رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أروى الغانم

أروى الغانم

مساحة إعلانية

مقالات

186

أروى الغانم

جواهرٌ في التاريخ

29 نوفمبر 2024 , 02:00ص

هنّ لم يكنّ نساءً فحسب، فقد جادَ عليهنّ الزمان بأجمل الأقدار، لقد وُلدنَ مرتين، الثانية حين التقينَ بسيّد ذلك الزمان وكلّ زمان محمد ﷺ ورأينه رأيَ العين وسمعن صوتهُ فمًا لأذُن ؛ فقرّت أعيُنهنّ بالله ومن قرّت عينه بالله قرّت به كلّ عين.هنّ قدواتنا اللواتي صنعنَ جزءًا من التاريخ فنزلت فيهنّ آيات ورَوينَ الأحاديث، رفعتُهنّ ليست لنسب أو مال إنّما لشرف انتسابهنّ لدين الله تعالى ولقاء نبيه، تُظلّهنّ سماءٌ كان فيها من نسائم جبريل عليه السلام.

فهذه «مُعاذة الجارية» الشريفة التي أنزل الله فيها قرآنًا يُتلى للأبد.. عصمتْ نفسها ألّا تزلّ في الهوّة السحيقة التي كان يدفعها إليها مولاها عبدالله بن أبي سلول وقد كانت سنّة جارية في الجاهلية أن يُكره السيدُ جاريته على الفاحشة، وبطشَ بها أيّما بطش، فانطلقت إلى النّبي ﷺ تشكو إليه فنزلت آية أصبحت دستورًا للحياة الفاضلة ( وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا   وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

وخرجت المؤمنة مُعاذة من رقّ سيدها الجشع واستنقذت بنات جنسها ليوم الدين. وهذه الدرّةُ الأنصارية، التي جعلت مهرها إسلام زوجها «أبو طلحة «، كانت صادقة الإيمان جبّارة العزيمة، كانت محلّ ثقة النبيّ ﷺ سمعت منه الأحاديث وأكثرت عنه الرواية، لم تغِب عن جهاد خرج فيه الرسول ﷺ.. تحمل معها خنجرًا ماضيًا لمّا سُئلت عنه قالت: ( إن دنا مني أحد من المشركين بَعجتُ به بطنه ).. وهي التي لمّا مات صغيرها وتأجّجت النار في قلبها فتجلّدت وقالت لزوجها:( أرأيتَ إن قومًا أعاروا قومًا عاريةً لهم ثمّ سألوهم إياها، أكان لهم أن يمنعوهم إياها ؟! ) فلم يقلْ إلا إنّا لله وإنا إليه راجعون؛ وبذلك برهنت أنّ الإيمان جُنّة وقت الشدائد، إنها أم أنس بن مالك وأكرم به من ابن، إنها الصحابية الجليلة «أم سُليم بنت ملحان».وحفصة بنت عمر الابنة البارّة، التي نزل من أجلها جبريل للنبيّ ﷺ وقال له عنها: ( إنها صوّامة قوّامة وإنها زوجتك في الجنّة ).. والصحابيّة المُبايعةُ المهاجرة ابنة شيبة ابن ربيعة أشدّ الكارهين للإسلام، مؤمنة آثرت الإسلام على أهلها وصبرت حتى شهدت دخول مكة في الإسلام، إنها زوج عثمان بن عفان رملة بنت شيبة رضي الله عنها.  وهذا غيض من فيض جواهر التاريخ.. رحم الله أمهاتنا وقدواتنا وحبيباتنا ورفيقات الجنة بإذن الله تعالى.

مساحة إعلانية