رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

588

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

حكم الجنائية الدولية ضد إسرائيل يفضح ازدواجية أمريكا والغرب!

24 نوفمبر 2024 , 02:00ص

فيما يواجه النظام العالمي أكبر تحدٍّ لكيانه ومصداقيته منذ نهاية الحرب الباردة قبل حوالي ثلاثة عقود ونصف بتهميش دور ومكانة وسمعة المنظمات الدولية التي أنشئت لحل الأزمات ومنع تحولها لحروب ونزاعات دائمة وحل الصراعات بطرق سلمية وبالتفاوض، خاصة مع ما نشهده من دور الولايات المتحدة المتراجعة وخاصة بعد فوز الرئيس المنتخب والعائد دونالد ترامب للرئاسة، وعقيدته أو مبدأه الانعزالي- أمريكا أولاً وعدم احترامه لدور المنظمات الدولية. وكذلك حرب بوتين- روسيا على أوكرانيا وتصعيده بتغيير العقيدة النووية العسكرية الروسية، وتلميحه لاستخدام السلاح النووي التكتيكي بعد سماح إدارة بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى تضرب داخل العمق الروسي وكذلك بريطانيا وفرنسا. ومع صعود دور الصين في شتى المجالات في تحديها للهيمنة الأمريكية وإصدار بيانات وخوض مناورات تهدد تايوان وترعب وتثير قلق حلفاء الولايات المتحدة والغرب في مناطق نفوذ الصين في جنوب وشرق آسيا وخاصة اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وغيرها.

* يأتي قرار المحكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه المقال غالنت ليمتحن مصداقية النظام العالمي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بإدارة بايدن المودعة، في أيامها الأخيرة، وإدارة ترامب القادمة، ومدى احترامهم للقانون الدولي وقرارات المنظمات الدولية عندما يتعلق الأمر بحليف يتم إدانته كإسرائيل والمطالبة باعتقال قادته لارتكابهم جرائم حرب بدعم وتمويل وتسليح وغطاء وحتى فيتو أمريكي. وصل الأسبوع الماضي لرقم قياسي خمسة حالات نقض أمريكية لحماية إسرائيل منذ حرب إبادة إسرائيل على غزة رداً على عملية طوفان الأقصى التي شنتها كتائب عزالدين القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس في 7 أكتوبر 2023. وآخرها نسف مشروع قرار يدعو لوقف الحرب على غزة وإطلاق الأسرى والمحتجزين رفضت الولايات المتحدة وقف الحرب بفيتو خامس!

برغم توصية مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان منذ شهر مايو 2024 باعتقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ووزير دفاعه يوآف غالنت، أقاله لاختلاف معه حول صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين. باتهامهما بارتكاب جرائم حرب ترقى إلى الإبادة الجماعية، وكذلك استخدام سلاح التجويع وحرمان سكان غزة من أبسط مقومات الحياة. ومحمد الضيف القائد الميداني لحركة حماس في غزة والتي ادعت إسرائيل اغتياله ولم تؤكد أو تنفي حماس اغتياله. وبرغم تأخر قرار المحكمة الجنائية الدولية (ICC) إلا أن إصدار المحكمة مذكرات الاعتقال يعد حدثا وتطورا جريئا وتاريخيا نادرا يصدر ضد قادة إسرائيل حليف الغرب وليس ضد دولة أفريقية هامشية!

* منذ إنشاء المحكمة الجنائية الدولية حسب ميثاق روما الأساسي عام 2002 وقعت على الميثاق وانضمت للمحكمة 124 دولة وجميع الدول الأوروبية. لم تعترف وتنضم إلى المحكمة دول رئيسية على رأسها الولايات المتحدة وروسيا والصين وإسرائيل وغيرها حتى لا يُحاكم قادتها السياسيون والعسكريون لارتكابهم جرائم حرب. خاصة أن تلك الدول لا تعترف بسيادة المحكمة على قراراتها.

تجدر الإشارة إلى أن قرارات المحكمة ملزمة وغير قابلة للطعن. ومن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية النظر في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها قادة ومسؤولون في الدول. لكن لا تملك المحكمة سلطة تنفيذية ولا شرطة لإلقاء القبض على من تصدر مذكرات اعتقال بحقهم.

وفي تناقض صارخ ترفض الانضمام أو الاعتراف بقرارات المحكمة الجنائية الدولية، دول رئيسية وفاعلة ومؤثرة في النظام العالمي وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا والصين، ومعهم إسرائيل، حتى لا تتم محاكمة قادتها السياسيين والعسكريين بارتكاب جرائم حرب في حروبهم، وتصدر أحكاما بإلقاء القبض عليهم، كحال نتنياهو والرئيس الروسي بوتين، ورئيس صربيا السابق ميلوسوفيتش الذي توفي في سجنه في مقر المحكمة في لاهاي، والرئيس السوداني عمر البشير والزعيم القذافي. لذلك تعول المحكمة الجنائية الدولية على تعاون الدول الأعضاء وغير الأعضاء على تنفيذ قراراتها.

* إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال في 21 نوفمبر برغم حملة الضغط الهائل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يعد حدثاً تاريخياً، كونها المرة الأولى تصدر المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق شخصية رئيسية وقيادية موالية للغرب. والمرة الأولى التي يُدان فيها شخصية (نتنياهو) تحاصر وتعمق عزلة وإدانة إسرائيل لارتكابها جرائم حرب. ويكتشف العالم وحشية الصهاينة منذ نكبة فلسطين.

أحدث إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال زلزالاً سياسياً داخل كيان الاحتلال. أبرزه امتحان مصداقية وموقف الولايات المتحدة الحليف والداعم الأول والشريك الرئيسي تمويلا وتسليحا وتوفير غطاء باستخدام الفيتو لحماية إسرائيل. فلم يكن مستغربا رفض وتنديد إدارة بايدن ومعها الكونغرس بمجلسيه والمشرعين الديمقراطيين والجمهوريين وحتى بايدن شخصياً الذي علق «مهما تكن الأدلة لدى المحكمة الجنائية الدولية فلا يمكن المساواة بين حماس وإسرائيل». ومعه الرئيس المنتخب العائد دونالد ترامب الذي توعّد المحكمة وقضاتها بعقاب ورد مع بدء رئاسته في يناير القادم. وكان ترامب فرض عقوبات على المحكمة في فترة رئاسته الأولى بعد فتح تحقيق باحتمال ارتكاب القوات الأمريكية جرائم حرب في أفغانستان.

* يرى الناشطون وشعوب العالم وخاصة «عالم الجنوب» نفاق الولايات المتحدة بتنديدها بقرار المحكمة تجاه إسرائيل حول جرائم إبادة قادة إسرائيل بينما أيد ورحب بايدن وإدارته بإصدار نفس المحكمة مذكرة اعتقال الرئيس الروسي بوتين في مارس 2023 بتهمة اختطاف وترحيل أطفال أوكرانيين من أوكرانيا إلى روسيا. في تناقض فاضح يسقط ادعاء الولايات المتحدة احترامها للقانون الدولي وأحكام المحاكم بعد مرافعات وتقديم أدلة وبراهين!

الخشية من الموقف الأمريكي المتناقض أن الولايات المتحدة سواء برئاسة بايدن وترامب هو تقويض ليس مكانة وسمعة الولايات المتحدة التي تقدم نفسها الحامي والمدافع الأول عن احترام القانون الدولي والمعايير الدولية، ولكن تجازف أمريكا بتقويض النظام الدولي الذي أسسته وأرست قواعده الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.

اقرأ المزيد

alsharq فن التعامل مع العميل الغاضب

في بيئة العمل، نلتقي يومياً بأشخاص يختلفون عنا في أنماطهم وسلوكياتهم وتوقعاتهم. منهم من يمر مرور النسيم؛ هادئاً،... اقرأ المزيد

30

| 17 أكتوبر 2025

alsharq تحقيق الثروة الاقتصادية عن طريق الموارد البشرية

الرضا الوظيفي له دور كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وقد يعتقد الكثير من الهيكل الوظيفي المسئول... اقرأ المزيد

72

| 17 أكتوبر 2025

alsharq الجدالات التي تسرق أعمارنا

منذ عشر سنوات، كنت أدخل النقاشات كما يدخل أحدهم في معركة مصيرية. جلسة عائلية تبدأ بسؤال عابر عن... اقرأ المزيد

24

| 17 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية