رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

614

"مناظرات قطر" يخلق فضاء رحباً للحوار حول إلتزام الفن بالهوية العربية

01 فبراير 2015 , 06:26م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

شهدت المناظرة العامة التي نظمها مركز مناظرات قطر – عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- على جزئين باللغتين الإنجليزية ثم العربية وبالتعاون مع المتحف العربي للفن الحديث - إقبالاً كبيراً من المهتمين بفن المناظرة.

وتناولت المناظرة بشقيها قضية التزام الفنان بالضوابط والحدود الاجتماعية والثقافية المقبولة للمجتمع، وذلك بمشاركة جامعة قطر في المناظرة باللغة العربية وجامعتي وايل كورنيل وجورج تاون في المناظرة باللغة الإنجليزية.

وتناظرت الفرق المشاركة حول قضية هي: "يؤمن هذا المجلس أنه يجب على الفن الحديث والمعاصر في العالم العربي أن يعكس الهوية العربية". وسادت المناظرة باللغتين العربية والإنجليزية روح الحماسة بين المتناظرين والجمهور على حد سواء، كما أتيحت الفرصة للجمهور بعد انتهاء المناظرة لعرض استفساراتهم وأسئلتهم وآرائهم حول القضية المطروحة.

وأكدت مداخلات الجمهور أهمية القضية التي اختارها مركز مناظرات قطر، مما ساهم في فتح فضاء رحب للنقاش الجاد بين الحضور حول دور الفن الحديث، وأطره وضوابطه وأهمية التزام الفنان بالقواعد الاجتماعية والثقافية للمجتمع من عدمه.

وشكل الحضور فريقان ما بين مؤيد لالتزام الفن والفنان بالقواعد الاجتماعية ومعارض لذلك، وقد عرض كل فريق منهما حججه وبراهينه في حين فند كل منهما تلك الحجج والبراهين بأدلة مساندة لرأيهم.

ومن جانبه أشار السيد علي سلطان المفتاح- مدير الاتصالات بمركز مناظرات قطر- إلى أن المناظرة جاءت كثمرة للتعاون بين مركز مناظرات قطر والمتحف العربي للفن الحديث، موضحاً أن الفن يملك أدوات وطرق مؤثرة للتعبير عن الآراء وهو مايسعى إليه المركز من أجل تعزيز فن الحوار من خلال هذه الأدوات .

وبين المفتاح أن قضية دور الفن في المجتمع يعد من القضايا المطروحة وبشدة على المجتمعات المتقدمة، منوهاً بأن المجتمع القطري شغوف بالفنون بشكل عام لذا فإن خلق فضاء رحب عبر المناظرات لمناقشة مثل هذه القضايا يعتبر هام في هذه المرحلة.

وأكد أهمية الفنون في تشكيل الوجدان الفردي والاجتماعي، موضحاً أن الفن يعد لغة عالمية لها مفرداتها الخاصة وأساليبها النقاشية المرتبطة بها لذا يجب توفير المناخ الملائم لإدارة مثل هذا الحوار في إطار فن المناظرة كأحد الفنون.

باكورة التعاون

ومن جانبها أوضحت مارال بيدويان- رئيس قسم التعليم بالمتحف العربي للفن الحديث - أن المتحف يمثل الفنانين العرب إضافةً إلى فنانين من إيران وتركيا، فضلاً عن عرضه لفنون من فترة الحداثة والمعاصرة ومن ثم كثير من الأعمال المعروضة تثير التساؤلات حول هذه الفنون.

وتابعت قائلة" ولقد تابعنا خلال المناظرة ما عرضه المشاركون حول الأعمال الفنية التي تثيرالتوتر، وردود الفعل السلبية لدى بعض الأشخاص، وهذه الأسئلة نحاول الإجابة عنها من خلال الأنشطة التعليمية التي ننظمها في المتحف، وفي هذا الإطار تم تنظيم المناظرة بالتعاون مع مركز مناظرات قطر".

ولفتت إلى أن المناظرة تعد باكورة التعاون مع مركز مناظرات قطر، مؤكدة استمرار التعاون في المستقبل في ضوء التفاعل الكبير من قبل الجمهور مع المناظرة وردود الفعل الإيجابية حولها.

وأكدت أن المتحف يحاول من خلال المناظرة خلق فضاء رحباً أمام الشباب لمناقشة الفنون والقضايا التي تطرحها، في الوقت الذي طغت فيه السياسة والرياضة على المشهد.

وبدوره أوضح أحمد خالد المير- عضو فريق وايل كورنيل، أن المناظرات تسعى إلى إعلاء قيم الحوار وتقبل الرأي الآخر في إطار من الاحترام المتبادل، مشيراً إلى أن الكثير من الفنانين يعبرون عن رأيهم بأدواتهم الفنية ولكنهم لا يجدوا القبول نتيجة المعتقد الثقافي أو الاجتماعي السائد في المجتمع، ومن هنا جاءت قيمة وأهمية عقد مناظرة عامة حول هذا الموضوع.

ولفت المير إلى أن المناظرة خلقت فضاءً للحوار حول مدى تقبل المجتمع لرأي الفنان، وفي المقابل مدى تقبل الفنان لرأي المجتمع، موضحاً أن نوعية هذه النقاشات تعتبر من الأمور الجيدة إذا كانت تجري في إطار ممنهج ضمن قواعد ضابطة للحوار مثلما تفعل المناظرة.

وأكد أنه مع الرأي القائل بأن الفنان عليه احترام القواعد الاجتماعية والثقافية للمجتمع، ولكنه تناظر حول عكس هذا الرأي، وهذا يعد من أبرز سمات فن المناظرة والتي تتجلى في وضع المتناظر محل منافسه ليفهم دوافعه ومن ثم تكون قضية تقبل الرأي الآخر نابعة من قناعات ذاتية وليست مفروضة.

وثمن الدور الريادي الذي يلعبه مركز مناظرات قطر محلياً ودولياً في سبيل نشر فنون المناظرات وآلياتها بمعايير خاصة للحوار والنقاش البناء، مؤكداً أن تعلم المناظرة بات مطلباً ملحاً في عالمنا المعاصر.

ضوابط الفن

ومن جهتها قالت إيمان المصلح- عضو فريق وايل كورنيل للمناظرات"- المناظرة ناقشت الرقابة على الفن ومدى تقبل الفنان للقواعد الاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع، وهذا النقاش لم يزعزع في نفسي أهمية الفن ولكنه أعطاني دافعاً أقوى حول أهمية ضوابطه حتى يتلائم مع طبيعة المجتمع الموجه إليه".

وتابعت قائلة" فحريتي تنتهي عندما تبدأ حريات الآخرين، وهذا في أساسه تقبل للرأي الآخر، وقد دافعت على الرأي المخالف لرأيي ووضعت نفسي محل المؤيدين للحرية المطلقة للفن والفنان مهما جنحت به الأفكار والآراء، وخلقت براهيني على هذا الأساس".

ونبهت إيمان المصلح إلى أن المناظرة تدفع المتناظر للتفكير الناقد وسعة الاطلاع حول القضايا المطروحة، مشيرة إلى أن المناظرة تعتمد على فن الإقتاع وتجعله أداة طيعة من أدوات المتناظر.

وأشارت إلى أن دفاعها عن الرأي المخالف لرأيها خلال المناظرة، أظهر لها كيف يتعصب المرء لرأيه فلا يسمع ولا يرى سواه، مؤكدة أن فن المناظرة يجعل لدى المتناظر قبولاً داخلياً للآراء المطروحة ولا يرفضها لمجرد أنها تخالفه، مضيفة" ولكننا خلال المناظرة نتناقش بعقول وقلوب مفتوحة تتفهم دوافع الآخرين وآرائهم".

طاقات إبداعية

وبدورها شددت فاطمة الصلابي – عضو نادي المناظرات بجامعة قطر-، على رفضها لتحويل الفن إلى تابع للتقاليد والهوية، موضحة أن الفن أحد أدوات التعبير عن الرأي وتسليط الضوء على مواطن الخلل في المجتمع وإيضاحها.

وأكدت بأن الفنون ترتبط بنهضة المجتمعات وحضاراتها، ومن ثم وضعها ضمن أطر وحدود كفيلة بكبت هذا الفن واحتكاره في عزلة تمنع المجتمع الاستفادة من الطاقات الإبداعية التي تولدها الفنون.

وتابعت قائلة" والفنون لغة عالمية لذا فإن الفنان لا يخاطب مجتمعه فقط بل يتخطاه ليخاطب الإنسانية جمعاء، وما ينظر إليه مجتمع ما على أنه غير مقبول ولا يعبر عن هويته ربما يكون مقبولاً ومعبراً لدى المجتمعات الأخرى.

جامعة الكويت

ومن جهتها ثمنت الدكتورة بيبي العجمي- الأستاذة بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت - جهود مركز مناظرات قطر في نشر فن المناظرات في العالم باللغتين العربية والإنجليزية كأول مركز في العالم، مؤكدة أن المركز يعد الرائد في هذا المجال عالمياً كما أنه ملهم للعديد من المؤسسات العربية والإقليمية من خلال تجربته الفريدة.

وأشارت إلى أن جامعة الكويت تبنت فكرة نشر المناظرات مستلهمة تجربة مركز مناظرات قطر الذي قدم الدعم الكبير للجامعة، مؤكدة أهمية توعية الشباب وتثقيفه حول مفاهيم الحوار الفكري.

ونوهت الدكتورة بيبي العجمي -التي تزور الدوحة على رأس وفد طلابي من جامعة الكويت- بأهمية فن المناظرة خاصة في المراحل الدراسية كوسيلة تعليمية فعالة ومشجعة، مشيرة إلى مشاركتها بورقة عمل في المؤتمر الدولي الرابع " الخطابة والمناظرة والحوار" الذي استضافته قطر.

ولفتت إلى أن الوفد الطلابي قام بزيارة مقر اللجنة العليا للإرث حيث اطلعوا هناك على ملف قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، مشيدة بالمستوى الراقي الذي أظهره فريق العمل في اللجنة.

وألمحت إلى أن قطر نجحت في تحويل ملف 2022 من مجرد ملف لاستضافة حدث رياضي عالمي إلى ملف تنموي طويل المدى يسهم في خلق تنمية مستدامة في قطر كما يخلق موروث ثقافي وحضاري للأجيال المقبلة، مشيرة إلى أن قطر استفادت من طاقات شبابها في إحداث هذه النقلة النوعية.

مساحة إعلانية