رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

المحامي عبد الله نويمي الهاجري

إنستغرام: @9999

مساحة إعلانية

مقالات

165

المحامي عبد الله نويمي الهاجري

حالات «التلبس» بالجرائم

25 أغسطس 2025 , 02:55ص

تتعلق حالة التلبس باكتشاف وقوع الجريمة خلال زمن معين، فيكون من الواجب ضبط جميع عناصرها والحفاظ على معالمها من أجل مساعدة التحقيقات في الوصول إلى الحقيقة. ويصبح عنصر الوقت عندئذ عاملا أساسيا في ضبط الفعل الجرمي، بحيث يتطلب الأمر الشروع في أعمال التحقيق فورا تفاديا لتلافي معالم الجريمة. والتلبس بهذا المعنى وصف يقترن بالجريمة ليحدد الإجراءات اللازم اتباعها بصدد التحقيق فيها، وليس ركنا من أركانها أو عنصرا مرتبطا بشخص فاعلها. ويحتل الحديث عن حالات التلبس في الجرائم أهمية بالغة بالنظر للصلاحيات الواسعة التي تخولها لمأموري الضبط والنيابة العامة خلال مراحل التحري والتحقيق، بحيث يصبح مسموحا لهم من أجل تطبيق العدالة المساس بحرية الأشخاص وحرمة مساكنهم وتفتيشهم وغيره من الإجراءات التابعة وفق النطاق الذي يسمح به القانون. لقد ورد تعداد حالات التلبس بالجرائم والإجراءات الأساسية المتبعة بصددها ضمن المواد من 37 إلى 39 من قانون الإجراءات الجنائية، وهكذا تكون الجريمة من الجرائم المتلبس بها إذا تحققت إحدى هذه الحالات: أولا: اكتشاف ارتكاب الجريمة حال تنفيذها أو بعد ذلك ببرهة يسيرة، مثل حالة القبض على المتهم أثناء قتل ضحيته أو بعدها بزمن قصير. ثانيا: اللحاق بالجاني من قبل الضحية أو العامة مع الصياح إثر وقوعها، مثل حالة لحاق الضحية بالسارق أو لحاق العامة به وهو يصيحون من أجل القبض عليه. ثالثا: وجود مرتكب الجريمة بعد وقت قريب من ارتكابها حاملا أسلحة أو أدوات يستدل معها أنه هو الفاعل، مثل تواجد الفاعل بمسافة غير بعيدة عن مسرح جريمة القتل وهو يحمل السلاح المستعمل فيها، أو يمسك بأغراض تعود ملكيتها للضحية. رابعا: وجود مرتكب الجريمة بعد وقت قريب عليه آثار يستدل معها أنه الفاعل، مثل حالة تواجد دماء الضحية على ملابس الجاني في جريمة القتل. إذا تحققت إحدى حالات التلبس الأربع المذكورة، وجب على مأموري الضبط الانتقال فورا إلى مسرح الجريمة ومعاينة الأماكن والأشخاص وكل عنصر من عناصر الجريمة من أجل إثبات حالتها والحفاظ على الأدلة من الاندثار، ويجوز لهم سماع أقوال من كان حاضرا واستدعاء أي شخص لأخذ توضيحات أو معلومات مفيدة منه، كما يجوز لرجال الضبط القضائي منع أي شخص كان حاضرا من مبارحة مكانه لغاية تحرير محضر الواقعة، وكل مخالفة لتعليمات مأموري الضبط القضائي بهذا الصدد يترتب عنها تغريم المخالف بالغرامة التي لا تزيد على ألف ريال. ويلزم مأموري الضبط بإخطار النيابة العامة فورا بانتقالهم لعين مكان الجريمة وبجميع الإجراءات التي قاموا بها، كما يجب على النيابة العامة في حالات التلبس بالجنايات الانتقال فورا لموقع الجريمة. ومن الآثار المترتبة عن التلبس بارتكاب الجريمة، جواز تسليم أي شاهد للجاني إلى أقرب رجل سلطة عامة دون حاجة لأمر بضبطه، وأيضا جواز تسليم المتهم من قبل رجل السلطة إلى أقرب مأمور ضبط، ويشترط في هاتين الحالتين حسب المادتين 44 و 45 من قانون الإجراءات الجنائية أن تكون الجريمة المتلبس به جنحة أو جناية يعاقب عليها القانون بالحبس الذي تزيد مدته على ستة أشهر. 

مساحة إعلانية