رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

672

أمل عبدالملك

غلطة لا تُغتفر

22 سبتمبر 2024 , 02:00ص

لأننا بشر ولسنا معصومين عن الخطأ فنحن معرضون لارتكابه، والأخطاء أنواع فالبعض يخطئ في حق أشخاص مثل أهله وأصدقائه وقد يتسبب بمشاكل كبيرة لهم والبعض يخطئ في حق نفسه وقد تكون الغلطة بينه وبين نفسه لا يؤذي بها أحداً لكنها تتسبب له بأذئ نفسي، أو أن تكون على علم الآخرين وهي الأصعب!

ومن يخطئ في حق شخص متعمداً أو عن جهل فيمكن أن يعتذر ويسامحه الطرف الثاني، والمخطئ في حق نفسه سيدعو الله أن يسامحه وقد يتصالح مع نفسه، لكن المخطئ في حق نفسه وأمام الآخرين فيكون وضع نفسه في موقف صعب لأن تسامح الناس صعب ومتفاوت كما أنه من المستحيل الوصول لكل الناس ومعرفة من سامح ومن لا!! وأحيانا قد يفهمه البعض بصورة خاطئة مما يعتقد الآخرون أنه أخطأ وهنا لابد من محاورة الشخص ومعرفة أبعاد أخطائه، لكن المشكلة عندما يحكم الآخرون على المخطئ دون إعطائه فرصة لتبرير أسبابه أو أن تكون أسبابه واضحة ولا ينتظر الناس تبريرها أصلا بهذا يكون الشخص أنهى نفسه وحكم على مستقبله بالإعدام واجتمع الناس على نبذه وصده خاصة وأننا في مجتمع متسرع في إصدار الأحكام ونادرا ما يغير رأيه بسهولة ويتمسك بمواقفه حتى وإن كان على خطأ، والخطأ غالبا ما يكون بسبب رأي أو كلمة ورغم أن الجميع ينادي بحرية التعبير إلا أننا ما زلنا نحكم على الآخرين من كلامهم وآرائهم ونعاديهم إذا اختلفوا معنا ونبدأ بمحاربتهم فالمجتمع قاسٍ جدا وطبيعته البشرية لا يتذكر المحاسن بقدر ما يضخم العيوب لهذا عندما يخطئ أحدهم يجتمع ويتفق الآخرون على غلطته ويقذفونه بتهم غالبا ليست به ولكن لتضخيم غلطة وإقصائه عن المجتمع، خاصة وأن البعض مهمتهم تصيّد الأخطاء وتكبيرها!!

وأكثر من يتضرر بالأخطاء هم المشاهير والشخصيات العامة الذين تكون غلطتهم بمليون وليس بعشر فقط، لهذا يجب أن يتأنوا قبل البوح بأفكارهم وأن يقدروا المواقف العامة قبل الكتابة عنها أو تمثيلها في عمل فني مثلا أو القيام بتصرفات في الأماكن العامة، فمثل هذه الأخطاء تنتشر بسرعة البرق خاصة في عالم شبكات التواصل الاجتماعي التي ساهمت بنشر الرسائل، إيجابية كانت أم سلبية، وسمحت للكل أن يعبّر عن رأيه ويفتي وإن كان لا يعي ما قيل فيساهم بنشر تلك المواد لتصل لأكبر قدر ممكن من الناس دون التأكد من صلاحيتها أو صدقها أحيانا.

ولأننا أصبحنا في عالم مكشوف والكل مطلع على أدق تفاصيل حياتنا فيجب الحرص في السلوكيات والتصرفات والحذر قبل التعبير عن الرأي أو كتابة مواضيع لا تتناسب مع الظروف العامة ولا تفيد أفراد المجتمع بل لا يقبلون فكرتها وبحكم وجودنا في المجتمع يفترض أن نكون على دراية بما يغضب المجتمع أو يروق له.

* انتبهوا فهناك من يتصيد أخطاءكم ناهيك عن أولئك الذين يدّعون عليك أخطاء لم ترتكبها ولا تعلم عنها!!!

* ليس عيباً أن نخطئ ولكن العيب أن نستمر في الخطأ وأن نكون متسرعين في الحكم على الآخرين!!

* البعض يعتقد أنه يقوم بأخطاء تكتيكية ولا يمكن أن يكشفها أحد وبأكبر بينه وبين نفسه ولا يعترف بأنها خطأ، عذرا فبالتأكيد ستسقط في شر أعمالك وستنكشف كل ألاعيبك وأقنعتك المخفية، فالخطأ لا يستمر للأبد!!!

 

مساحة إعلانية