رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان 1436

3086

نحيلة: نستثمر شهر رمضان لتعريف غير المسلمين بالإسلام

01 يوليو 2015 , 05:09م
alsharq
حوار: د. نعيم محمد عبدالغني

لشهر رمضان المبارك خصوصية فريدة عند المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها، فالجميع ينتظره بقلوب مرتقبة، وآمال طموحة، واستعدادات بالغة؛ طامعين في نيل بركاته ورحماته، والفوز بالمغفرة والعتق من النار. ولا يَقِل استقبال المسلمين لشهر رمضان المبارك في بلاد الأقليات المسلمة — وبخاصة في مدن وولايات أمريكا — عن هذا الجو الاحتفالي الروحاني العام، ولكنه يتميز بعدة ميزات وخصائص تضفي عليه مزيداً من الروحانية والصفاء؛ يشعر بها من يدرك واقع المجتمع الأمريكي الذي تعج في أكثره المادية بكل أشكالها، ومن ثم تكون نفحات الشهر الكريم بلسماً شافياً لترقيق القلوب، وزاداً فياضاً بروح جديدة تسري في قلوب المؤمنين فيرى أثرها، ويتأثر بها كل من فقد روحانية الفطرة وغذاء الروح.

حول رمضانيات الجالية المسلمة بمدينة بوسطن الأمريكية كان لنا هذا الحوار مع الدكتور بسيوني نحيلة المدير السابق للمركز الإسلامي والأستاذ الحالي بكلية الشريعة في جامعة قطر.

حدثنا بشكل عام عن الجالية المسلمة في أمريكا؟

تعد الجالية المسلمة بمدينة بوسطن من أميز الجاليات المسلمة بأمريكا من ناحية العدد فهم قرابة ما يزيد عن 100 ألف مسلم، ومن ناحية تنوع أصولهم التي من بينها: الأمريكيون البيض والسود، المغاربة، الجزائريون، الهنود، الباكستان، الفلسطينيون، المصريون، السوريون، الصوماليون، الأثيوبيون، السعوديون، والقطريون...وغيرهم. كما أن أغلبيتهم من المثقفين والمتعلمين ومن أصحاب الوظائف المرموقة. كما تتمتع الجالية بعدد كبير من المساجد والمراكز الإسلامية، وبها واحد من أكبر المراكز الإسلامية بأمريكا من ناحية البناء والعمارة، ومن ناحية الرسالة والأهداف، وكذلك من ناحية الإنجازات. إنه المركز الحضاري للجمعية الإسلامية ببوسطن، الذي سنحاول أن نتعرف على بعض مظاهر شهر رمضان المبارك بين الجالية المسلمة بمدينة بوسطن من خلال برامجه وفعالياته التي يقدمها للمسلمين وغير المسلمين بهدف الدعوة والتعريف بالإسلام.

كيف تبدأ فعاليات رمضان بمدينة بوسطن؟

مرت الجالية المسلمة بمدينة بوسطن — كغيرها من مدن أمريكا — بعدة مراحل في تحري وتلمس رؤية هلال شهر رمضان المبارك كل عام، فمن بدايات فردية وقُطْرية متواضعة إلى توجهات مؤسساتية مدروسة يلتقي حولها الجميع. فقد كان من أفراد الجالية من يتواصل مع بلده وعائلته في ليلة تحري الهلال، ويتابع صومه على رؤيتهم. ومنهم من كان ينتظر قرار دولة إسلامية كبيرة في الإعلان عن هلال شهر رمضان ليتبعها، ومنهم من كان يأخذ بعضاً من أقرانه ويذهبون لتحري الرؤية بأنفسهم من أماكن مرتفعة في مدينة بوسطن، ومنهم من كان يذهب إلى المراكز الإسلامية القريبة منهم لسماع خبر بداية شهر رمضان من إمام المركز أو من المعنيين بإدارة المراكز، أو من أجل اتباع جيرانه المسلمين بمنطقة المركز... ومع ازدياد أعداد العائلات المسلمة، واستقرار كثير منهم، ودخول بعض أولادهم المدارس الحكومية، ومع بداية ظهور المؤسسات المسلمة التي تهتم بالفتوى، والأسرة، والتربية، والدعوة، والدفاع عن حقوق المسلمين... وغيرها، بدأت القيادات المسلمة للجالية تعرض للآراء الفقهية المتعددة والمعتمدة من مجالس الافتاء بشأن تحري هلال شهر رمضان، ثم وقع اختيارهم على اعتماد الحسابات الفلكية في تحديد بداية ونهاية شهر رمضان المبارك، وقد مثّل ذلك انتقالاً وتحولاً كبيراً، توحدت على أثره أغلبية الجالية المسلمة، كما استطاع أولاد المسلمين في المدارس أن يحصلوا على إجازات رسمية للأعياد، وذلك لمعرفة اليوم مسبقاً، كما تسنى التعريف بالشهر الكريم عبر الصحف والقنوات الإعلامية قبل بداية الشهر الكريم، وكان في ذلك إشارة إلى أن الإسلام لا يصطدم مع العلم الحديث إنما يمكن استخدامه — وفقاً لاجتهادات العلماء المسلمين — في تحديد بدايات الأشهر القمرية، كما استعانوا من قبل في تحديد مواعيد الصلاة اليومية المفروضة. ومع هذا التحول بدأ الاستعداد لشهر رمضان، يتجه إلى البرامج والأعمال أكثر من الانشغال بالخلافات والآراء لمعرفة بداية الشهر الكريم.

بيت الدعوة المفتوح للتعريف بالإسلام

هل تستثمرون رمضان للتعريف بالإسلام؟

نعم وذلك من خلال بيت الدعوة المفتوح ونقصد به إتاحة المساجد ومؤسسات المسلمين لاستقبال غير المسلمين، وبخاصة الجيران وزملاء العمل والمسؤولين لتناول الإفطار مع المسلمين، وللتعرف على عادات المسلمين وعائلاتهم في شهر رمضان، ويقوم المسلمون بهذا الواجب الدعوي — مستغلين نفحات هذا الشهر الكريم — ربما مرة كل أسبوع ببعض المراكز، يقدمون طعام الإفطار، ويقومون بصلاة المغرب جماعة، ثم بالحديث عن الصوم وحكمه وفوائده، وعن شهر رمضان الكريم ومنزلته، ويفتحون باباً للحوار والنقاش حول الإسلام والمسلمين بشكل عام، وقد يرغب عددٌ منهم لحضور صلاة التراويح وسماع مزيدٍ من تراتيل القرآن، وقد يطلب بعضهم مزيداً من المعلومات عن الإسلام والقرآن، وقد يبدي البعض إعجابه بهذا الدين، ومن ثم يطلبون الحضور بشكل مستمر لما وجده من راحة نفسية، وربما يدفعهم ذلك لمزيد من المناقشة والسؤال، وقد يطلب أحدهم أن يُشهر إسلامه. ولقد شهدت نفحات شهر رمضان الكريم عبر السنوات الماضية إسلام عشرات ممن تأثروا بشهر رمضان وبتجمعات المسلمين الروحانية والاجتماعية مع بعضهم البعض. وقد تقوم بعض أجهزة الإعلام المحلية بتغطية هذه البرامج الدعوية الرمضانية، وتُثبت من خلالها حرص المسلمين على التواصل مع جيرانهم وبناء جسور اجتماعية من خلال واحدة من أهم مناسباتهم الدينية. وقد يدفع ذلك بعضاً من الساسة والمسؤولين لتقديم التهنئة للجالية المسلمة بمناسبة شهر رمضان، بالإضافة إلى أن كثيراً من المداس الحكومية التي يذهب إليها أبناء المسلمين يطلبون من المؤسسات الإسلامية أن تقدم محاضرات تعريفية عن الصوم وشهر رمضان، وكيفية صيام المسلمين وما ينبغي أن يُسهل من إجراءات لقيام أبناء المسلمين بأداء الفريضة؛ ومن هنا يكون شهر رمضان فرصة دعوية ذهبية يتحقق فيها أكثر ما يتحقق في عام.

وماذا عن المواسم الثقافية والمعرفية المصاحبة لشهر رمضان؟

تهتم المؤسسات الإسلامية بتوجيه المسلمين للاستعداد والتأهب للاستفادة من شهر رمضان المبارك على المستوى الفردي والعائلي والمجتمعي، فتعقد الدورات والمحاضرات والخواطر المسموعة والمقروءة وكذلك الحوارات بين الشباب قبل بداية شهر رمضان المبارك لتدارس كيفية استقبال الشهر الكريم. ومن أهم الأشياء التي تُراعى في عملية الاستعداد هو ما يعرف بالاستعداد الدعوي، ومن خلاله يتم التفكير في كيفية استخدام هذا الشهر الكريم في تعريف غير المسلمين بالإسلام؟ كما يتم إعداد الخطط الروحانية والعلمية والاجتماعية بناءً على أهداف واضحة ووسائل معلومة على مستوى الأفراد والمؤسسات. كما يتنافس بعض المتخصصين من المسلمين في مجال إدارة الوقت وتنظيم المهام في إعداد بعض الجداول للمتابعة والتقييم والحث على تحقيق الإنجازات الرمضانية، كما تعقد بعض المسابقات في حفظ القرآن الكريم أو في عدد مرات ختمه أثناء الشهر المبارك، وهنا يأتي دور الأغنياء ورجال الأعمال لدعم هذه المسابقات والأنشطة ببعض الهدايا والجوائز. ومن أعظم ما يُشاهد في مرحلة الاستعداد هو تشكيل اللجان المتطوعة التي تقوم بتنفيذ الأعمال الرمضانية للجالية المسلمة في المراكز الإسلامية. وهنا لابد من الإشارة إلى أن هذه الاستعدادات لا تقوم بها حكومات، ولا وزارات، إنما هي جهود أبناء الجالية في جميع التخصصات، رجالاً ونساءً، شباباً وفتيات، الجميع يضرب مثالاً فذاً في التنافس والتضحية، والبذل والعطاء لتسهيل أداء الفريضة والانتفاع ببركاتها في هذا الشهر الكريم.

صلاة التراويح

من أروع ما يتميز به شهر رمضان المبارك في مدينة بوسطن وغيرها من المدن على مستوى أمريكا الزحام الشديد للمصلين أثناء صلاة التراويح التي يتم من خلالها قراءة جزء من القرآن الكريم يومياً، وعندما تنظر في وجوه الواقفين خلف الإمام الذي يقرأ القرآن، تجدهم في خشوع عجيب وسكينة فريدة، برغم أن أغلبهم لا يتحدثون العربية، ولا يفهمون ما يقال في الصلاة بلغة العبارات، ولكنك تشعر بوجل قلوبهم ونبضاتها مع كل آية تصل إلى مسامعهم.

وعند تأمل تنافس المساجد وأئمتها في ختم القرآن أثناء هذا الشهر الكريم، تستشعر عظمة الله في أن آياته تقرأ آناء ليالي شهر رمضان بين جنبات مجتمع لا يؤمن أكثر أفراده بالله منزل القرآن، بل قد يأتيك بعد طول القيام أحد المسلمين الجدد، ممن لا يتحدثون العربية، بعد أن شعر بتأثرك عند قراءة القرآن وأنت تصلي بجواره ليسألك عن معنى الآيات وما فيها من أوامر وتشريعات. ويزيد من تقديرك لجلال الله أن تجد من بين الأئمة في صلاة التراويح بعض أبناء المسلمين الذين وُلدوا ونشأوا داخل المجتمع الأمريكي، أو بعض المسلمين الجدد الذين حفظوا القرآن بعد أن أسلموا، ثم تأهلوا لإمامة المسلمين. ثم يأتي يوم ختام القرآن الكريم مع نهاية الشهر الفضيل ليكون عرساً قرآنياً واحتفالاً ربانياً تختلط فيها الأفراح مع الأحزان، والدموع مع الابتسامات، إنها فرحة ختم القرآن والحزن على فراق شهر القرآن والصيام.

تجمعات الإفطار

هل تستثمرون تجمعات الإفطار الخيري لدعم المشروعات الدعوية؟

لا تكتفي الجالية المسلمة بدعم بعضها بعضاً في الجوانب الروحانية والاجتماعية أثناء شهر رمضان، ولا بتقديم الدعوة لغير المسلمين من خلال التعريف بشهر رمضان، ولا بتمثيل الإسلام في الإعلام والمدارس...وغيرها إنما يعقدون الإفطار الخيري — أو ما يسمى بالعشاء الخيري — أثناء شهر رمضان، بهدف حث المسلمين على الصدقة والإنفاق في سبيل الله، ليس فقط لدعم قضايا الأمة الإسلامية كفلسطين وسوريا... وغيرهما إنما أيضاً لدعم المؤسسات الدعوية التي تخدم الإسلام والمسلمين بأمريكا، وبخاصة في مدينتهم، فليس هناك حكومة تدعمها، وليس هناك مصارف مالية ثابتة للإنفاق عليها، إنما هي جهود أبناء الجالية وصدقاتهم، والتي من خلالها تأسست وأنشئت عشرات المساجد والمدارس بمدينة بوسطن، ودُعمت عشرات المشروعات الدعوية وغيرها. وفي هذا العام يتكاتف المسلمون في مدينة بوسطن من أجل دعم مشروع كبير لخدمة الإسلام والمسلمين على مستوى أمريكا، إنه مشروع المعهد الإسلامي لإعداد الأئمة بأمريكا، ولتعليم الإسلام، وإعداد قيادات المسلمين الذين سيمثلون الإسلام بأمريكا.

ويتميز هذا الإفطار الخيري بالتنافس على الصدقة من الرجال والنساء، فيشهد المسلمون من خلالها ليلة رمضانية فريدة، يفطر المسلمون مع بعضهم البعض، ويصلون المغرب جماعة، ثم يتنافسون في الصدقة والإنفاق، ويختمون بسماع القرآن خلف إمامهم في صلاة التراويح التي تختم بصلاة الوتر التي تعلو فيها أصواتهم بالتأمين خلف دعاء الإمام الشامل الجامع في القنوت، أن يتقبل الله صومهم وقيامهم وصدقاتهم، وأن يمكن لدينهم، ويشرح له صدور الناس، وأن يجعل شهر رمضان نصراً للحق وأتباعه ونشراً للأمن والأمان في ربوع الأرض كلها.

اقرأ المزيد

alsharq مأدبة إفطار للطلبة القطريين في أمريكا

الرعاية والاهتمام بأبناء قطر لا يقتصر على داخل الدولة ,بل يتعداها الى متابعة شؤون الطلبة القطريين حيث تواجدوا... اقرأ المزيد

1259

| 16 يوليو 2015

alsharq الهلال القطري يدعم القطاع الصحي الفلسطيني بنصف مليون دولار

لم توقف الهلال الأحمر القطري عن رسالته الإنسانية بدعم القطاع الصحي في فلسطين من خلال تنفيذ مشروع كبير... اقرأ المزيد

274

| 16 يوليو 2015

alsharq "الهلال القطري" يشيِّد 32 بئراً إرتوازية وسطحية في سريلانكا

نفذ الهلال الأحمر القطري مشروع حفر آبار سطحية وارتوازية، بالتعاون مع الإدارة العامة للأوقاف بقطر، ولجنة الإغاثة الإسلامية... اقرأ المزيد

971

| 16 يوليو 2015

مساحة إعلانية