رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عائشة العبيدان

[email protected]

 

 

 

مساحة إعلانية

مقالات

1621

عائشة العبيدان

صراعات بشرية لا تعرف الحدود

28 مارس 2021 , 02:00ص

صراعات قائمة لا نهاية لها يسير الإنسان في عجلتها دون توقف، تشهد المحاكم مصطلحاتها القانونية المتداولة، تدفعها التوترات والتشنجات والانفعالات النفسية التي لا تتجزأ من السلوك الانساني والتي هي امتداد للصراع الذي ذكره القرآن الكريم في قصة قابيل وهابيل مع بداية الخلق وانتهت بالقتل غدراً في قوله تعالى: "فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ".

في السنوات الأخيرة زادت حدة الصراعات بين البشر على الصعيد الانساني والمجتمعي والدولي، يستغرب الفكر الانساني إزاء استمرارها إلى متى ؟ ما هي نتائجها؟ ومن المستفيد ؟ وأين المجادلة بالتي هي أحسن كما هي تعاليم ديننا ؟ فبين ردهات المحاكم، ومع صوت مطرقة القضاة يقف الأخوة الأشقاء من دم واحد، وبيت واحد ورحم واحد، في صراع على الميراث، هذا يصرخ وآخر يتهم وآخر يهدد، وربما آخر يتجاوز حدوده الخلقي ويقتل أخاه، وفي بوتقة ذلك كله تفقد الأخوة والرحمة والانسانية وتزداد وتيرة الخلافات والقطيعة بين الأخوة والأبناء ويتوارثها الأحفاد، اذن من المستفيد ؟ والى متى ؟ والحياة الدنيا تسير عجلتها بسرعة البرق لا نستطيع اللحاق بها، يتوارى معها الاستمتاع بهذا الميراث المتنازع عليه، وتقل معه البركة في المال، وتبقى القطيعة هي سيدة الموقف بين الأخوة.

وبين بوتقة المؤسسات والوزارات ومنظمات العمل وردهاتها ينشب الصراع مخالبه بين الزملاء وينهش أمامه من لا حول لهم ولا قوة من أجل تحقيق الوصول للمنصب والرئاسة ومصالح خاصة أخرى، كما هو بين القيادات والأقسام والادارات، تفتقد معها أدبيات وأخلاقيات السلوك الوظيفي، يذكرنا بعصر الغاب القائم على الحقد والكيد والكراهية والخيانة للآخر، يقع في شركها الموظف النزيه الصادق والمجتهد وأصحاب الخبرة فالأمثلة كثيرة، تدعمها كثرة الشكاوى والاستنكارات، وتتولّد معها خسائر في مقدرات انتاجية بشرية، واجازات مرضية وغياب مستمر، ودعاوى قضائية وغيرها، صراعات تنعكس خلالها التنوع في الثقافة والقيم والأخلاقيات للأفراد، تفقد المعايير المهنية وجودتها، وتعكس التمييز الذي على أساسه يتم الاختيار للوظائف والمناصب مصلحة مادية أو عرقية أو قبلية، وتبقى الصراعات مستمرة وقائمة متى ما فقدت الادارة الواعية التي تطوق الصراعات بسياستها الحكيمة.

ولا نذهب بعيدا عن الصراعات القائمة بين الدول بعضها ببعض أو داخل الدولة الواحدة بأحزابها وقبائلها، شكلت حروبا دولية وحروبا أهلية، التي تزداد يومًا عن آخر دون توقف وحلول، ودون نتائج اللهم إلا المزيد من الضحايا والخسائر المادية والبشرية، والمزيد من السياسات العرجاء التي تحكم الدول، والمزيد من فقدان الأمن والاستقرار والشتات للشعوب، والهلاك والدمار للبنى التحتية، وما يقابله من خسائر للآثار التاريخية والثقافية والسياحية، ما يحدث في بعض الدول العربية من حروب هي نماذج لآثار الصراعات القائمة بلا هدف إلا تغذية مصالح دول ومذاهب وعقائد، والتي شكلتها وفعلتها عقول عنجهية وأهواء شخصية مريضة،لا تعرف الحدود والتقدير، وتبحث عن ثباتها في الحكم والسيطرة، إلى متى تحكمنا الصراعات، وتفرقنا الخلافات، وتباعدنا النزاعات؟ الى متى لا ندرك قوله تعالى ": ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " إلى متى وأبواب المحاكم مشرعة بواباتها للقضايا والدعاوى الفردية والوظيفية والدولية وفض النزاعات القائمة بين أطرافها.

‏Wamda,qatar@gmail. Com

اقرأ المزيد

alsharq اللجنة القطرية العمانية المشتركة نموذج للتعاون الثنائي

انطلاقا من الروابط التاريخية الراسخة بين دولة قطر وسلطنة عمان والعلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع بين حضرة صاحب... اقرأ المزيد

72

| 12 ديسمبر 2025

alsharq النهايات السوداء!

تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى الدول أو الأفراد، بظهور بعض الشخصيات والحركات، المدنية والمسلحة، التي... اقرأ المزيد

309

| 12 ديسمبر 2025

alsharq عام على رحيل الأسد وانتصار الشعب

كان منتدى الدوحة المنعقد يومي 6 و7 ديسمبر الجاري فرصة متاحة للرئيس أحمد الشرع حتى يستخلص العبر من... اقرأ المزيد

108

| 12 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية