رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

828

فاطمة بنت يوسف الغزال

خطر صامت في جيوب أبنائنا

23 يوليو 2025 , 02:28ص

في ظل الثورة الرقمية التي اجتاحت بيوتنا، بدأ العلماء يدقّون ناقوس الخطر… فالموضوع لم يعد مجرد “إدمان وقت”، بل تغيّر حقيقي وهيكلي في عقول أبنائنا!

دراسة حديثة من جامعة نورث كارولينا تابعت أدمغة 169 مراهقًا على مدار ثلاث سنوات، وكشفت ما يشبه “إعادة برمجة” دماغية بسبب الاستخدام المفرط لتطبيقات مثل TikTok وInstagram.

*15 مرة في اليوم = تغييرات في بنية الدماغ*!

المراهقون الذين تفقدوا حساباتهم أكثر من 15 مرة يوميًا أظهرت أدمغتهم تغيرات ملموسة في: مراكز الشعور والانتباه واتخاذ القرار، الأمر لم يعد مجازًا، بل تم توثيقه باستخدام الرنين المغناطيسي والأدلة الكهربائية للدماغ.

Instagram…*المكافأة المزيفة!*

الدراسة أوضحت أن صور “الإعجابات” التي تُعرض على Instagram تُنشّط نفس المناطق الدماغية التي تنشط عند: تناول الشوكولاتة أو كسب المال، أو تعاطي المخدرات، وهذا التفاعل يشير إلى تحفيز مفرط لنظام المكافأة العصبي، مما يزيد من خطر الاعتياد والإدمان.

*فيديوهات قصيرة… تركيز أقصر!*

كما أن دراسات EEG (رسم الدماغ الكهربائي) أثبتت أن المحتوى القصير السريع: يقلل من موجات التركيز ويضعف مناطق الانتباه، ويربط بين الإدمان وفقدان السيطرة التنفيذية بنسبة وصلت إلى -0.395!

TikTok*يزرع أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)*

في دراسة شملت 2,587 مراهقًا، وُجد أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل زاد خطر ظهور أعراض ADHD بنسبة تراوحت بين 4% إلى 11%، وهذا يعني أن التأثير لا يقتصر على لحظة استخدام، بل يمتد ليعيد برمجة أنظمة الدماغ طويلة الأمد.

*نفس دوائر الكوكايين؟ نعم!*

الدوائر العصبية التي تشتعل أثناء التمرير على TikTok هي نفسها التي تُنشّط عند تعاطي الكحول أو النيكوتي أو الكوكايين.

*انسحاب حقيقي… مثل الإدمان!*

في تجربة لمتابعة الأشخاص بعد الإقلاع عن استخدام هذه التطبيقات لمدة أسبوع فقط، ظهرت أعراض انسحاب واضحة مثل قلق والاكتئاب والأرق ورغبة شديدة بالعودة، وأن 60‎%‎ منهم انتكسوا خلال أيام!

TikTok *يضعف ذاكرتك دون أن تدري*

دراسة صينية على 3,036 طالبًا أثبتت أن اضطراب استخدام TikTok يؤدي إلى ضعف في الذاكرة العاملة وتراجع في الأداء الدراسي، كما أثبتت جامعة ستانفورد أن TikTok يقلل قدرة المستخدم على تذكّر المهام المستقبلية مقارنة بتطبيقات مثل Twitter وYouTube.

*الأرقام لا تكذب: 15 ألف حالة تؤكد الكارثة*

مراجعة شاملة شملت أكثر من 15,000 شخص خلصت إلى ارتفاع حاد في معدلات الاكتئاب والقلق وضعف التركيز وتراجع الأداء المعرفي وكلها مرتبطة بالاستخدام المفرط لتطبيقات مثل TikTok وInstagram.

كسرة أخيرة

هل ما زلت تتحكم في هاتفك؟ أم أنه يتحكم بك؟ لقد تجاوزنا مرحلة القلق من “إضاعة الوقت”… نحن الآن أمام خطر إعادة تشكيل الدماغ البشري.

تطبيقات تبدو ممتعة وبريئة، لكنها تسلبنا تركيزنا، ذاكرتنا، توازننا النفسي… بل وأطفالنا.

هل ندرك حجم الخطر؟

وهل نملك الشجاعة لنضع حدودًا رقمية تنقذ عقول أبنائنا قبل فوات الأوان؟

مساحة إعلانية