رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

259

في انتخابات إسرائيل.. قائمة عربية موحدة وحشد ضد نتنياهو

01 فبراير 2015 , 12:04م
alsharq
الدوحة - وكالات

لعل من بين أكثر الانتخابات إثارة للجدل السياسي في العالم، تلك التي تجري في إسرائيل بين الفينة والأخرى، سواء لتعددها أو لما تَحْمله في طياتها من تناقضات أغلبها يصب في صالح التعصب والتطرف اليميني، ولما تستولده من انعكاسات أمنية وسياسية على المشهد الداخلي في إسرائيل، وما يلقيه من تبعات ويسفر عنه من تحولات وتغييرات أو على الوضع السياسي والأمني الفلسطيني والإقليمي، لما يسفر عنه من نتائج ربما تكون دراماتيكية في أحيان كثيرة لجهة التطرف واليمينية والشوفينية أو حتى لتأثيرها في القرار السياسي الأمريكي والغربي.

فبعد حل "البرلمان" الكنيست الإسرائيلي الـ19، وتحديد موعد الانتخابات المبكرة في الـ19 من مارس المقبل، برزت أسئلة عديدة عن خصائص النظام السياسي الإسرائيلي فضلاً عن التكتلات الحزبية التي تشكل الأطياف السياسية، وثمة عوامل سرّعت في تحولات المشهد السياسي الإسرائيلي، ومن بين القضايا الخلافية في الائتلاف الحكومي الذي كان من منذ البداية تحالفاً هشاً عدة أمور أهمها رفع ميزانية وزارة الحرب "الدفاع" إضافة إلى مشروع قانون ينص على تعريف إسرائيل كدولة "قومية" لليهود، حيث وفي أول تصويت على قرار حل الحكومة داخل الكنيست صوت 84 نائباً من أصل 120 لصالح حل البرلمان، مقابل امتناع نائب واحد عن التصويت.

نتنياهو ورئاسة الحكومة

ومما يسترعي الانتباه في الحراك السياسي الإسرائيلي الداخلي أنه تمّ إقرار الانتخابات الإسرائيلية المبكرة بعد سجالات متشعبة بين الأطياف السياسية حول الاعتبارات الأمنية وميزانية عام 2015، فضلاً عن القلق المتزايد من اقتراب التوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران والدول 5+1، بشأن القضية النووية الإيرانية ناهيك عن توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.

ويبدو بأن الحملات الانتخابية قد انطلقت مبكرا وعقب تحديد موعد الانتخابات المبكرة مباشرة، إذ تمّ التوصل إلى تفاهمات حول خوض حزب العمل الإسرائيلي برئاسة يتسحاق هرتسوج وحزب "هتنوعا" الذي تقوده تسيبي ليفني الانتخابات المقبلة ضمن قائمة واحدة، بينما يستعد وزير الداخلية السابق جدعون ساعر للعودة إلى صفوف "الليكود" ومنافسة نتانياهو على رئاسته.

وظهرت مؤشرات عبر عدد من قادة الأحزاب العربية في إسرائيل تؤكد أنها ستخوض الانتخابات بقائمة عربية موحدة، بغية تجاوز عقدة نسبة الحسم التي تصل إلى 2.2%، من إجمالي عدد الناخبين في إسرائيل.

وفيما يتعلق بالتوقعات لرئاسة الحكومة بعد الانتخابات تشير استطلاعات الرأي إلى أن 65% هم ضد تعيين نتانياهو رئيساً جديداً للوزراء في الحكومة، التي سيتم تشكيلها إثر الانتخابات، مقابل 30% يؤيدونه.

ويقول متابعون لتحولات المشهد الإسرائيلي أن هناك أسماء عديدة قد تنافس على رئاسة الحكومة منها "نفتالي بينيت" زعيم حزب البيت اليهودي ذو التوجه الديني القومي اليميني الداعم لسياسة الاستيطان، ووزير الخارجية الحالي أفيجدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا، الذي أنهى تحالفه مع الليكود ويريد الابتعاد على المستوى الحكومي مستقبلا.

وإلى حين حلول موعد الانتخابات فمن المتوقع حصول تشظيات واندماجات حزبية وكذلك تشكيل أحزاب وتكتلات ستتبنى بكل تأكيد خطابات سياسية واجتماعية من شأنها الحصول على مزيد من مقاعد الكنيست.

ولضمان عودته من جديدة لسدة الحكم، في إسرائيل يسعى نتنياهو إلى إقحام الإدارة الأمريكية في معركته الانتخابية بافتعاله معركة دبلوماسية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبر الكونجرس الذي يغلب عليه "الجمهوريون"، وذلك إثر ازدياد صورة العلاقة الأمريكية ــ الإسرائيلية تعقيدا، بعد تأكيد رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بوينر، أن نتنياهو طلب منه تأجيل موعد كلمته أمام مجلسَي الكونجرس، لتقترب أكثر من موعد الانتخابات الإسرائيلية.

وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن نتنياهو معنيّ بأن تحقق زيارته إلى أمريكا هدفَي إلقاء كلمته أمام الكونجرس وحضور المؤتمر السنوي للوبي الصهيوني "إيباك" في واشنطن.

العرب والقوانين العنصرية

وعلى صعيد الأحزاب العربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 والمنافسة بقوة لنتنياهو، فهي ولأول مرة في تاريخها تتفق على خوض هذه الانتخابات ضمن قائمة موحدة لكي تتجاوز قانون نسبة التصويت المطلوبة لدخول الكنيست العشرين والبالغة 3.25%، ووفقا لمصادر هذه الأحزاب التي يترأس قائمتها الموحدة المحامي أيمن عودة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة إلى جانب حزب التجمع الوطني الديمقراطي، برئاسة الدكتور جمال زحالقة والحركة الإسلامية برئاسة سعود غنايم والحركة العربية للتغيير برئاسة الدكتور أحمد الطيبي.

وكان الكنيست السابق صوت على قانون عنصري يقضي برفع نسبة الحسم لدخول القوائم الحزبية إلى الكنيست من 2% إلى 3.25%، وهي نسبة حسم عالية جدا إذ تحتاج القائمة الحزبية بين 100 ألف و 130 ألف صوت لدخول الكنيست، الأمر الذي يعرض دخول القوائم العربية منفردة لخطر عدم اجتياز نسبة الحسم وذهاب أصواتهم لليمين الإسرائيلي بينما

تشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية ازدياد تمثيل العرب في الكنيست في حال خوضهم للانتخابات بقائمة موحدة، حيث تتوقع أن يحصلوا على 13 مقعدا.

ويتوقع المحللون بأن قوى اليمين المتطرف الإسرائيلية المعروفة وراء فوز نتنياهو في حال حصوله، مما قد يجعل من الحكومة الإسرائيلية المقبلة أكثر حكومة يمينية في تاريخ إسرائيل، حيث قال نتنياهو في آخر كلمة له عشية الانتخابات إن ضمان أمن إسرائيل بمواصلة بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية حتى لو كانت هناك اعتراضات دولية.

وعليه فإن العديد من بلدان الشرق الأوسط قلقة من فوز نتنياهو مرة أخرى حيث إن استئناف محادثات السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية سوف تكون أكثر مراوغة ومن المرجح أن يزداد تدهور العلاقات الإسرائيلية الغربية، حيث إن فوز الحكومة الإسرائيلية الحالية سوف يزيد من الفوضى في الشرق الأوسط، ويعتقد المراقبون بأن المجازر الأخيرة في غزة تذكر العالم مرة أخرى بالمجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وإن السماح لمثل هذه الجرائم بالتكرار سوف تصبح إهانة للأمة العربية.

مساحة إعلانية