رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رياضة محلية

1001

"الماتادور" الإسباني ورحلة اللقب الثاني

03 نوفمبر 2022 , 07:00ص
alsharq
تتويج إسبانيا بكأس أوروبا 2012
عبد الناصر البار

 

يُعد المنتخب الإسباني واحداً من أقوى المنتخبات على المستوى الأوروبي والعالمي، بالنظر للنجوم التي قدّمتها الكرة الإسبانية للعالم، كما أن إسبانيا تمتلك واحداً من أقوى الدوريات على المستوى العالمي، لكن لو نأتي لإلقاء نظرة على تاريخ المنتخب الإسباني ومشاركاته في البطولات القارية والعالمية نجد أن "الماتادور" الإسباني عاش في تاريخه الكروي الطويل فترات مُتناقضة، ومتذبذبة من ناحية النتائج، فتارة كان يتألق إلى حد التتويج ببطولة كأس العالم وكأس أمم أوروبا، وتارة أخرى يخرج من الدور الأول بعد تسجيل نتائج مُخيّبة لجماهيره.

وإذا تحدّثنا عن مشاركات المنتخب الإسباني على مستوى بطولات كأس العالم نجد أن المنتخب الإسباني سجّل اسمه بحروف من ذهب بعد التتويج ببطولة كأس العالم 2010 التي أقيمت بجنوب إفريقيا بعد الفوز على منتخب هولندا في المباراة النهائية، ولكن إذا ما قارنا عدد مشاركاته التي وصلت إلى 16 بطولة نجد أن معظم نتائجه كانت مُخيّبة ماعدا مونديال عام 1950 الذي احتل فيه المركز الرابع، أما بقية البطولات فكان يُغادر من الدور الأول أو الدور الثاني ومرّات الربع النهائي.

ولعل الجيل الذهبي لنادي برشلونة بين أعوام 2008 و2012 كان هو السبب الرئيسي في سيطرة الكرة الإسبانية أوروبياً وعالمياً بحصد منتخب إسبانيا لقبين في كأس أمم أوروبا عامي 2008 و2012، وبينهما كأس العالم في جنوب إفريقيا عام 2010، وما دون ذلك كانت مشاركات منتخب إسبانيا في البطولات القارية والعالمية خجولة للغاية، باستثناء أمم أوروبا 1964 التي حققها على أرضه، والوصافة ببطولة 1984.

وستكون الأنظار موجّهة للمنتخب الإسباني الشاب الذي يقوده المدرب الإسباني لويس أنريكي في مونديال 2022، حيث يفتتح المنتخب الإسباني مشاركاته بمواجهة منتخب كوستاريكا يوم 23 نوفمبر على ملعب الثمامة، على أن يواجه منتخب ألمانيا يوم 27 من الشهر نفس باستاد البيت، قبل أن يلعب مع المنتخب الياباني يوم 1 ديسمبر بملعب خليفة الدولي بالجولة الثالثة الخاصة بالمجموعة الخامسة.

تأسيس الاتحاد الإسباني

تأسس الاتحاد الإسباني لكرة القدم يوم 13 سبتمبر 1913، وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" (FIFA) في العام نفسه، ثم حصل على عضوية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" (UEFA) في عام 1954، وخاض المنتخب الإسباني باكورة مبارياته الدولية يوم 28 أغسطس 1920 حين واجه نظيره الدانماركي في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بمدينة أنتويرب، وفاز بهدف دون رد.

"فيا" الهدّاف التاريخي

يملك المنتخب الإسباني العديد من النجوم الذين برزوا للعالم على مستوى تاريخ الكرة الإسبانية ولعل أبرزهم "دافيد فيا" الذي سجّل 59 هدفاً في 98 مباراة بقميص منتخب إسبانيا، وضعته في صدارة لائحة هدّافي المنتخب التاريخيين، وإلى جانب فيا، هناك راؤول غونزاليس مهاجم ريال مدريد الأسبق، ولكن الجيل الأبرز للكرة الإسبانية والذي أرعب العالم كان جيل نادي برشلونة الذي ظهر مع تشافي هيرنانديز وأندريس إنيستا وجيرارد بيكيه ومن مدريد إيكر كاسياس وسيرجيو راموس وغيرهم، كونهم حققوا بطولتين في كأس أمم أوروبا (يورو 2008 و2012) وكأس العالم 2010.

3 ألقاب أوروبية

شارك المنتخب الإسباني في 11 بطولة من أصل 16 كأس أمم أوروبا "اليورو"، التي انطلقت للمرة الأولى في عام 1960 بمسمّاها القديم، ولم يشارك المنتخب الإسباني في البطولة الافتتاحية، لكنه حقق اللقب في النسخة الثانية عام 1964، ثم فاز بلقبين آخرين في عامي 2008 و2012، في حين خسر النهائي مرة واحدة، وكان ذلك في يورو 1984 أمام المنتخب الفرنسي.

أما فيما يتعلق ببطولة دوري الأمم الأوروبية التي انطلقت لأول مرة في موسم 2018-2019، فقد شارك المنتخب الإسباني في نسختها الأولى في المستوى الأول، ولم ينجح في تجاوز مرحلة المجموعات.

وبلغ "الماتادور" المباراة النهائية في النسخة الثانية، لكنه خسر من فرنسا، أما في الثالثة فانتزع بطاقة نصف النهائي من أرض البرتغال، في انتظار إقامة مباريات المربع الذهبي خلال 2023.

فشل بكأس القارات

سجّل المنتخب الإسباني حضوره في بطولة كأس القارات التي انطلقت أولى نسخها عام 1992، في مناسبتين بحكم تتويجه بطلاً للقارة الأوروبية عامي 2008 و2012، وظهر المنتخب الإسباني في نسخة عام 2009 وخرج من الدور النصف النهائي بعد الخسارة من منتخب الولايات المتحدة الأمريكية في الدور النصف النهائي في مفاجأة كانت مدوية وقتها، لأن المنتخب الإسباني كان يعيش أزهى أيامه، وفي المشاركة الثانية تمكّن من الوصول إلى النهائي عام 2013، لكن المنتخب الذي كان يقوده المدرب المخضرم فيسنتي ديل بوسكي اصطدم بمنتخب البرازيل المدعم بعاملي الأرض والجمهور، ليخسر بثلاثية نظيفة.

الرابع بمونديال 1950

شهدت مشاركة المنتخب الإسباني ببطولة كأس العالم عام 1950 التي استضافتها البرازيل وصول الماتادور الإسباني للدور النصف النهائي لأول مرة في تاريخ مشاركاته، لكنه أقصي من هذا الدور واكتفى بالمركز الرابع بعد الهزيمة من السويد بنتيجة (3-1) في المباراة الترتيبية، ولكن تعد هذه المشاركة من أقوى المشاركات للمنتخب الإسباني ببطولات كأس العالم قبل التتويج باللقب عام 2010، وبالرغم من قوة الدوري الإسباني بجانب الدوري الإنجليزي إلا أن الكرة الإسبانية والإنجليزية لم تحقق بطولة كأس العالم سوى مرة واحدة لاعتمادهم بشكل كبير على اللاعبين المحترفين.

عقدة ربع النهائي

مشاركات إسبانيا في كأس العالم من 1990 وحتى 2002 اتسمت هي الأخرى بالتواضع ولم يتمكن المنتخب الإسباني من تجاوز ربع النهائي، ففي مونديال 1990 غادر المنتخب الإسباني من الدور الــ 16 على يد يوغوسلافيا، وفي بطولة كأس العالم 1994 وصل الماتادور الإسباني للدور الربع النهائي وخسر من منتخب إيطاليا، أما في مونديال فرنسا عام 1998 شهد مُغادرة المنتخب الإسباني من الدور الأول بعد احتلاله المركز الثالث بمجموعته، وفي مونديال 2002 فشل المنتخب الإسباني في العبور للدور نصف النهائي وخسر من كوريا الجنوبية بركلات الترجيح.

بطل العالم 2010

بالرغم من أن المنتخب الإسباني شارك في 15 بطولة من بطولات كأس العالم السابقة إلا أن نتائجه كانت متذبذبة وغير ثابتة وكان الظهور الأول له في نسخة عام 1934 التي أقيمت في إيطاليا، وخرج من الدور ربع النهائي، وفي غالبية مشاركاته، كان منتخب إسبانيا يودّع من الدور الأول، وفي أفضل الأحوال يصل إلى ربع النهائي، حتى جاء جيل ذهبي كتب التاريخ في مونديال 2010.

وتألق المنتخب الإسباني في مونديال جنوب إفريقيا عام 2010، ولو أن الجميع توقع هذا التألق بالنظر للجيل الرائع الذي كانت تملكه إسبانيا، وقاد تشافي هيرنانديز وأندريس أنيستا ودافيد فيا وسيرجيو راموس، ومن خلفهم الحارس إيكر كاسياس، منتخب "لاروخا" للفوز بكأس العالم للمرة الأولى في التاريخ أمام المنتخب الهولندي بنتيجة (1-0) في الأوقات الإضافية.

نكسة الدور الأول

دخل المنتخب الإسباني بطولة كأس العالم بالبرازيل عام 2014 وهو حامل لقب البطولة، وكانت كل الأنظار موجّهة صوب البطل وما سيفعله في ذلك المونديال، وهل سيكسر قاعدة خروج البطل من الدور الأول، وظهر المنتخب الإسباني في المواجهة الأولى له ليس في أحسن أحواله بعد الخسارة بخماسية من المنتخب الهولندي ليتعرّض لهزيمة أخرى في المواجهة الثانية أمام التشيلي ليودّع البطولة مبكراً باحتلاله المركز الثالث، وفي مونديال روسيا هو الآخر لم يظهر فيه المنتخب الإسباني بوجه مشرّف وغادر من الدور ثمن النهائي.

الوصول إلى 2022

تأهلت إسبانيا لبطولة كأس العالم 2022 بعد فوزها في اللحظات الأخيرة على السويد بهدفٍ نظيف، وتواجد منتخب إسبانيا في المجموعة الثانية من تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم رفقة السويد، واليونان، وكوسوفو، وأيضاً جورجيا، وكان منتخب إسبانيا يحتاج إلى التعادل أو الفوز بأي نتيجة من أجل ضمان التأهل مباشرة لكأس العالم 2022.

وخلال المباريات الأخيرة، تبيّن أن إنريكي يعوّل على مزيج من اللاعبين الشبان وأصحاب الخبرة، أبرزهم بيدري وغافي، نجما برشلونة، ونيكو ويليامز لاعب أتلتيك بيلباو، وجميعهم من المتوقع أن يكونوا من أبرز نجوم المونديال. وما زال إنريكي يثق في قدرة الجيل القديم على تقديم الجودة المطلوبة، مثل سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا وداني كارفاخال وألفارو موراتا وكوكي.

نتائج مميزة لإنريكي

اتفق الاتحاد الإسباني لكرة القدم مع مواطنه لويس إنريكي على تدريب المنتخب الأول في التاسع من يوليو عام 2018، وبعد حوالي 8 أشهر، اعتذر إنريكي عن إكمال المهمة لأسباب كانت مجهولة للجميع، وبعدها أعلن إنريكي في 30 أغسطس 2019 خبراً مأساوياً بوفاة ابنته زانا (9 أعوام) متأثرة بسرطان العظام، وهو السبب الذي دفعه لعدم إكمال وظيفته مع "الماتادور".

لكن المدرب الإسباني عاد لعمله مجدداً يوم 19 نوفمبر من عام 2019 ليقود المنتخب للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022، وأوصل إنريكي منتخب إسبانيا إلى نهائي النسخة الثانية من دوري أمم أوروبا، قبل أن يخسر من فرنسا، كما بلغ الدور نصف النهائي في النسخة الثالثة، وبالمجمل، قاد إنريكي منتخب "لاروخا" في 39 مباراة، فاز في 22 منها وتعادل في 10 وخسر 7 مرات.

أبرز النجوم الشباب

توقع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أن يفاجئ المنتخب الإسباني الجميع في مونديال 2022 في قطر بفضل التشكيلة التي تضم 5 نجوم والتي ستحاول استعادة أيام مجد بلادها بعد مرور ١٢ عاماً على الفوز بكأس العالم لأول مرة في جنوب إفريقيا 2010.

وذكر التقرير المطول للاتحاد الدولي لكرة القدم نجوماً من الشباب القادرين على رفع التحدي وهم: الحارس أوناي سيمون حارس عرين نادي أتلتيكو بيلباو والمدافع إيمريك لابورت وفيران توريس وسيرجيو بوسكيتس وغافي وبيدري، لاعبا برشلونة.

مساحة إعلانية