رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

3377

أمل عبدالملك

التوصيات السامية

31 أكتوبر 2021 , 03:00ص

شَمل صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - حفظه الله - برعايته الكريمة افتتاح دور الانعقاد العادي الأول لمجلس الشورى المُنتخب لأول مرة، وقد تضمن خطاب سموه مجموعة من النقاط تُشكل خارطة الطريق لمواصلة نهضة قطر خلال الفترة القادمة لما يحقق رؤية قطر 2030، ورسائل سموه وتوصياته كانت مباشرة وواضحة وتحتاج إلى تنفيذ من أفراد المجتمع، كل في موقعه، ولعل أول تلك التوصيات تحديد الأولويات في ضوء الاحتياجات المُلحة للدولة، والاستفادة من المراحل السابقة بنجاحاتها وإخفاقاتها، فتقييم المراحل يُكون خبرات في المؤسسات وبالتالي يمكن مواصلة عمل من بدأ سابقاً عوضًا عن شخصنة الامور والبدء من جديد مع تغيير الأشخاص، فبذلك لن تنجح المؤسسات، كما أوصى سموه بالحفاظ على المنجزات في مجال التعليم والصحة مع الدعوة لمبادرات جديدة ترفع من أداء المؤسسات.

ثَمّن سموه الإنسان ووصفه بالثروة الحقيقية في توصياته حول التنمية البشرية، وربطه بالرؤية الاستراتيجية الوطنية لتعزيز الهوية والانتماء والالتزام بأخلاق العمل وشعور المواطن بواجباته ومسؤولياته تجاه أسرته وجيرانه والمؤسسة التي يعمل فيها والمجتمع بشكل عام وهذا ما يجب أن يعيه كل فرد بأنه مسؤول عن تسيير النظام العملي والمجتمعي، وعليه أن يفسح المجال للفرد بأن يتحمل المسؤولية بتوفير البيئة المناسبة للعمل وبالتعامل بالأخلاق التي دعا إليها صاحب السمو ونبذ الصراعات الشخصية والمزاجية لتنهض المؤسسات وتدور عجلة التنمية، فدون ذلك تفسد المؤسسات وتتحول لأماكن رعب وطاردة للموظفين ويُقتل الشغف للعمل الذي هو من أهم مسؤوليات المواطن تجاه وطنه.

من الوصايا المهمة التي اوصى بها سموه الابتعاد عن الاستهلاك والتمتع بما هو متوفر، فنلاحظ أن فئة كبيرة من المجتمع أصبحت استهلاكية وتلهث وراء الكماليات دون تقدير لما هو موجود ومتوفر، هذا ما ولد فئة تتكل على الدولة في حين أنها لا تقدم واجباتها تجاهها، ووصف سموه هذه التصرفات بالسلبية التي قد تهدد الانجازات لتعميق قيم المواطنة والمسؤولية المجتمعية، ولعل أهم وصايا سموه دعوته لاهتمام الاسرة بتربية أبنائها وتهذيبهم مباشرة دون الاعتماد على الغير في مهمة تربية الاطفال والتي اصبحت سائدة في الفترة الاخيرة حيث ينشأ الأطفال بعيداً عن هويتهم والأخلاق الطيبة والعادات الأصيلة نظراً لانشغال الأبناء والامهات بحياتهم الخاصة فتتشكل ثقافتهم عن طريق العاملات في المنزل والمدارس الاجنبية البعيدة عن العادات الاسلامية الاصيلة!.

كما أعلن سموه في خطابه التاريخي بإصدار تعليماته السامية لمجلس الوزراء للعمل على إعداد التعديلات القانونية اللازمة التي تضمن تحقيق المواطنة القطرية المتساوية خاصة وأن التشريعات الدستورية هي نتاج مراحل تاريخية وتحتاج لأن تتطور مع تطور الحياة، والتعديلات القانونية في الدستور واردة وسيتم عرضها على مجلس الشورى المنتخب، كما وصف سموه التعصب القَبلي بالجانب السلبي ودعا إلى مكافحة تغليب العصبيات على الصالح العام أو على الولاء للوطن والوحدة الوطنية فإذا ما أصاب أحدهم هذا الجانب سينخر السوس في اللحمة الوطنية وسينهار المجتمع، وكما ذكر سموه أن قطر في تاريخها الحديث مرت بتجارب وتحديات صعبة وكانت الوحدة الوطنية مصدر القوة بعد توفيق الله، وتوعد سموه بأنه لن يسمح بتهديد هذه اللحمة الوطنية مستقبلًا لذلك لابد من مراجعة التجارب التي نخوضها لترفع من تماسكنا كقطريين فوق أي اعتبار وتجنب كل ما من شأنه أن يشكل تهديداً له.

الاخلاق أكثر ما يصر عليه صاحب السمو في كل خطاباته وهو ما يجب التَفكر به والالتزام فيه، والأخلاق الحسنة لا تكون بالتمثيل ولا مع فئة معينة على حساب فئة أخرى بل الأخلاق الحسنة في التعامل يجب أن تكون مع الجميع وان تكون نهجا لكل فرد بالابتعاد عن الفساد وإيذاء الآخرين والتعامل برقي الدولة والحكومة التي ينتمي لها والتي يُمثلها، فلن تنهض الدولة ويستقر المجتمع بإشاعة الفساد وتمكين الظالم وسلب حقوق الاخرين واستغلال المستضعفين.

•تَفكروا بخطابات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتمعنوا بتوصياته السامية لتحققوا المواطنة وتكونوا مسؤولين تجاه قطر.

[email protected]

@amalabdulmalik

مساحة إعلانية