رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

105

أمل عبدالملك

صناعة الصحفي في الميدان

30 نوفمبر 2025 , 05:50ص

لا تزال الصحافة الميدانية تمثل العمود الفقري لأي منظومة إعلامية تسعى إلى المصداقية والفاعلية والتأثير، ورغم التطور الكبير الذي يشهده قطاع الإعلام، ما زالت الحاجة ملحّة إلى وجود صحفيين مواطنين ميدانيين من الجنسين يعملون على خطوط التماس مع الأحداث، ينقلون التفاصيل الدقيقة، ويقربون الصورة الحقيقية للجمهور، فالميدان هو القلب النابض للمهنة، وهو ما يمنح الصحافة معناها ودورها الحقيقي في المجتمع.

خلال السنوات الأخيرة، بدا واضحاً أن غالبية خريجي أقسام الإعلام يتجهون إلى العمل في العلاقات العامة أو الوظائف المكتبية، مبتعدين عن العمل الميداني الذي يتطلّب جهداً أكبر لكنه في الوقت نفسه يمنح قيمة مهنية ومعرفية لا تعوَّض، هذا التحول يعود لعدة أسباب، منها الظروف الصعبة للعمل الميداني، ونظرة بعض المؤسسات الإعلامية التي لا تمنح المراسلين الجدد الدعم الكافي، إضافة إلى محدودية الحوافز المالية والمهنية التي قد تُنفّر الشباب من الدخول إلى هذا المضمار الحيوي.

ومع ذلك، فإن وجود صحفيين مواطنين ميدانيين من الجنسين يشكل ضرورة قصوى لأي منظومة إعلامية تريد أن تعكس الواقع بكل تنوعه، فوجود المرأة في الميدان يضيف زاوية مهمة للنقل والتغطية، خصوصاً في القضايا الاجتماعية والإنسانية، ويفتح أبواباً قد لا يتمكن الصحفيون الرجال من الوصول إليها بسهولة، كما أن وجود الرجال إلى جانب النساء يحقق توازنا مهنياً ويعكس صورة المجتمع الحقيقية داخل غرف الأخبار وخارجها. القنوات التلفزيونية تحديداً تحتاج إلى مراسلين ميدانيين يمتلكون الجرأة على الاقتراب من الحدث، والقدرة على التحليل والشرح المباشر، والسرعة في إيصال المعلومات دون التفريط بالدقة، الصورة التلفزيونية لا تكتمل دون مراسل يقف على الأرض، يلامس تفاصيل المشهد، ويربط المشاهدين بالواقع الذي يعيشونه، وفي زمن الأخبار السريعة، يصبح غياب الصحفي المواطن الميداني فجوة يصعب على أي مؤسسة إعلامية تعويضها بالاعتماد على نشرات مكتبية أو مواد جاهزة.

من هنا، تبرز مسؤولية المؤسسات الإعلامية في تشجيع الشباب من الجنسين على خوض غمار العمل الصحفي الميداني، يجب إعادة الاعتبار للمهنة من خلال تقديم الحوافز المهنية والمالية، وخلق بيئة تدريبية حقيقية داخل المؤسسات، وتوفير برامج دعم تتيح للموهوبين صقل قدراتهم وتطوير مهاراتهم، كما ينبغي على المؤسسات فتح المجال لإبداعات الشباب وتمكينهم من اقتراح موضوعات جديدة مرتبطة بقضايا مجتمعهم، كي يشعروا بأنهم جزء من عملية صناعة القرار الصحفي.

في نهاية المطاف، يبقى الإعلام قوة مجتمعية لا غنى عنها، فالإعلام الحقيقي هو الذي يقوده مواطنون واعون بقضاياهم، ينقلون وجهة نظر الرأي العام، ويعكسون نبض الشارع بعيداً عن التزييف أو التجميل، وإذا أراد المجتمع صحافة قوية وفاعلة، فعليه أن يدعم أبناءه للدخول إلى هذه المهنة، وأن يشجعهم على أن يكونوا لسان حاله وصوته الحر، فالصحافة ليست مجرد مهنة، بل رسالة تُسهم في تشكيل الوعي، وصناعة التغيير، وحماية الحقيقة.

 

اقرأ المزيد

alsharq تخلَّص من صدماتك

جسد الإنسان يختزل الكثير من الأمور، وكذلك دماغه قد ينسى بعض الأمور غير المهمة ويتذكر بعض الأمور التافهة... اقرأ المزيد

120

| 02 ديسمبر 2025

alsharq الحماية الجنائية للموظف العام.. من يملك حق تحريك الدعوى؟

يواجه موظفو خدمة الجمهور في الجهات الحكومية مواقف متباينة خلال تعاملهم اليومي مع المراجعين، وقد تتجاوز بعض الردود... اقرأ المزيد

147

| 02 ديسمبر 2025

alsharq فصائل الصمت

في التجارب الإنسانية، يظل الشطر المخفي هو الأصدق، فالظاهر لا يبوح سوى بالقليل، ولا يُنبئ إلا عن علامات... اقرأ المزيد

132

| 02 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية