رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

5838

خبراء يؤكدون ضرورة مراجعة إجراءات التعليم للحد من الظاهرة الأعوام المقبلة

"الشرق" تكشف أسباب تسريب اختبارات الثانوية

04 يوليو 2018 , 07:58ص
alsharq
عمرو عبدالرحمن

شهدت اختبارات الشهادة الثانوية هذا العام العديد من حالات تسريب الاختبارات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار غضب المجتمع نتيجة عدم تحقيق العدل بين الطلاب نظراً للتسريب، خاصة وأن نتائج الثانوية تعتبر هامة ومفصلية لكل طالب لأنها تحدد مستقبله. لذا تحركت وزارة التعليم وأعلنت قبل أسبوع ضبط 40 طالباً تورطوا في تصوير الاختبارات وتسريبها عبر برنامج واتس آب بهدف الغش، وتم إلغاء جميع نتائج اختباراتهم كإجراء عقابي لهم، فضلاً عن اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد كل من عاون هؤلاء الطلاب على الغش بحل الأسئلة المسربة على مواقع التواصل. وعقاب المراقبين للتهاون أثناء تأدية عملهم.

وأكدت الوزارة أنها تقوم بإجراءات رادعة لمنع دخول الطلاب بأي وسيلة إلكترونية تُستخدم للتواصل أو التصوير، إلا أن التكنولوجيا الحديثة ابتكرت العديد من الطرق التي يلجأ إليها بعض الطلاب ضعاف الأنفس لمعاونتهم على الغش، لذلك تم اتخاذ إجراءات عقابية ضد الطلاب الذين قاموا باستخدام هذه الوسائل غير الشرعية للغش. واستطلعت "الشرق" آراء عدد من الخبراء التربويين لاقتراح عدد من الحلول اللازمة لمنع تكرار واقعة تسريب الاختبارات في الأعوام السابقة.

جهات وراء تسريب الاختبارات بهدف الربح

من جهته قال الدكتور صالح الإبراهيم مدير مدرسة الدوحة الثانوية للبنين، إن تسريب الاختبارات هي قضية كبيرة يجب مواجهتها بكل حسم، مشيراً إلى وجود جهات خارجية تساهم في إفساد الاختبارات وإدخال الوسائل الإلكترونية التي تُستخدم في عملية التواصل بهدف الغش من أجل الربح المادي، فهناك أجهزة في غاية الدقة يضعها الطالب على أذنه لا يمكن لأي جهاز كشفها، لدرجة أن بعض هذه الوسائل تكون على هيئة إبرة وقد تؤدي إلى فقدان السمع، إلا أن بعض الطلاب يقومون باستخدامها.

وأوضح د. الإبراهيم أن السبيل الوحيد للحد من هذه الظاهرة تماماً تطوير المنظومة التعليمية التي تؤدي إلى تعديل سلوك الطالب في المراحل الأولى، فمن الخطأ الاعتقاد أن التربية تأتي قبل التعليم، لأن التعليم هو السبيل نحو تربية سليمة وتنشئة الطفل على المثل والقيم والأخلاق التي يكتسبها من التعليم الجيد.

وأكد أن هناك بعض الحلول قصيرة الأمد، مثل أن تقوم هيئة التقييم بمتابعة كل كبيرة وصغيرة في كل لجنة، للتأكد من سير الاختبارات بالشكل الأمثل، وأن تزود الوزارة جميع المدارس بأجهزة كشف الإلكترونيات، فضلاً عن منع الملاحظين من الدخول بأجهزتهم المحمولة، ولكن على المدى البعيد يجب أن يتم تحسين سلوك الطالب، ورفع المستوى التعليمي لجميع الطلاب، حتى نصل إلى مرحلة لا يحتاج فيها أي طالب للجوء إلى هذه الوسائل غير الشرعية.

مراجعة الإجراءات ضرورية لإيجاد حلول فاعلة

الوسائل الإلكترونية تُفسد جهود التعليم لمواجهة الغش

 
وضعت وزارة التعليم والتعليم العالي العديد من الضوابط خلال الاختبارات المدرسية، والتي تعمل على الحد من الغش بين الطلاب، وكذلك اتخاذ إجراءات صارمة ضد كل طالب يثبت قيامه بالغش أثناء الاختبار، إلا أن الوسائل الإلكترونية الحديثة أفسدت جهود الوزارة للقضاء على الغش، مما يستدعي ضرورة مراجعة هذه الإجراءات لإيجاد حلول ناجعة تساهم بشكل فاعل في القضاء على ظاهر الغش.

ومن بين الضوابط التي وضعتها وزارة التعليم لمنع الغش أثناء الاختبارات: منع الطلاب من الدخول بالهواتف النقالة، وأعلنت الوزارة قبل بدء اختبارات العام الدراسي المنصرم وضع أجهزة كشف الأجهزة الإلكترونية بالمدارس، كما يمنع الدخول إلى اللجنة بحقائب اليد، والدخول بكتب أو مذكرات أو أي أوراق تتضمن معلومات.

كما تشدد الوزارة على الملاحظين ضرورة مراقبة الطلاب لرصد السلوكيات غير المعتادة، ومنع التحدث بين الطلاب أثناء الاختبار نهائياً، وفي حالة ضبط طالب يقوم بالغش تتخذ معه الإجراءات التالية: أن يتم تسجيل الواقعة، ويستمر الطالب في أداء الاختبار، وفي نهاية الاختبار يتم تضمين الواقعة وتحرير محضر غش ضد الطالب. كما يمنع دخول الطلاب بعد نصف ساعة من زمن الاختبار، ومنع تسليم ورقة الإجابة قبل مضي نصف الزمن المخصص للاختبار.

 

الخبير التعليمي راشد الفضلي: العقوبات الجنائية بحق المتورطين الحل الرادع لتسريب الاختبارات
 
قال الخبير التعليمي راشد الفضلي، إن هيئة التقييم بوزارة التعليم يتوجب عليها تكثيف عمليات المتابعة والرقابة لكل تفاصيل اختبارات الثانوية العامة، من أول طباعة الأوراق وإرسالها في الوقت المحدد بالمدارس وفتح المظاريف، مشيراً إلى ضرورة إنشاء لجنة تختص فقط باختبارات الثانوية والاختبارات الوطنية لمتابعة العملية عن كثب، ووضع حلول أكثر فاعلية لجميع المشكلات التي تتعلق بالاختبارات.

وأشار إلى أن المدارس عليها دور هام للحد من ظاهرة تسريب الاختبارات أيضاً، بداية من تشكيل لجان السير والملاحظين واختيار أعضاء هذه اللجان بحرص شديد، بحيث يكونوا أشخاصاً يتمتعون بالأمانة والسلوك الحسن، فضلاً عن ضرورة منع الملاحظين من الدخول إلى لجان الاختبارات بهواتفهم النقالة، لأن التسريب أحياناً يكون من جانب الملاحظين وليس الطلاب.

وأضاف أن هيئة التقييم يجب أن تلزم جميع المدارس باستخدام كواشف الأجهزة الإلكترونية، لأن هناك بعض المدارس خاصة في المناطق البعيدة لا تستخدمها، مما يسهل على الطالب دخول الاختبار بأجهزة الجوال أو بكاميرات صغيرة وغيرها من وسائل الغش الإلكترونية، موضحاً أنه في حالة ضبط الطالب أثناء الاختبار بأحد هذه الأجهزة رغم التحذيرات يجب سحب ورقته واعتباره غائباً كعقاب رادع.

وطالب الفضلي وزارة التعليم بأن تكون أكثر شفافية في الإعلان عن الإجراءات التي تتخذها ضد من تورط في تسريب الاختبارات، فالإجراءات التي تتخذها الوزارة حتى الآن قد تحد من الظاهرة ولكن لا تردعها، وتكرار هذه التجاوزات كل عام يعني أن هناك خللاً ما يجب اكتشافه وحله سريعاً حفاظاً على مستقبل طلابنا.

 
وتابع: "يبدو أن هناك أيادٍ خارجية تعبث بالاختبارات، فهناك عناصر خارج البلاد تتواطأ مع بعض المحسوبين على الميدان التعليمي في قطر، لذا وجب التحرك سريعاً بالتعاون مع الجهات الأمنية لكشف هؤلاء"، مؤكداً أن هذه الأعمال مخلة بالميثاق الأخلاقي، وهؤلاء المتجاوزين سواء كانوا طلاباً أو معلمين يجب أن تطبق عليهم أقصى العقوبات، ويوضعوا في قائمة سوداء".

بعض الملاحظين باللجان الخاصة يصورون الاختبارات لتسريبها

وقالت السيدة عائشة الجابر مديرة مدرسة روضة بنت جاسم الثانوية للبنات، إن تسريب الاختبارات ظاهرة يصعب السيطرة عليها بسبب انتشار الوسائل الإلكترونية الدقيقة التي يستخدمها الطلاب ضعاف الأنفس للغش ولا يمكن كشفها، فكل عام تظهر أجهزة جديدة يقوم الطلاب بشرائها عبر المتاجر الإلكترونية لا نعرف شيئا عنها.

وأوضحت الجابر أن هناك بعض الإجراءات التي يجب اتخاذها للحد من هذه الظاهرة أبرزها، منع دخول الطلاب المتأخرين ، ففي كل عام يأتي بعض الطلاب متأخرين عن موعد الاختبار بنصف ساعة أو أكثر، وعندما يتم التواصل مع الوزارة يبلغون المدارس بإمكانية دخول الطالب إذا لم يمر نصف الوقت، وفي الحقيقة هذا وقت كاف لتسريب الاختبار وإرساله للطالب وتلقي الإجابات النموذجية للأسئلة، موضحة أنها في سنوات عديدة كانت تشاهد بعض الطلاب ضعاف المستوى حاصلين على نتائج مرتفعة على عكس التوقعات، وهذا بكل تأكيد يعني وجود خلل ما.

وتابعت: "يجب ألا تأخذنا العاطفة مع الطلاب المتأخرين، لأن الأمر يتعلق بمستقبل طلاب آخرين اجتهدوا ليصبحوا متفوقين"، موضحة ضرورة ألا يدخل الملاحظ ومعه الجوال، لأن تصوير الاختبارات وتسريبها يأتي أحياناً من الملاحظين في اللجان الخاصة. مؤكدة ضرورة أن تقوم هيئة التقييم باتخاذ تدابير أكثر حدة وقف هذه التجاوزات.

إبراهيم العيدان: المناهج والمدارس سبب لجوء الطلاب إلى الغش
 
قال السيد إبراهيم العيدان مدير مدرسة اليرموك، إنه من الخاطئ إطلاق لفظ التسريب على ظاهرة انتشار أوراق الأسئلة على مواقع التواصل أثناء وقت الاختبار، فهو نوع من أنواع الغش غير المشروع، أما التسريب يكون من خلال تصوير ورقة الاختبار خلال طباعتها أو قبل بدء الاختبار.
 
وأضاف العيدان أن السبب الرئيسي للجوء الطلاب إلى هذه الطرق الملتوية، عدم قدرتهم على استيعاب المناهج الدراسية، فضلاً عن عدم مواظبتهم على الذهاب إلى المدرسة، فالأجواء العامة للمدارس قد تكون منفرة لعدد كبير من الطلاب، كما أن المناهج يجب أن يتم إعادة النظر فيها وتطويرها، ليستطيع جميع الطلاب فهمها واستذكارها بشكل سهل وسلس.

وأوضح أن صعوبة المناهج، وعدم قدرة أولياء الأمور على مراجعة الدروس مع أبنائهم، جعلهم يلجأون إلى طرق غير شرعية مثل الدروس الخصوصية، والبعض الآخر ذهب إلى شراء أحدث الوسائل التكنولوجية بهدف الغش، هذا الأمر بكل تأكيد مؤسف ويجب أن يتم تغيير هذا الواقع، أولاً بترغيب الطالب للذهاب إلى مدرسته، وبوضع مناهج أكثر تطوراً، ففي الخارج نشاهد الآن أداء الاختبارات عن بعد وفي المنازل ولا نسمع عن حدوث حالات غش أو غير ذلك من الأمور غير الشرعية.

سعيد النابت:إلغاء النتائج ليس كافياً لعقاب الطلاب

وقال سعيد النابت مدير مدرسة الشيحانية الإعدادية الثانوية للبنين، إن تسريب اختبارات الثانوية العامة لم يرتقِ إلى الظاهرة بعد، فالتسريب يكون من بعض المدارس وبعض الطلاب فقط، ولكن بكل تأكيد يجب مواجهتها بحسم والحد منها في الأعوام المقبلة، خاصة مع التطور المتسارع للتكنولوجيا، واستخدام الطلاب لبعض هذه الوسائل بهدف الغش.

وأشار النابت إلى أن وزارة التعليم تقوم بجميع الإجراءات والتدابير اللازمة لسير عملية الاختبارات على الوجه الأمثل، ولكن في جميع دول العالم يتم هذا الأمر، فالطالب ضعيف المستوى يقوم بالمخاطرة من أجل الغش حتى يستطيع النجاح، فهو يعلم أنه في حالة ضبطه سوف يعيد السنة وهو مصيره بدون شيء، وفي حالة عدم ضبطه سوف يتجاوز الاختبارات بنجاح، لذلك فالعقوبات يجب أن تكون أكثر قسوة وليس مجرد إلغاء النتائج فقط.

مساحة إعلانية