رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
الثورات العربية على أنغام موسيقى الراب

للموسيقى أهمية كبيرة بيوميات حياتنا العادية، تؤثر على هويتنا كأفراد وكمجتمع، من ناحية الشكل والصورة بغضّ النظر عن اللغة أو المصدر أو الوقت. فتصبح الموسيقى انعكاس لصورة المجتمع والناس والزمن والحالة الاجتماعية والسياسية. فكما يستخدم الناس الموسيقى للتعبير عن الحب والحزن والالم والبهجة، كذلك استُعملت للتعبير عن حالة الرفض للوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي العام. وأصبحت الموسيقى طريقة للاحتجاج، وإن كانت تمثل وجهة نظر من صدرت عنه وإلزام مردديها بسلطة مطلقها. وللأغنية تأثير كبير في الثورات، لتلازمهما عبر التاريخ، إذ ما زلنا نردد ألحاناً خرجت من رحم ديكتاتوريات أوروبا العتيقة قبل عصور الثورة الصناعية والانفتاح. كذلك هنا، في الشرق، فإن الأغنية الثورية هي جزء من تاريخنا، وقصص نضالنا ضد الاستعمار، وحالياً هي جزء من غضبنا على الأنظمة الحاكمة الموجودة، وما آلت إليه أوضاع بلادنا اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. صحيح أنه وطن عربي، لكن اختلاف اللهجة، والتعبير، وسبب الثورة، جعل لكل بلد خاصيته في إنتاج الأغنية الثورية. فقد تلاقت حيناً وتفردت في أحيان أخرى. تماماً كما الشعارات والهتافات التي أطلقها المتظاهرين في جميع الميادين، تعبيراً عن حالة الغضب والسخط الذي يعيشونه، حتى أن بعضها خرج عن حدود اللياقة والأدبيات العامة، التي دأب المجتمع العربي للحفاظ عليها على حساب الأداء نفسه. وبقيت الإهانة في الكلمات النابية وليس فيما وصل إليه الحال. في الشارع اللبناني شعارات وهتافات وموسيقى خاصة، تفرّد بها مطلقيها إلى أن أصبحت متلازمة مع الشارع وتعبيراً حقيقياً صادقاً عن الوضع. وارتبط أسماء بعضها بساحات النضال، وتحول بعضهم إلى أيقونات للثورة. بدي ثورة تحمي شعب وتمحي إسرائيل، بهذه الكلمات أشعل مغني الراب اللبناني جعفر الطفار أحاسيس الثوار، فرددوا شعاره وكلماته وأغانيه ورقصوا على أنغام موسيقى الراب، حتى أصبح شعاره أحد عناوين الثورة ودعائمها. الطفار مولود عام 1987 بمنطقة الهرمل في البقاع (شرق لبنان)، في قرية يتبادل أهلها الحديث بالعتابا والشعر. حفظ العديد من الأغاني الفولكلورية إلى أن تعرّف على فرقة كتيبة خمسة، وهي فرقة راب فلسطينية، وشعر بأنه ينتمي إلى هذا النوع من الموسيقى والتعبير وأنها تشبهه وتشبه واقعه. سجل أول أغنية باسم مدينة الشهداء على إيقاع فرقة كتيبة خمسة. ثم صدر بعدها ألبوم صحاب الأرض وألبوم عشيري والعديد من الأغاني المنفردة، آخرها أغنية ممنوع أول ايام ثورة 17 أكتوبر 2019. هيدي الثورة مش بس بتشبهني هيدي الثورة عم غنيلها من الـ2009، هكذا يعبّر جعفر عن ما تمثله الثورة في نفسه، فهذه المطالب المحقة برأيه من تغيير للمنظومة الفاسدة الحاكمة بحق الشعب اللبناني. للمواطن الحق في الطبابة والسكن والكهرباء والماء وغيره. حق له أن يستعيد ماله المنهوب ومحاسبة الناهبين. لنا كشعب لبناني الحق بقانون عادل يمثلنا. في ساحات الثورة صدح صوت جعفر وموسيقى الراب حتى أن البعض أطلق عليه مغني الثورة. وكان له أغنية مفادها: لما تبرم الأيام الأهل وربعك يتركوك تواجه كون وما تستوعب المصيبة منوين عم تجيك المصايب من الله هيك بيقولوا رجال الدين ولبيشوف مصايب غيرو المصيبة عندو بتهون دين لي كان يرضى بكلبين صاير عشر كلاب يجر حتى تدفع للديينة رهين الأرض سحاب القرض وعسكر الموسم اللي بعدو بيبقى كم دونم بالعرض والعمر عم ياخد حقو، إيد لي بتزرع اكسرها الحجة لي بتسند أخدها، وفوق الموتة عصة قبر رجال الحصاد عالطريق جايين ابنك من بعد ما اتعلم علماتو ما بيفيدوه بدو وسايط يتوظف خادم لخادم من قبلو بزمانو شو مسح جوخ كلو هين يبين عمي يس ما تتحول شيطان أخرس ساكت عن الحق ناطق رسمي بإسم الرب.... ولا يزال جعفر حتى اليوم في أدائه لأغانيه محافظاً على لهجته البقاعية، فيعطها روحاً وبعداً آخر. لا شك أن جعفر الطفار وأسلوبه كان ثورية قبل اعلان حالة النفير بين أبناء الوطن لرفض كل شي. تتشابه الثورات في العالم من ناحية الأسباب والأهداف، وتختلف فيما بينها بحسب الروح والطريقة والتغبير. والمراقب نوعاً ما لثورات الربيع العربي يرى بأن ما يحصل في لبنان مشابه قليلاً لها، وملتقياً مع شعارات الشارع وموسيقاه، بل أكثر مما رُفع في الشارع السوري أو العراقي. تشبه الثورة المصرية ما يحصل في لبنان قليلاً. سلطة حكمت متناسية مواطنيها، الذين أصبحت مطالبهم بحاجة لقلب الطاولة والثورة على النظام وكل ما أنتجه، فالفقر قد يصنع من الملاك شيطاناً. في العراق أيضاً، وجع وفقر واهمال وفساد مستشري، فضلاً عن كونه بلداً أنهكته حروبه الخاصة وحروب المنطقة، وتدخلات الدول، لتصبح ثورته مطلبية وسياسية. سوريا ايضاً لم تعد تتحمّل الدماء. يختلف ما يحصل في لبنان عما بحصل في المنطقة، رغم الشبه القليل مع مصر، لكن ثوار لبنان حملوا بعضاً من شعارات حملها ثوار مصر وبعضاً من أغانيها. فالشعارات والأغاني الثورية جزء لا يتجزأ من الثورة وزخمها وبث الروح في مناصريها، فتسمع في ساحة رياض الصلح مثلاً في بيروت، أغنية العرص وأغنية التراس أهلاوي حكايتنا. كذلك لا بد من ترداد عللي سور المصرف عللي بكرا الثورة تشيل ما تخلي. وهو شعار مصري أطلق مع بداية الثورة في مصر عللي سور السجن وعللي بكرا الثورة تشيل ما تخللي. وعلى الرغم من سيطرة العنصر الشبابي على الثورات العربية، تحديداً من كانوا بين سني الـ18 والـ35، لكن ذلك لا يمنع من اختلاف مطالب واحتياجات الشباب العربي بين دولة عربية وأخرى. وعلى الرغم من تشابه أنظمة الحكم الديكتاتورية بين سوريا ومصر، إلا أن وقع الثورة يختلف كثيراً بين البلدين، فالنظام السوري في آلياته، والمجتمع السوري في تركيبته، يختلفان اختلافاً جوهريا عن النظام والمجتمع المصريين. كذلك تونس، الثورة العربية الأولى في ثورات الرببع العربي، التي كانت الأجمل والأفضل، فإنها لا تشبه، لا في الصورة ولا في الشكل، نظيراتها العربية حتى الجزائرية منها. لكن تشابه الشعارات والموسيقى سببه تشابه المطالب وأسباب الثورة وآلياتها أحيانا. قد نتفق فقط أن ما جمع الثورات العربية في هذه الفترة هو بروز دور المرأة، خصوصاً السودان والجزائر ومصر ولبنان والعراق. وهو ما دفع إلى وصف الثورات بأنها أنثى وهو واقع جديد رسمته سيدات هذه الدول ووعيها المتراكم والاعتراف بأهمية دورها الاجتماعي والسياسي في إدارة شؤون الوطن. فاتخذن قرارهن بأن يبرزن في الشارع ويتصدرن الساحات ويعليهن أصواتهن بكل اللهجات العربية صارخات: نحن هنا. والحديث عن التشابه والاختلاف بين الثورات العربية يحتاج إلى مجلدات، لان لكل زاوية منها سواء كان اجتماعياً أو اقتصاديا أو حتى سياسياً، حالة تدرس على حدى. في لبنان ثورة وثورات، لحن وشعارات، تردد هنا وهناك. فالثورة رفض وصرخة من القلب. مواطن لم يعد يحتمل، ومواطنين نفضوا عنهم غبار سنين، موسيقى تجمعهم على أنغامها في الساحات، يصرخون ويهتفون، شعارات وكلمات تعبر عنهم وعن ألمهم.

2672

| 15 يناير 2020

تقارير وحوارات alsharq
هل المجتمعات العربية غير مهيأة للديمقراطية؟

لطالما طرح البعض تلك المقولة التي ترى أن المجتمعات العربية غير مهيأة للديمقراطية وحكم القانون، وأن تلك المجتمعات تؤلف ديكتاتورياتها وتحرس بقاءها. وكأن المجتمعات العربية ما زالت في ذلك الزمن الذي سمح بالانتداب عليها. وخلال اندلاع ثورات الربيع العربي متتالية في بعض البلدان العربية - يتساءل مراقبون- هل تغيرت النظرة الفلسفية لهذه المقولة والمجتمعات، أم أنها بقيت راسخة؟ يجد أستاذ الفلسفة في الجامعة التونسية فريد العليبي أن هناك انشغالاً فلسفياً متزايداً بالوضع العربي خلال السنوات الأخيرة، والسبب يعود إلى الانتفاضات الشعبية المتنقلة من قطر لآخر. ويضيف إن الفلسفة تتحرك في أتون الصراع، وهي تعيش عربيا اليوم بين الركام. وهناك فلاسفة عرب وعالميون تأملوا ذلك مثل الفرنسي آلان باديو والإيطالي طوني نيغري، فضلا عن العرب. ورأى العليبي أنه من هنا يأتي تنوع خطاباتها، بل حتى تباينها وتناقضها حول الانتفاضات العربية. وأكمل صاحب كتاب تونس: الانتفاضة والثورة إن الفلسفة تفحص المصطلحات الرائجة، مثل الربيع العربي، وتحقيب التطورات التي عرفها الفكر العربي على امتداد تاريخه، وذلك بالعودة إلى الموروث، ورصد منزلة الفلسفة منه بخلخلته. فالوضع العربي الراهن يتحكم به أيضا وضع سابق، بما فيه مختلف أشكال الوعي التي رافقته. أما الدكتور خلدون النبواني فيجد أنه رغم أن الفلسفة لا تعمل في الحاضر فحسب وإنما تعيد صياغة الماضي وتستشرف المستقبل، فإنها - حتى في نظرتها إلى الماضي والمستقبل - محكومة وبشكل كبير بالحاضر أما عن الثورة في بلده سوريا، فيقول النبواني عندما اشتعلت الثورة السورية في سوريا كنت أتقافز على محطات التلفزيون. أدعو لما يدعو إليه السوريون هناك من حرية وكرامة وديمقراطية رغم كل التهديدات. وكان النبواني قد انتسب لفترة قصيرة للمجلس الوطني في بداياته، ثم استقال بعد أقل من ثلاثة أشهر حين راحت تتعسكر الثورة. لكني لم أتوقف عن الدفاع عن سوريا مدنية وديمقراطية. ويفسر ذلك بأن الوطن العربي غير مهيأ للديمقراطية الليبرالية، بل هو لا يحتاجها أصلا، فذلك الطراز من الديمقراطية هرم في أوروبا نفسها، حيث ولد لأول مرة هناك ولم تعد هناك حاجة إليه. بينما يريد الغرب الكولونيالي، بشكل خاص، للعرب الاحتفاء به وتطبيقه كما لو كان ثمرة لانتفاضاتهم.

629

| 17 نوفمبر 2019

عربي ودولي alsharq
واشنطن بوست: الطغاة يتكاثرون والديمقراطية تتراجع

نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً لأحد صحفييها أكد فيه أن العالم يشهد الآن تراجعاً للديمقراطية وصعود نجم الحكام الطغاة، لكن الكاتب يرى أن الحركات الشعبية التي تقاوم الأنظمة الاستبدادية الجديدة تتكاثر حول العالم، ضارباً أمثلة على ذلك بما يجري في هونغ كونغ، ودول مثل السودان والجزائر وشرق ووسط أوروبا. ويستشهد جاكسون ديهل نائب محرر صفحة المقالات الافتتاحية بالصحيفة بتقرير أصدرته منظمة فريدوم هاوس الأميركية، حيث خلص إلى أن عدد الدول التي شهدت انتكاسة في الحريات طيلة عشر سنوات متتالية يفوق عدد تلك التي توطدت فيها الحريات.ويقول إن الحكومات المستبدة تزيد أعمال القمع، مضيفاً أن الحركة الشعبوية في صعود في أوروبا والولايات المتحدة، والصين وروسيا يمثلان نماذج جديدة للديكتاتورية التي تعتمد على التقنية المتقدمة. ويدلل الكاتب على وجود حركات مقاومة لذلك الاستبداد، ويقول إن في أفريقيا –على سبيل المثال- تواصلت الاحتجاجات الشعبية في السودان والجزائر حتى بعد الإطاحة بحكامها المستبدين.صحيح أن النتائج الحاسمة ظلت محدودة حسب رأي ديهل، الذي يشير إلى توقيع المجلس العسكري الانتقالي في السودان اتفاقاً مع قوى الحرية والتغيير لتشكيل مجلس سيادي وإرساء فترة انتقالية نحو الديمقراطية قوامها ثلاثة أعوام.غير أنه يقول إن الكثيرين يتخوفون من أن يسعى العسكر إلى عرقلة عملية التحول الديمقراطي في تلك الدولة. أما في الجزائر، فإن قادة الجيش ظلوا يقاومون الحراك الشعبي الذي يطالب بانتخابات حرة في غضون ستة أشهر.ورغم أن جبهة حقوق الإنسان في هونغ كونغ أجبرت السلطات الصينية على تراجع تكتيكي، فإن احتمالات نجاحها على المدى الطويل تبدو ضبابية.وينقل ديهل عن لاري دايموند، الباحث في القضايا الديمقراطية بجامعة ستانفورد، اعتقاده بأن ما يحدث من حراك حول العالم يشير إلى أننا نمر بلحظة متقلبة وربما تاريخية، وأن الأمور تتوقف على كيفية استجابة الولايات المتحدة ودول الديمقراطيات الراسخة لتلك التطورات. ويعرب دايموند عن اعتقاده بأن انخراط تلك الدول في مساعٍ دبلوماسية نشطة، وتقديم المساعدات؛ قد يعيد بعض الدول التي تشهد حراكاً شعبياً إلى سكة الديمقراطية. بيد أنه يستدرك قائلاً إن الحكام الطغاة إذا لمسوا عدم اكتراث من قبل الدول الغربية إزاء ما يجري، أو أنها تنتهج سياسة واقعية صرفة، فإنهم سيظنون أن لديهم مجالا رحبا لكي يمضوا في وقاحتهم إلى أبعد ما يريدون.

451

| 23 يوليو 2019

تقارير وحوارات alsharq
ياسر سعد الدين المحلل السياسي السوري للشرق: الإمارات سمسار إسرائيل في المنطقة

كشف المزيد من حقيقة العلاقة بين الإمارات وإسرائيل.. أبوظبي تنفذ أجندة الصهاينة وتقدم أرواح أبنائها قرباناً لتل أبيب تفتيت دول المنطقة مشروع إسرائيلي بتنفيذ إماراتي أبوظبي بيدق على رقعة الشطرنج الإسرائيلية الصهاينة يعتمدون على الإمارات لتحطيم أخلاق الأمة إيصال شخصيات للحكم عبر الانقلابات وظيفة إماراتية بالوكالة عن تل أبيب إسرائيل ترعى الإمارات وتوفر لها حصانة دولية إعلامية وسياسية هدف الإمارات من العداء للثورات العربية حماية أمن إسرائيل الإمارات دولة بوليسية وتلعب دور عاصمة اللهو المحرم في المنطقة مصر تحولت لتابع لأبوظبي بعد أن خططت ودعمت انقلابها العسكري فنادق الإمارات ومرافقها لها دور في إسقاط وتجنيد شخصيات كثيرة ليست مصادفة أن يصبح دحلان مستشاراً أمنياً للقيادة الإماراتية تغريدات ضاحي خلفان تعبر عن الارتباط القوي بين أبوظبي وتل أبيب كشف ياسر عدنان المحلل السياسي السوري المزيد عن حقيقة الدور الإماراتي في المنطقة وعلاقتها بإسرائيل، حيث قال إن الإمارات منذ سنوات تلعب دور سمسار إسرائيل ووكيل الصهاينة وحصان طروادة لهم في تحطيم أمة العرب والمسلمين أخلاقيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وتفتيت دولها تمهيدا للوصول إلى إسرائيل الكبرى والسيادة الصهيونية المطلقة في المنطقة، موضحا أن الإمارات كما الصهاينة تشجع وتحرض على تفكيك دول المنطقة، كمحاولة إنشاء دولة كردية في العراق، والتعامل مع شمال الصومال وتقسيم اليمن، وإلا فعن أي دور عسكري وسياسي تبحث دولة صغيرة، لا يزيد عدد مواطنيها عن 12% من مجموع ساكنيها، في مصر وليبيا وجيبوتي والصومال وتونس وأفريقيا وسوريا وغيرهم؟ فليس من قبيل الصدفة أن يصبح محمد دحلان رجل الصهاينة الأثير والمرتبط بهم عضويا وعدو المقاومة الفلسطينية الأول مستشارا أمنيا للقيادة الإماراتية، مشيرا إلى أن تغريدات ضاحي خلفان والتي تمجد العقل اليهودي وتحيي دعوة شمعون بيريز التي أطلقها من عقود عن تزاوج المال العربي والعقل اليهودي، يمكن قراءتها في نفس السياق، كما يمكن فهم عداء أبوظبي الشديد للإخوان المسلمين، رغم أن المستشار الثقافي للشيخ زايد وحتى مماته كان د. عز الدين إبراهيم كان من الرعيل الأول لإخوان حسن البنا. عداء الإمارات للإخوان وأكد سعد الدين في تصريحات خاصة لـالشرق أن الهدف الإماراتي من العداء للثورات العربية وللربيع العربي وللإخوان التي تحمل مشروعا إسلاميا نهضويا ومناهضا للاحتلال والسعي لتأجيج الحروب الداخلية وتفتيت المجتمعات العربية، هو حماية أمن إسرائيل -والتي أفزعها أن يحكم الإخوان مصر ويفجروا طاقاتها- ومساعدتها في سعيها المحموم للهيمنة المطلقة على المنطقة وثرواتها. الدولة البوليسية وشدد على أن الإمارات دولة بوليسية وتحكم بمراقبتها الشديدة، وبشكل مطبق على جميع مناحي الحياة فيها، وهي تلعب دور عاصمة اللهو المحرم والمباح في المنطقة بمرافقها وفنادقها، موضحا أن هذا الأمر يساعدها في إسقاط وتجنيد شخصيات إما أن يكون لها دور، أو يرجح أن يكون لها دور في الحياة السياسية في بلادها. وأشار إلى أن أبوظبي تعتمد النفس الطويل في دعم وإيصال شخصيات للحكم في المنطقة ومحاولة القيام بعمليات انقلابية على الحكم أو دعمها وهي تقوم بتلك الوظيفة بالوكالة عن تل أبيب، وقد شاهدنا وشهدنا أبرز نجاحاتها في تحويل دولة كبيرة في المنطقة مثل مصر من خلال انقلاب داخلي تابع لأبوظبي، لتسابق تلك الدولة الكبرى الزمن لتغيير أخلاقيات ومفاهيم شعبها والتعجل المتهور في التطبيع المجاني مع إسرائيل والتسويق له، بل والضغط على الفلسطينيين والأردنيين لتمرير ما يسمى بصفقة القرن، والتحدث إعلاميا وسياسيا عن الاحتلال الصهيوني بكل تبجيل واحترام. ونوه إلى أن الحكم في الإمارات رغم انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان، واعتقال خيرة مواطنيه والزج بهم في غياهب السجون لأسباب تافهة ومضحكة ولسنوات طويلة ومن خلال محاكمات هزلية، وجرائمه في اليمن ودعمه لداعش ليبيا وحفتر وانتهاكاته للحظر الدولي على تصدير السلاح لليبيا، رغم كل ذلك وأكثر فإن للإمارات حصانة دولية إعلامية وسياسية لا تكاد تتوفر إلا لإسرائيل. أسباب النفوذ الدولي وتابع أن إسرائيل التي تملك نفوذا دوليا كبيرا على الإعلام من خلال أنصارها ولوبياتها، تمتد عنايتها ورعايتها للإمارات، والتي تقوم بالمهام القذرة والمدمرة نيابة عن إسرائيل، كاشفا أنه بالرغم من أن غسل الأموال يعتبر نشاطا معروفا ودوليا في الإمارات، إلا أن العناية والرعاية والحصانة الصهيونية تغطي على ما يبدو حتى الأنشطة الاقتصادية غير القانونية للإمارات كما تفعل في مسائل حقوق الإنسان محليا وخارجيا!. أبوظبي.. أجندة صهيونية وتساءل، هل تحتاج الإمارات الدولة الصغيرة والفقيرة ديموغرافيا لقواعد عسكرية في اليمن والبحر الأحمر، وهل تملك المقومات البشرية للتوسع؟ وهل تحتاج دولة ثرية إلى محاولة الاستحواذ على ثروات دول أكبر منها وأعرق في المنطقة وتفجر عداوات وأحقادا وتشعل حرائق قد لا تنتهي في عقود؟ متابعًا، لماذا تفتح أبوظبي عليها أبواب المواجهة مع دول إقليمية كبرى كتركيا التي تشاركها الدين والمذهب ويمكن أن تعينها على التوازن مع إيران التي تحتل جزرها من نحو نصف قرن؟ الجواب باختصار أن الإمارات مختطفة ولا تملك قرارها وأنها بيدق على رقعة الشطرنج الإسرائيلية تنفذ أجندة الصهاينة وتقدم ثرواتها وأرواح أبنائها قربانا لإسرائيل وأهدافها وأطماعها!. دور الإمارات في التطبيع وفسر سعد الدين السبب في إسناد إسرائيل للإمارات هذا الدور في المنطقة، حيث قال: إن تل أبيب تجد صعوبات عقائدية وتراثية في مشاريعها في المنطقة العربية خصوصا وأن رفع شعارات الدولة الدينية اليهودية سيؤدي بالضرورة لرفع شعارات إسلامية وعودة لكثير من المسلمين للمنهج الإسلامي وسبيل الجهاد والاستشهاد، وهذا ما تجلى واضحا في فلسطين وتبني واعتناق الفكر الإسلامي في وسط أبناء الشعب الفلسطيني والذي اختارت أغلبيته حماس في أول انتخابات ديمقراطية فلسطينية نزيهة عام 2006. فكان لا بد من وجود وسيط ينتمي للعرب والمسلمين ويتكلم بلغتهم فيما يحقق للصهاينة أهدافهم المتوسطة والبعيدة، لتقدم له إسرائيل الحماية الإقليمية والرعاية الدولية وليحظى بدور وهمي بارز على الساحة الإقليمية يشبع به غروره وربما أمراضه النفسية، مؤكدا أن المشروع الصهيوني في المراحل الأخيرة أو التي يفترض فيها ذلك، يقوم ذلك الوسيط والوكيل الصهيوني بدور رأس الحربة في التطبيع والتسويق للمشروع الصهيوني كخيار لا بديل عنه ولا مناص منه، لتستطيع الشعوب العربية أن تحيا ولو حياة كحياة القطيع.

6392

| 11 مايو 2018

ثقافة وفنون alsharq
كتارا تحتضن محاضرة "نقاشات فكرية عشية الثورات العربية"

نظم منتدى العلاقات العربية والدولية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" محاضرة بعنوان (نقاشات فكرية عشية الثورات العربية) قدمتها الدكتورة إليزابيث كساب، رئيس برنامج الفلسفة بمعهد الدوحة للدراسات العليا. وقبل أن تلاحق النقاشات الفكرية النقدية التي تطرقت في مجملها إلى فشل مشروع التنوير، وما دار حوله من انسدادات تاريخية على المستويات الثقافية والسياسية والمجتمعية، استهلت المحاضرة بمقدمة موجزة عن النهضة العربية الأولى، التي تبدو أسئلتها وأفكارها حاضرة حتى يومنا هذا رغم الفاصل الزمني الطويل تمثّل دليلاً قاطعاً على الانهزامات التي مرّ بها النهضويون الأوائل بسبب نخبوية الأفكار وتخلّف المجتمع. وأوضحت أنها اعتمدت في دراستها على على منهجين هما: قراءة الأفكار والمقارنة بينها، مركزة على النقاشات الفكرية المعاصرة التي طاولت إيديولوجيا الهزيمة النهضوية وأسبابها، وتقارب أدبيات ما بعد الاستعمار لجهة العوامل والأهداف والتحديات. وأكدت على أهمية النقد الذاتي للهزائم الثقافية والسياسية والاقتصادية، منوهة أنها تكاد ثنائية الحداثة وأن النقد الذاتي يسيطر على كافة المساءلات، وخصوصاً الظاهرة الدينية. وأشارت كساب، الى أن المفكرين العرب لم يكتفوا بتفكيك الفكر الديني، بل قدموا قراءات جديدة في المضمار نفسه تتعلق بالفهم الجديد للإسلام، وبعضهم نادى بـ "علم الكلام الثوري" على شاكلة لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية، وقدموا أيضاً مناقشات بشأن العلمانية، وحددوا أبرز التحديات التي تواجه الخطاب العلماني الحالي. ووقفت كساب عند دوافع تأليفها لكتاب "الفكر العربي المعاصر.. دراسة في النقد الثقافي المقارن"، الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت هذا العام، وأكدت أن معظم الدراسات التي تناولت الفكر العربي المعاصر انكبت على التيّارات الإيديولوجية، خصوصاً القوميّة والإسلاميّة منها، مهملةً بذلك التيّار النقدي الذي يشكّل جزءاً هامّاً في الفكر العربي. وأشارت إلى الدوافع وراء ذلك قائلة: "إن السبب وراء هذا الإهمال قد يكمن في غياب الصفة "الأكزوتيكيّة" لهذا التيّار النقدي، بمعنى الخصوصيّة الإثنية أو الدينية، وهناك سبب آخر وراء ندرة مثل هذه الدراسات.. ويكمن باعتقادي في الميّزة الأقلية لمثل هذا التيار إذ أن التيار الفكري المعاصر في جميع مجتمعات العالم بطبيعته هو تيّار هامشي، لكن هذه الهامشيّة لا تنقِّص من قيمتها، وما دراستي لهذا الفكر سوى مساهمة في التعويض عن هذا النقص وإلقاء الضوء على ناحية قيمة من الفكر العربي المعاصر". من جهة أخرى، أوضحت أن سببا آخر للتعتيم على هذا الفكر النقدي، ويتمثل ـ في نظر كساب ـ في ظروف التأثير السياسي المحيطة في مختلف البلاد العربيّة والذي لم يسمح للفكر النقدي أن ينمو وينتشر في الإعلام والتعليم، وبالتالي أن يصبح فكراً فعّالاً ومعروفاً، وأخيراً قد يكون وراء ذلك الإهمال ذهنيّة إنسان مُستعمَر لا يرى في المنتج المحلّي ما هو جدير بالاهتمام والتقدير والتعريف بعه وعنه". جدير بالذكر، أن الدكتورة إليزابيث كساب حاصلة على الدكتوراه في الفلسفة، وشغلت منصب باحثة زائرة في جامعات ومراكز عالمية في نيويورك و كولومبيا والمعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت، وجامعة إرفورت الألمانية. كتارا تحتضن محاضرة "نقاشات فكرية عشية الثورات العربية"

447

| 04 أكتوبر 2017

تقارير وحوارات alsharq
قيادي يمني لـ"الشرق": الانقلابيون محاصرون من جميع الجهات والحسم العسكري أصبح قريباً

أكد أن عام 2017 سيشهد تحرير جميع التراب اليمني صلاح باتيس القيادي في التجمع اليمني للإصلاح لـ"الشرق": قطر دورها مشرف وشجاع في نصرة الشعوب المظلومة الانقلابيون محاصرون من جميع الجهات والحسم العسكري أصبح قريباً ثورة 11 فبراير مستمرة وصوت الشباب فيها الأعلى والأقوى وجود التحالف العربي في اليمن لاستعادة الدولة وتطبيق مخرجات الحوار الوطني نعمل على استيعاب المقاومة الشعبية في اطار الجيش الوطني اليمني قبول الحوثي كمكون سياسي مع وجود السلاح بأيديهم خطر على الحاضر والمستقبل رؤية شباب الثورة أصبحت أساساً لمخرجات الحوار الوطني آليات كثيرة يمتلكها التحالف والمقاومة لإسقاط الانقلاب واستعادة الشرعية المتمردون انقلبوا على الثورة عندما شعروا بأنها بدأت تحقق أهدافها علاقتنا بدول التحالف مبنية على أساس التعاون والأخوة والمصير المشترك نمتلك تسجيلات مصورة لمدربين إيرانيين في صفوف الحوثيين أشاد صلاح باتيس القيادي في التجمع اليمني للإصلاح بدور قطر في دعم الثورات العربية ، واصفاً إياه بالدور المشرف والشهم والشجاع في نصرة الشعوب المظلومة، والمشاركة في استعادة الشرعية اليمنية. وأكد باتيس أن عام 2017 سيشهد تحرير جميع التراب اليمني، كاشفاً عن وجود آليات متعددة يقوم بها الجيش الوطني والتحالف لإلحاق الهزيمة بالانقلابيين. وتطرق باتيس لمستقبل الثورة اليمنية قائلا، أن ثورة الشباب تطورت من ثورة تقليدية في ساحات التغيير والخيام، إلى فعل ثوري يغير في مؤسسات الدولة، ويغير شكل الحكم من دولة مركزية بحكم فرد واحد، إلى دولة لا مركزية يحكمها المجتمع والشعب، ومن التغيير بالسلاح والنار، إلى التغيير بالسلم والكلمة. ووصف علاقة الإصلاح بدول التحالف العربي بأنها مبنية على أساس التعاون والأخوة والمصير المشترك، معتبراً أن الخطر يستهدف المنطقة برمتها، واليمن عمق استراتيجي لدول الخليج العربية، وأمنها من أمنهم. وإلى نص الحوار.. 6 سنوات مضت على الثورة اليمنية.. كيف ترى المشهد الحالي وهل هي في طريقها لتحقيق أهدافها أم تغلبت عليها الثورة المضادة؟ في البداية أشكر أسرة جريدة "الشرق"، وأشكر دولة قطر التي كان لها دور مشرف وشهم وشجاع في دعم ونصرة ثورات الشعوب المظلومة، التي قامت في وجه الأنظمة الظالمة، والمشاركة في استعادة الشرعية اليمنية، فقد كنا نحن اليمنيين أحد هذه الشعوب التي ثارت ضد الظلم والفساد المتمثل في علي عبدالله صالح، ونظامه الغاشم المتجبر، الذي كرس سلطة الفرد، وجعل اليمن والشعب أشبه ما يكون بمزرعة يمتلكها النظام. هذا ما يجعلنا نؤكد أن ثورة 11 فبراير مستمرة ومتجددة، وقد انتقلت من الساحات، إلى أروقة الحوار الوطني الشامل، الذي جاء بموجب المبادرة الخليجية، وكان صوت الثورة فيه الأعلى والأقوى، بل والأكثر سماعا وقبولا. وقد أصبحت رؤية شباب الثورة أساسا من أُسس مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، التي أصبحت وثيقته اليوم من المرجعيات والركائز التي تقوم عليها الشرعية، ويقوم عليها التحالف العربي بأكمله، وهذا دليل على أن ثورة الشباب تطورت من ثورة تقليدية في ساحات التغيير والخيام، إلى فعل ثوري يغير في مؤسسات الدولة، ويغير شكل الحكم من دولة مركزية بحكم فرد واحد، إلى دولة لا مركزية يحكمها المجتمع والشعب، ومن التغيير بالسلاح والنار، إلى التغيير بالسلم والكلمة. واليوم بفضل الثورة يتقدم الشباب، ويدافعون عن الشرعية، ضد المتمردين الذين شعروا أن ثورة فبراير بدأت تحقق أهدافها، فانقلبوا عليها وعلى مكتسباتها، إلى أن جاء أشقاؤنا في المملكة العربية السعودية بقيادة التحالف العربي، ليدعموا الشعب اليمني وثورته، ويدعموا القوى الشعبية والجيش الوطني في استعادة الدولة، وبسط نفوذها على كامل التراب الوطني، والبدء في تطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل، وتحقيق فعلي لأهداف ثورة فبراير التي هي أصلاً امتداد لثورات اليمن السابقة. وجود التحالف إذاً أنت ترى أن التحالف العربي جاء إلى اليمن لتطبيق مخرجات الحوار الوطني؟ بلا شك.. فالتحالف العربي جاء بناءً على دعوة الرئيس الشرعي لانقاذ اليمن والمنطقة من الانقلاب المدعوم إيرانياً، والذي لا يستهدف اليمن فقط، بل يستهدف المنطقة برمتها. على ذكر الدعم الإيراني للانقلابيين.. ما أدلتكم الميدانية على هذا الدعم؟ بعيداً عن تصريحات المسؤولين الإيرانيين بعد سقوط صنعاء، بأنها أصبحت العاصمة الرابعة التي استولوا عليها، هناك تسجيلات مصورة عن أسلحة إيرانية مع الحوثيين، وكذلك مدربون إيرانيون في صفوف الحوثيين، كما أن هناك قتلى ومعتقلين إيرانيين سقطوا أثناء المواجهة مع المقاومة، ووسائل الإعلام أعلنت ذلك بشكل صريح، وهناك أدلة كثيرة لا حصر لها عن هذا الأمر. حسم المعارك البعض يتساءل لماذا إلى الآن لم تحسم الثورة وتسقط الانقلابيين وتحرر باقي الأراضي اليمنية؟ لأننا نقاتل جيشا نظاميا يقوده صالح الذي خدع الجميع ولم يسلم مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش للرئيس الشرعي، بل ظل يتحكم ويسيطر عليها. كما أن المقاومة الشعبية لا زالت تتشكل، ونحن نعمل على استيعابها في اطار الجيش الوطني اليمني الذي ينحاز إلى الشعب، وليس للحاكم، أيضا فإن التحالف العربي والمقاومة حريصة كل الحرص على عدم إراقة دماء من الشعب اليمني، وألا يدخلوا المناطق الأهلة بالسكان بطريقة عسكرية، حتى لا يستغل صالح ويعلن سياسة الأرض المحروقة التي توعد بها من قبل، حال تقدم المقاومة. إذا ما الآليات التي يمتلكها التحالف والمقاومة في اسقاط الانقلاب؟ هناك آليات متعددة، منها فتح جبهات طويلة الأمد لاستنزاف الانقلابيين، وكذلك مواصلة التوغل في عمق المناطق التي يحتلها الحوثيون وعلي عبدالله صالح، للتواصل مع شخصيات وقيادات عسكرية لاثنائهم عن تأييد صالح والحوثي، وعودتهم للشرعية والدولة، وكذلك التدريب المستمر للوحدات العسكرية والأمنية، من أجل تطهير وتأمين المناطق المحررة من الخلايا النائمة التابعة لصالح والحوثي، وكل ذلك طبعا بالتوازي مع عمليات التحالف التي تستهدف المواقع العسكرية، ومخازن السلاح التابعة للحوثي وصالح. رؤية الإصلاح كيف ينظر التجمع اليمني للإصلاح لأفعال جماعة الحوثي وما شروطه لعودتهم ككيان سياسي؟ دعني أؤكد أن التجمع اليمني للإصلاح جزء من الوطن والشعب، وجزء من المكونات التي شاركت معنا مخاض الثورة، وقد حاول بقدر المستطاع أن يبعد الحوثيين عن مشروعهم السلالي، كي يكونوا جزءا من المشروع الوطني، وان يشاركوا فيه، كونهم كياناً سياسياً وليس عسكرياً، ونحن بذلك حاولنا تجنب الفتنة والحرب، ودفعنا باتجاه السلم والاستقرار، ولم نيأس حتى بعد أن دخلوا صنعاء، بل قبلنا مع الشعب اليمني باتفاق السلم والشراكة الذي فرضوه على الشعب اليمني، لكنهم للأسف لم يستمعوا لصوت العقل، ولم يتقدموا خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح، وساروا في خطواتهم المجنونة، وهذا ما جعلنا الآن على يقين بأن الحوثيين ومعهم صالح لن يلتزموا بمواثيق ولا معاهدات، لأنهم لا يؤمنون بالعمل السلمي والسياسي والمدني، لأنهم في الأساس مشروع سلالي مسلح، وأي قبول بهم أو شراكة معهم بوجود السلاح بأيديهم يكون ذلك خطراً على الحاضر والمستقبل. لذلك نحن نطالبهم أولا بترك السلاح، وتسليم سلاح الدولة الذي نهبوه، وأن يستجيبوا للإرادة الشعبية، وللحكومة الشرعية، وللقرارات الدولية التي أصدرت قرارات حاسمة بشأنهم، وفي مقدمتها القرار 2216 الذي يلزمهم بتسليم سلاح الدولة والانسحاب من المحافظات التي احتلوها. تسليم السلاح ماذا ان لم يقبلوا بتسليم السلاح؟ إن لم يفعلوا، فهم يكونون بذلك قد فرضوا على الشعب اليمني الاستمرار في الحرب، ولم يستمعوا لصوت العقل، وبالتالي إن لم ينصاعوا للقرارات الدولية والإرادة الشعبية، فإن الحسم العسكري هو الحل الوحيد، وفي تقديري أنه أصبح قريباً. فمن ينظر لهذه العصابة يجدها الآن محاصرة من جميع الجهات، من قبل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، فمن الشرق فهم محاصرون من الجوف ومأرب ونَهَمَ، والغرب من ميدي والمخا، والشمال البقع وصعدة، والجنوب في تعز وعدن، وهذا ما يجعلني أؤكد أن عام 2017 سيشهد تحريرا لكامل التراب اليمني من مليشيا الحوثي وصالح. صف لنا الوضع الإنساني في محافظتكم حضرموت؟ الوضع الانساني، بحضرموت وكل المحافظات المحررة، أحسن حالا من غيرها، لكن وجود اعداد كبيرة من الأسر النازحة التي اتت من اماكن الحرب والمحافظات التي تحتلها مليشيا التمرد التابعة للحوثي وعفاش، جعلت الوضع الإنساني صعبا ويحتاج الى تدخل سريع وإغاثة وتأهيل للخدمات بجميع اشكالها الصحية والتعليمية والطرقات والمياه والكهرباء، والعمل على تأمين حياة الناس ومصالحهم العامة والخاصة. الإصلاح ودول التحالف تتحدث بعض المصادر عن وجود تباينات بينكم في الإصلاح وبين بعض الدول المشاركة في التحالف العربي؟ غير صحيح.. فعلاقتنا بدول التحالف مبنية على اساس التعاون والاخوة والمصير المشترك، حيث ان الخطر يستهدف المنطقة برمتها، فاليمن عمق استراتيجي لدول الخليج العربية، وأمنها من امنهم، لذلك نحن ننطلق من هذا المبدأ، ونعتبر جميع دول التحالف العربي بقيادة السعودية شركاء في محاربة المشروع الإيراني في اليمن والمنطقة بشكل عام، وقد اختلطت دماؤنا بدمائهم في اليمن، وهم يدافعون معنا عن امن واستقرار ووحدة اليمن واستعادة الدولة التي اختطفتها مليشيات ايران.

921

| 15 فبراير 2017

عربي ودولي alsharq
ندوة الجزيرة للدراسات: المنطقة تعيش مسار تحولات قاسية ومؤلمة

ندوة لـ "الجزيرة للدراسات" حول الثورات العربية وتجربة تونس .. المؤسسة العسكرية كانت أحد المعطيات لنجاح الثورة في تونس الزمر: لايمكن التسليم بفشل الثورة المصرية.. ولا مستقبل للمنطقة إلا بنجاح الربيع العربي صديقي: المشهد المصري إلى حد كبير يشبه التجربة التركية عام 1993 نظم "مركز الجزيرة للدراسات" ندوة بعنوان " 6 سنوات على الثورات العربية: لماذا نجحت تونس وأخفق الأخرين؟"، وشارك فيها الدكتور الدكتور رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي الأسبق، والدكتور طارق الزمر رئيس حزب البناء والتننمية، مصر، والدكتور العربي صديقي الأستاذ بجامعة قطر، ومن باريس الدكتور زياد ماجد استاذ العلوم السياسية في الجامعة الامريكية في باريس، وأدار الندوة سالم المحروقي المذيع بقناة الجزيرة. وقد بدأ الحديث الدكتور رفيق عبدالسلام، حيث أكد أن المشهد التونسي مركب ومتداخل، ورغم ما تحقق من نجاحات، إلا أن هناك صعوبات مازالت قائمة، مشيرا إلى أنه من المبكر الحكم على تجربة الثوارت بعد خمس أو ست سنوات، لافتا إلى أن المنطقة مازالت تعيش مسار تحول قاسي ومؤلم، وأن العرب في مختلف أماكنهم طموحاتهم تتجاوز واقعهم، مشددا على أن ثورة الياسمين حققت الكثير من المنجزات حتى الن رغم ما يعتريها من عثرات تنموية واقتصادية. طموحات وواقع وأكد الدكتور عبدالسلام، أنه عند الحديث عن دور الجيش التونسي في مسار العملية الديمقراطية، عقب ثورة الياسمين مقارنة بدوره في الثورتين السورية والمصرية، فإن دور المؤسسة العسكرية كانت أحد المعطيات لنجاح الثورة في تونس، بجانب معطيات أخرى، وذلك لأن الجيش ليست لديه معطيات التدخل في الشؤون السياسية منذ زمن الحبيب بورقيبة، الذي كان يتوجس خيفة من العسكريين، حيث لم يرد تكرار النموذجين الناصري ولا البعثي السوري، مما يعني أن تقاليد حركات الاحتجاج التونسية ظلت حراكا مدنيا سياسيا، فيما كانت مصر ومنذ جكم محمد علي، وكذلك في النموذجين السوري والعراقي، يظهر فيها التدخل العسكري الملحوظ في الأمور السياسية. رهانات خاسرة من جانب آخر قال الدكتور طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية، أنه لايمكن التسليم بفشل الثورة المصرية، بل على العكس من ذلك، فهي قد نجحت كثورة شعبية جارفة في الاطاحة وازالة أكبر طاغية، كما أنه عند إحداث أي مقاربات بين التجربتين التونسية والمصرية، من حيث دور القوى الإسلامية، ينبغي الأخذ بعين الإعتبار أن الثورة التونسية لم يكتمل نجاحها، وغيرها لم تفشل بعد، موضحا أن كافة الرهانات على إجهاض ثورات الربيع العربي منذ عام 2011، قد فشلت، وأنه لا مستقبل للمنطقة إلا بنجاح ثورات الربيع العربي، والثورات المضادة غير قادرة على الاستمرارية . وقال إن كلمة السر في نجاح الثورة التونسية، يكمن في توافق النخبة السياسية، وهذا ما افتقدته الحالة المصرية، كما ينبغي النظر إلى أثر التعليم في تونس، مقارنة بما عليه الحال في مصر، من تجهيل للناس، واستخدام ألة إعلامية لتضليل الرأي العام، فضلا عن نضج تجربة المجتمع المدني في تونس، ودور الرباعية الحيوي، من أجل استكمال المسار الثوري، مع غياب للتحالفات بين العلمانيين وقوى الاستبداد أو العسكر. الطريق الصحيح وعن الاخفاق والنجاح تحدث الدكتور العربي صديقي، أنه عند الحديث عن النجاح والاخفاق، والطريق الصحيح بالنسبة للتجربة التونسية، ينبغي التعمق في هذه المسألة، والوقوف على مقاييس النجاح والإخفاق، موضحا وجود مشهد مركب، وبالنسبة للمشهد المصري، فهو يشبه إلى حد كبير ما مرت به التجربة التركية من إنقلابات عسكرية عام 1993 ، لافتا إلى أن أكبر إشكالية تواجه الدول العربية هي الأرضية القانونية، والوصول إلى الدولة القانونية المعقلنة.

503

| 17 يناير 2017

عربي ودولي alsharq
الإبراهيمي: أخشى على سوريا خطر "الصوملة"

أكد الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي والعربي السابق إلى سوريا، إن "الخطر الذي يهدد سوريا، حاليا ليس التقسيم ولكن التحول إلى صومال جديدة بسقوط الدولة وأن النفوذ الإيراني هناك أقوى من الروسي". وكان الإبراهيمي يتحدث، اليوم الأحد، في محاضرة بمجلس الأمة الجزائري، تحت عنوان "الثورات العربية.. حقيقة، سراب، أم مؤامرة". وتابع الدبلوماسي الجزائري الأسبق، قائلًا "باعتباري أعرف حقائق في الواقع السوري لم يصلها الإعلام ما أخشاه اليوم على سوريا ليس خطر التقسيم وإنما الصوملة (نسبة إلى الوضع المنهار في دولة الصومال) أي تنهار الدولة ويسيطر أمراء العصابات على الأرض". واستطرد قائلا: "الأمل الوحيد حاليا، في التقارب الأمريكي الروسي حول الأزمة، لأن العمل بين السوريين أنفسهم لم يأت بثمار كما أن الدائرة الأخرى وهي العمل العربي حول الأزمة لم ينجح"، بحسب قوله. وبشان موجة ما يسمى ثورات الربيع العربي قال الإبراهيمي "الربيع العربي إذا كان ثورة فهو ثورات عديدة وإذا كان سرابا فيختلف لونه من بلد إلى آخر، وإذا كانت مؤامرة فهي مؤامرات عدة حيكت بطرق مختلفة". وأوضح الإبراهيمي، أنه "لا عجب أن يمارس الإيرانيون نفوذا في لبنان، ويحكمون العراق بشكل يفوق النفوذ الأمريكي ويحكمون في سوريا أكثر من النفوذ الروسي".

648

| 22 مايو 2016

محليات alsharq
آصف بيات يحاضر عن مآلات "الربيع العربي"

يستضيف برنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا البروفيسور المعروف آصف بيات، أستاذ السوسيولوجي ودراسات الشرق الأوسط بجامعة "إلينوي-إبربانا شامبين" في الولايات المتحدة، لإلقاء محاضرة حول مآلات الربيع العربي وذلك يوم الثلاثاء الموافق 17 أيار/ مايو 2016 الساعة السادسة ونصف مساء بالنادي الدبلوماسي، قاعة الروشنة. وسيناقش البروفيسور بيات "الثورات العربية"، التي فاجأت بسرعتها وانتشارها وقوة حدوثها، الجميع بمن فيهم أولئك الذين قاموا بها. وكذلك إلى ما انتهت إليه من خصائص وملامح غير متوقعة سواء من حيث توجهاتها الإيديولوجية أو مساراتها السياسية. ستحاول هذه المحاضرة التركيز على هذا الأمر، وأن تشرح لماذا تميزت هذه الثورات بهذه السمات المثيرة للدهشة. ويشار إلى أن البروفيسور آصف بيات، هو أستاذ السوسيولوجي ودراسات الشرق الأوسط بجامعة إلينوي-إيربانا شامبين، شيكاغو، الولايات المتحدة. قبل الالتحاق بجامعة إلينوي قام البروفيسور بيّات بالتدريس في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما عمل مديرًا للمؤسسة الدولية لدراسة الإسلام والعالم المعاصر بجامعة "ليدن" بهولندا. تدور أبحاث البروفيسور بيّات حول موضوعات عديدة من بينها الحركات الاجتماعية والتغيير الاجتماعي، الدين والمجتمع، الإسلام والعالم المعاصر، والمجال الحضري والسياسة.

1634

| 09 مايو 2016

عربي ودولي alsharq
الإنتهاكات التعسفية تطارد الصحفيين في بلدان عربية

قالت الناشطة اليمنية توكل كرمان خلال الجلسة النقاشية الأولى لمؤتمر المعهد الدولي للصحافة، التي حضرها عدد من الحقوقيين والإعلاميين، إن الانقلابات وسلطات الميليشات قوضت مكتسبات الثورات العربية وغيرت مواد الدستور التي وضعها الثوار وصنعت مواد أخرى تمكنها من فرض سيطرتها وإحكام قبضتها على مقاليد الأمور في البلاد.وأضافت أن حرية الرأي والتعبير كانت في أسمى معدلاتها في ظل ثورات الربيع العربي، حيث فتحت الثورات طاقات واسعة من الحرية للناشطين والساسة للتعبير عن آرائهم وآمالهم وطموحاتهم ولكنها عادت فتأسفت على وضع حرية الرأي والتعبير في ظل الانقلابات وسلطة المليشيات، حيث صار الواقع مخزيا وكارثيا بالنسبة لحرية التعبير على حد قولها، وتابعت لقد أقفلت جميع الصحف ووسائل الإعلام عدا تلك التي تمجد النظم الحاكمة وتدور في فلكها.وأشارت "لقد أصبح مصير من يبحثون عن المعلومات والأخبار في ظل هذه النظم المستبدة إما السجن أو القتل أو الاختفاء القسري، مستشهدة بالوضع في مصر واليمن الذي استهدف القنوات الإعلامية والصحف المختلفة بالإغلاق وطارد الصحفيين بالقتل والسجن والتنكيل.وأعربت عن أسفها لمستوى التغطية الإعلامية حاليا والتي تهتم بتسليط الضوء على جرائم داعش والقاعدة ولكنها في المقابل لا تسلط الضوء على جرائم نظام بشار الأسد في سوريا بالشكل الكافي، وكذلك يحدث في اليمن فلا نرى حديثا عن التنكيل والمطاردات للصحفيين والتنكيل بهم والقتل والسجن ومئات المختفين قسريا.وتوجهت كرمان بالشكر لوسائل الإعلام التي لا تزال تنتصر لحرية الرأي والتعبير ولقضايا الإنسان من أجل العدالة والحرية مؤكدة أن ما قام به الشباب العربي من ثورات جاء عفويا وصادقا ومخلصا تحت وطأة الظلم والتخلف ولم يأت تقليدا لأحد، وهو الآن يواجه ثورة مضادة ولكنها عادت لتؤكد أن الثورة ستنتصر لامحالة وستأخذ الشعوب حقوقها كاملة.ومن جانبها، تناولت رنا سباق، مديرة تنفيذية لجمعية أريج للصحافة الاستقصائية بالأردن، مستوى الحريات الصحفية في كل من مصر والأردن، مؤكدة أن قانون مكافحة الإرهاب في مصر، وهو من القوانين التي تشوه سمعة الصحفيين، إذ يستطيع هذا القانون قمع الصحفيين". محذرة مما وصفته بالرقابة الذاتية التي يمارسها الصحفيون على أنفسهم.وأرجعت هذه الرقابة إلى أن هناك من الصحفيين من أصبحوا يخافون نقد الحكومات والقبائل، حتى لا يواجهوا حالات القمع، معتبرة أوضاع الصحفيين في تونس أفضل حالا من مصر والأردن، وخاصة في ظل تراجع مستوى الحريات الصحفية في الأردن، نتيجة سن القوانين المقيدة لهذه الحريات.أما الصحفي بقناة الجزيرة عبدالله الشامي، فتناول حملات الاضطهاد التي يعاني منها الصحفيون منذ الانقلاب العسكري، مؤكدا أن هناك قرابة 90 صحفياً يقبعون في السجون، ومحكوم عليهم بالسجن، وأن منهم من صدرت ضده أحكام بالإعدام، علاوة على مقتل 11 صحفياً منذ الانقلاب العسكري.وثمن الشامي الجهود التي بذلتها قناة الجزيرة والمعهد لإطلاق سراحه منذ سجنه قبل عامين ونصف في مصر، "حيث شاهدت العديد من الصحفيين الموقوفين". مؤكداً أنه تم إطلاق يد الشرطة لتمارس قيودها بحق الصحفيين، دون مساءلة أو محاسبة على ما تمارسه من انتهاكات بحق الصحفيين. محذراً أيضا من خطورة عدم تدفق المعلومات للصحفيين في ظل هذه الأجواء من حالات قمع الصحفيين في مصر.أما مراسل قناة الجزيرة في غزة، تامر المسحال، فتعرض للصعوبات التي تواجه الصحفيين في قطاع غزة، مؤكداً أنه لا يحمل هماً شخصياً، بقدر ما يحمله من هم للأسرة الإعلامية في القطاع، والتي تعاني من التضييق، وأن أعضاء مكتب الجزيرة في فلسطين لم يجتمعوا منذ 8 سنوات تقريباً نتيجة للمضايقات التي يتعرضون لها.وقال المسحال إن غزة فقدت قرابة 17 صحفياً خلال العدوان الأخير على غزة، خلاف المصابين، الذين يواجهون المنع من السفر للعلاج ما يزيد من مرارة إصاباتهم، لافتاً إلى أن الصحفيين في غزة واجهوا عدة مضايقات، جراء الحصار المفروض على غزة أرضاً وجواً وبحراً.

425

| 19 مارس 2016

تقارير وحوارات alsharq
المرزوقي لـ "الشرق":مرسي في قلبي.. و الثورة المضادة فشلت

أكد أن الثورة المضادة فشلت وستكنسها الشعوب.. منصف المرزوقي في حوار شامل لـ "الشرق":لن نتنازل عن إقامة دولة العدل التي تحمي حقوق وحريات شعوبنا وتحفظ ثروات ومقدرات أجيالناالثورة التونسية حافظت على وجود البلد وكتبت الدستور وحققت بعض المكتسبات السياسيةرحل الطاغية في تونس وترك لنا إعلامه الفاسد ودولته العميقة وشبكة الانتهازييننشهد فترة عصيبة للغاية لكني أتوقع أن تكون السنوات القادمة أصعبأكرر دعوتي للدول العربية بأن يفتحوا الأبواب للنازحين السوريينمرسي في قلبي ومن صميم واجبي المطالبة الدائمة بالإفراج عنه من السجون المصريةانتهاكات حقوق الإنسان في السجون المصرية لم تعد مقبولة تمامابشار يعاقب شعبا بكامله لكونه تجرأ لاسترداد حقوقهما يجري في مضايا جريمة حرب أخرى تضاف للبراميل والكيماويلقاؤنا مع الدكتور محمد المنصف المرزوقي ثالث رئيس للجمهورية التونسية، وأول رئيس في العالم العربي يأتي إلى سدة الحكم ديمقراطيا ويسلم السلطة إلى المنافس وهنأه بفوزه. وهو مفكر وسياسي تونسي ومعارض حالي ومدافع عن حقوق الإنسان، ويحمل شهادة الدكتوراة في الطب، أسس عدة احزاب آخرها حراك تونس الإرادة. كما أسس مع عدة شخصيات عربية المجلس العربي للدفاع عن الثورات والديمقراطية وترأسه. التقت به "الشرق" خلال مروره بباريس فكان هذا الحوار الشامل: —: تطالب في كل لقاءاتك الدولية بالإفراج عن الرئيس المصري محمد مرسي وترفع شعار رابعة؟ هذا طبيعي ومن صميم واجباتي؛ فأنا قلبي وكل جوارحي بالأساس مع اخي الدكتور محمد مرسي وهو في السجن مع آلاف المصريين وأحييهم وأحيي صمودهم ونضالهم واطالب العالم اجمع بأن يتدخل لرفع هذه المظلمة الكبرى كيف لا انتفض والمحكوم عليه ظلماً بالإعدام هو أول رئيس مدني في تاريخ مصر تم انتخابه ديمقراطياً في انتخابات نزيهة المفروض كل الديمقراطيين في العالم يقفون بجواره؛ فهذه فضيحة كبيرة ان اول رئيس منتخب ديمقراطيا يتم نسيانه من جميع رؤساء الدول الغربية الديمقراطية؛ ارى ذلك كارثة واطالب بإطلاق سراحه وسراح جميع المعتقلين السياسيين، لابد ان ينتهي القمع ووضع حد لهذا النظام الذي تجاوز كل ما هو مقبول انسانيا، فالوضع في السجون المصرية بانتهاكات حقوق المصريين لم يعد مقبولا تماما وأطالب المصريين بالتواجد بقوة في الشوارع لإثبات تواصل الحلم مع أملي أن تحفظ أرواح المصريين سواء العاديين أو الامنيين.إننا كلنا بحاجة لمصر حرة من الفساد والاستبداد؛ لأنها كانت وستبقى أكبر درع للأمة العربية في هذه اللحظة من تاريخها، والكل يتطاولون عليها لغياب هذا الدرع. فتمسكوا بسلمية ثورتكم العظيمة، وستنتصرون أو ستنتصرون. التضامن مع بلدان الربيع— كيف هو تقييمك بعد 5 سنوات من عمر ثورات الربيع العربي التي انطلقت شرارتها في تونس وكنت أول رئيس عربي انبثق منها؟لاشك أننا مررنا خلال السنوات المذكورة بفترة عصيبة للغاية لكني اتوقع السنوات القادمة ستكون أصعب لأنه منذ خمس سنوات هبّت شعوبنا في مواجهة أنظمة قمعٍ وفسادٍ مُطالبةً بالعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة ولم تزل مطالبها قائمة لكونها لم تتحقق بسبب تعنت الأنظمة وارتفاع مستويات القمع وتواطؤ بعض دول الإقليم وغض الطرف من العالم الغربي.. نحن في مفترق الطرق أمامنا اقليات تتميز دائما بثنائية الاستبداد والفساد ولكننا ومن كل قُطر عربي لن نتنازل عن إقامة دولة العدل التي تُديرها حكومات ديمقراطية مظهرا وجوهرا، تحمي حقوق وحريات شعوبنا وتحفظ ثروات ومقدرات أجيالنا.احيي اهلنا في كل المناطق الثورية في كل بلد اشرقت بثورة الربيع العربي؛ التي تحمل وما تزال هذا الحلم وارجو ألا يحبطوا وارجو ان نبقى دائما متمسكين بالسلمية ونحن فخورين بهم جميعاً وأخص بالذكر بالشعب المصري العظيم ونقول له نحن فخورين به ؛لم يركع منذ الانقلاب و٢٥ يناير ستظل ذكرى عظيمة وسعداء أنها مرت بسلام فلا نريد ان تزداد الدماء ولا نريد لأخوتنا مزيدا من الدم والعنف.اعبر عن كامل تضامني مع اخواننا المحاصرين في تعز؛ وقلوبنا مع المحاصرين في ليبيا التي تتأرجح بين الامل وعدم الامل ونسعد انها تجد الطريق إلى السلام المدني وتتمسك بثورة 17 فبراير المجيدة الذين يناضلون من اجل الحرية والكرامة، تضامني الكامل مع اخوتنا التونسيين الذين يناضلون واهلنا في كل المدن التونسية المنتفضة ودعوتي إليهم من جديد بأن يتمسكوا هم ايضا بالسلمية والمطالبة بحقوقهم وتفويت الفرصة على كل من يريد دفع تونس إلى العنف،قلوبنا مع سوريا حيث يقوم بشار بعقاب شعب بكامله لأنه تجرأ في أن يسترد حقوقه للعيش بكرامة؛ فالشعب السوري يعيش مأساة حقيقية خاصة داخل حدوده وخارجها؛ وحتى في المخيمات التي زرتها في تركيا فالشعب التركي هو الذي يتحمل 2.5 مليون سوري ضحية القمع الوحشي والهمجي. واعتبر ما يجري فى مضايا جريمة حرب أخرى تضاف للبراميل والكيماوي، ولا شكّ سيقف أصحابها أمام المحكمة الجنائية الدولية... ولن يفلت من محكمة الله يوم القيامة أي واحد منهم.وهنا أكرر دعوتي للدول العربية بأن يفتحوا الأبواب للنازحين لأنه من غير المعقول يعيش شعب عربي هكذا وضع ونحن نتفرج ومنهم من يقضي نحبه جوعا أو غرقا في البحر المتوسط. وبصفتي الرئيس السابق للجمهورية التونسية أطلب من خلفي السيد الباجي قائد السبسي أن يتصل بالنظام السوري، الذي أعاد معه العلاقات الدبلوماسية التي قطعتها، ليطلب منه باسم تونس وكل التونسيين فكّ الحصار عن المجوّعين. وأطالبه أن تساهم تونس في إنقاذ اللاجئين وتقبل ألف عائلة سورية مشردة، وأطمئنه أنه ستوجد أكثر من ألف عائلة تونسية لاحتضان إخوتنا السوريين. والاحتجاج بظروفنا الصعبة حجة لنا لا علينا، لأن فضل الفقير الجواد أكبر من فضل الغني الجواد. رحل الطاغية وبقي الإعلام—: لماذا تركت السلطة؟ قالوا بأن الثورة قطة تأكل أطفالها؟في تونس؛ رحل الطاغية وترك لنا إعلامه الفاسد ودولته العميقة وشبكة الانتهازيين التي كان يسميها حزبا، فتحالفت كل هذه القوى لإجهاض الثورة. اغتنمت فرصة كون ثورتنا سلمية ديمقراطية حقوقية ترفض إسالة دماء التونسيين؛ نعم كان ذلك مسؤوليتي وخياري ولست نادما عليه لتحرّض وتدفع إلى العنف والفوضى والتمرّد والخروج على النظام. وقد كان لنا شرف المشاركة في إدارة المرحلة الصعبة والدقيقة التي تبعتها وسنترك للتاريخ الحكم على هذه الفترة وعلى أدائنا.أعطينا لهذه الرئاسة وهذه الحكومة كل الوقت ليظهروا كفاءتهم في تسيير البلد وتركنا الحكومة تعمل دون أي تشويش عليها، تفادينا كل أنواع النقد السهل والمجاني ولم نطالب باستقالتها أو بإقالة هذا الوزير أو تلك الوزيرة أمام أداء مخجل؛ بل كان بوسعنا من منطلق النزاهة أن ندعم ونهنئ ونعرض المساعدة لو كانت الأمور تسير في الاتجاه الصحيح.وأرجو ألا تضيعوا وقتكم في تحميلي جزءا من مسؤولية الفشل فأنا مقرّ بذلك وقد قدمت اعتذاري علنيا للشعب التونسي عن كل ما ارتكبت من خطأ وتقصير.... أما الاتهامات المغرضة والسخيفة فموقفي منها اليوم وغدا موقفي منها البارحة: التجاهل. استعملت بخبث منقطع النظير سلاح الاعلام لتشويه الثورة وتحقير الثوريين وعطّلت كل المشاريع الاقتصادية وأهرقت القاذورات في كل مكان لا يهمها تدنيس الأرض المقدسة. وركبت على إرهاب واغتيالات سياسية لا أحد يدري لحدّ الآن من خطّط لها. ولم تتورّع عن استعمال المال الأجنبي الفاسد لا يهمها استقلال تونس. والأدهى والأمرّ أنها فوّضت آليات الديمقراطية لضرب الديمقراطية فكان شراء الأصوات وتصويت الموتى والتدجيل المفضوح على مواطنين محبطين ومحاربة الخصم السياسي بأكثر الإشاعات والأكاذيب سخافة وحقارة. ـ: وماذا عن الثورة التونسية وما تراه في الائتلاف الحاكم الذي يجمع بين العلمانيين والإسلاميين؟ استطاعت الثورة التونسية أولاً أن تحافظ على وجود البلد وأن تكتب الدستور وتحقق بعض المكتسبات السياسية ولكن الثورة التونسية لم تكتمل لأنها لم تحقق اهدافها في محاربة الفساد ولا الاهداف الاقتصادية والاجتماعية التي جاءت من اجلها للحصول على الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية هي حققت اهدافها السياسية ولكنها لم تحقق بعد الأهم محاربة الفساد كما ان تونس مازالت تعاني من المشاكل التي لم تحل لأن النظام القديم عاد بالآلات الديمقراطية للحكم وهو الآن يواجه كل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية؛ صراحة؛ كنت اتصور ان يفشل هذا الائتلاف لكني لم اتوقع بهذه السرعة يجب ان نجلس ونفكر لو تركنا الوضع ستدخل تونس في المجهول. فقد انكسرت العروة الوثقى التي جمعت كل أعداء الاستبداد. اُستبدل الحلف التاريخي بين الاسلاميين والديمقراطيين (الذي شكّل كل طرافة النموذج التونسي) وهدفه القطع مع النظام القديم، بحلف بين الإسلاميين و''التجمعيين الجدد'' وهدفه الحفاظ على هذا النظام القديم وتقاسم السلطة معه. تحالف اليسار الاستئصالي مع النظام القديم لقطع الطريق على مرشّح الثورة في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية. وتفرّق الثوريون وكل طرف يحمّل الآخر مسؤولية ما حدث. -: فما البدائل في نظرك؟ إن البدائل من داخل المنظومة الديمقراطية، في إطار السلم المدني، وتحقق أهداف الثورة. أنه لا يمكن تحقيق التنمية والاستقرار في إطار النظام المعبر عن الثورة المضادة. كنا ولا نزال مع تسوية تاريخية تنهي ماضي التباغض بين التونسيين وتفتح صفحة جديدة في علاقتهم ببعضهم البعض. وكما حدث في كل الدول التي مرت بتجارب شبيهة، الحل كان ولا يزال العدالة الانتقالية. لكن مفهوم الائتلاف الحاكم للمصالحة يبدو مختلفا. طيب، لنفرض أنهم تصالحوا مع حفنة من الفاسدين، ألا يدركون أنهم سيدخلون شرخا عميقا بين التونسيين والأغلبية ترفض التطبيع مع الفساد؟أي استقرار تبنيه سياسة الائتلاف الحاكم؟. هل ثمة استقرار يبنى على انتشار الشعور بالضيم نتيجة التصالح مع الفاسدين؟ هل ثمة استقرار يبنى على تجاهل المعارضة وتخوينها إن عارضت كما حصل الأمر مع قانون الارهاب.اليوم من واجبنا لعب دورنا الطبيعي كمعارضة ، التقييم النزيه لأداء السلطة والاعداد والاستعداد للتداول السلمي على المسؤولية، كيف سيهنأ بشار وعائلته بخراب بلده وتمزيق شعبه؟ فشل الثورة المضادة—: لكل ثورة، ثورة مضادّة الشرعية كيف يمكن ان نتجاوز ثنائيات ما قبل الثورة أو الخيار الذي تفرضه علينا منظومة الجشع والطمع والغباء؟ اعتقد أن فشل الثورة المضادة يكمن في غياب الأمل للشعب وهذا سيعيد زخم الثورة وهذه سنة التاريخ؛ إن بعد الثورة تأتي الثورة المضادة لتغتنم مشاكل الثورة لتعود للساحة ولكنها فيما بعد تُكنس كما حدث في أوروبا الشرقية؛ وبالتالي كل الثورات المضادة ستكنس.يجب ان نعلم بأن الثورة المضادة في كل مكان اندلعت فيه؛ فشلت الآن والدليل أن من أشعلها وقع في ورطة كبيرة؛ فما يحدث في مصر والورطة التي فيها النظام المصري الذي لم يحقق شيئا والورطة التي فيها سوريا بحيث انها دمرت البلد ومع ذلك لم تستطع ان تفتك استسلام الشعب ايضا انظروا إلى انهيار معسكر حفتر في ليبيا ونفس الوضع عليه في تونس؛ عودة النظام السابق عبر تسخير آليات الديمقراطية وهذا لم يحل المشكلات بل تحولت إلى معضلات مستعصية؛ فإذا كانت الثورة في صعوبة؛ فإن الثورة المضادة في صعوبة أكبر؛ أما الثنائيات الخاصة بالفساد والدكتاتورية لثلة الجشع والغباء؛ فهم يتصورون بأن التاريخ يسير في اتجاههم المسدود. مدعمين بإعلامهم الفاسد؛ وهؤلاء القلة المتحكمة في العباد خطرة حتى على نفسها وليس فقط على المجتمع والدليل الحي في سوريا فقد أحرقت الأخضر واليابس ونتساءل بماذا سيتمتع بشار وزوجته وأبناءه في خراب دولته وتمزيق وتشريد شعبه؟ هؤلاء الجشعون لابد من التخلص منهم.الخطأ العظيم الذي صوروه للعالم أن حكم مبارك هو الاصح وإلا فهناك خطر الاخوان المسلمين وقالوا إما الارهاب المتمثل في الاسلاميين أو الطغاة؛ وهذه الاستراتيجية مبنية على الخيار ليس بين الاسلام والعلمانية بل بين داعش أو السيسي؛ داعش أو بشار؛ يريدوننا تبني هذا الخيار ليخدم الاستبداد لا مصالح الشعوب؛ سنثبت لهم اننا سنبني دولنا الحرة والمستقلة برغبة الشعب الحر؛ يريدون جرنا إلى مربع العنف والدماء لكنهم هم الذين يتخبطون فيها عبر المال الفاسد والإعلام الفاسد والسياسي الفاسد عبر الشركات المتحكمة لتكوين شرعية كاذبة فتخلق احزابا سياسية لضرب الربيع العربي وافرازاته الديمقراطية؛ ولهذا ادق ناقوس الخطر بأن الديمقراطية في بلداننا في خطر، يستخدمون الاستبداد لإعادة الامن والاستقرار من رحم الفوضى الخلاقة التي زرعوها؛ هذا مشروع جهنمي يهدف إلى إجهاض الثورة وتخبط الثوريين، نُبشركم بأن أمتنا في مرحلة مخاض تنتقل بفضله من الاستبداد إلى الحرية وضمان الحقوق، لتصبح شريكا للأمم الحرة في دعم قيم السلام وحقوق الشعوب. ولكن الطريق طويل وشاق فلنتسلح بالعناد والاصرار والصبر؛ وبهذه العقلية والروح سننتصر أو سننتصر.

869

| 05 فبراير 2016

عربي ودولي alsharq
مؤتمر للمركز العربي حول عسر التحول الديمقراطي ومآلاته

يعقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالتعاون مع معهد عصام فارس للسياسات العامة والعلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت مؤتمرًا بعنوان "خمس سنوات على الثورات العربية: عسر التحوّل الديمقراطي ومآلاته"، وذلك في مقر الجامعة الأمريكية في بيروت خلال الفترة 21 — 23 يناير 2016. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر انطلاقًا من الأهمية التي يمثلها اندلاع ثورات الربيع العربي منذ خمس سنوات؛ وهو لا شكّ يعدّ حدثًا مفصليًا في تاريخ المنطقة؛ إذ عبّر فيه المواطنون عبر تظاهراتٍ سلميةٍ عن حقّهم في بناء مجتمعات تقوم على الديمقراطية والعدل والمساواة والمواطنة. لقد أسّست هذه الثورات وما تبعها من تطوراتها مرحلةً جديدةً في المنطقة، تضع الباحثين والأكاديميين في العلوم الاجتماعية والإنسانية أمام مهمةِ مناقشةِ دلالاتها ودراسةِ العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أدّت إلى تباين مساراتها. وفي هذا السياق، ويسعى هذا المؤتمر لتقديم أبحاثٍ معمّقةٍ تُعيد القراءة في صيرورة الثورات وتشكّلها، وفي تفكيك بنى الدولة والسلطة في البلدان العربية وتحليلها، وأثر ذلك كله على الثورات. كما يسعى المؤتمر لدراسة العوامل المعوّقة والمثبّطة التي حالت دون تحقيق هذه الثورات الأهداف التي رفعتها في عام 2011. ومن الجدير بالذكر أنّ المؤتمر، قد لاقى تفاعلًا كبيرًا من الباحثين الشباب وأصحاب الخبرات البحثية خلال الفترة التحضيرية له؛ إذ استقبلت اللجنة أكثر من 250 مقترحًا بحثيًا عن طريق البريد الإلكتروني، وأقرت المقترحات المتميزة منها؛ من أجل تقديمها في أوراق بحثية. كما استقبلت اللجنة أكثر من 110 أبحاث تم إنجازها؛ فخضعت جميعها للتحكيم، وتمت إجازة 57 بحثًا للمشاركة في المؤتمر. وتناقش هذه الأوراق أهم القضايا الأساسية التي طُرحت أثناء الثورات العربية، وتدرس المراحل الانتقالية وعملية التحول الديمقراطي التي أعقبتها، ومدى تعثرها أو نجاحها، وتقارن بين تجاربها المختلفة. كما تتناول الإشكاليات الاجتماعية وانعكاساتها على هذه الثورات، والاستقطابات الإقليمية والدولية وتأثيراتها في مسارات الثورات. وفضلًا عن ذلك، يجري في اليوم الأول للمؤتمر عرض اتجاهات الرأي العام العربي نحو الثورات العربية وتطوراتها؛ وذلك من خلال نتائج استطلاع المؤشر العربي حول هذا الموضوع خلال الفترة 2011 — 2015. ويعقد المؤتمر على مسارين متوازيين، ويتضمن محاضرات عامة إضافة إلى حلقةٍ نقاشيةٍ مع عددٍ من الناشطين الشباب الذين شاركوا في الثورات العربية. ويبدأ المؤتمر أعماله يوم الخميس الموافق 21 يناير 2016 في تمام الساعة التاسعة صباحًا.

781

| 13 يناير 2016

تقارير وحوارات alsharq
بالصور.. الكندري: قطر أثبتت أنها كعبة المضيوم

الشعر الثوري هو قيثارة الحق.. يصدح بالخير والسلام.. وهو رسالة إنسانية سامية أساسها الوقوف مع الإنسان وحقوقه التي منحها له الله منذ ميلاده.. والشعر يظل واحداً من أهم الوثائق الخالدة التي تعتبر شاهداً أصيلاً على كل الحقب التي مرت في تاريخ الإنسانية، ومبصّراً بحالها وأحوالها وشارحاً لتفاصيلها وسابراً لأغوارها، ومصدراً مهماً للتقيم والدراسة والحكم على كل فترة من الفترات التي تمر بها الحياة البشرية في كل المجتمعات في مشارق الأرض ومغاربها.ولم يكن الشاعر الكويتي المهندس أحمد الكندري استثناءً، فهو واحد من الأصوات الشعرية الشبابية التي ملكت ناصية اللغة العربية، لتعبر عن وجدان الشارع العربي والإسلامي، بصدقها وقوتها وجزالتها ومتانة بنيانها الشعري الفصيح، وخرجت قصائده خرائد تنصر الثورات العربية وترفع راية الإسلام والإنسانية والوحدة، وتقف إلى جانب الحق إينما كان، وأبياته معطرة برحيق القرآن الكريم الذي نشأ وتربى على تعاليمه وقيمه النبيلة، وربما مهنة الهندسة كذلك قد ألقت بظلالها على شعره، فجاء دقيقاً وواضحاً وصريحاً، ينفذ إلى قلب الوجع، ويضع أنامله على الجرح بغية الاستشفاء، ليكون قد ترجم فعلياً مقولة "هذا بيت القصيد" كناية عن الوصول إلى الحقيقة الكاملة، ولم يخف الشاعر مواقفه المؤيدة لقطر، فقد نظم فيها أعذب القصائد ليشيد بمواقفها الأصيلة لنصرة المستضعفين والمظلومين من الأمة العربية والإسلامية، فخرجت هذه القصائد لتقف شاهداً على مواقف قطر على مر التاريخ الحديث. الهندسة أضفت عمقاً إضافياً لقريحة شاعرنا الكندري"بوابة الشرق" التقت الشاعر أحمد الكندري في جلسة صفاء لتفتح له باب البوح على مصراعيه، ليعبر عما يجيش في وجدانه الشاعري الأصيل، ولتخرج به من رحاب القصائد والشعر المقفى، إلى فضاء السرد والتفصيل.وفي بداية حديثه قال الكندري: إن الشعر رسالة إنسانية سامية تسهم في تحقيق السلام لكل شعوب العالم، وتحافظ على التاريخ الإنساني وتمد في شرايينه أسباب الحياة لتطَّلعَ عليه الأجيال جيلاً بعد جيل، والشاعر تحركه معاناة الإنسان والمصائب التي تتعرض لها التجربة الإنسانية في مختلف مظاهرها، مضيفاً: إن الشاعر من واجبه أن يصدح بالحق والحقيقة وان يقف إلى جانبهما في كل الأحوال، وأن يكون أداةًَ من أدوات نصرة الشعوب ودعمها.وتنادي قصائده التي جاءت لتطابق أقواله، حينما تناولت الثورة السورية ومأساة شعب سوريا الذي أصبح يقف وحيداً أمام آلة القتل والتعذيب والتهجير التي سلطها عليه بشار الأسد ونظامه، فقط لكون هذا الشعب الأبي قد طالب بالعدالة الاجتماعية والإصلاح الاقتصادي، فجسد شاعرنا صوت الشعب السوري وعبر عنه بصدق وقلب الشاعر، حيث قال:سلميّةٌ ثوراتنا وسلاحُنا بلسانناواللهِ لم نقتل أحد وطنيّةٌ وطنيّةٌ راياتُنالا فرزَ لا تصنيفَ بل.. كلّ الطوائفِ تتّحِدنحن التكاتفُ بالإخاء كما الجسدحريّةُ الإنسانِ نطلبُ لا أقلّ ولم نزِدوجرت دماءُ إبائِنا..برجالنا بشيوخنا أطفالِنا ونسائِناوجرت دماء إبائنا رسمت طريقاً للمجدبل.. باتت لنا أقوى مددوشعارنا: الحر يحيا بالإباء المتقد. أتمنى أن تستمر القيادة ـ والشعب القطري ـ في نهج نصرة المسلمين في مختلف الأمصار والبقاعكعبة المضيوموتعبيراً عن حبه لقطر حكومة وشعباً، قال: إن قطر أثبتت بمواقفها المشرفة أنها كعبةً للمضيوم، فلطالما وقفت إلى جانب الحق وأعادت للإنسانية والأخوة الصادقة رونقها النقي بمواقف قيادتها الواضحة وشعبها الكريم، تجاه كل القضايا التي تؤرق مضجع الأمة الإسلامية، وقطر لديها مواقف سامية مع الشعوب العربية والإسلامية في محنتهم، في الوقت الذي صمت فيه العالم كله، وكانت لهذه الشعوب نعم الناصر ونعم السند!!، وعبر عن أمنياته بأن تستمر القيادة والشعب القطري في نهج نصرة المسلمين في مختلف الأمصار والبقاع، مؤكداً أنه ما دام الإنسان يقف إلى جانب الحق فلن يَضرَّه من خذله.وعضدت أشعاره مقصده وحبه وتقديره لدولة قطر، عندما قال:شعبٌ كريمٌ والوفاءُ سجيةٌوبنجدةِ المكلومِ كانوا حاتمايا كعبةَ المضيومِ إنكِ قصةٌتروي الجوارَ لمن شكى مُتظلمانادتْ شُعوبُ العُربِ هل مِن ناصرٍولنصرة الإسلام أمستْ مَعلَما.ولم يكتفِ بذلك بل أبحرت سفينة قصائده في حب قطر عباب بحر الشعر الجزل المقفى.. لتقف قصيدته "هنا قطر" شاهداً آخر على الشواهد الكثيرة التي حظيت بها قطر في كل مواقفها الإنسانية تجاه القضايا التي أرهقت عدداً من الشعوب العربية والإسلامية، ورسخت هذه القصيدة موقف قطر القوي بجانب الشعب السوري في محنته، ويقول فيها:"الشعب نادى يا بشرفي سوريا أرضي غدت.. كلظى سقرأين المروءة يا بشر؟لبيكم لبيكم.. إنا لكم إنا لكمفهنا قطرأرض الكرامة والفخرفهنا قطر.. حكم إلى الحق انتصر.. شعب إلى الحق انتصر".بذلوا وإن البذل فيهم عادةً.. أبشر ببذلٍ معتبرواعلم هنا أن الرجولة في النوائب تختبروأعلم هنا أن المرؤة في المصائب تختبرفإذا طلبت مروءةً فاطلب قطر.. الشاعر الكويتي أبدى تفائلاً بعودة الروح للشعر العربي الفصيحالشاعر يتقمص هموم المجتمعوقال الكندري: إن أكثر مشاركاته في الأمسيات الشعرية متاحة على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى موقع اليوتيوب، مضيفاً: إن انفعالاته الشعرية تأتي حسب حركة المجتمع من حوله، فالشاعر جزء من المجتمع ويشعر بهمومه ويتأثر به، ويتماهى مع معاناته، ويتبنى مشاعره، لذلك تتضمن أشعاره وقصائده رسالته التي تنسرب في وجدان المجتمع لتحرك ساكنه تجاه قضية ما، أو لشحذ همة الأمة العربية والإسلامية، مثل أن تخرج قصيدة لنصرة الشعب الفلسطيني ضد انتهاكات العدو الصهيوني وإهاناته لمكتسبات الفلسطينيين ومقدسات الأمة الإسلامية، وأخرى لنصرة الشعوب المكلومة في سوريا ومصر والعراق وبورما وغيرها من القضايا التي تشغل العالم هذه الأيام.معبراً بالقول: إنهم كشعراء يقفون مع الحرية وحقوق الإنسان، تلك الحقوق التي منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان منذ ولادته، فهو حر في كل اختياراته، ولا يستطيع إنسان مهما بلغت قدرته وسطوته وظلمه أن ينزع حرية الإنسان منه، وكذلك نشارك الشعوب في معاناتهم ونقف إلى جانبهم في مآسيهم، ونرفع صوتنا من أجلهم، وننادي بتطلعاتهم، ونسعى للتعبير عنهم في سبيل تحقيق العدالة والحرية لهم، مشيراً إلى أن الشعب في سوريا يتعرض لمجازر بشعة من قبل نظام الأسد، نتج عنها سقوط 200 ألف شهيد سوري، وكذلك ما تعرضت له الثورة المصرية بعد أن سقط مئات بل آلاف المصريين الباحثين عن الحرية والديمقراطية في مجزرة رابعة العدوية، وعشرات الآلاف من المسلمين الذين سقطوا في بورما وغيرها من الأحداث العالمية الأخرى!! كل هذه القضايا المفصلية يقف الشاعر أمامها موقف الإنسان تجاه أخيه الإنسان.. ونحرك بالشعر مشاعر الأمة الإسلامية لتقف في وجه الاستبداد ولتنصر إخوتها الذين يتعرضون للظلم والقتل والتعذيب في مختلف دول العالم، لمجرد مطالبتهم بأبسط الحقوق المدنية، والشاعر الذي لا تحركه هذه الدماء التي تراق، والأعراض التي تنتهك، والجوع والفقر والتقتيل والبراميل المتفجرة والقصف بالطائرات، وكل هذه المصائب، وهذا الخراب إن لم يشعر به الشاعر فهو قطعاً لا يمثل الشعر ولا الإنسانية، ويصبح بذلك مجرداً من المشاعر والأحاسيس.وتضامناً مع ضحايا دموية فض الاعتصام السلمي بميدان رابعة العدوية الرافض للانقلاب على الشرعية والديمقراطية في مصر.. جاءت قصيدة "رابعة" رصداً آخر لتأريخ الأحداث، التي وأدت الثورة المصرية في مهدها، فيقول فيها:يا رابعةيا مسجدًا كشفَ الوجوهَ الخانعةيا مسجدًا برجالهِ ونسائهِ ودمائهِكشفَ الرقابَ الخاضعةسقطتْ هنا.. تلك اللِّحى والأقنعةوالعربُ قد سفكوا دميتلك الأخوّة فاجعة!ويسير موج القصيدة الثائرة ليصل إلى:فرعونُ أغوى جُنْدَهُوأطاعَهُ منهم غُثاءسيسيُّ نفّذَ غدرَهُوالفتكُ بالأحرارِ جاءوبدا المنافقُ عارياًبالعهرِ من دور البغاءبل بعضُهُمْ أخذَ الشريعةَ سُترةًواليومَ قد نَزعَ الغطاءاللهُ أكبرُ لم يعدْبوجوهِهِم ماءُ الحياء.. الأمة الإسلامية رغم غيابها الطويل فإنها ستنهض من جديد لتواصل رسالتها وتقود العالمالخليج في قلوبنابطبيعة الشعراء تظل أوطانهم الأصلية هي منبع الجمال والملهم الأوحد لهم، وشاعرنا الكندري خرج من الكويت ليعبر نيابةًَ عن إنسانها بمشاعر الحب والانتماء إليها، ولم تقف في وجهه حدود الجغرافيا ولا قهر المسافات فتغنت قصائده للكويت ولكل الخليج العربي، باعتبار أن أهل الخليج هم شعب واحد وقلب واحد.. لذلك جاءت أبياته عن "الخليج" لتعبر عن مشاعر الوحدة والسلام وتنصح أهله بالالتفات إلى الحق والوقوف في صفه أبداًَ.. إذ تقول الأبيات:وطني الخليجُ أنا أتيتكَ ناصحاًإني محب صادقُوالعشق في قلبي سكنْلا تشرِ من قد باع يوماً قومَهُإنّ الخَؤونَ لهُ من الغدرِ فننْتلك المبادرةُ احتمى فيها.. وكمفي ظلها قتلَ العبادَ وكم طعنْ!!وتمثلت في قصائد الشاعر الجزالة والرصانة وتسلسل الأحداث وجمال البنيان وروعة التصوير، ولكن رغم ذلك يقول الكندري: إنه ليس أفضل الشعراء، وإنما هو إنسان مرهف الحس، خرج من هذه الأمة، والشعر رسالته عظيمة ويسعى في مسيرته إلى تقديم شعر جيد، مؤكداًَ أنه إذا وفق الشاعر في نظم القصيد، فهذا من توفيق الله سبحانه وتعالى، وإن كان هناك تقصير فهو من نفسه ومن الشيطان والعياذ بالله، والأهم من وجهة نظره أن تصل الرسالة الشعرية إلى كل الشعوب، فتُحق الحق وتظهر الباطل وتسهم في دحره، ونادى بأن يكون الشعر رسالة سامية تتسابق مع سمو الأخلاق، وأيضاً لتحريك الشعوب الإسلامية لأخذ حقها في الحياة والمساهمة في نهضة أمتها وبلدانها، وللحفاظ على تاريخها وأمجادها المفقودة، التي ستعود بإذن الله تعالى، وان يكون الشعر رسالة حماس وإثارة المشاعر في نفوس المجاهدين؛ مثل أولئك الذين يقاتلون الصهاينة في فلسطين، ومثل المجاهدين في سوريا، وكذلك للشباب الذين يمارسون الاحتجاج السلمي في الميادين، رافضين للظلم والطغيان والقهر والسجون، وأن يكون الشعر جزءاً من إحياء هذه الروح في نفوس هؤلاء الشباب، هذا بالإضافة إلى أن الشعر يوثق لمثل هذه المراحل ويرسم لوحة واضحة تبين تفاصيل وتاريخ كل مرحلة على حدة، فكثير من كتب التاريخ استشهدت بالشعر في بعض المواقف، حيث إن الشعر ظل خالداً، وأخذت منه هذه المواقف ليصبح مؤرخاً للأحداث وشاهداً على كل العصور.. وشدد على أن الشاعر هو لسان الحق، وينبغي عليه أن يصدح ويغرد به، وأن يقف إلى جانب حقوق الشعوب، لا أن يصبح مأجوراً يسير بالمال ويخضع لمصالح دنيوية ليخون بذلك رسالته الإنسانية السامية، فهدف الشعر أسمى من هذه الترهات، وربما تجد من يجيد كتابة الشعر، ولكنه يستخدمها في غير موضعها، فيضر الشعر ولا ينفعه. الكندري عبر بصدق عن حبه لقطر حكومةً وشعباً لمواقفهم النبيلةدريد لحام خان شعبهمضيفاً: إن الفنون جميعها يجب أن تقف بجانب الشعوب المظلومة، وان تعبر عنهم وتعكس للعالم معاناتهم.. وتكرس أعمالها لدعمهم ونصرتهم.. ولذلك عبر عن أسفه من ان بعض الفنانين في سوريا ومصر قد خذلوا الثورات هناك بل عادَوها، فهؤلاء لم يكونوا أوفياء لفنهم ورسالتهم، بل تحولوا إلى الضد، فمثلاً، كثيراً ما تغنى وصدح غوار الطوشة "دريد لحام"، في نصوص الماغوط المسرحية، بالحرية و"كاسك يا وطن"، ولكنه الآن رمى كل تاريخه المسرحي خلف ظهره، ليقف في صف الجلاد والمجرم، وينصر بشار الأسد الذي شرد الشعب السوري، ولم يرحم رضيعاً ولا امرأة ولا شاباً ولا شيخاً كبيرا، ليمثل بذلك أعظم خيانة فنان لشعبه، الذي طالما أحبه لظنه أنه يترجم معاناته، لكنه غدر به!! وهذا المشهد المظلم للفن يؤكد أن الأمة العربية والإسلامية في هذا العصر تقف بين فسطاطين حقيقة لا وهماً؛ فإما أن تكون مع نصرة المظلوم او أن تقف مع الظالمين.. وتضرع الكندري إلى الله بأن يكون وشعره في نصرة الحق والمظلومين والمستضعفين، وسبباً في تخفيف جراحهم ومعاناتهم.وعن حالة الشعر باللغة العربية الفصيحة، قال الكندري: إنه لاحظ الكثير من الشعراء الذين يتبنون الشعر بالفصحى.. فقد عاد الاهتمام به يزداد في أوساط المجتمعات العربية، مضيفاً: إن هناك أسباباً كثيرة لتراجع الشعر العربي، ونحن لسنا بصدد ذكرها الآن، وإنما واجبنا هو كيف يعود للشعر العربي مجده وتاريخه، فتفاعل الناس مع بعض قصائد الفصحى تلقى تجاوباً كبيراً في أوساط المتلقين، وهذا يبشر بأن الشعر مازال يؤثر في الناس، مؤكداً أن الفصحى هي لغة القرآن، وهي قادرة على التعبير بالمفردات الصادقة والقوية التي تمنح الرسم الشعري بعداً جمالياً لا يوجد له مثيل.ووجه الكندري الشعراء بتكثيف إنتاجهم الشعري في ظل تعدد وسائل الإعلام وانفتاح الفضاء السايبراني؛ المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي توتير والفيس بوك وغيرها من المواقع الأخرى، لتصل الرسالة العربية الشعرية إلى كل العالم، وأتاحت هذه الثورة الإعلامية للشعراء المجهولين الذين لم يعرفهم أحد، فوجوده عبر هذه الوسائل، هو إطلالة من نافذتها إلى العالم، لتصل قصائدهم وأشعارهم إلى الناس في مشارق الأرض ومغاربها، مشيراً إلى أن استخدام الشعراء للوسائل الحديثة مثل اليوتيوب، واستخدام برامج الصور مثل الفوتو شوب ودمجها مع النص الشعري، ساهمت بشكل كبير في أن يلتفت الناس إلى الشعر مرة أخرى، فضلاً عن ذكاء الشاعر في اختيار الموضوع الشعري، وكيفية إخراجه وطرحه، وذكاء الشاعر في نقل معاناة إنسان لتتحول القصيدة إلى لوحة صورية، يلمس فيها القارئ بوضوح معاناة أخيه الإنسان، هذا بالإضافة لاهتمام بعض الدول العربية بالقضية الشعرية؛ مثل ما تقوم به دولة قطر عبر إفساحها المجال للشعراء واستضافة المحافل الشعرية المتنوعة، وكذلك عندنا في دولة الكويت.. والمجهود الكبير الذي تقدمه مكتبة البابطين التي لديها جهود جبارة لخدمة الشعر العربي، من خلال الدورات التي تنظمها بصورة دورية، وكذلك رابطة الأدباء التي تسهم في إبراز دور الشعراء الشباب، وفي رعاية مواهبهم!! هذا بالإضافة للمراكز الشبابية التي تجتذب المواهب وتقدم لها العون بالصورة التي تثري الساحة الثقافية والأدبية العربية، وكل هذه المؤشرات الإيجابية تصب في مصلحة الشعر العربي، وستسهم في إحيائه من جديد لتخلق بذلك جيلاً ينشد الشعر، ويترنم به، وتكون له رسالة ملتزمة واضحة.مؤكداً أن الثورات العربية أخرجت طاقات كامنة، وأغلب شعراء وفناني الثورات العربية لم يكونوا معروفين في السابق، إنما ظهروا وخرجوا للعالم من رحم الثورات، ليعبروا عن معاناة شعوبهم، ويؤرخوا لكفاحها وثوراتها. دريد لحام الذي تغنى بالحرية و"كاسك ياوطن" رمى كل تاريخه المسرحي ليقف في صف المجرم والجلادسحب السفراءوتحدث الكندري عن تداعيات سحب كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين لسفرائها من دولة قطر، بالقول: إن كل شعوب الخليج مصيرها واحد، والأعداء يتحدون من حولنا ونحن نتفرق، واستطرد، إلى أنه لا يرى مبرراً موضوعياً يجعل هذه الدول تقوم بسحب سفرائها من قطر، معللاً ذلك بأن كل دولة لديها ثوابتها وسياستها الخارجية الخاصة، ولا يحق لأي دولة أن تفرض على الأخرى رؤيتها وسياستها، وأن تلعب دور الوصاية بلا وصاية، فحرياً بأهل الخليج أن يتحدوا وأن يُحْكموا وحدتهم، وان يشدوا صفهم، فالعدو الصهيوني يتقوى بضعفنا، والنفوذ الإيراني في المنطقة يتوسع بخلافاتنا!! فيجب على الخليجيين أن يوحدوا كلمتهم، وان يوفروا أسباب الوحدة لا الفرقة، ليلعب الخليج دوره الكبير، والمهم تجاه الأمة العربية والإسلامية.وللشاعر الكندري العديد من المشاركات الشعرية الثورية في المحافل الدولية والإقليمية في مختلف دول العالم؛ مثل الفعاليات التي أقيمت في ألمانيا ورمانيا والدنمارك وقطر والبحرين والمملكة العربية السعودية وغيرها، هذا بالإضافة لمشاركته المستمرة في الفعاليات التي تنظم بدولة الكويت، وكرس الكندري من خلال هذه المشاركات للثورة ضد الطغيان وللنضال من أجل العدالة الاجتماعية، ولرفع راية الأمة الإسلامية صانعة الحضارات ومجد البطولات، وقصائده تستلهم في خضمها روح القرآن ونَفَسهَ وقصصه ومشاهده وصوره الكاملة، مواقف المسلم الحق وعزة الأمة الإسلامية لتذكر العالم، بما كان عليه أهل الإسلام، ولتذكر المسلمين بضرورة العودة إلى إحياء الإرث العتيق الذي تركه فينا سيد الخلق، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام الأطهار. أمة الإسلام ستقود العالموفي ختام حديثه قال الشاعر الكويتي أحمد الكندري: إن الأمة العربية أمة غنية سادت بفنها وقوتها وشعرها ومسارحها وتاريخها التليد، وهي أمة خالدة وقدمت للإنسانية ما لم تقدمه أي أمة أخرى، وخلفت إرثاً عالمياً فريداً من نوعه، تبدو ملامحه في المعمار التركي وتصميم المساجد الذي أبدع فيه المهندس التركي سنان، والذي تبنى روح المعمار الإسلامي الخالد، وما الأندلس في إسبانيا إلا شاهد على عظم الحضارة الإسلامية وجمالها، وأضاف: إن الأمة الإسلامية في الوقت الرهان، بالرغم من أنها كانت في حالة انحسار وانحدار مؤسفين، إلا أنها الآن بدأت في النهوض والصعود، والسبب في هذه النهضة هو الاهتمام بالشعر والأدب وكل الفنون الجميلة، مبيناً أن الإسلام دين جميل يدعو للجمال والاهتمام به، وهناك مجالات إبداعية كثيرة يمكن أن تخرج من الأمة الاسلامية وحضارتها المجيدة، مؤكداً أنه يقول هذا الكلام، والأمة تعيش في رحم المعاناة، فالدماء تسفك في سوريا وفي العراق وفي مصر وفي فلسطين، وهذه الدماء العربية هي التي ستسوق حضارة وخلافة إسلامية قادمة تقود العالم مرة اخرى، مثل ما كانت في القرون الأولى، ولن نصل إلى هذه المرحلة بجانب واحد، وإنما عبر الاهتمام بكل الجوانب، ومن أهمها العلم والأدب والشعر والفنون بمختلف أنواعها، التي ستعطي قيمة وطفرة نوعية لحضارتنا الإسلامية، التي ننشدها جميعاً.

2832

| 31 مارس 2014