رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3233

الإبادة.. الجريمة الأخطر في القانون الدولي

03 فبراير 2015 , 11:52ص
alsharq
لاهاي - وكالات

الإبادة الجماعية التي تتبادل كرواتيا وصربيا الاتهامات بشأنها أمام محكمة العدل الدولية، هي أخطر جريمة يعترف بها القانون الدولي، لكنها من أصعب الجرائم التي يمكن إثباتها.

وكان إعلان استقلال كرواتيا عن يوغوسلافيا في 1991، أعقبته حرب بين القوات الكرواتية والانفصاليين الصرب المدعومين من قبل بلغراد.

وأسفر هذا النزاع الذي كان واحدا من عدة حروب اندلعت في البلقان، في العقد الأخير من القرن الـ20 عن سقوط حوالي عشرين الف قتيل بين 1991 و1995.

ابتكرها اليهود

وكلمة "جينوسايد" التي تعني إبادة جماعية بالانجليزية مشتقة من كلمة في اللغة اليونانية "جينوس" تعني العرق وأخرى من اللاتينية ملحقة بها هي "كايديري" تعني قتل.

وقد ابتكرها في 1944، رافايل ليمكين، وهو يهودي بولندي، لجأ إلى الولايات المتحدة وعمل مستشارا في وزارة الحرب الأمريكية، ليستخدمها في وصف الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود في أثناء الحرب العالمية الثانية.

وقد استخدمتها للمرة الأولى في إطار قانوني، المحكمة العسكرية في نورمبرج في 1945، عند اتهام المسؤولين النازيين الذين صدرت عليهم أحكام في نهاية المطاف لارتكابهم "جرائم ضد الإنسانية".

ولم يعترف القانون الدولي، بجريمة الإبادة الجماعية إلا في 1948 في معاهدة الأمم المتحدة، وعددت هذه المعاهدة سلسلة جرائم من بينها القتل تعتبر جرائم "إبادة" إذا ارتكبت "بنية القضاء كليا أو جزئيا على مجموعة قومية أو اتنية وعرقية أو دينية".

واعترفت الأمم المتحدة بالمجازر التي أودت بحياة مئات الآلاف من الأرمن في 1915، على أنها "إبادة" في 1985، وتعترف تركيا بأن هذه المجازر أدت إلى مقتل 300 ألف شخص، لكنها ترفض وصف الأحداث بالإبادة كما تعتبرها دول عدة بينها فرنسا.

إبادة وجرائم حرب

والإبادة التي أدت إلى مقتل 800 ألف شخص، من قبيلتي توتسي وهوتو عام 1994 في رواندا، بحسب الأمم المتحدة أفضت إلى إنشاء محكمة الجزاء الدولية لرواندا في اروشا، وأصدرت المحكمة اعتبارا من 1998 حوالي 20 إدانة بتهم الإبادة أو المشاركة فيها.

واعتبرت محكمة العدل الدولية أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، في 2007 مجزرة سريبرينيتسا "شرق البوسنة"، التي قتل فيها نحو 8 آلاف من مسلمي البوسنة بأيدي صرب البوسنة "إبادة".

وأصدرت محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة، عدة أحكام على مدانين في إطار هذه الإبادة بينما ما زالت محاكمات عدة بينها محاكمة القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش جارية.

في بنوم بنه، يحاكم 3 مسؤولين سابقين في نظام الخمير الحمر "1975-1979" بتهم ارتكاب إبادة وجرائم حرب أمام محكمة برعاية الأمم المتحدة.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير، بتهمة ارتكاب جرائم بحق المدنيين في دارفور.

وأفادت لجنة تحقيق في الأمم المتحدة عام 2005 في خلاصاتها، أنه بالرغم من حدوث جرائم ضد الإنسانية في دارفور فأنها ليست إبادة، بغياب نية فعلية لإبادة جماعية على مستوى الحكومة المركزية.

مساحة إعلانية