رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. جونزالو كاسترو دي لاماتا

المدير التنفيذي لــ «إرثنا - مركز لمستقبل مستدام»

مساحة إعلانية

مقالات

432

د. جونزالو كاسترو دي لاماتا

عندما يتعلق الأمر بالاستدامة العالمية الأرض هي أساس كل شيء

30 ديسمبر 2024 , 02:00ص

كشفت الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16)، التي استضافتها الرياض مؤخرًا، أن «الأرض هي أساس كل شيء» عندما يتعلق الأمر بالاستدامة العالمية.

تحظى قضية تغير المناخ باهتمام عالمي كبير وتدور حولها نقاشات مستمرة تنصبّ على تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة المسؤولة عن هذه الظاهرة، إضافة إلى الحاجة الملحة إلى التكيف مع تأثيراتها المتزايدة. وفي الوقت ذاته، تتزايد النقاشات حول التنوع البيولوجي والنظم البيئية، وهي تحديات بيئية كبرى أخرى، مع التأكيد على ضرورة وقف تدهور المواطن الطبيعية والنظم البيئية، والانتقال من مجرد الحفاظ على الطبيعة إلى تحقيق أهداف إيجابية للطبيعة.

وبطبيعة الحال، فإن هذه القضايا البيئية مترابطة بشكل وثيق. إذ يؤدي تدهور الغابات والنظم البيئية الغنية بالكربون إلى إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو الغاز الأساسي المسبب للاحتباس الحراري. في المقابل، يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تأثيرات سلبية على النظم البيئية، مثل زيادة الإجهاد الحراري ونقص المياه، مما يعجّل من فقدانها. وبالتالي، فإن تغير المناخ وفقدان النظم البيئية يشكلان حلقة مترابطة، حيث يؤثر كل منهما على الآخر بشكل متبادل.

غالباً، يكون العامل الأساسي الذي يربط بين هذين التحديين هو الأرض. فعندما تفقد النظم البيئية مرونتها وتتحول إلى أراضٍ قاحلة، تفقد قدرتها على امتصاص الكربون وتخزينه، وهي الظاهرة التي تُعرَف بالتصحّر. اليوم، هناك ما يقارب 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بسبب التصحّر، ويضاف إليها سنويًّا نحو 100 مليون هكتار، أي ما يعادل مساحة دولة بحجم مصر. هذا فيما يؤثر هذا التصاعد المستمر على حياة نحو 3.2 مليار شخص حول العالم، أي ما يقارب نصف سكان الأرض، ويزداد الأمر سوءًا في المناطق التي تعاني من الجفاف وسوء إدارة الموارد الطبيعية.

تهدف اتفاقية مكافحة التصحّر إلى معالجة هذا التحدي المتفاقم. إذ يتطلب عكس مسار التصحّر استعادة النظم البيئية، مما يعزز قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتخزينه، وبالتالي المساهمة في الحد من تغير المناخ. كما أن استعادة النظم البيئية تؤدي إلى تحسين خصوبة التربة، مما ينعكس إيجابًا على الزراعة ورفاه المجتمعات الريفية.

في اجتماعات الرياض، تطرّقت النقاشات إلى مجموعة واسعة من الموضوعات التقنية والسياساتية، ركزت جميعها على أهمية استعادة الأراضي ومكافحة التصحّر. ومن خلال هذه الجهود، لا نعالج تغير المناخ وحسب، بل نعمل أيضًا على حماية التنوع البيولوجي والنظم البيئية، مما يسهم في استعادة التوازن البيئي وصحة كوكب الأرض.

باختصار، الأرض هي أساس كل شيء عندما يتعلق الأمر بالاستدامة العالمية.

مساحة إعلانية