رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عائشة العبيدان

[email protected]

 

 

 

مساحة إعلانية

مقالات

123

عائشة العبيدان

كأس العرب وتحدي الشتات العربي

07 ديسمبر 2025 , 03:50ص

نموذجان يفصل بينهما الفرح والألم والوحدة والفرقة، من قطر الأمن والسلام الى غزة المجروحة، لوحة فنية ابداعية عكست صورتي الفرح والوحدة مؤثرة ومتميزة بكل دقة واحترافية، جسدت معنى القومية العربية ووحدة الدين واللغة المشتركة في قالب استعراضي استثنائي مبهر، مزج بين الأصالة والمعاصرة، بين الحاضر والماضي، بين العلم والثقافة والإرث والحضارة، تجاوز المشهد الفني الرياضي الذي شهده «استاد البيت» مع بداية افتتاح مباريات «كأس العرب» كل التحديات التي تواجه الدول العربية فرقة وتشتت وفتن وهجرة وحروب، واستسلام وطواعية للتدخلات الغربية وسلبية في المواجهة، كم هو جميل حين تجمع الرياضة الروح العربية على أرض عربية وبيت عربي واحد، مع تباعد المسافات الجغرافية، لتعيد لنا النشيد العربي الذي يتغني بالوطنية القومية، ويمتدح الوحدة العربية، ونردده في كل مناسبة عربية قومية للشاعر فخري البارودي، بلاد العرب أوطاني.. من الشام لبغدان.. ومن نجدٍ إلي يمنٍ.. الى مصر فتطوانِ.

أين وحدة أوطان العرب اليوم؟ هل نبحث عنها بين ركام جثث الشهداء في غزة؟ أم بين أفواه الجياع في السودان؟ أم بين الفصائل المتنازعة في اليمن؟ أم عبر صوت الفنان رشيد عساف، الذي تجاوز التفرقة العربية وقدم لوحة استثنائية لأبناء لغة الضاد، رسالتها واضحة بأن العروبة هي الركيزة التي تجمع الشعوب أكبر من الحدود وأقوي من أي خلاف، وأعمق من أي كلمة، عشنا تفاصيلها بأمل وحلم بأن تعيد الأجيال القادمة روابطها وبناء وحدتها، وصناعة مستقبلها، لينتهي العرض الرياضي الاستثنائي في اطار المزج الأسطوري الدقيق المتقن للأناشيد الوطنية العربية لكل الدول العربية الحاضرة في قالب نشيد موحد، أثارت المشاعر وخلقت حالة وجدانية خاصة من الانتماء والشعور الوطني، لامس القلوب، ووحد الصفوف، وأعاد الرمزية الوطنية العربية في أسمي معانيها والتي أبرزها حفل الافتتاح الرياضي بدءًا باختيار شخصية «جحا» ومرورا بالمسجد الأقصى وإعادة البناء على يد الأجيال القادمة، وانتهاء بدمج الأناشيد الوطنية للدول المشاركة لتضيف التكنولوجيا المرئية والمواد البصرية للعرض بريقًا احترافيًا متميزًا. 

إنه الفرح الذي رسمه حفل الافتتاح على مشاعر الجماهير العربية ليتحدى الألم الذي خلقه التفرق والتفكك اليوم، ومزق الخاصرة العربية وشتت شعوبها لتتضح صورتها مع الواقع التي تعيشه الشعوب العربية «غزة نموذجا» ضحية أججت جراحها وآلامها ما تعانيه الأمة العربية من تفرق وتمزق ونزاعات سياسية وعقائدية تبحث عن وحدة عربية قوية تبددها وتعيد لها قوتها ومجدها وتعود لتقول «وغنوا يابني أمي بلاد العرب أوطاني» هل يتحقق هذا الحلم؟ أم ستبقى الوحدة العربية سيمفونية نرددها مع كل مناسبة في الاحتفالات والمناسبات الوطنية كفقاعات هواء تنتهي مع انتهاء الحدث والمناسبة؟

مقالات ذات صلة

مساحة إعلانية