أكد الجنرال جون لوريمر كبير مستشاري الدفاع لشؤون الشرق الأوسط في الحكومة البريطانية، أن بلاده مهتمة بالوضع في لبنان وحريصة على عودة الاستقرار السياسي والاقتصادي إليه. وأضاف المسؤول البريطاني عقب مقابلة الرئيس اللبناني في وقت سابق اليوم بقصر بعبدا أن بلاده ستواصل تقديم الدعم اللازم للجيش اللبناني لتمكينه من القيام بالمهمات الوطنية المطلوبة منه.. مشيرا إلى رغبة بريطانيا في تشكيل حكومة جديدة لاستكمال التعاون مع الحكومة البريطانية في المجالات كافة. وأفاد بيان صدر عن الرئاسة اللبنانية بأن العماد ميشال عون أكد خلال المقابلة أن الديمقراطية التوافقية التي ارتضاها اللبنانيون في حياتهم السياسية، هي الضامن للوحدة الوطنية الكفيلة بإخراج لبنان من الظروف الصعبة التي يمر بها سياسياً واقتصادياً، مشيرا إلى أن الاستشارات النيابية التي ستجرى يوم الإثنين المقبل، تشكل مدخلا لتأليف الحكومة الجديدة التي يفترض أن تعمل على تحقيق الإصلاحات الضرورية التي أقرتها الحكومة السابقة، والاستمرار في عملية مكافحة الفساد، ما يفرض تعاون جميع الأطراف مع هذه الحكومة كي تتمكن من إنجاز المهمات المطلوبة منها. ونوّه عون بالاجتماع الذي تعقده مجموعة الدعم الدولية اليوم في باريس، شاكرا للدول المشاركة الاهتمام الذي تبديه حيال لبنان..كما شكر الحكومة البريطانية على الدعم الذي تقدمه للجيش اللبناني سواء في عملية بناء أبراج المراقبة أو في مجالات التدريب.

ما زالت الأزمة اللبنانية لم تراوح مكانها رغم كل الصرخات التحذيرية من أن الوضع الاقتصادي بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، فيما تتواصل الاحتجاجات الغاضبة من النخبة السياسية المتهمة بالفساد أمام عجز السلطة عن تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة سعد الحريري استجابة لضغط الشارع. وما بين أخذ ورد في المشاورات السياسية لتشكيل حكومة جديدة،وتكليف من هنا وانسحاب من هناك يتكرر السيناريو ذاته في لبنان ؛ ففي كل مرة يقترب فيها الإعلان عن التوافق على وجه جديد لتشكيل حكومة لبنانية منذ استقالة الحريري، يعتذر هذا الاسم في أخر لحظة ليعود الوضع إلى المربع الأول. وأخرهم رجل الأعمال اللبناني سمير الخطيب ليعتذر هو الآخر عن تشكيل الحكومة الجديدة. وفي كل عودة إلى الصفر يعود اسم رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري إلى السطح ويبدأ الحديث عن شروط يضعها الحريري للعودة إلى رئاسة الحكومة ويعلن هو شخصيا عدم التراجع عن استقالته ما لم تنفذ شروطه ،فيما يتزايد الإصرار عليه، سواء من ممثلي طائفته أو حتى من تيارات سياسية أخرى ما يفتح لبنان على أكثر من سيناريو منها تكرار الأزمة الحكومية السابقة. وبحسب محللين سياسيين للوضع اللبناني يأتي الإصرار على الحريري داخليا من منطلق إجماع سنّي على تسميته بعدما أقفلت دار الفتوى نادي الترشيحات لرئاسة الحكومة على رئيس تيار المستقبل ويضاف إلى رصيد الحريري تمسّك ثنائي حزب الله وحركة أمل بعودته إلى السراي الحكومي لما له من أهميه في توفير غطاء لمساعدات خارجية يحتاجها لبنان في ظل الأوضاع الاقتصادية في تدهور كبير. كما أن الحريري لم يُسَم أحدا لخلافته من طائفته، كواحد من البدائل التي اقترحت عليه،. بالتالي فإن الحريري يضغط لكي يعود إلى الحكومة ولكن بشروطه.وهو تشكيل حكومة تكنوقراط وهنا تقع الاشكالية مع ثنائي حزب الله وحركة امل الثتائي الشيعي والتيار الوطني الحر وحلفائه . أما على الصعيد الدولي فالحريري يحظى بدعم الحاضنة العربية والغربية وعلى وجه الخصوص فرنسا التي يحمل جنسيتها والتي تستضيف اليوم في عاصمتها باريس مؤتمرا دوليا خاصا بلبنان، وتكمن أبرز أهدافه في الدفع نحو تشكيل حكومة لوضع حد للأزمة السياسية وإجراء إصلاحات اقتصادية. وفي هذا الإطار ، قال مصدر رفيع مطلع على موقف حزب الله وحركة أمل المتحالفة معها لـ صحيفة اللواء اللبنانية إنه يجب الآن تسمية سعد الحريري رئيساً للوزراء، مضيفا إلى أن ذلك سيعزز شرعية حكومة تصريف الأعمال التي يقودها الحريري إذا تأجل تشكيل الحكومة الجديدة. وترى مصادر مطلعة أن تأجيل الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة المقبلة يعني حكماً بتأجيل المساعدات الدولية للبنان، وبالتالي الدفع نحو الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي ما يرتب على البلاد مزيداً من التداعيات وينذر بكارثة قريبة.

وصف سعادة السيد حسن نجم، سفير الجمهورية اللبنانية لدى الدولة، العلاقات القطرية اللبنانية بأنها مثالا يحتذى في قاموس العلاقات العربية، لأنها قائمة على الاحترام المتبادل الذي لا يتأثر بأحداث العالم، ولا يرتبط بظروف الإقليم المضطرب على الدوام، مضيفا أن العلاقة بين الشعبين القطري واللبناني أقل ما يقال عنها أنها علاقة ود فطرية، جعلت مواطني البلدين يشعرون دائما أنهم أخوة في مساحتين جغرافيتين مختلفتين. وأشار سعادة السفير اللبناني، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ بمناسبة اليوم الوطني للدولة، إلى وجود الكثير من المحطات التي تثبت متانة العلاقات بين الدوحة وبيروت، مضيفا أن اللائحة تطول في هذا الخصوص، لافتا على سبيل المثال إلى وقوف قطر الدائم إلى جانب لبنان ،لاسيما في أوقات الأزمات، وهو ما بادلها به لبنان أيضا وفق الإمكانات والظروف على حد قوله. وأضاف ما يمكنني الحديث عنه أيضاً هو أننا في لبنان لدينا الرغبة والقناعة في تطوير العلاقات مع دولة قطر إلى أقصى مدى يمكن الوصول إليه ، لأن ذلك من شأنه أن يحقق رغبة شعبينا في هذا المجال ويدعم الرغبة الصادقة في تحقيق مصالحنا المشتركة . وعبر سعادة السفير نجم عن قناعته التامة وأمله في أن تشهد علاقات البلدين المزيد من التطور وأن تسمو لأعلى مراتب العلاقات بين الدول، وتابع قائلا أنا متيقن بأن لا خوف مطلقاً على مستقبل العلاقات اللبنانية القطرية.. معرباً عن ثقته في حكمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في تعزيز هذه العلاقات من منطلق اتباع منهج الوحدة ولمّ الشمل العربي. وتوجه سعادته في تصريحه بأحر التهاني وأصدق المشاعر لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا بهذه المناسبة العزيزة، التي تتجدد كل عام لتذكر الجميع بما فعله المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (طيب الله ثراه)، ومن بعده أبناء قطر البررة، لتحصين الدولة والمضي بها في طريق النمو والتطور والبناء . وقال إنها ذكرى اتلمس منها في كل سنة الكثير من معاني التحفيز لجيل الحاضر والمستقبل، فتدفعهم للمحافظة على ما تم إنجازه ومتابعة النهضة العملاقة التي عرفتها قطر في العديد من المجالات، حتى غدت في زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة من حيث النمو والحضور الفاعل على الساحتين العربية والدولية . وحيا سعادة السفير نجم بكل فخر كمواطن عربي، قبل أن يكون سفيراً لبلاده في قطر، حرص كل مواطني قطر على رفع شأن وطنهم وتكريسهم لمفهوم الوحدة الوطنية في وجه التحديات وكذلك تمسكهم بوحدة الموقف والمشاعر والطموحات والآمال التي ميزت مسيرة الدولة، واستندت في كثير من محطاتها على وعي شعب قطر الطيب وقدرته الفائقة في الصمود والابتكار وتحويل المصاعب الى فرصة لتقوية مناعة وطنه . وأشاد سعادته بالإنجازات العديدة التي حققتها قطر على مختلف الصعد، وقال في هذا الخصوص أعتقد جازماً أن خلف كل عزيمة هناك دافع، وبقوة الدافع تقوى العزيمة وعلى هذا الأساس توفر لدى قطر هذا الدافع منذ نشأتها، فكان ذلك الحجر الأساس الذي رسخ نهج بناء الإنجازات والمراكمة على ما تحقق لترسيخ حضور قطر على الساحة الدولية وكذلك الساحتين العربية والإسلامية . وتابع لقد رأينا بوضوح كيف واجهت قطر التحديات الأخيرة بحيث حولتها الى مناسبة للبناء والتنمية، محافظة في الوقت نفسه على المستوى المرموق لمعيشة المواطن، كما ازداد اقتصاد البلاد تنوعا وسار بخطى ثابتة نحو تحقيق الأمن المائي والغذائي، ناهيك عن بقاء الدوحة حاضرة في خريطة السياسة الدولية، وممرا منطقيا لكثير من الحلول على مستوى أزمات المنطقة المزمنة .. مؤكدا أن هذا الفضل يعود إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني .

التقى السيد نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني، اليوم، السيد يان كوبيتش المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان. وأفاد بيان صدر عن مجلس النواب بأنه تم خلال اللقاء عرض التحضيرات القائمة للمؤتمر الذي سيعقد في باريس غداً، الأربعاء، دعماً للبنان. وأكد بري أن المجلس بصدد إنجاز موازنة عام 2020 والتي شارفت على الانتهاء منها لجنة المال والموازنة تمهيدا لإقرارها قبل نهاية العام. وأشار رئيس مجلس النواب اللبناني إلى الاعتداء الإسرائيلي الأخير على المياه الإقليمية اللبنانية والمتمثل بقيام إحدى البواخر بعملية مسح خلافاً للقانون الدولي.

أعلن الجيش اللبناني، اليوم، إصابة عدد من العسكريين وتوقيف عدد من مثيري الشغب في مدينة طرابلس شمالي البلاد. وذكر الجيش اللبناني، في بيان صدر عنه، أن عددا من المتظاهرين تجمعوا أمام منزل أحد النواب، حيث تطور الوضع إلى رشق بالحجارة بين المحتجين والحراسة المكلفة بالتأمين، ما أدى إلى إصابة 6 عسكريين بجروح مختلفة. وأشار البيان إلى أن وحدات من الجيش عملت على تفريق المتظاهرين ومنعهم من افتعال أعمال الشغب، فيما تم توقيف عدد منهم. وفي منطقة صربا، أوقفت وحدة من الجيش أربعة أشخاص حاولوا قطع طريق الأوتوستراد. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص.

أجرى السيد سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، اليوم اتصالاً هاتفياً بسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. وأفاد بيان صادر عن مجلس الوزراء اللبناني أن الاتصال تناول المصاعب السياسية والاقتصادية التي يشهدها لبنان. ويشهد لبنان أزمة سياسية حادة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المناوئة للحكومة في شهر أكتوبر الماضي، وهي الاحتجاجات التي دفعت الحريري إلى تقديم استقالته في 29 من الشهر نفسه.

لبنان على أعتاب المجهول مرة جديدة بعد أن انسحب سمير الخطيب المرشح الأبرز من سباق رئاسة الحكومة المقبلة على وقع استمرار الحراك الشعبي اللبناني الرافض لتسميته لتشكيل حكومة جديدة في الاستشارات النيابية المُلزمة ورد الخطيب التكليف إلى رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري الذي أجبرته الاحتجاجات الشعبية في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على تقديم استقالة حكومته، لتتحول إلى حكومة تصريف أعمال. وفي انتظار تكليف جديد لرئاسة الحكومة وعاد طرح اسم الحريري مرشحاً ليعود لبنان إلى مربعه الأول إذ اعتذر الحريري في وقت سابق عن عدم ترشحه لتشكيلها، لإصراره على تشكيل حكومة تكنوقراط، استجابة للمحتجين. كما أن المحتجين المتمسكين بتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، يرفضون هذ الطرح ويرون في عودة الحريري إلى الحكم سقوطا لثورتهم التي طالبت برحيل القوى السياسية الممسكة بالسلطة بكل تشكيلاتها ومن ضمنها الحريري على اعتبار أنه من قوى السلطة التي حكمت البلد خلال ثلاثة عقود وأوصلته إلى أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية . ولذلك نظمت مجموعات من المحتجين تظاهرات من أمام البرلمان في بيروت إلى منزل الحريري تأكيداً على رفض ترشيحه مجدداً كما انطلقت في اليوم الـ 53 للاحتجاجات تحرّكات في عدد من المناطق من الشمال إلى الجنوب رفضا للسيناريو الذي تحيكه السلطة لتشكيل الحكومة الجديدة ومماطلتها من أجل حساباتها السياسية والخاصة بدون اكتراث بالأوضاع الاقتصادية و الأزمة التي تنذر بالأسوأ. ومع ارتفاع المؤشرات على إعادة تسمية الرئيس سعد الحريري خلال الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس للحكومة التي كانت مقررة اليوم الإثنين 9 ديسمبر/كانون لكن رئاسة الجمهورية، أعلنت في وقت متأخر من ليل الأحد، تأجيل الاستشارات النيابية إلى الإثنين المقبل في ضوء المستجدات الأخيرة. مجموعة الدعم الدولية وفي مقابل هذا التخبط السياسي في لبنان يبدو أن هناك إصرار دولي، بمبادرة فرنسية ، على الوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته في الخروج من أزمته بحنكة ووعي نسبة إلى ما تتطلّبه المرحلة من معالجة دقيقة للأوضاع الراهنة. ووجّهت فرنسا دعوة إلى مجموعة الدعم الدولية للبنان لعقد اجتماع في باريس الأربعاء 11 ديسمبر للتشاور في المساعدة على صوغ الحلول الضرورية لإخراج لبنان من أزمته المالية والاقتصادية، وهو ما لاقى ترحيباً محلياً، خصوصاً بعد طلب الحريري، من دول صديقة، مساعدة بلاده باعتمادات للاستيراد من هذه الدول، بما يؤمّن استمرار الأمن الغذائي والمواد الأولية للإنتاج لمختلف القطاعات. ولا تزال الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها لبنان منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الفائت ماضية في مطالبها برحيل النخبة السياسية بلا استثناء،.وتشكيل حكومة تكنوقراط قادرة على التعامل مع الأزمة السياسية والاقتصادية والمعيشية المتردية والتي تتفاقم يوما بعد يوم.

أعلنت الرئاسة اللبنانية تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس جديد للحكومة اللبنانية حتى 16 ديسمبر المقبل، بعد أن كانت مقررة اليوم الإثنين. ويأتي قرار تأجيل المشاورات مع النواب بعد أن أعلن رجل الأعمال سمير الخطيب في وقت سابق اليوم، سحب ترشحه لمنصب رئيس الحكومة. وأوضحت الرئاسة اللبنانية في بيان لها أن قرار التأجيل جاء بناء على التطورات المستجدة في الشأن الحكومي ورغبة معظم الكتل النيابية الكبرى من مختلف الاتجاهات في إفساح المجال أمام المزيد من المشاورات والاتصالات لتكليف رئيس وزراء جديد. وكان الخطيب المرشح لرئاسة الوزراء قد قدم في وقت سابق اعتذاره عن تشكيل حكومة لبنانية جديدة، مشيراً إلى أنه بادر لإجراء سلسلة اتصالات على مدى أسبوعين وتعرض لحملة جائرة من بعض المغرضين. وتأتي دعوة الرئيس عون لتسمية رئيس حكومة جديد بعد إعلان استقالة حكومة السيد سعد الحريري في 29 أكتوبر الماضي، وذلك تحت ضغط الحراك الشعبي في لبنان المستمر منذ 17 أكتوبر الماضي.

أضرم محتج لبناني النار في جسده داخل ساحة رياض الصلح بالعاصمة بيروت، مساء السبت، في حادثة تكررت خلال الأيام الماضية بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة. وقالتالوكالة الوطنية للإعلام، إن رجلاً في منتصف العقد الخامس من العمر، أحرق نفسه في ساحة رياض الصلح، بعدما سكب البنزين على جسمه، فسارع المعتصمون لرمي بطانيات عليه لإطفاء النار، ثم نقلته سيارة تابعة للصليب الأحمر إلى أحد المستشفيات. وأشارت الوكالة إلى أن الرجل كان يهدد منذ الصباح بإحراق نفسه إلى أن نفذ تهديده هذا المساء. من جانبه، قال المتظاهر إنه لم يجد عملا منذ 8 سنوات ولا يستطيع تأمين مستقبل عائلته وأولاده، لذا قرر الانتحار لأنه خسر كل شئ في الحياة والموت أفضل من البقاء بلا عمل. وتابع: أي مشكلة تصادف بلادي تصيبني أنا أيضا وأنا حزين بعدم مشاركتي في الاحتجاجات بسبب إصابتي، وأنام على الرصيف منذ شهر ولا أحد يساعدني. ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر الماضي احتجاجات شعبية، رفضا لمشروع لزيادة الضرائب على المواطنين، وللمطالبة باستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين، قبل أن ترفع سقف مطالبها إلى إسقاط النظام الحاكم. تعدد حالات الانتحار وكثرت حوادث الانتحار مؤخراً في لبنان نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية وتراكم الديون. ففي بداية الشهر الحالي، دفع تراكم الديون لبنانياً إلى الانتحار، بعدما وجد نفسه عاجزاً عن تسديدها وتأمين حاجات أسرته. وفي شباط/فبراير، أقدم لبناني في منطقة الكورة شمالاً على حرق نفسه داخل باحة مدرسة، لعجزه عن دفع تكاليف تعليم ابنته بحسب يورو نيوز. ويواجه لبنان انهياراً اقتصادياً مرشحاً للتفاقم في ظل أزمة سيولة حادة مع وجود سعرين لصرف الدولار وارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية. وبات ألاف اللبنانيين يجدون أنفسهم مهددين بخسارة وظائفهم أو تم الاقتطاع من رواتبهم. حيث دفعت الأزمة الاقتصادية الصعبة، مئات الشركات إلى الإغلاق، فيما اضطرت أخرى لصرف موظفين حتى تتفادى الإغلاق، بينما قررت مئات الشركات خفض رواتب الموظفين إلى النصف وانعكست الأزمة الاقتصادية و شح الدولار الأمريكي على مختلف القطاعات من تجارة وصناعة وصحة وغيرها، في ظل ضعف الاستثمارات والقدرة الشرائية وغلاء الأسعار وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، كما يعيش ثلث اللبنانيين تحت خط الفقر، بينما يتخطى معدل البطالة 30% في صفوف الشباب. ويهدد الانهيار الاقتصادي الحالي بارتفاع هذين المعدلين، وفق البنك الدولي، في ظل غياب حكومة. وطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الجمعة دعماً مالياً للبنان من دول أجنبية وعربية عدة، لتأمين المواد الأساسية الغذائية والأولية ومعالجة النقص في السيولة. ولم تعمل استقالة سعد الحريري من منصبه كرئيس للحكومة على احتواء التظاهرات في لبنان، الذي يغرق في أزمة سياسية حادة إلى جانب الاحتجاجات، حيث فشلت كل محاولات تشكيل حكومة حتى الآن.

وجه السيد سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، اليوم، مزيدا من الرسائل إلى رؤساء وزراء ومسؤولي عدد من الدول طالبا مساعدة بلاده بتأمين اعتمادات للاستيراد من هذه الدول، بما يؤمن استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للإنتاج لمختلف القطاعات. وأفاد بيان صدر عن مكتب الإعلام برئاسة مجلس الوزراء اللبناني بأن الرسائل شملت كلا من السيدة أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية، والسيد بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني، والسيد بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني. وكان الحريري قد وجه أمس الجمعة رسائل إلى رؤساء ورؤساء وزراء عدد من الدول الأجنبية والعربية.

حددت الرئاسة اللبنانية، في بيان لها اليوم، يوم الإثنين المقبل موعداً للاستشارات النيابية المُلزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلّف. ووفقاً للدستور اللبناني، يسمي رئيس الجمهورية رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس مجلس النواب استناداً إلى استشارات نيابية ملزمة يطلعه رسميا على نتائجها. وكان السيد سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، الذي قدم استقالته يوم 29 أكتوبر الماضي تحت ضغط المظاهرات والاحتجاجات الشعبية، قد أعلن أمس الثلاثاء أنه يدعم ترشيح المهندس سمير الخطيب لرئاسة الحكومة المرتقبة . ويرفض الشارع اللبناني ترشيح الخطيب لرئاسة الحكومة ، كونه يرتبط بالتزامات وتعهدات تجارية مع الدولة اللبنانية ولديه مصالح مع السلطة السياسية اللبنانية كما يقول المحتجون.

أقدم مواطن لبناني على الانتحار، الأربعاء، بإطلاق النار على نفسه إثر طرده من عمله في العاصمة بيروت، في ثاني حالة انتحار تشهدها البلاد بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة. ووفق وكالة الأناضول، أطلق المواطن داني أبو حيدر، النار على نفسه بعد طرده من عمله بإحدى المؤسسات المحلية بمنطقة النبعة، ما أدى إلى وفاته على الفور. وعقب إعلان وفاة أبو حيدر انتشرت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، مساء الأربعاء، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية التي تسببت بانتحار أبوحيدر. وهذه حالة الانتحار الثانية التي يشهدها لبنان بسبب الظروف الاقتصادية، حيث أقدم ناجي الفليطي، الأحد الماضي، على الانتحار شنقا بسبب تراكم الديون عليه وعجزه عن تلبية طلب ابنته بشراء منقوشة زعتر (نوع من الطعام) لا يتجاوز ثمنها نصف دولار. في السياق ذاته، اعتصم عشرات من المحتجين أمام مبنى يتبع لوزارة المالية اللبنانية ومصلحة المياه (حكومية) في مدينة حلبا، شمالي لبنان. وردد المحتجون هتافات ضد الفساد وتطالب بمحاسبة الفاسدين، كما دعوا الموظفين الحكوميين للتوقف عن العمل، بحسب مراسل الأناضول. كما يتظاهر عشرات المواطنين أمام محلات صرافة في طرابلس (شمال)، بسبب التلاعب بأسعار صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار. من ناحية أخرى، فتح عناصر الجيش اللبناني أوتوستراد يربط مدينة طرابلس بالعاصمة بيروت، بعد أن قام المحتجون بقطعه ليلا بسبب رفضهم لتشكيل حكومة تكنوسياسية. وأفادت غرفة التحكم المروري، عبر حسابها في موقع تويتر، بإعادة فتح طريق في منطقة البقاع بعد إغلاقه من المحتجين. وسيطر الجيش اللبناني وقوات مكافحة الشغب، ليل الثلاثاء، على جسر الرينغ (وسط بيروت) بعد قطعه بالاتجاهين احتجاجا على تسمية سمير الخطيب لرئاسة الحكومة المقبلة. وحصلت عمليات كر وفر بين القوى الأمنية ومئات المحتجين الذين كانوا يصرون على إبقاء الجسر مقفلا لكنّهم لم يفلحوا بذلك. واحتج مئات اللبنانيين، مساء الثلاثاء، أمام منزل رجل الأعمال سمير الخطيب، في بيروت، رفضا لتكليفه المحتمل برئاسة الحكومة المقبلة. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، قد أعلن الثلاثاء، في تصريحات له، دعمه لـالخطيب لترؤس الحكومة المقبلة. وأنذر المتظاهرون من خطوات تصعيدية في حال لم يتجاوب المسؤولون مع مطالبهم الداعية إلى رحيل النخبة السياسية الحالية برمتها.

وسط ساحة رياض الصلح بالعاصمة اللبنانية بيروت، يستطيع القادم أن يلمح لافتة تعلن عن بيع كلية وبسعر مغري، وفق نص الإعلان، التي ما أن تنزل عيناك من عليها قليلاً حتى تلمح أم وابنها الصغير وقد ارتسمت علامات الوهن عليهما . حليمة المعلم، أم لبنانية لطفلين، لم تختر إعلانها المرعب على سبيل التظاهر ولكن من شظف العيش وقلة الحيلة أمام عوز ضرب منزلها بكل قسوة، وجعلها أسيرة لحيرة قاتلة.. ماذا تفعل إزاء مرض والدتها، وزوجها الموقوف بسبب دعوى قضائية وتعثره المالي، وابنها المريض أيضاً التي تعجز عن دفع قسط مدرسته منذ السنة الماضية. تضيف حليمة لصحيفة النهار اللبنانية: وصلت الى طريق مسدود. اليوم هدّدني صاحب المنزل بالطرد، بسبب عجزي عن دفع الإيجار الذي بلغ مليوناً و200 ألف ليرة. والدتي مريضة وابني يعاني مشاكل في القلب، وأنا عاجزة عن استشارة الطبيب بسبب الضائقة المادية. كما تشرح الأم اللبنانية لقناة الحرة أن الوضع المعيشي الصعب دفعها إلى اللجوء لاتخاذ أقسى القرارات، وهو عرض كليتها للبيع من أجل نجلها وأمها المريضة. وحملت حليمة السلطات اللبنانية وسياساتها مسؤولية المأساة التي حلت بعائلتها، حيث ترزح تحت ضغط نقص الأموال ووطأة الديون، وقالت: الدولة هي التي أفقرتنا وجوعتنا وأوصلتنا لما نحن عليه. وأوضحت أن قصدها وراء كلمة سعر مغري المكتوبة على اللافتة التي حملتها في ساحة رياض الصلح في العاصمة اللبنانية بيروت، قائلة إنه يعني ما يكفي لسداد إخراج زوجي من السجن ودفع المستحقات المترتبة علينا للمنزل والمدرسة. ووجهت حليمة رسالة للمسؤولين والسياسين وقالت: اعتبروا أن ما يحصل مع أولادي يحصل مع أولادكم، فتجدوهم مرضى ولا تستطيعون علاجهم ولا تستطيعون إرسالهم إلى المدارس.