رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جاين مان

مساحة إعلانية

مقالات

853

جاين مان

دور قطري بارز لدعم الأطفال للالتحاق بالتعليم في مناطق الكوارث

28 يوليو 2022 , 01:00ص

خلفت الحروب والمجاعات والفيضانات وغيرها من الكوارث أعدادًا لم نشهدها من قبل من الأطفال اللاجئين. فإحصائيات اليونيسف قد أشارت أن عدد الأطفال اللاجئين عالميًا والمسجلين تحت ولاية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ازداد من 4 ملايين إلى حوالي 10 ملايين خلال الفترة ما بين 2005 و2020، إلا أن الوضع قد ازداد سوءًا بشكل ملحوظ في الفترة ما بين 2010 و2020 إذ ارتفعت نسبة الأطفال اللاجئين لــ 116 %.

ومع الأسف، وها نحن الآن في عام 2022، ازداد الوضع سوءًا مع اندلاع واستمرار الحرب في أوكرانيا. فأضف إلى الخسائر الجسدية والنفسية الناجمة عن هذه الحرب، الخسائر الكارثية الناتجة عن حرمان الأطفال من التعليم. إذ حرم ما يقرب من 7.5 مليون طفل في أوكرانيا من التعليم بسبب تعرض حوالي 22 مدرسة للهجوم يوميًا.

حماية حق الأطفال اللاجئين

تعد إعادة إدماج الأطفال اللاجئين في المجتمع وحماية حقهم في الحصول على التعليم من حقوق الأطفال الأساسية. ولكن ومع الأسف، لم يعد بإمكان الكثير من الأطفال الحصول على التعليم بسبب شح الموارد، وعوائق اللغة، وعدم المعرفة بمتطلبات امتحانات القبول، والتمويل الضعيف، وسوء الأوضاع التي يعيشون فيها. وبالرغم من النداءات التي تطالب بالمساعدة وتدعو إلى اتخاذ التزام عالمي لمنح هؤلاء الأطفال فرصة ثانية - إلا أن هؤلاء الأطفال ما زالوا يعانون في الحصول على الأسس الضرورية للتعلم.

دور مؤسسة التعليم فوق الجميع

في دولة قطر، وقع صندوق قطر للتنمية (QFFD) بالتعاون مع مؤسسة "التعليم فوق الجميع" اتفاقيات لتوفير تعليم جيد للأطفال غير الملتحقين بالمدارس، من خلال برنامج "EAA Educate a Child"، والذي يهدف إلى توفير التعليم لأكثر من 1.6 مليون طفل وشاب، من خلال تطوير المناهج التعليمية وتحسين التقنيات والأساليب التعليمية وتعزيز البنى التحتية للمدارس والفصول الدراسية وغيرها. ويغطي هذا البرنامج حاليًا الصومال وسيراليون وتنزانيا وباكستان وجنوب السودان وهايتي. والجدير بالذكر أن ليس كل الأطفال الذين يدعمهم هذا البرنامج هم من اللاجئين، بل أيضًا من الفئات التي يتعثر عليها الوصول للتعليم - غالبًا بسبب عوامل مثل الفقر المدقع والصراعات وتغير المناخ.

شراكة كامبريدج للتعليم

ونحن في شراكة كامبريدج للتعليم " Cambridge Partnership for Education"، عملنا بشكل وثيق مع اليونيسف لتطوير برنامج تعليمي لأطفال لاجئي روهينغا في بنغلاديش، ويهدف هذا البرنامج إلى مساعدتهم على الاندماج في نظام التعليم الوطني عندما يصبح هذا الأمر ممكنًا. كما تعمل كامبريدج أيضًا على المساعدة في إنجاز نفس المهمة في أوروبا من خلال دراسة المناهج الأوكرانية ومعادلتها مع أنظمة التعليم في البلدان التي تستقبل اللاجئين مبتدئين العمل بمادة الرياضيات. وهذه المعلومات سيتم تقديمها للمعلمين لمساعدتهم على معرفة المستوى الدراسي للطلاب الأوكرانيين مقارنة بطلابهم.

نحن بحاجة إلى المزيد من هذه المبادرات إذا ما أردنا إعطاء الأطفال اللاجئين والمستضعفين أفضل الفرص لتحقيق ما يستحقونه من مستقبل مشرق. ولكن يجب على المجتمع الدولي، بما يتضمن ذلك من شركات وحكومات وجهات مانحة أن تتضامن مع بعضها البعض لتقديم مبادرات تعليمية طويلة الأمد تستند على الأدلة وعلى دعم المعلمين.

تمكين الطلاب للتحول إلى منهج تعليمي مناسب

تعتبر الصحة الجسدية والنفسية للأطفال النازحين من أكثر القضايا إلحاحًا. فقد فر الكثير من هؤلاء الأطفال من منازلهم دون مرافق، وهذا قد يجعلهم عرضة للصدمات النفسية والأمراض. لا شك بأن حماية الطفل تأتي بالمرتبة الأولى. وأن وضعهم الصحي والنفسي هو أيضًا من المتطلبات الرئيسية لمواصلة التعليم وتأهيلهم وإعدادهم للمستقبل.

فلن يتمكن الأطفال من التعلم حتى لو وُفرت لهم المدارس والمصادر إذا لم تُلب احتياجاتهم الأساسية كالشعور بالأمان والراحة النفسية. وهذا أيضًا ينطبق على المدرسين الذين يحتاجون إلى الدعم لتعليم الأطفال الذين تعرضوا للصدمات النفسية. من هنا تحرص Cambridge English على إنشاء مجتمعات عبر الإنترنت للمعلمين الأوكرانيين، وتوفير الدعم اليومي للمدرسين الذين يمارسون مهنتهم وسط المخاطر والظروف الصعبة.

وحتى في حال تلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال، فإن اللاجئين في الوقت الحالي يعانون من قلة المصادر التعليمية عالية الجودة، بما في ذلك الكتب المدرسية والمصادر الإلكترونية والامتحانات التي تدعم تطورهم. ومن هنا يجب ضمان حصول الطلاب الذين يعيشون وسط الصراعات، على كتب مدرسية مصممة بطريقة جيدة ودقيقة.

ومن أجل إدماج هؤلاء الأطفال في المجتمع، فإنهم بحاجة إلى مصادر تعليمية تزرع فيهم بذور الأمل وترسم خارطة واضحة لمستقبل مستقر. فماذا لو تم تخطيط الدروس والمواد التعليمية بأسلوب يشجع على التعاون ويحث الأطفال على معالجة عدد من القضايا مثل الاستدامة البيئية أو الفهم الثقافي أو حل النزاعات؟ لهذا قامت كامبريدج بالتعاون مع اليونيسف بدراسة إمكانية إدراج بناء السلام في منهج الرياضيات في جنوب السودان - حيث لم يعش الأطفال هناك إلا العنف الشديد.

التعليم لبناء السلام

هناك استنكار وغضب عالمي بشأن معاناة الأطفال، لكن التعاطف وحده لا يكفي، إذ يكمن الحل في التعاون على مستويات أعلى لتمكين هؤلاء الأطفال من الانتقال بسلاسة والانضمام إلى صفوف الطلاب. وهذا التعاون يجب أن تتشارك فيه كافة القطاعات دون استثناء.

وفي منتدى الدوحة، ناقش المفوض السامي لشؤون اللاجئين "فيليبو غراندي" أهمية التعليم للمهجرين بسبب النزاع ودوره في الترضية والحوار.

ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فأمام اللاجئين فرصة على المدى الطويل لاكتساب مهارات في مجالات عدة مثل القيادة والمناصرة والوساطة وحل النزاعات، والتي يمكن أن يكون لها أثر كبير في المساهمة في إعادة بناء مجتمعاتهم إذا عادوا إلى أوطانهم. إن استمرار الأطفال اللاجئين في التعليم هو السبيل الوحيد لبناء السلام وبناء مجتمعات متماسكة في المستقبل.

المدير الإداري - شراكة كامبريدج للتعليم

مساحة إعلانية