وثق مركز حقوقي فلسطيني بتسجيل مصور عملية اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلية لطفلين فلسطينيين من البلدة القديمة بالخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، في السادسة والسابعة من عمرهما. وقال "تجمع شباب ضد الاستيطان" في بيان، اليوم الجمعة، إن جيش الاحتلال أقدم، أمس الخميس، على اعتقال الطفلين الشقيقين محمد وعبد السلام خليفة من سكان البلدة القديمة بالخليل، وقد نجح نشطاء التجمع بتوثيق عملية الاعتقال بتسجيل مصوّر يثبت انتهاك الاحتلال لكافّة القوانين والمواثيق الدولية، وفق البيان. ويظهر في التسجيل الذي نشره التجمّع على شبكة الإنترنت، اعتداء جنود الاحتلال على الطفليْن خليفة وجرّهما إلى العربة العسكرية ومحاولة والدتهم الدفاع عنهم دون جدوى. وطالب التجمع، بتدخّل الأسرة الدولية وممارسة دور فعّال لضمان حماية الأطفال والمواطنين الفلسطينيين بشكل عام في الخليل، مناشدًا الضغط على الجانب الإسرائيلي لاحترام المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الأطفال بشكل خاص.

اعتدى مستوطنون يهود اليوم السبت، وللمرة الثانية خلال أسبوع، على مزارعين فلسطينيين في بلدة بيت أمر قضاء مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة. وذكر محمد عوض الناطق باسم اللجان الوطنية لمقاومة الاستيطان في بيت، أن مجموعة من سكان مستوطنة "بيت عين" واصلوا "اعتداءاتهم الهمجية بحق المزارعين.. وقام المستوطنون الذين ارتدوا أقنعة وملابس بيضاء وبعضهم كان مسلحاً بالبنادق، بإلقاء الحجارة باتجاه المزارعين باستخدام المقاليع ووجهوا إليهم عبارات نابية وشتائم باللغتين العبرية والعربية". وأشار عوض، إلى أن قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي حضرت للمكان، ووفرت غطاء وحماية للمستوطنين أثناء تنفيذ اعتداءهم، مضيفا أن المستوطنين قاموا بتكسير أغصان الزيتون على مرأى ومسمع من قوات الاحتلال، التي أمرت المزارعين بمغادرة أراضيهم فوراً.

اندلعت، اليوم الجمعة، مواجهات بين جنود الاحتلال الإسرائيلي، وشبان فلسطينيين على مدخل بلدة بيت أمر قضاء الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، فيما احتشد عشرات المستوطنين اليهود على مدخل البلدة. وذكر الناشط في "اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان" يوسف أبو ماريا، أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عمدت إلى إغلاق مدخل بلدة بيت أمر، واعتلاء أسطح عدد من المنازل، فيما اندلعت مواجهات بين عدد من الجنود الإسرائيليين وشبّان فلسطينيين أثناء محاولتهم منع التصدّي لجموع المستوطنين ومنعهم من اقتحام البلدة. وأشار أبو ماريا، إلى أن عشرات المستوطنين اليهود يحتشدون في هذه الأثناء على مدخل البلدة ويردّدون شعارات عنصرية ضد المواطنين الفلسطينيين والعرب، في حين تسود حالة من القلق في صفوف أهالي بلدة بيت أمر من احتمال شن الاحتلال ومستوطنيه لهجمة عنيفة ضدهم.

أعتقل الجيش الإسرائيلي صباح، اليوم الخميس، 5 فلسطينيين في حملات دهم بمدن الضفة الغربية. وأفاد مصدر أمني فلسطيني، بأن الجيش الإسرائيلي داهم مدينة الخليل واعتقل منها فلسطينيين اثنين، وهما أشرف جندي "40 عاما"، وبسام داود "35عاما"، بعد تفتيش منزليهما وعدة منازل أخرى في المدينة. وفي مدينة بيت لحم، داهمت قوات الجيش الإسرائيلي مخيم الدهيشة، واعتقلت 3 فلسطينيين من المخيم، وهم الشقيقين مراد وأشرف محمد حسن الزغاري "20 و18 عاما"، بعد الاعتداء على والدتيهما أسماء "48 عاما"، بالضرب، كما اعتقلت محمد نصري عبد ربه "21 عاما". ويشن الجيش الإسرائيلي، حملات دهم واعتقال تطال الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل شبه يومي.

يثير احتمال عودة مستوطنين يهود متطرفين، أبعدوا عن مدينة الخليل القديمة قريبا قلق جيرانهم الفلسطينيين، الذين ما زالوا يتذكرون أفعالهم من رشق بزجاجات مليئة بالبول واعتداءات على أطفال وغيرها من التعديات. وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية، أمرت العام الماضي، بطرد 15 مستوطنا أمام ارتياح السكان الفلسطينيين في كبرى مدن الضفة الغربية. الاستيلاء على المنازل وكان هؤلاء المستوطنون، يسكنون في منزل بوسط الجيب الخاضع للسيطرة الإسرائيلية بالقرب من الحرم الإبراهيمي أو مسجد إبراهيم المقدس لدى اليهود والمسلمين. وفي سبتمبر، بعد مقتل جندي إسرائيلي برصاص فلسطيني في الخليل، أكد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، رغبته في السماح للمستوطنين بالإقامة، مجددا في بيت أبو رجب. وقد رفع نحو 10 فلسطينيين طعنا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، مؤكدين أن هذا المبنى المؤلف من 3 طوابق يعود إلى ملكيتهم. واضطر ممثل الحكومة، للاعتراف أمام القضاة بأن إعلان نية رئيس الوزراء لم يكن له طابع "رسمي"، وأن المنزل لن يتم احتلاله من قبل المستوطنين طالما لم تتم تسوية وضعه أمام القضاء. ويقول المستوطنون، من جهتهم إنهم اشتروا قانونيا الطابقين العلويين فيما يتخوف الفلسطينيون المقيمون في الطابق الأرضي، من عودة المستوطنين، لأنهم ما زالوا يتذكرون أعمال العنف التي كانوا يقومون بها في الماضي. إعلان انتقامي وقال حاتم أبو رجب "26 عاما"، المقيم في هذا المبنى مع 7 من أفراد عائلته، "كنا نعيش في كامل المبنى (في الطوابق الثلاثة)، قبل أن يأتي المستوطنون للإقامة فيه لكنهم حصرونا في الطابق الأرضي". وأكد، "أن الطابقين الأولين فارغين لأنهما تحت سيطرة دولة إسرائيل، التي تدير المنطقة بيد من حديد". واعتبر أن إعلان نتنياهو، هو "مجرد انتقام"، مضيفا "يملكون أسلحة بينما نحن لا نملك منها شيئا فما عسانا نفعل؟ المستوطنون ما زالوا يأتون إلى هنا بصورة منتظمة في محاولة للدخول إلى المبنى أو لمجرد توجيه الشتائم ألينا". وقد الصق المستوطنون على الباب عبارة، "لقد دفعنا، إننا اشتريناه وهو لنا". اعتداء ممنهج وتتذكر مديرة مدرسة البنات المجاورة ابتسام الجندي، كيف كان المستوطنون الذين كانوا يحتلون المنزل يرشقون تلامذتها بالحجارة ويكيلون لهم الشتائم. لكن حتى بدونهم يبقى الواقع صعبا، في القطاع الخاضع للسيطرة الإسرائيلية حيث يتعرض المعلمون والتلامذة، "بانتظام للتفتيش ما يضاعف وقت الوصول" إلى المدرسة كما قالت. وأضافت ،"أن الأولاد تعودوا على الأمر، فهم عرفوا ذلك طوال حياتهم". ويعيش نحو 190 ألف فلسطيني في الخليل في أجواء توتر دائم، مع حوالي 700 مستوطن يهودي يقيمون في جيب في قلب المدينة، يصنف بـ"المنطقة اتش2" المحاطة بحماية آلاف الجنود الإسرائيليين. وعلى مسافة بضع دقائق سيرا على الأقدام، يوجد منزل ثان طرد منه الجيش السكان اليهود يعرف لدى الفلسطينيين، باسم منزل رجبي أطلق عليه المستوطنون الذين كانوا يحتلونه للسخرية اسم "بيت شالوم"، "بيت السلام". وروى باسم الجابري، وهو سكاف فلسطيني يعيش في الجهة المقابلة، إن "المستوطنين كانوا يعتدون علينا جسديا، بما في ذلك رشقنا بزجاجات مليئة بالبول نحن وأولادنا"، مضيفا "حتى أنهم سمموا حصاني". وستصدر المحكمة العليا قرارها في غضون بضعة أشهر، بشأن النزاع على ملكية هذا المنزل المؤلف من 4 طوابق. ويتوقع صدور حكم لصالح المستوطنين. وكان مستوطنون يهود، استولوا على المبنى في 2007 قائلين، أنهم اشتروه بصورة قانونية، لكن القوات الإسرائيلية طردتهم منه العام التالي بعد أسبوع من أعمال العنف. واليوم، لا يزال علمان إسرائيليان كبيران يتدليان من واجهته، لكن المنزل خال ونوافذه محطمة وأبوابه موصدة وتحيط أسلاك شائكة بشرفاته لمنع أي دخيل. ويحتل جنود إسرائيليون تحصينا إسمنتيا على السطح، تحسبا لأي حادث محتمل.