رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

866

د. محمد المريخي بجامع الشيوخ: التوفيق لعمل الحسنات حبل نجاة المسلم

01 أبريل 2023 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

قال فضيلة الشيخ د. محمد بن حسن المريخي في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ إن الحسنات ثقيلة في الميزان حبيبة إلى الرحمن، ومنها ما هو خفيف على اللسان وأفضل الحسنات قول لا إله إلا الله.. وقال إن الحسنات الخالصات لوجه الله طريق ممهد للجنة والرضوان "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا".

وأوضح الشيخ المريخي أن الله سبحانه وتعالى قد تفضل على عباده المخلصين باعتماد الحسنة يعملونها بعشر حسنات في صحيفة أعمالهم، قال الله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون". وتفضل الله على عبيده الموحدين بأبعد من هذا وذلك بمجرد الهم بالحسنة تكتب له حسنة وإن لم يعملها يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشرا إلى سبعمائة ضعف، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب وإن عملها كتبت" رواه مسلم.

وأكد الخطيب أن الحسنات بركات ورحمات وظلال للعبد تظلل صاحبها يوم القيامة وتحصنه فهي حصن حصين ونجاة يوم الدين من عرصات القيامة، فأهل الحسنات يظللون بظلال حسناتهم في المحشر.

ولفت الخطيب أن الحسنات إذا اكتسبت خالصة من العبد لوجه ربه، كانت سببا في محو السيئات وطمسها وتكفيرها وإذهاب أثرها، قال الله تعالى " إن الحسنات يذهبن السيئات وذلك ذكرى للذاكرين". ونصح رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة باتباع السيئة بالحسنة حتى تمحها وتبطلها وتذهب لهيبها. يقول عليه الصلاة والسلام "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"

وأردف: إن الحسنات واكتسابها والاهتمام بها إنما هو توفيق من الله تعالى، وإذا وفق العبد لعمل الحسنات فقد أعطاه الله تعالى حبل النجاة، واستوى على قاربها، وذهبت بركات الحسنات على عبد الله وأمته ذهبت بهم بعيدا حتى تسببت في تحويل سيئاتهم إلى حسنات مكافأة لعبد الله وأمته وجائزة، يقول الله تعالى "إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما" وهذا من أعجب عجائب ملازمة الطاعة والحرص على العمل الصالح واجتناب السييء ثم باكتساب الحسنات والحرص على السير في دروب الطاعة واجتناب المعصية، والاستظلال بظلال التوحيد، فإن المرء أو العبد ببركة حسناته ينظر بنور الله عز وجل فيرى الحق حقا والباطل باطلا كما اعتمده الله تعالى، ويوفق لاتباع الحق ورسوخه في قلبه. كما يوفق لاجتناب الباطل وبغضه وطرده من قلبه. في الحديث "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" ويقول الشيخ ابن عثيمين عليه رحمة الله "إن الله يعطي المتقي فراسة يميز بها حتى بين الناس، فبمجرد ما يرى الإنسان يعرف أنه كاذب أو صادق أو أنه بر أو فاجر". انتهى كلامه رحمه الله.

ونوه الخطيب بقوله: وفي الدنيا عباد الله أقوام كثيرون يرون الحق ويسمونه باطلا، ويرون الباطل ويسمونه حقا، وفريقا يرى الحق ويعرفه، ويعلم علم اليقين أنه الحق المبين، ولكنه لا يوفق لاتباعه بينما يرى الباطل باطلا ويقر ببطلانه ولكنه لا يستطيع مفارقته.

وذكر أن العمى الحقيقي ليس أن يذهب البصر وينطمس النظر، ولكن العمى الحقيقي هو أن يعمى المرء عن الحق فلا يراه ولا يعرفه ولا قدرة له على ولوجه واغتنامه وملازمته ويلازم الباطل ملازمة اللصيق، إن عمى السيئات والأعمال الخبيثة وهجر الحسنات والعمل الصالح هو العمى الحقيقي. "ويحسبونه هينا" وهو بلوى الدنيا والآخرة، وقد بين الله تعالى في كتابه بأن العمى هو أن يعمى القلب عن متابعة الحق. والسنة، فلا يعرفه ويهجره ويعرض عنه. قال الله تعالى "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" ذلك ذكرى للذاكرين وموعظة للمتعظين.

مساحة إعلانية