رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

336

فاطمة بنت يوسف الغزال

الاعتداء الغاشم «قاصمة الظهر» للدعم الدولي لإسرائيل

17 سبتمبر 2025 , 01:55ص

منذ نشأة الكيان الصهيوني وهو يسعى إلى تحقيق حلمه الأكبر وهو بسط نفوذه على دول الشرق الأوسط، وجعلها تدور في فلكه السياسي والأمني، وبمساعدة الولايات المتحدة التي منحته الغطاء السياسي والعسكري، حاولت إسرائيل فرض نفسها كقوة لا تُقهر. لكن هل تحقق هذا الحلم؟

الجواب يتضح عند النظر بتمعّن إلى واقع المنطقة فإسرائيل قد تكون نجحت في استمالة أو الضغط على بعض القيادات السياسية، لكنها لم تتمكن من إخضاع الشعوب، هذه الشعوب المسلمة التي تقرأ القرآن الكريم وتدرك أن الله حذّرها من اليهود الذين لا يراعون إلاًّ ولا ذمة، والذين اشتهروا بنقض العهود منذ زمن موسى عليه السلام وحتى اليوم، ولذلك فإن الضمير الشعبي ظل ثابتا لا يتغير، يرفض التطبيع، ويقف بالمرصاد لكل محاولات الهيمنة.

في تطور خطير وغير مسبوق، أقدمت إسرائيل على تنفيذ اعتداء غاشم استهدف وفدًا تفاوضيًا من حركة حماس داخل الأراضي القطرية، في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية لدولة قطر وللقوانين الدولية، هذا الاعتداء لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان بمثابة قنبلة سياسية فجّرت موجة من الإدانات الدولية، وأعادت تشكيل المواقف العالمية تجاه إسرائيل.

وسط هذا المشهد، جاءت القمة العربية الإسلامية الأخيرة لتعلن بوضوح وقوفها مع قطر في مواجهة العدوان، القمة لم تكن مجرد اجتماع بروتوكولي، بل بدت وكأنها صرخة جماعية بأن الأمة قادرة على توحيد صفوفها عندما يشتد الخطر، لقد وضعت القمة أساساً يمكن البناء عليه لتشكيل جبهة موحدة ضد إسرائيل، إذا ما توافرت الإرادة السياسية الحقيقية.

لطالما تمتعت إسرائيل بدعم غير محدود من دول غربية مؤثرة، إلا أن الاعتداء على قطر شكّل نقطة تحول حاسمة، فقد سارعت دول الخليج والدول العربية والإسلامية إلى إدانة هذا التصرف، وتبعتها دول أعضاء في الأمم المتحدة، وصولاً إلى مجلس الأمن الذي أصدر بيانًا رسميًا يدين الاعتداء ويعتبره تهديدًا للأمن والسلم الدوليين.

يبقى السؤال الأهم: هل سيجبر هذا التحالف الإسلامي العربي إسرائيل على الجلوس إلى طاولة المفاوضات التي تقودها أمريكا وقطر ومصر؟

التجارب التاريخية تؤكد أن إسرائيل لا تأتي إلى التفاوض إلا إذا شعرت بضغط حقيقي يهدد مصالحها، سواء كان مقاومة على الأرض أو تحالفات إقليمية صلبة. ومن هنا، فإن وحدة الصف العربي الإسلامي ليست مجرد خيار، بل هي شرط أساسي لإجبار إسرائيل على الالتزام والجلوس إلى الطاولة بجدية.

 قيادة سمو أمير قطر الدبلوماسية درع للكرامة 

في لحظة فارقة من تاريخ الأمة، وقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، موقفاً شجاعاً وحكيماً، جسّد فيه معنى القيادة الحقيقية، حين تعرضت العاصمة القطرية الدوحة لاعتداء غادر استهدف الأبرياء والمفاوضين في مسكن آمن، في خرق صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، لقد كانت كلمة سمو الأمير في القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في الدوحة، بمثابة نداء ضمير للأمة، وصوت الحق في وجه الغطرسة والعدوان، تحدث سموه بوضوح وجرأة، مؤكداً أن قطر بلد صانع للسلام، وأن الاعتداء الإسرائيلي لم يكن فقط على قطر، بل على كل من يؤمن بالسلام والوساطة العادلة، وأثبتت أن الدبلوماسية القطرية بقيادته ليست فقط صوتًا للسلام، بل أيضًا درع للكرامة والسيادة، وأن قطر لن تنحني أمام أي عدوان، بل ستواصل دورها الريادي في الدفاع عن الحق، ودعم القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

 كسرة أخيرة 

ما خرجنا به من هذه القمة العالمية بأن رد الفعل القطري كان حازماً وسريعاً، حيث اعتبرت الدوحة أن الاعتداء على أراضيها هو انتهاك لسيادتها ولن يمر دون محاسبة، هذا الموقف القوي دفع العديد من الدول إلى إعلان تضامنها مع قطر، ما أظهر تغيرا واضحا في المزاج الدولي تجاه إسرائيل، التي باتت تُنظر إليها كدولة مارقة تتجاوز الأعراف الدبلوماسية، وأثبتت هذه التحركات الدولية بأن دولة قطر في قلب المعركة الدبلوماسية.

اقرأ المزيد

alsharq طوارق الليل والنهار

تحولت الطائرات المُسيرة بالريموت كنترول من لعبة صغيرة بريئة يلهو بها الأطفال ويستمتعون بها وهي تطير من مكان... اقرأ المزيد

147

| 07 أكتوبر 2025

alsharq عز نفسك تجدها

من أسمى الإدراكات التي يمكن أن يبلغها امرؤ في يوم ما، أن يُدرك أن الاستغناء سيادةٌ تتجلّى حين... اقرأ المزيد

240

| 07 أكتوبر 2025

alsharq ما بين المرايا

تقول مرآة السيارة: الأجسام المرئية على المرآة ليست على المسافات أو من الأبعاد الحقيقية.. كما هو الحال مع... اقرأ المزيد

123

| 07 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية