ايضا أحد الأسباب التي جعلتني أبتعد عن المشاركات.

وأشار المطاوعة إلى أن التركيز على أسماء معينة دون غيرها ظاهرة غير صحية لأن ذلك ينفي وجود باقي الفنانين. مضيفا: هناك فنانون أفضل مني ومن الاسماء التي تظهر بشكل لافت في كل الفعاليات، لكنها فئة منسية، ولا أحد يوليها اهتماما، وهذا يؤثر على أداء الفنان.

مضيفا: أنا لا أنتمي الى أي مؤسسة فنية. وجمعية الفنون التشكيلية لم توفق في أن تعكس الاسم على الواقع، فهي جمعية كل الفنون التشكيلية لكنها خلال السنوات الماضية لا تركز إلا على فن معين وليس على كل الفنون.

أحمد المسيفري: عزوف بعض الفنانين يعود لظروفهم الخاصة

قال الفنان التشكيلي أحمد المسيفري: ليس ابتعادا عن الفن بقدر ما هو ابتعاد عن المشاركات التي قد أعتبرها لا تشدني، هذا لا يعني أن الساحة الفنية في قطر ليست متنوعة ونشطة بل هناك زخم كبير ودعم لا محدود للفنانين من كافة قطاعات الدولة، والأمثلة عديدة على رأسها هيئة المتاحف و(كتارا). مضيفا: أعتقد أن عزوف بعض الفنانين عن المشاركة في فعاليات ومعارض فنية سببه الظروف الخاصة في أغلب الأحيان، أو أنه لم يتم دعوتهم أو التواصل معهم. أو التركيز على اسماء معينة دون غيرها لأن تلك الأسماء متاحة دائماً وليس لديها ما يشغلها عن هذه المشاركات.

سارة الدوسري: على الفنان أن يقدم نفسه ويؤمن بمشروعه

تقول الفنانة التشكيلية سارة الدوسري: أنا لا ألوم الجهات والمؤسسات المنظمة للفعاليات والملتقيات الفنية، لأن هذه الجهات والمؤسسات تفتح أبوابها للجميع والفنان المجتهد هو من يطرق الأبواب ويسعى في تحقيق الهدف الذي يصبو إليه، فالفنان لابد أن يجتهد لكن هناك بعض الفنانين والفنانات لا يستطيعون أن يكونوا تحت الأضواء ولكن أعمالهم تتحدث عنهم، وهذه الفئة لابد أن يتم الاهتمام بها أكثر. وتضيف: حاليا كثفت حضوري في الفن الدولي، وشاركت في فعاليات اليوم الوطني، لكن من خلال أعمالي الفنية فقط. مشيرة إلى أن من يريد أن يظهر ويبرز اسمه في الساحة فهو قادر على فعل ذلك، وما عليه الا أن يقدم نفسه للجهات المعنية ويطرح مشروعه بشكل جاد، إن كان حقا مؤمنا بمشروعه.

اقرأ المزيد

alsharq مهرجان الدوحة للأفلام 2025 يفتتح فعالياته بفيلم يوثق جرائم الاحتلال الاسرائيلي ضد الأطفال

أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام اليوم أن فعاليات مهرجان الدوحة للأفلام 2025 التي تقام في الفترة من 20 إلى... اقرأ المزيد

66

| 16 سبتمبر 2025

alsharq معهد الجزيرة للإعلام يطرح 25 ورشة ودورة

أعلن معهد الجزيرة للإعلام عن طرح 25 دورة وورشة للنشء والكبار، خلال شهر أكتوبر المقبل، تغطي مختلف جوانب... اقرأ المزيد

98

| 16 سبتمبر 2025

alsharq «العربي» يطلق «اقتصاد.كم»

أطلق التلفزيون العربي برنامجه الاقتصادي الجديد «اقتصاد.كم»، تقديم الإعلامية وعد هاشم، ويعد إضافة متخصصة إلى خارطة القناة، من... اقرأ المزيد

50

| 16 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية