رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محمد خضر سالم الشطي

محمد خضر سالم الشطي

مساحة إعلانية

مقالات

583

محمد خضر سالم الشطي

دوامة العوامل الجيوسياسية تؤثر في أسعار النفط

25 مارس 2015 , 01:13ص

حقق إنتاج الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعاً خلال شهر فبراير 2015، ليصل إلى 9.3 مليون برميل يومياً، أو بنسبة 14.5%، حسب أرقام إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كما أن الإنتاج ارتفع ليصل إلى 9.4 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع المنتهي في 20 مارس 2015، وهو ما يشير إلى أن هبوط أسعار النفط لم يؤثر إلى الآن في إنتاج النفط الصخري، وإن كانت التوقعات تشير إلى أن التأثير يبدأ في النصف الثاني من عام 2015، لتبدأ مسيرة التعافي في أسعار النفط، وتتوقع الإدارة في تقرير لها أن إنتاج النفط الصخري لن يشهد أي ارتفاع بداية من شهر أبريل 2015، وهو مؤشر إيجابي لصالح أسعار السوق، خصوصا إذا ما تحقق فعلياً.

ويشهد المخزون الأمريكي من النفط ارتفاعاً كبيراً يؤثر على مجريات معطيات السوق، ويؤكد اختلال الميزان باستمرار الفائض، ويشجع ضعف أسعار النفط إلى زيادة المخزونات، وتقوم الصين والهند بتسريع وتيرة ملء مخزون النفط الخام، وارتفاع معدلات المخزون يعتبر مؤشراً لوفرة في السوق وبالتالي يشكل ضغوطا على أسعار النفط، كما يزيد من ذلك الأنباء أن إيران قد قامت مؤخرا بتخزين 30 مليون برميل يومياً في ناقلات نفط عملاقة مستأجرة "المخزون العائم".

ولكن من الصعب الجزم باتجاه مسار الأسعار في الوقت الحالي على الأقل في ضوء مخاوف من تأثير الأسعار على الاستثمار في تطوير نفط جديد وبالتالي يؤثر على المعروض في المستقبل.

إن التصعيد السياسي في مناطق الإنتاج وحالة عدم اليقين السائدة، والتقلبات المرتبطة بسلوك المضاربين، وما يصاحب ذلك من انطباعات نفسية، تظل تلعب دوراً في دعم أسعار النفط، رغم وفرة المعروض واستمرار الفائض في سوق النفط.

كما أن تذبذب إنتاج النفط الليبي واستمرار الحظر على مبيعات النفط الإيراني، والتحديات التي يمثلها هبوط أسعار النفط أمام عدد من الدول المنتجة للنفط للتسريع في مشاريع تطوير الإنتاج، سواء في فنزويلا أو في نيجيريا أو روسيا أو الجزائر.

كما يوضح تقرير صدر عن وكالة الطاقة مؤخراً حول التوقعات خلال السنوات الخمس القادمة، يمثل بلا شك، وضعاً لازدياد المخاوف حول إمدادات النفط في المستقبل وبالتالي دعما لأسعار النفط ودعما من مخاطر ارتفاع درجة حدة التذبذب والتقلب في أسعار النفط وهي أمور ليست في صالح استقرار السوق أو التخطيط لمشاريع المستقبل، سواء للشركات النفطية أو الدول.

وتنقل الأنباء أن إنتاج كولومبيا بدأ يتأثر سلبا نتيجة تعثر بعض مشاريع التطوير وأنه لن يرتفع عن مليون برميل يومياً خلال السنوات القادمة.

كما تواجه بعض الدول مصاعب في تصريف نفوطها حالياً وهو ما يعني، رغم الفائض، أن حالة السوق غير مستقرة، ويعتزم العراق بيع نوعية جديدة من النفط في شهر مايو 2015، باسم خام البصرة الثقيل (الوزن النوعي 24) وتقدر الكميات بـ450 ألف برميل يومياً إلى 800 ألف برميل يومياً، وهذه الخطوة تأتي بعد أن قرر بعض الزبائن، كما تذكر التقارير عدم تحميل نفط بصرة لعدم انتظام الوزن النوعي وبلغ بعضها أقل من الوزن النوعي 27.

وعلى صعيد آخر تحذر بعض الأوساط في سوق النفط من أن طاقة التكرير الجديدة في الأسواق الشرق الآسيوية وفي منطقة الخليج العربي، سواء في السعودية أو في الإمارات، تعني تحديا كبيرا أمام المعروض من الديزل في السوق النفطية خصوصاً أنها نوعية فائقة، وربما تواجه أسواق النفط تخمة في المستقبل القريب تحمل في طياتها ذات المخاطر التي تسبب فيها الفائض من النفط الخام في الربع الأخير من عام 2014.

وأخيراً فإنه لا يمكن عزل ما يجري عن أسواق الأسهم والمال، خصوصا إذا كان مرتبطاً بحدث رئيسي مثل هبوط أسعار النفط، علماً بأن دول الخليج العربي تعتمد بشكل رئيسي على النفط، كما أن أي انكماش للاقتصاد في أسواق العالم يؤثر في أسواقنا، وتكون له تبعات كما حدث في فتراث سابقة مثل 1997 – 1998.

وتعتبر أسواق السلع ومن أهمها النفط، بالإضافة إلى سوق المال الأمريكية، المحرك الرئيسي لأسواق المال في العالم ومن البديهي أن تكون الأسواق الخليجية هي الأكثر تأثرا.

تعتبر أسواق الأسهم مؤشرا لحالة الاقتصاد، حالة المشاريع، الاستثمار، ونشاط الشركات والقطاع الخاص والصناعات والخدمات.

إن هبوط أسعار النفط يوفر مناخاً للقلق والمخاوف على تباطؤ في معدل تنامي الاقتصاد، وبالتالي تباطؤ وتيرة تنفيذ المشاريع، وكذلك تحفظ البنوك على الإقراض، وبالتالي يعني تأثر ثقة المستثمر، ويغذي في نهاية المطاف مخاوف القطاع الخاص للقيام بدوره في بناء الاقتصاد.

ويُعزا سبب تأثر البورصات الخليجية بهبوط أسعار النفط المستمر: (1) ارتباط القطاع الخاص في دول الخليج بالإنفاق الحكومي، والذي يرتبط هو الآخر بإيرادات النفط، (2) ثقل شركات قطاع النفط في المؤشر العام لهذه البورصات، إذ إن تراجع أرباح الأخيرة جراء هبوط أسعار النفط يجد صداه بسرعة في أداء مؤشر الأسهم، وينظر الناس لأسعار الأسهم يومياً على أنها مؤشر للثقة ومؤشر على ما سيكون عليه الإنفاق.

وأختم المقالة بأن التحول في صناعة النفط والغاز خلال السنوات القادمة يعتمد على معطيات، من بينها: (1) خفض عدد أبراج ومنصات الحفر في الإنتاج والتي تؤثر في معدل تنامي إنتاج النفط الصخري في النصف الثاني من عام ٢٠١٥، (2) إعلان الشركات النفطية، على اختلافها، وبعض الدول النفطية تأجيل بعض المشاريع والاستثمار في قطاع الاستكشاف والتنقيب خلال السنوات القادمة وتصل نسبة الخفض إلى ٣٠٪، وهذا يعني أنه سيكون هناك تأثير على إمدادات النفط الجديدة وهو يَصب في مصلحة تعزيز دور منظمة الأوبك في تنظيم إيقاع ميزان الطلب والعرض في المستقبل، (3) كما يصرح بعض رؤساء الشركات النفطية بأن إستراتيجيتهم في المرحلة الحالية ليست الاستحواذ، رغم توفر الفرص، ولكن ضمان تنفيذ المشاريع الإستراتيجية القائمة لتلك الشركات في ضوء ضعف أسعار النفط الخام.

اقرأ المزيد

alsharq خطاب سمو الأمير.. رؤية واضحة ومسار وطني راسخ

جاء خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد... اقرأ المزيد

42

| 22 أكتوبر 2025

alsharq الجعفراوي.. شهادة سبقت الرحى

في آخر مشاهد حياته، ظهر صحفي الجزيرة صالح الجعفراوي في مقطع مصور تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، ممددا على... اقرأ المزيد

27

| 22 أكتوبر 2025

alsharq الخطاب السامي.. ملامح الطريق لوطن قوي متماسك

قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في خطابه أمام دورة الانعقاد... اقرأ المزيد

51

| 22 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية