رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. سلوى حامد الملا

[email protected]

@salwaalmulla

مساحة إعلانية

مقالات

1968

د. سلوى حامد الملا

تربية آخر زمان !

22 أغسطس 2024 , 02:00ص

أمام مغريات الحياة وماديتها، وأمام التطور التكنولوجي السريع، وأمام وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة والمفتوحة والمتاحة للجميع.. وأمام مسلسلات وأفلام تنعدم في كثير منها المبادئ الصحيحة والقيم الأخلاقية. أمام غياب الأدوار الحقيقية لأفراد الأسرة والمجتمع، وأمام غياب التربية الصحيحة والصالحة من الوالدين، وغياب أهمية الأسرة الممتدة ووجود الجد والجدة بخبرتهم الحياتية والعمرية الصحيحة وبقيمهم وتربيتهم التي كان عليها أجداد الماضي. لا كل من أصبحت زوجة وأم أم.. ! ولا كل من تحصل على لقب زوج وأب أب..! ولا سرعة الأيام والسنوات، وسهولة الزواج في مقتبل العمر أن يجعل الوالدين صالحين وأن يجعلهما في عمر شباب في دور الجد والجدة، فهذه الأدوار لم يعد لها قيمة ودور وأهمية تربوية كما كان بالماضي للأسف فلا خبرة ولا نصيحة ولا سعي صادق للتعلم والتثقيف! أصبحت الأم لا تستطيع ممارسة دورها في التوجيه والنصح والمنع! وأصبح الأب ضعيفا أمام قراراته بسبب لهوه وانشغاله! والاعتماد على تربية خارجية ومتابعة ومرافقة عمال المنزل ومدبرته الخادمة!

التربية أصبحت على كاهل وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت القدوة والنموذج الذي يريدونه ما يتابعونه ويشاهدونه أمامهم وهم من يختاره، يقلدونهم في كل صغيرة وكبيرة.. بدءا من أسلوب الحديث إلى طريقة ارتداء الملابس إلى السعي السريع لتحقيق ما حققوه من ثروة سريعة! التربية أصبحت على الصاحب الساحب ونوعيته، فمن كان محظوظا حظي بصاحب صالح وأمين يرشده ويوجهه وينصحه.

ومن كان ضعيفا وهشا روحيا وفكريا كان لقمة سهلة لكل عابر سبيل من مدعي الصداقة ومن مدعي الدعوة للملذات واللهو السريع! المفاهيم ضاعت.. فلا حياء نجده، ولا أمانة ولا صدق ولا رجولة ولا أنوثة حقيقية، أصبح الزيف والكذب عملة سائدة وقائمة وتفرض وجودها على العلاقات!التربية أصبحت صعبة أمام مغريات متاحة في كل مكان.. من قائمة مشروبات تحوي مسكرات وأنواع خمور، إلى شواطئ وبرك سباحة أصبحت كلمة «عادي» الاستحمام بملابس البحر في أماكن مفتوحة ومختلطة! أصبح شرب السيجارة والشيشة «عادي» ولا فرق وعيب وحياء يمنع الفتيات والنساء من حمله وشربه أمام العامة! أصبح الحجاب موضة قديمة وخلعه في السفر دليل تمدن وتحضر وانتمائهم إلى الطبقة المخملية أو رمزا للثراء!! ضاعت المبادئ والستر والقيم أمام سيادة الفوضى والتعري، وسيادة مفاهيم شاذة ومغلوطة! أصبحت ممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمرا غريبا ومفروضا، بل الصمت وعدم التدخل الأمر السلبي الذي ترك الفوضى سائدة بغياب القيم والأصول في التربية.

تسهيل الزواج أمام تكاليفه الباهظة، وسهولة الطلاق وانعدام الصبر، وغياب القدرة المعقولة والطبيعية على التحمل، والصبر للتعرف على الآخر ومعرفته سببا في ضياع التربية لأجيال قادمة، نتيجة لتراكمات وتسلسل وتتابع ولتربية أسرة معدومة.

آخر جرة قلم: المدارس المختلطة تحتاج تربية ومراقبة مضاعفة، الاختلاط الذي لا داعي له في أماكن كثيرة يمكن فصلها، سلبية وأنانية وانعدام الغيرة من نفوس الرجال والنساء على أنفسهم وأقاربهم.. وغياب دور التربية والتعليم في جدية المراقبة والمتابعة مع أولياء الأمور.. وأمانة دور المعلم في تنشئة عقول وأجيال.. وتربيتها وتعليمها فكريا وروحيا وإنسانيا.. وغياب القدوة والنموذج السوي والعاقل والإنساني.. كل ذلك وغيره جعل الخوف على الأجيال الحالية والأجيال القادمة.. والخوف الذي يقوم عليهم في بناء المجتمع والوطن.. التربية صعبة وكل محاسب على دوره أمام الله سبحانه وتعالى.. فكلكم راع ومسؤول عن رعيته..

مساحة إعلانية