رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اقتصاد

2207

خبراء لـ الشرق: قطر تتربع على عرش الطاقة النظيفة عالمياً

02 سبتمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
حقل الشمال
سيد محمد

أكد خبراء ومحللون بقطاع الطاقة تربع قطر على عرش الطاقة النظيفة عالميا بفضل استثماراتها النوعية والرائدة بالقطاع والتكنولوجيا الحديثة التي أدخلتها السوق لأول مرة. وفيما أعلنت مصادر بقطاع الطاقة الباكستاني فوز شركة قطر للبترول بأكبر صفقة لتوريد الغاز إلى باكستان قالت نشرة Natural Gas Intelligence المتخصصة في أسواق الطاقة إن دولة قطر تتجه لأن تصبح كأكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم.

الطاقة النظيفة

قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله الخاطر إن دولة قطر تمكنت من تقديم دعم غير مسبوق للعالم للمساعدة في حل أبرز معضلات العصر، وهي المعضلة المتعلقة بالتغير المناخي، وذلك بعد أن أدرك العالم أهمية الغاز الطبيعي للحفاظ على البيئة وحمايتها بعد أن عانى العالم من الآثار السلبية والكارثية كما هو معروف للمخلفات الصناعية وأضرار الملوثات البيئية، وساهم في ذلك ازدياد الوعي البيئي الذي ساهم في تغيير عقليات هذه الدول ونظرتها إلى أهمية مصادر الطاقة النظيفة، مما أوجد حالة من الرؤية الموحدة للمستقبل. وأضاف الدكتور الخاطر في حديثه لـ الشرق أن دولة قطر ساهمت في حل هذه المشكلة البيئة عالميا من خلال أهم زواياها المتمثلة في الطاقة ومن ثم فإن خطتها الحالية لزيادة الانتاج ورفعه بنسبة 64% لتبلغ 126 مليون طن سنويا بحلول عام 2027 تمثل إحدى هذه الرؤى النموذجية لدعم النمو العالمي وليس مجرد التركيز على دعم النمو المحلي.

وأشار الدكتور الخاطر إلى أن خطط زيادة إنتاج الغاز ستشكل عامل دعم كبير لنمو وتوسع الاقتصاد المحلي في المستقبل مدعوما بالمستويات القياسية لأسعار النفط والغاز، والفوائض المسجلة بالميزانيةـ وتحسن الاحتياطيات النقدية بشكل كبير، لذلك فإن هذه التوسعة مهمة إلى جانب ما اكتسبته الدولة من الثقة العالمية التي مكنت قطر للبترول من الاستثمار عالميا، ومن أبرز هذه الاستثمارات مشروع جولدن باس الذي يعتبر من بين أكبر منشآت الغاز الطبيعي المسال في العالم، وحصل على ترخيص من وزارة الطاقة الأمريكية لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الدول التي لا تربطها اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

منجزات عظيمة

ويضيف الدكتور الخاطر أنه من خلال هذه المعطيات نرى أن قطر حققت منجزات عظيمة، عزز موقفها في ذلك المرونة عمليات النقل والدفع نحو التوسع في شبكة ناقلات الغاز والتقنيات الجديدة التي كان لقطر الريادة فيها مما جعلها قادرة على الوصول إلى أي مكان في العالم ولذلك فهي صمام الأمان للمجتمع الدولي لأمن الطاقة، حيث توفر الدوحة أكثر من 30 % من واردات أوروبا من الطاقة النظيفة، وكذلك يتزايد اعتماد الصين واليابان وكوريا على إمدادات قطر، وهذا ما يجعل قطر تتربع على عرش الطاقة النظيفة عالميا وتتجه للتوسع في خدمات اخرى كسوق التبادل النقدي، كما أن العلاقة الوثيقة بروسيا والمهمة جدا لاستقرار وتوازن السوق تمكن قطر من بلورة وتحقيق طموحاتها بسوق الطاقة العالمي.

تقويض المنافسين

وفي حديثه لـ الشرق، يقول رجل الأعمال عبد الله المنصوري إن دولة قطر، والتي أصبحت اليوم أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، قادرة على زيادة الضغط على منافسيها ذوي التكاليف المرتفعة من خلال خطط توسع جريئة ستعزز الإمدادات على مدى السنوات العشر المقبلة وستعود بالنفع الكبير على الاقتصاد المحلي بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030. ويضيف المنصوري أنه في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، رفعت قطر لليترول شعار التحدي، وأعلنت أنها ستزيد إنتاج الغاز المسال نحو 40% إلى 110 ملايين طن سنويا بحلول 2026 في المرحلة الأولى من توسعة حقل الشمال. ونحن على ثقة يضيف المنصوري، من أن إمكانيات التسويق القطري لديه القدرة على تقويض الموردين المنافسين، وقد رأينا أن وحدة التجارة التابعة لقطر للبترول، والمؤسسة حديثا، فازت بالعديد من المناقصات لتوريد شحنات فورية إلى باكستان والهند وتايوان منذ إنشائها في أواخر العام الماضي. مما يعني أن المستقبل سيكون حليف قطر بإذن الله في مجال صناعة الطاقة وعائداتها على ازدهار ورفاه المجتمع.

العائد الاستثماري

وفي حديثه لـ الشرق حول العائد الاستثماري المتوقع لصادرات قطر من الغاز التي ستكون الأكبر عالميا خلال السنوات المقبلة، يقول رجل الأعمال الدكتور محمد مبارك السليطي إن الدولة تجني حاليا ثمار السياسة الحكيمة التي وضعها سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، وبالتالي فإن العائد الاستثماري لهذا التوسع بصادرات الغاز سيعزز النمو الاقتصادي بشكل عام وسنرى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة ستكون من أبرز المستفيدين كذلك بعد أن بدأت مرحلة التعافي من تداعيات جائحة كوفيد 19. ويضيف الدكتور السليطي أن قطر تعمل حاليا على أكبر قدر ممكن من سوق الغاز عالمياً والذي ينمو بسرعة، محققاً أرباحاً ضخمة للغاية، عبر طاقة إنتاجية قوية، ومرونة مع المشترين، إضافة إلى توسيع قدراتها الإنتاجية إلى حدود غير متوقعة من قِبل المنافسين.

أسواق الغاز

وفي هذا السياق قالت نشرة Natural Gas Intelligence المتخصصة في أسواق الطاقة والرائدة في أبحاث الغاز الطبيعي، إن دولة قطر تتجه لأن تصبح كأكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم وذلك للمرة الأولى في ظل المنافسة التي تقودها استراليا بفارق بسيط مع قطر كأكبر مصدر حتى الآن، تليها الولايات المتحدة. وقالت النشرة في تحليل كتبه محررها لشؤون الغاز جاميسون كوكلين، تحت عنوان "أفضل أسواق الغاز الطبيعي في العالم" إنه مع تطور السوق، تطور موردوه المهيمنون أيضًا، حيث أضافت أستراليا 2.4 مليون طن من الإمدادات الجديدة العام الماضي، إلا أنه وفقًا للمجموعة الدولية لمستوردي الغاز الطبيعي المسال GIIGNL، من المرجح أن تستعيد قطر عرشها من الغاز الطبيعي المسال في السنوات المقبلة حيث تمضي قدمًا في التوسع الهائل في أصول حقل الشمال.

ووفقا لبيانات السوق صدرت استراليا 77.8 مليون طن إلى الخارج في عام 2020، فيما صدرت قطر 77.1 مليون طن، وأضافت روسيا بعض الإمدادات في عام 2020 وكانت رابع أكبر مصدر بعد الولايات المتحدة بنحو 29.6 مليون طن.

أكبر صفقة

وفي هذا الصدد، وافقت شركة النفط الحكومية الباكستانية على شراء أكبر صفقة شراء فورية في تاريخ البلاد لتوريد الغاز الطبيعي المسال بسعر 17.85 مليون وحدة حرارية بريطانية، ما يقابل 24.5456 في المائة من خام برنت للتسليم في الفترة من 26 إلى 27 سبتمبر. ووفقا لمصادر بقطاع الطاقة الباكستاني فقد تم إبرام الصفقة مع شركة قطر للبترول بعد أن قدمت شركة النفط الحكومية الباكستانية مناقصة في السوق الفورية لتسليم شحنتين من الغاز الطبيعي المسال خلال الفترة 16-17 سبتمبر و26-27 سبتمبر من مقدمي العطاءات الدوليين. وكان تاريخ إغلاق العطاء 20 أغسطس 2021. بالنسبة لنافذة التسليم الأولى.

وفيما تخطط قطر لزيادة إنتاجها من الغاز المسال لبسط نفوذهاعلى أكبر السواق العالمية، يزيد الطلب على الغاز بشكل متنام. وعلى مدار نصف القرن الماضي، احتلت اليابان لقب أكبر مشتر للغاز الطبيعي المسال في العالم، ولكن هذا اللقب على وشك التغيير هذا العام. فمن المقرر أن تأخذ الصين التاج مع استمرار اقتصادها في الانتعاش من جائحة كوفيد 19، هذا إلى جانب توجه الحكومة لدعم استيراد الغاز الطبيعي بشكل أكبر. ومن المتوقع أن يؤدي التحول من الفحم إلى الغاز إلى استمرار الطلب على الغاز الطبيعي المسال إلى ما بعد عام 2021.

وتضيف النشرة المتخصصة في شؤون الطاقة أن الصين استحوذت على معظم نمو الطلب على الغاز الطبيعي المسال في العالم هذا العام، حيث قفز التوليد الحراري بنسبة 18٪ تقريبًا سنويًا خلال النصف الأول من عام 2021 حيث اكتسب الاقتصاد زخمًا، وقال محللو بنك أوف أمريكا إن واردات الغاز الطبيعي المسال إلى الصين ارتفعت بنسبة 30٪ خلال يونيو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، أو بما قدره 8.6 مليون طن سنويا. وقالت مؤسسة وود ماكنزي للأبحاث في وقت سابق من هذا العام إن الصين قد تدفع مقابل 11 مليون طن من نمو الطلب في عام 2021. وإذا كان هذا هو الحال، فإن واردات الصين ستمثل أكثر من 18 مليون طن وهو ما يمثل نصف إجمالي توقعات نمو الطلب العالمي لعام 2021. وفي نفس الوقت استوردت اليابان 74.4 مليون طن العام الماضي، انخفاضًا من 76.8 مليون طن في عام 2019 بسبب عمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء، وفقًا للمجموعة الدولية لمستوردي الغاز الطبيعي المسال GIIGNL.

مساحة إعلانية