رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عبدالعزيز العبدالله

مساحة إعلانية

مقالات

285

عبدالعزيز العبدالله

روبلوكس والمشاهير

24 أغسطس 2025 , 05:35ص

خلال الأيام المنقضية صدر قرار في دولة قطر بإغلاق اللعبة الشهيرة والتي تُسمى بـ روبلوكس وقد وضح البيان أسباب هذا الإغلاق والتي تقع في ما تسببه هذه اللعبة من انحرافات سلوكية وأخلاقية لدى الأطفال كما أن هناك كلمات غير سوية تُطلقها بعض شخصيات اللعبة، والأسوأ من ذلك وجود تواصل من أشخاص غرباء يبدأون بالحديث والتواصل مع الأطفال من خلال هذه اللعبة وتصل بعض قنوات هذا التواصل إلى تحديات خطرة قد تسبب ضرراً كبيراً للطفل ويستغل بعض من ضعاف الأنفس براءة الاطفال في اللعبة ويشرعون بمحاولة التمكن من الأطفال بتزويدهم بأمور معينة وليقوموا مستقبلاً بابتزازهم !

 مسؤولية الحرص والمتابعة هنا لا تقع على عاتق الحكومة فقط لأن بالنهاية هناك طرق تحايلية لفتح هذه اللعبة من قبل الأبناء فنحن في عصر التكنولوجيا والثغرات التكنولوجية، لهذا وجب حضور الدور المكمل والأهم وهو دور الآباء وتثقيف أبنائهم وحتى مشاركتهم في هذه اللعبة او الالعاب الأُخرى وخلق أجواء صحية عائلية وبهذا يكونون أقرب للأبناء بكسر الحاجز الصخري وفتح علاقة الأب لتصبح علاقة أب وصديق وأخ لتصل لاحقاً العلاقة لدرجة إيصال النصح المقبول وترتفع بهذا درجة الوعي لدى الأطفال.

ومع تبيان خطر هذه اللعبة الإلكترونية نشهد بأن هناك خطرا مشابها له وقد يفوق خطر اللعبة ويحتاج هذا الشأن لعلاج بشكل عاجل لان خطورته تفوق هذه اللعبة، وهذا الخطر هو واقع في مواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد في بعض المشاهير !

اليوم أصبحت متابعة المشاهير أمراً روتينياً مهماً من بعض المتابعين، والتأثير أصبح بشكل يدعو للقلق!

نحن نتحدث اليوم عن عدم تقبل الأبناء للنصح من الآباء والأقرباء ولكن بشكل مغناطيسي هم يتقبلون نصح المشهور والذي يطلقه بالعموم، وأصبح هذا المشهور يقدم النصح مثل خلطة صحن "السلطة" فأصبح هذا المشهور يغرف بكل شيء من النصح الأسري والاستشارة الطبية و طريقة لبس الملابس ووصل البعض الى النقاش الديني والفتوى في الشؤون الدينية !

ولم تتوقف الأمور على ذلك بل تطور هذا التأثير على المتابع بأنه تغلغل اليه عدم قبول ذاته والتمني بوضع مكانته الاجتماعية والمهنية والشخصية كذلك المشهور وحياته المزيفة !

الانخداع العاطفي بما يقدمه هؤلاء المشاهير من الحياة الجميلة والرفاهية والحياة الأسرية المستقرة خلف الشاشة ليست إلا صوره جميلة تخفي ما هو خلف ذلك البرواز من حقيقة وواقع.

الانحراف الخلقي ظهر بشكل كبير في هؤلاء المشاهير وإظهار الحداثة والانفتاح بالملابس الفاضحة والقبلات المزينة بجمل جديدة كقبلات بريئة ما بين الزوجين أمام المتابعين لإثبات الحضور الحضاري والألفة ما بين الزوجين ! ولكن الواقع على عكس ذلك تماماً فهذا ليس إلا هبوطا أخلاقيا وسوء أدب ومخالفة شرعية و مخالفة لعادات وتقاليد المجتمعات السوية.

وخلال الفترة المنقضية تناقلت وسائل الأخبار في بعض الدول عن حالات كثيرة لمشاهير من النخبة بناءً على عدد متابعيهم والتي تُقدر بعدد يفوق المليون بإلقاء القبض عليهم في قضايا متنوعة من تعاطي مخدرات والاتجار بها وإلى تهم تتعلق بغسيل الأموال والفسق والفجور والكثير من القضايا التي يشيب لها شعر الرأس عند سماعها !

فالسلاح الأول لمحاربة هذه الآفة والتي اصبحت واجباً على الجميع لحماية أبنائهم ومجتمعاتهم هي بالوعي الأسري والمجتمعي والإعلامي، كما يجب ابراز القدوات المجتمعية في جميع المجالات واستضافتهم في المنتديات وفي المحافل المجتمعية المحلية والدولية وفي انجازات الوزارات وصنع المقابلات مع هذه النخبة من الكتاب والصحفيين والاكاديميين واصحاب الانجاز من القادة ومن الطلاب المتفوقين علمياً وليصبح هؤلاء هم النخبة والذين يُحتذى بهم.

أخيراً 

لا تصنعوا من بعض مشاهير التواصل الاجتماعي من صخرة مُعتمة إلى نجمة لامعة في السماء ولتصنعوا منهم أشخاصا تافهين إلى أشخاص يتصدرون المشهد المؤثر في المجتمع وكأنهم نخبة المجتمع!

مساحة إعلانية