رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

401

"وياك" تذكي الوعي بقضايا نفسية شائكة

04 يناير 2020 , 07:45ص
alsharq
جمعية أصدقاء الصحة النفسية
هديل صابر:

في ظل ما يشوبها من مواقف سلبية

* ظبية المقبالي: المخاوف غير حقيقية وليس لها أساس من الصحة

* محمد كمال: التشجيع سيمنح المراهقين الثقة والجرأة للتعبير عن دواخلهم

كشفت الأبحاث والدراسات التي أجريت في دولة قطر أن شخص واحد من بين كل خمسة أشخاص يعانون من مرض نفسي في أي فترة من حياتهم، ومن هنا تعد الصحة النفسية الجيدة أمرا مهما لإضافة الجودة على حياة الأفراد وعائلاتهم وللنجاح الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات والأمم، فلا تقل الصحة النفسية أهمية عن الصحة الجسدية في تحقيق العافية الكلية للفرد، إلا أنه وللأسف لا يزال يشوب قضايا الصحية النفسية جملة من المواقف السلبية، مما يتطلب تكاتف الجهود على كافة المستويات لإجراء تغييرات على خدمات الصحة النفسية وتعزيز التوعية حول الصحة النفسية قد يساهم في تحسين حياة الكثير من الأشخاص في دولة قطر .

وانطلاقا من مسؤولية "الشرق" المجتمعية تخصص هذه المساحة بالتعاون مع جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك" لطرح قضايا نفسية على اختلاف أسبابها، وأنواعها، لتحفيز أفراد المجتمع نحو التعبير عن ذواتهم في حال إصابتهم بأي عارض نفسي، وبهدف إذكاء وعي الجمهور بالقضايا النفسية الآخذة بالتعقيد والسبب رثم الحياة السريع.

* الخوف من الموت

في عدد اليوم سنتناول حالتين، الحالة الاولى تتحدث عن فتاه تبلغ من العمر 27 عاما، تخرجت من كلية الطب، إلا أنَّ طموحها يقودها إلى إكمال دراساتها العليا في إحدى الدول الأوروبية، إلا أنَّ هذا الطموح الجامح نحو تحقيق الذات يصطدم بوفاة والدها وشقيقها، الذي خلَّف لديها رهاب من السفر، والخوف من المستقبل، بالرغم من إيمانها بالقضاء والقدر، إلا أنها غير قادرة على الخروج من أفكارها السوداوية واحتمالية موتها وهي بعيدة عن افراد أسرتها، متسائلة كيف لها أن تتغلب على مخاوفها؟.

وحول هذا الموضوع قالت ظبية المقبالي –مرشدة نفسية-، " إنَّ ما يتعلق بمخاوف الفتاة من الموت، هو أمر طبيعي خصوصاً في وجود حالات وفاة أشخاص مقربين، وللتعامل مع هذه المخاوف على السائلة أن تقرأ أكثر في أمر الخوف و أسبابه بشكل أكثر تفصيلاً مما سيوضح لها الكثير من الحقائق، وهو أن هذه المخاوف غير حقيقية وليس لها أساس من الصحة و إنها سبب في تعطيل الفرد عن تحقيق إنجازاته."

ودعت المرشدة النفسية السائلة ضرورة التوجه إلى أحد المختصين إما في جمعية أصدقاء الصحة النفسية، أو من خلال المستشفيات بهدف تلقي جلسات علاجية مباشرة، ومناقشة هذه المخاوف مع المعالج المختص.

* ابنتنا المراهقة سجينة العزلة

الحالة الثانية تتحدث عن معاناة والدين بسبب ابنتهما المراهقة والتي تبلغ من العمر 13 عاما، حيث أنها تخشى الاختلاط مع العالم الخارجي، دائمة الحرج ممن حولها، غير قادرة على خلق صداقات مع أقرانها في المدرسة، الأمر الذي انعكس سلبا على تحصيلها الدراسي، وجعلها سجينة العزلة.

وفي هذا السياق أوضح محمد كمال مرشد نفسي بجمعية أصدقاء الصحة النفسية-، قائلا " إنَّ القدرة على تكوين علاقات اجتماعية تعود إلى عدة مهارات يكتسبها الفرد من خلال التنشئة الأسرية التي تشجع الطفل على التفاعل مع الآخرين، وتغرس فيه الثقة بنفسه، وتجعله قادرا على استثمار قدراته وتمنحه نوعا من الاستقلالية مع التوجيه السليم للأفضل، لذا على الوالدين أن يدركا أن ابنتهما تمر في مرحلة المراهقة وهي مرحلة حرجة على اعتبارها مرحلة تتسم بالتغييرات الشديدة سواء من الناحية الجسمية والبيولوجية أو من الناحية النفسية، والفرد في هذه المرحلة يميل إلى الانطواء وعدم مخالطة الآخرين، فإن كانت هذه الأعراض التي تم ذكرها قد طرأت حديثا، فهذا بسبب مرحلة المراهقة التي دخلتها الفتاة، أما إن كانت هذه الأعراض منذ صغرها فهذا أمر آخر، إلا أنها بحاجة إلى الدعم النفسي من حيث الاستماع لها وإشعارها بأنها ليست وحدها وأنَّ والديها هما صديقان لها، كما أنَّ على الأم دورا في الجلوس إليها، والتحدث معها كما لو كانا صديقتين، فهذا يُشْعِرها بالأمان وأنها ليست وحدها."

واقترح السيد محمد كمال الجلوس والتحاور معها بشأن الأفكار التي تدور في ذهنها، والبحث في الأسباب التي تقف وراء رفضها الجلوس مع أفراد عائلتها، فإذا كانت غير منطقية فلابد من مناقشتها فيها وفي جدوى هذه الأفكار، وهل هي واقعية أم لا؟ دون التقليل من شأن هذه الأفكار في ذهنها لأنه لو حدث ذلك فسوف تتمسك بهذه الأفكار، فالمطلوب مناقشتها فقط، وطلب منها دلائل على صحة هذه الأفكار.

ودعا المرشد النفسي الوالدين إلى ضرورة تشجيع ابنتهما، ومنحها مزيد من الثقة عبر التحدث إليها والاهتمام بمشاعرها واحتياجاتها ومدحها أمام الأقارب، كما أنها تحتاج إلى أن تشعر بأن لها دور في المنزل، فمثلا يمكن لوالدتها أن تأخذ رأيها في بعض الأمور المتعلقة باحتياجات المنزل، وأن تذهب معها لتشتري أغراض المنزل وتختار معها بعض الأمور المتعلقة بالمنزل؛ فهذه الأمور تمنحها مزيدا من الثقة وتشعر بأنها محل اهتمام، وكل ذلك يقوي شعورها بتقدير الذات ويمنحها مزيدا من الجرأة في التعامل مع الآخرين.

مساحة إعلانية