رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تولد الحرب الجديدة من رحم الحرب المنتهية، طالما لم يخضع أحد الطرفين إرادة الطرف الآخر، وحين تظل القضية التي تسببت في الحرب.. دون حل. والحروب السابقة على غزة سببها وجوهرها وجود الاحتلال وطالما بقى، فالحرب تظل قائمة. فالقضية الأصل التي تسببت في اندلاع 7 حروب كبيرة على مدار القرن وكانت جولة العدوان الصهيوني على غزة إحدى أو آخر محطاتها، هي قضية احتلال فلسطين.
الحرب ستجري طالما ظلت فلسطين محتلة، ولا شك أن المقاومة تعلم ذلك، وأنها ستبدأ الاستعداد للحرب القادمة من لحظة وقف إطلاق النار، وقد كان خطاب المقاومة في احتفالات النصر واضحا إذ قال الجميع إن نصر غزة يفتح الطريق لتحرير القدس.
الحرب قادمة لا شك في ذلك، وإن كان هناك ما يمنع أو يؤخر الحرب القادمة، فهو ذات السبب الذي يدفع القيادة الصهيونية بمحاولة التعجيل بها، وتلك مفارقة جديدة أدخلها نصر غزة على توازنات قرار الحرب.
كان أهم ما جرى في الحرب والعدوان الأخير على غزة، أن الكيان الصهيوني قد تلقى ضربة قاسية لم يكن يتوقعها وهو ما سيجعله يفكر كثيرا قبل الولوج إلى حرب قادمة، غير أن هذا النصر الكبير والمهم لغزة، قد فتح طريقا استراتيجيا واسعا لتفكيك الكيان الصهيوني وليس فقط لتغيير التوازنات، وهو ما سيجعل القيادة الصهيونية في وضع الاستعجال لخوض حرب جديدة!
انتصار غزة وضع إسرائيل أمام قرار صعب للغاية، فإن صمتت مدافعها وطائراتها ولم تشرع في عدوان جديد على غزة بعد وقت قصير، فهي تخشى أن تستثمر المقاومة الوقت في تطوير قدراتها بمعدلات أعلى من تلك التي حققت بها هذا النصر، وعندها تصبح الحرب القادمة مغامرة خطرة على الكيان ووجوده، خاصة في ظل الهجوم السياسي الفلسطيني المتوقع بعد اتفاق وقف النار، إذ واحدة من أخطر نتائج الحرب أنها أعطت عوامل قوة حقيقية للمفاوض الفلسطيني وأضعفت الخط المساوم على الحقوق.
لكن إسرائيل تدرك في ذات الوقت، أن دخولها الحرب قريبا يعني تلقيها هزيمة جديدة،تكون نتيجتها اخطر من الأولى،فهى حرب مرشحه لاحداث حالة اضطراب حقيقي في داخلها وبتعجيل تغيير كل المعادلات والمفاهيم التي قامت عليها وبررت إمكانات استمرار وجودها أمام مواطنيها. وهي تدرك أنها ستخسر علاقاتها الدولية على نحو خطير وستضع من تحالف معها من العرب المتصهينين في مأزق، قد يؤدي لتغييرات لا تحتملها إسرائيل استراتيجيا، فضلا عن أن مثل تلك الحرب القريبة ستفتح الطريق واسعا لحرب عميقة في الضفة –التي تعلمت درس غزة-وربما تذهب الأمور أبعد إلى أوساط عرب 48، إذ واحدة من ملامح الحرب على غزة، أن خاضها الشعب الفلسطيني موحدا مجتمعيا وعلى صعيد قواه السياسية والمقاومة.
القيادة الصهيونية القادمة ما بعد نتنياهو –الذي انتهت حياته السياسية -ستكون في وضع المأزق لا الأزمة.الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة، قد وضعت إسرائيل في وضع الخطر الشديد، ويمكن القول بأنها جاءت تعبيرا عن انقلاب منحنى القوة. فهي دولة قام وجودها على هزيمة الآخر، ويحتشد مواطنوها حول القيادة والجيش باعتبارهم منتصرين – إذ لا مكان لاحتمالات الهزيمة فهي دولة إن هزمت ماتت –وجيشها طالما تباهى بأنه أمن الجبهة الداخلية حتى كان المواطنون يتنزهون على البحر فيما العمليات تجري على أرض الخصوم، وهي دولة طالما تفاخرت بأنها صاحبة العقل الأرقى في التخطيط والإعداد للحرب وخوضها، وكل ذلك قد وجهت له ضربة قاسية على يد المقاومة الفلسطينية في غزة. والأخطر أن الإسرائيليين لن يجمعوا على قرار الحرب الجديدة، كما كان الحال من قبل، فمواطنو محيط غلاف غزة سيفضلون مغادرة إسرائيل لا النزوح مجددا في داخل إسرائيل، وهم لم يعودوا على ذات الثقة في إمكانية النصر. ومواطنو إسرائيل في كل من الوسط وعلى شريط المتوسط يدركون أن الحرب القادمة سيكون وضعهم مثل وضع سكان المستوطنات في غلاف غزة بحكم تطور صواريخ المقاومة.
قرار الحرب لن يكون سهلا كما كان. ولا شك أن المقاومة ستواصل استعدادها، تراقب وتحلل وتضع خططا جديدة للمواجهة الجديدة.
قرار يستحق الدراسة مسبقاً
حينما صدر القرار الوزاري في عام 2023 بإعفاء أبناء الأئمة والمؤذنين من رسوم الكتب والمواصلات في المدارس الحكومية... اقرأ المزيد
192
| 30 ديسمبر 2025
أصالة الجمال الحق !
ما أثمن أن يصل الإنسان إلى لحظة صفاء، تلك اللحظة النادرة التي تهدأ فيها ضوضاء الداخل، ويخفّ فيها... اقرأ المزيد
144
| 30 ديسمبر 2025
الدوحة.. هوية تُبنى بهدوء وتُخاطب العالم بثقة
في زمنٍ تتسابق فيه المدن على ناطحات السحاب، وتتنافس الدول على مظاهر القوة الخشنة، اختارت الدوحة طريقًا مختلفًا:... اقرأ المزيد
69
| 30 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2013
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1617
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1134
| 24 ديسمبر 2025