رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تمت دعوتي للمرة الثانية من قبل مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير لتقديم ورشة عمل بعنوان" المسؤولية المجتمعية والعلاقات العامة". ووجدتها فرصة سانحة للتحدث عن بعض المشروعات والمبادرات المسؤولة التي تقدمها شبكة الجزيرة، وربما لا يعلم عنها الكثير من المتابعين. بل ربما التغطيات الإعلامية والقنوات الإخبارية الفاعلة لقنوات الجزيرة ساهمت في حجب الأنظار عن الدور الاجتماعي لشبكة الجزيرة وقنواتها المتخصصة. واليكم بعض من هذه المبادرات التي تستحق أن نقف معها:
* برنامج سفير الجزيرة: هو برنامج مسؤول ، يقدم من من خلاله مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير دورات تدريبية وورش عمل متخصصة، ومتقدمة ، بإشراف خبراء ونجوم الجزيرة من المنتسبين لها، للمهتمين وأصحاب العلاقة في العديد من الدول، التي ليس لبعض مؤسساتها موارد مالية لتغطية تكاليف تنظيم وتنفيذ مثل هذه الدورات ووورش العمل المتخصصة، ويتم تقديمها بدون مقابل مادي. وفي هذا السياق فإن المنتسبين لشبكة الجزيرة يقدمون ضمن هذا البرنامج عصارة تجاربهم وخبراتهم الإعلامية للراغبين في الإستفادة منها من المؤسسات والأفراد تطوعا.
* برنامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها: هو برنامج استراتيجي للجزيرة ، أعلنت عنه مؤخرا، كمبادرة نوعية، توفر من خلاله الجزيرة وعبر بوابتها الإلكترونية ، دروسا متخصصة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وأيضا تقدم هذه الخدمة، بدون مقابل مالي، وبأعلى درجات الإتقان.
* برنامج التوعية بقضايا الصم : تستعد شبكة الجزيرة لإطلاق استراتيجية كبرى في أداء مسؤوليتها الاجتماعية برفع الوعي تجاه قضايا الصم في العالم العربي، وخلال الأسبوع المنصرم، سلطت قـــناة الجزيرة بشاشتها وموقعها الإلكتروني الضوء على أبرز التحديات والمصاعب التي تواجه مجتمع الصم في العالم العربي ضمن تغطية إخبارية مكثفة. وجاء الإعلان عن هــــذا المشروع الضخـــم والرائد من نوعه في المؤسسات الإعلامية العربيـــة خلال الملتقى الدولي «واقع وتحديات الصم في العالم العربـــي: غزة نموذجاً»، والذي نظمته كل من شبكة الجزيرة وجمعية قطر الخيرية، بحضور لفيف من المشاركين الصم من داخل العالم العربي وخارجه. وعُرضت خلال جلسات الملتقى حلقة خاصة من برنامج «تحت المجهر» بعنوان «أقوى من الكلام»، والتي تروي قصص مجتمع الصم في قطاع غزة، والذي تشرف على إنتاجه المخرجة الفلسطينية روان الضامن، وتطرقت الحلقة إلى أوضاع هذه الفئة الإنسانية في أوقات الحروب والأزمات، حيث يعيشون المعاناة ذاتها مع أهلهم ولكن بإحساس مختلف.
* الأسابيع المتخصصة للتغطية الإعلامية بقضايا مجتمعية : دأبت قناة الجزيرة ، بإستثمار تواجدها وتأثيرها الإعلامي بالتعريف والتوعية بقضايا مجتمعية عديدة، وخصصت لكل قضية أسبوعا من التغطيات المكثفة، للتعريف بجوانب عديدة من تلك القضية المتبناة، كقضايا الفقر، والإعاقة، وكذلك الموهوبين الذي يحتاجون إلى رعاية ودعم.
* كما حرصت شبكة الجزيرة، ومؤسساتها المتخصصة على توفير تغطيات متخصصة ، وذات جودة عالية في المحتوى والتنفيذ والإخراج ،عبر وسائط إعلامية عديدة. فتوظيف تكنولوجيا الإتصال والمعلومات وتطبيقاتها، وكذلك الدراسات والبحوث، إضافة إلى التدريب المتخصص، ووسائل الإعلام المباشر المرئي ، أو الإلكتروني، أو المسموع ، وبلغات عديدة، جعل منها الأكثر مشاهدة، ومتابعة، ويعتقد الغالبية العظمى من المشاهدين لها بمصداقيتها، وهذا ما أكدته العديد من استطلاعات الرأي المتخصصة، والعالمية، والمحايدة. وبهذه المناسبة ، فرسالة شكر لهذه الشبكة، على تخصيصها قناة الجزيرة مباشر لتغطية العديد من الفعاليات المجتمعية في شتى بقاع المنطقة العربية.
* كذلك تبنت الجزيرة مدونة سلوك مهني متقدمة، وتراجع أنشطتها الإعلامية، وفقا لمعايير تلك المدونة، والتي راعت فيها أعلى المعايير المهنية.
* وهناك أيضا العديد من المبادرات المسؤولة في داخل أروقة " الجزيرة" يستفيد منها العديد من العاملين بها، وكذلك أسرهم من امتيازات مجزية، وعالية الجودة، ودفاع عن حقوق العاملين بها في كل موقع، وتقدير واسع لدور كل فرد في شبكة الجزيرة، انعكس ذلك بوضوح في حالة الرضا التام لدى العاملين بها، وافتخارهم بانتسابهم لهذه المؤسسة الإعلامية العريقة، والتي أصبحت محط انظار العديد من الموهوبين في العالم.
وختاما، هذا فيض من غيض لبعض المبادرات المسؤولة التي تبنتها شبكة الجزيرة في إطار مسؤوليتها المجتمعية تجاه المناطق والدول التي يصل لها بث القناة ، وكذلك تجاه العاملين بها.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد وحدودٍ من نار، انقطعت شرايين الأخوة التي كانت تسقي القلوب قبل أن تربط الأوطان. تمزّقت الخريطة، وتبعثرت القلوب، حتى غدا المسلم يسأل ببرودٍ مريب: ما شأني بفلسطين؟! أو بالسودان ؟! أو بالصين ؟! ونَسِيَ أنَّ تعاطُفَه عبادةٌ لا عادة، وإيمانٌ لا انفعال، وأنّ مَن لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم. لقد رسم الاستعمار حدودهُ لا على الورق فحسب، بل في العقول والضمائر، فزرعَ بين الإخوة أسوارا من وهم، وأوقد في الصدورِ نارَ الأحقادِ والأطماع. قسّم الأرضَ فأضعفَ الروح، وأحيا العصبيةَ فقتلَ الإنسانية. باتَ المسلمُ غريبًا في أرضه، باردًا أمام جراح أمّته، يشاهدُ المجازرَ في الفاشر وغزّة وفي الإيغور وكأنها لقطات من كوكب زحل. ألا يعلم أنَّ فقدَ الأرضِ يسهلُ تعويضُه، أمّا فقد الأخِ فهلاكٌ للأمّة؟! لقد أصبح الدينُ عند كثيرين بطاقة تعريفٍ ثانوية بعدَ المذهبِ والقبيلةِ والوطن، إنّ العلاجَ يبدأُ من إعادةِ بناءِ الوعي، من تعليمِ الجيلِ أنّ الإسلام لا يعرف حدودًا ولا يسكنُ خرائطَ صمّاء، وأنّ نُصرةَ المظلومِ واجبٌ شرعيٌّ، لا خِيارٌا مزاجيّا. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم «وتعاطُفِهم» كمثلِ الجسدِ الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحمّى). التعاطف عبادة، التعاطف مطلب، التعاطف غاية، التعاطف هدف، التعاطف إنسانية وفطرة طبيعية، لذلك فلننهضْ بإعلامٍ صادقٍ يذكّرُ الأمةَ أنّها جسدٌ واحدٌ لا أطرافا متناحرة، وبعمل جماعي يترجمُ الأخوّةَ إلى عطاءٍ، والتكافلَ إلى فعلٍ لا شعار. حين يعودُ قلبُ المسلم يخفقُ في المغربِ فيسقي عروقَه في المشرق، وتنبضُ روحهُ في الشمالِ فتلهم الجنوبَ، حينئذٍ تُهدَمُ حدودُ الوهم، وتُبعثُ روحُ الأمةِ من رمادِ الغفلة، وتستعيدُ مجدَها الذي هو خير لها وللناس جميعاً قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ). عندها لن تبقى للأمّة خرائط تُفرّقها،. وتغدو حدود وخطوط أعدائنا التي علينا سرابًا تذروه الرياح، وتتقطع خيوطُ العنكبوتِ التي سحروا أعيننا بوهم قيودها التي لا تنفك. فإذا استيقظَ الوجدان تعانقَ المشرقُ والمغربُ في جسدٍ واحد يهتفُ بصوتٍ واحد فداك أخي.
3228
| 04 نوفمبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق بالحياة، تملؤه الأصوات وتشتعل فيه الأرواح حماسةً وانتماء. اليوم، صار صامتًا كمدينةٍ هجرتها أحلامها، لا صدى لهتاف، ولا ظلّ لفرح. المقاعد الباردة تروي بصمتها حكاية شغفٍ انطفأ، والهواء يحمل سؤالًا موجعًا: كيف يُمكن لمكانٍ كان يفيض بالحب أن يتحول إلى ذاكرةٍ تنتظر من يوقظها من سباتها؟ صحيح أن تراجع المستوى الفني لفرق الأندية الجماهيرية، هو السبب الرئيسي في تلك الظاهرة، إلا أن المسؤول الأول هو السياسات القاصرة للأندية في تحفيز الجماهير واستقطاب الناشئة والشباب وإحياء الملاعب بحضورهم. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي يعتمد مبدأ المُقايضة، حين يتم دفع مبلغ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص يقومون بجمع أفراد من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغنّوا بلا روح ولا حماسة، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُدّدت لهم. على الأندية تحديث رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا ثقافة ولا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءة في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قصور في فهم الدور العظيم لتلك الروابط. إن اختيار أشخاص ذوي ثقافة وطلاقة في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون المُقدمة للانطلاق إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتم التواصل مع المدارس والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءات مع الطلاب ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطة يتم خلالها تواجد اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. إننا نتحدث عن تكوين جيل من المشجعين يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السن الحماسة والاندفاع اللازمين لعودة الروح إلى ملاعبنا. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلام متميز بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والمهني الرفيع. فقد لعب دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليل الفني المُجرّد، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطت سن الشباب ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع، حتى يومنا، بلورة خطاب إعلامي يلفت انتباههم ويُرسّخ في عقولهم ونفوسهم مفاهيم حضارية تتعلق بالرياضة كروح جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا. كلمة أخيرة: نطالب بمبادرة رياضية تعيد الجماهير للمدرجات، تشعل شغف المنافسة، وتحوّل كل مباراة إلى تجربة مليئة بالحماس والانتماء الحقيقي.
2565
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال الذي نشرته الأسبوع الماضي بجريدة الشرق بذات العنوان وهو «انخفاض معدلات المواليد في قطر»، وقد جاء الكثير من هذه التعليقات أو الملاحظات حول أن هذه مشكلة تكاد تكون في مختلف دول العالم وتتشابه الى حد كبير، والبعض أرجعها الى غلاء المعيشة بشكل عام في العالم، وهذه المشكلة حسبما أعتقد يجب ألا يكون تأثيرها بذات القدر في دول أخرى؛ لأن الوضع عندنا يختلف تماما، فالدولة قد يسرت على المواطنين الكثير من المعوقات الحياتية وتوفر المساكن والوظائف والرواتب المجزية التي يجب ألا يكون غلاء المعيشة وغيرها من المتطلبات الأخرى سببا في عدم الاقبال على الزواج وتكوين أسرة أو الحد من عدد المواليد الجدد، وهو ما يجب معه أن يتم البحث عن حلول جديدة يمكن أن تسهم في حل مثل هذه المشكلة التي بدأت في التزايد. وفي هذا المجال فقد أبرز معهد الدوحة الدولي للأسرة توصيات لرفع معدل الخصوبة والتي تساهم بدورها في زيادة المواليد ومن هذه التوصيات منح الموظفة الحامل إجازة مدفوعة الاجر لـ 6 اشهر مع اشتراط ان تعود الموظفة الى موقعها الوظيفي دون أي انتقاص من حقوقها الوظيفية، وكذلك الزام أصحاب العمل الذين لديهم 20 موظفة بإنشاء دار للحضانة مع منح الأب إجازة مدفوعة الأجر لا تقل عن أسبوعين، وإنشاء صندوق لتنمية الطفل يقدم إعانات شهرية وتسهيل الإجراءات الخاصة بتأمين مساكن للمتزوجين الجدد، وكذلك إنشاء صندوق للزواج يقدم دعما ماليا للمتزوجين الجدد ولمن ينوي الزواج مع التوسع في قاعات الافراح المختلفة، وهذه الاقتراحات هي في المجمل تسهل بشكل كبير العقبات والصعاب التي يواجهها الكثير من المقبلين على الزواج، وبتوفيرها لا شك ان الوضع سيختلف وستسهم في تحقيق ما نطمح اليه جميعا بتسهيل أمور الزواج. لكن على ما يبدو ومن خلال الواقع الذي نعيشه فإن الجيل الحالي يحتاج الى تغيير نظرته الى الزواج، فالكثير اصبح لا ينظر الى الزواج بالاهمية التي كانت في السابق، ولذلك لابد ان يكون من ضمن الحلول التي يجب العمل عليها، إيجاد أو إقرار مواد تدرس للطلاب خاصة بالمرحلة الثانوية وتتمحور حول أهمية تكوين وبناء الاسرة وأهمية ذلك للشباب من الجنسين، والعمل على تغيير بعض القناعات والاولويات لدى الشباب من الجنسين، حيث أصبحت هذه القناعات غير منضبطة أو غير مرتبة بالشكل الصحيح، والعمل على تقديم الزواج على الكثير من الأولويات الثانوية، وغرس هذه القيمة لتكون ضمن الأولويات القصوى للشباب على أن يتم مساعدتهم في ذلك من خلال ما تم ذكره من أسباب التيسير ومن خلال أمور أخرى يمكن النظر فيها بشكل مستمر للوصول الى الهدف المنشود. وفي ظل هذا النقاش والبحث عن الحلول، يرى بعض المهتمين بالتركيبة السكانية ان هناك من الحلول الاخرى التي يمكن أن تكون مؤثرة، مثل التشجيع على التعدد ومنح الموظفة التي تكون الزوجة الثانية أو الثالثة أو حتى الرابعة، علاوة مستحدثة على أن تكون مجزية، الى جانب حوافز أخرى تشجع على ذلك وتحث عليه في أوساط المجتمع، حيث يرى هؤلاء أن فتح باب النقاش حول تعدد الزوجات قد يكون إحدى الأدوات للمساهمة في رفع معدلات الإنجاب، خصوصًا إذا ما اقترن بدعم اجتماعي ومؤسسي يضمن كرامة الأسرة ويحقق التوازن المطلوب.
2085
| 03 نوفمبر 2025