رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1889

طالبان تبحث مع قطر وتركيا تشغيل مطار كابول

01 سبتمبر 2021 , 07:00ص
alsharq
عنصران من طالبان بجانب طائرة عسكرية في مطار كابول بعد انسحاب القوات الأجنبية - رويترز

أكدت حركة طالبان أنها تجري محادثات مع قطر وتركيا بشأن تأمين وتشغيل مطار كابول، في الوقت الذي تتركز فيه أنظار العالم على مطار حامد كرزاي الدولي في كابول، بعد اكتمال انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان كما كان مخططا له.

وبحسب تصريحات المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد لـ"الجزيرة" من داخل مطار كابول الدولي- فإن الحركة تجري محادثات مع قطر وتركيا بشأن تشغيل المنشأة التي كانت خاضعة للقوات الأميركية. وأضاف مجاهد أن الحركة مشغولة الآن بتأمين المطار وتشغيله.

من جهته، قال القيادي في طالبان أنس حقاني لـ"الجزيرة" إن هناك محادثات جارية مع خبراء ومتخصصين للعمل على تأمين مطار كابول. وأضاف حقاني أن المطار، الذي شهد في الأسبوعين الماضيين عمليات إجلاء شملت عشرات الآلاف من الرعايا الغربيين والأفغان، سيعود إلى العمل كالمعتاد. وفي السياق، نقلت وكالة رويترز عن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قوله إن طالبان تجري محادثات مع قطر وتركيا بشأن إدارة مطار كابول.

*الاعتراف الدولي

وعلى ضوء قرار -قطر وتركيا وطالبان ـ سيتحدد مصير تشغيل المطار وبقاء البعثات الدبلوماسية الأجنبية أو مغادرتها، حيث يعتقد المراقبون أن المطار هو الطريق الوحيد لطالبان كي تحافظ على علاقتها بالمجتمع الدولي، وإلا ستواجه عزلة دولية وإقليمية تدرك تداعياتها منذ حكمها لأفغانستان عام 1996، وفقا لتقرير نشرته "الجزيرة".

أما السيناريو الآخر، فيتمثل في رفض طالبان طلب الدول الأوروبية بشأن إدارة المطار، والإشراف عليه بنفسها. ويتعارض هذا مع مطلب المجتمع الدولي الذي يؤكد على ضرورة قيام دولة أخرى بتأمين المطار. وسيؤدي هذا السيناريو إلى خروج الدبلوماسيين والمؤسسات الدولية من أفغانستان، بسبب عدم وجود ممر آمن عند حدوث مشكلة كبيرة تتطلب مغادرة البلاد.

ومنذ سيطرة طالبان، يتفادى معظم المسؤولين الأجانب استخدام الطرق العامة في أفغانستان لأسباب أمنية. ويعزز هذا الاتجاه، تصريح المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد، الذي قال فيه "لم نناقش تشغيل المطار مع أحد حتى الآن، ولا نحتاج إلى مساعدة عسكرية وأمنية أخرى بخصوص تشغيله. ويمكن مناقشة هذا الوضع مع تركيا وقطر عند الضرورة، وفي حال حاجتنا للمساعدة الفنية".

* البعثات الدبلوماسية

ومطار حامد كرزاي، أو مطار كابول، هو المنفذ الأفغاني الأهم إلى العالم الخارجي. وتصاعد الحديث في أواسط الدبلوماسيين الغربيين عن تأمينه، باعتباره شرطا أساسيا لإبقاء السفارات والوجود الدبلوماسي في أفغانستان. ويقول مستشار الأمن القومي الأفغاني السابق حمد الله محب إن أكثر من 22 سفارة ربطت بقاءها في كابول بمصير المطار، واشترطت وضعه تحت إشراف إحدى الدول الأعضاء في حلف الشمال الأطلسي "الناتو".

وحسب المستشار محب -في حديثه للجزيرة نت- كان من المقرر أن تتولى تركيا هذه المهمة نهاية أغسطس الجاري، "ولكن سقوط كابول بأيدي حركة طالبان خلط الأوراق". وقال مصدر يعمل مع القوات الأميركية بأفغانستان -للجزيرة نت- إن وجود مطار ومستشفى أميركي بإشراف دولة أجنبية أمر ضروري لبقاء السفارات والدبلوماسيين والمؤسسات الدولية. ورأى المصدر أنه مع تغيّر مجرى الأمور في أفغانستان، فليس من المتوقع أن تغامر البلدان الأوروبية باستئناف عملها في ظل حكومة طالبان.

*الكوادر الفنية

وطالبت حركة طالبان موظفي المطار ومؤسسة الطيران باستئناف عملهم، وتقديم الخدمات بصورة اعتيادية لجميع المغادرين. وقال مصدر في طالبان للجزيرة، إن الحركة تتمتع بعلاقة جيدة وقوية مع قطر وتركيا، ولا تريد التعامل مع تركيا عبر وسيط أو حسب الخطة التي رسمتها الولايات المتحدة.

وبعد انسحاب الولايات المتحدة، يضيف المصدر "ستتفق طالبان مع تركيا وقطر لأنها لا تستطيع ترك المطار من دون تشغيله، وهي لا تملك قدرات فنية لذلك، كما أن عملية تدريب كوادرها تحتاج إلى فترة طويلة".

*الخروج الآمن

وشدد لودريان على أهمية تأمين المطار في أسرع وقت ممكن حتى يتمكن الراغبون بمغادرة أفغانستان من القيام ذلك عبر الرحلات الجوية التجارية، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية مواصلة الضغط على طالبان دون التفاوض معها. كما أشار الوزير الفرنسي إلى ضرورة تطبيق القرار الذي تبناه الاثنين مجلس الأمن الدولي والمتعلق بتأمين مطار كابل الدولي. من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني دومنيك راب إن على طالبان توفير ممر آمن للرعايا البريطانيين والأفغان الذين يحق لهم مغادرة البلاد. وبينما عبر راب عن أسفه لبقاء أي أفراد ممن يرغبون في مغادرة أفغانستان داخل البلاد، أكد أن بريطانيا تضع آلية لتأمين خروجهم. وأضاف أن بريطانيا حققت مكاسب ملموسة من جميع التضحيات، مشيرا إلى ضرورة اعترافها وحلفائها بالواقع الجديد وما يمكن التخطيط له بشأن المستقبل، مؤكدا أن بلاده تحتفظ بحق الدفاع عن النفس ضد أي جماعة إرهابية تهاجمها، حسب تعبيره.

ونفى الوزير البريطاني بشدة ما أوردته تسريبات أميركية بشأن مسؤولية بريطانيا عن انفجار مطار كابل الذي قتل فيه 13 جنديا أميركا بسبب ترك جنودها بوابة المطار مفتوحة.

بدوره، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن بلاده تتطلع لتشكيل حكومة موسعة في أفغانستان تضم كل العرقيات.

* السفارة الأمريكية

من جهة أخرى، كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة علقت وجودها الدبلوماسي في أفغانستان وستقوم بعملياتها انطلاقا من قطر، مضيفا أن واشنطن ستمضي "دون هوادة" في جهودها لمساعدة الأمريكيين والأفغان وآخرين على مغادرة ذلك البلد حتى بعد انسحاب قواتها منه. وقال بلينكن في تصريحاته إن واشنطن ستقوم بالمهام الدبلوماسية الخاصة بأفغانستان، ومنها العمل القنصلي وإدارة المساعدات الإنسانية، انطلاقا من العاصمة القطرية الدوحة، عبر فريق يقوده إيان مكاري نائب رئيس البعثة الأمريكية في أفغانستان.

مساحة إعلانية