رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جواهر آل ثاني

مساحة إعلانية

مقالات

321

جواهر آل ثاني

سعادتك تعتمد عليك!

22 يوليو 2025 , 04:09ص

الساكن في قرية صغيرة يريد العيش في مدينة كبيرة متعددة الجنسيات. المقيم في مدينة كبيرة يحلم بالتقاعد في قرية صغيرة بعيداً عن ضوضاء المدينة و الناس.

من يملك وظيفة مهمة ومُتطلبة، يتمنى وظيفة هادئة مريحة، ومن يملك وظيفة صغيرة، يسعى للحصول على وظيفة أكبر وأهم تشغل كل وقته.

من يسافر دائماً، يتمنى الاستقرار، ومن لم يخرج من بلدته أبداً، يتمنى الخروج منها لأي مكان.

هذا هو حال الانسان في أغلب الأحيان، إما أنه غير قانع بما يملك أو أنه يفرح فيما آتاه الله و من ثم يعتاد النعم ويضجر منها. وبين هذا وذاك تفلت السعادة من يد الانسان.

حل الانسان في السعادة هو في القناعة وقبول الحال كما هو. قبول اللحظة التي يمر بها أياً كانت ومهما وأينما كانت. إذا كنت تستطيع تغيير واقعك غيّره، و إن لم تقدر، فتقبله كما هو ولا تحمل على كتفيك أكثر من قدرتك.

مشكلة الانسان الأساسية هي عدم قبول ما هو فيه، ولذلك الانسان التعس يشعر بأن الأيام تُعيد نفسها.. أيامه التعيسة تُعاد ولا تتغير لأنه لم يتقبل الحال الذي يعيشه أو يحاول تغييره، إن كان يستطيع تغييره. أما الانسان السعيد القابل لكل ما يمر فيه و يعيشه، يشعر بأن كل يوم يعيشه هو نعمة، يتقبلها ويشكر الله عليها لأنه ما فرضه الله عليه في هذه اللحظة، وبذلك لا يشعر بأن التاريخ يعيد نفسه معه، لأن كل يوم يعيشه، يوم مُميز قُدر له وعليه، و هو يتقبل ذلك و يتوكل على الله المدبر للأمور.

العشب ليس أكثر اخضراراً دائماً في الضفة الأخرى. في بعض الأحيان، لا نلاحظ اخضرار حديقتنا لتركيزنا الشديد على الضفف الأخرى من حولنا واهمالنا لما هو أمامنا و ملكنا.

قبول الحال يجلب الرضا والسعادة مع الوقت ويُولّد لدى الانسان مشاعر إيجابية نحو حياته والدنيا التي يسكنها. أما السخط على الأحوال و ظروف الحياة-التي تمر بالجميع-يُولّد لدى الانسان مشاعر سلبية يصعب الفكاك منها مع الوقت، بل ويُبعد الناس من حول هذا الانسان الساخط على الحياة و أحوالها. حاولوا ملاحظة الناس من حولكم عند خروجكم، الانسان الراضي والقانع والمستمتع بحياته وإن كان يملك شيئاً بسيط، يمكنه تمييزه من بين الناس، بل و يبعث في قلب المراقب له مشاعر جميلة تتردد في الأجواء من حوله. أما الانسان الساخط الغاضب المتذمر، فيبرز أيضاً مما يجعل الناس تبتعد عنه بشكل لا إرادي.

تقبلوا ما أنتم فيه وعليه، إن لم تستطيعوا التغيير للأفضل.

ربوا في أنفسكم مشاعر القبول الإيجابية وانقلوها إلى غيركم لحياة أحلى و أسعد. لا تكونوا ساخطين نزقين تبتعدون عن الحياة، لتبتعد الحياة والناس بدورهم عنكم.

مساحة إعلانية