رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

مساحة إعلانية

مقالات

498

إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم

النخب الباردة

21 نوفمبر 2024 , 02:00ص

كل ميدان ومساحة في المجتمع والأمة له نُخبة تعبّر وترسم حركة المجتمع والأمة وتحدد مساراته نحو الأفضل في البناء والتنمية واستدامتها دون المساس بثوابت المجتمع والأمة والأخلاقيات والقيم الناهضة المتعارف عليها، ولكن أن يكون في المجتمع والأمة نخب باردة، فهذا يحتاج إلى تفسير من أهل الاختصاص والدراية. قد يكون معنى النخب الباردة أنها لا تتفاعل مع أحداث الأمة، أو أنها تعيش مع أوراق التنظير والتفلسف عن البناء والنهضة الحضارية، أو أنها تسير عكس التيار العام في الأمة، أو أنها تُلقي اللوم على من أتى بالأحداث والكوارث على هذه الأمة، أو أنها تقف في صف العدو الغاشم المجرم. معان كثيرة حول مفهوم النخب الباردة، قد تكون تتجه إلى الصواب، أو يكون فيها من الخطأ ما يحتاج إلى التصويب والتوجيه إلى المفهوم الصحيح الراشد.

النخب الباردة تعيش اليوم حالة انفصام كبرى واضحة، وأزمة حقيقية الكل يشاهدها ويسمعها، فقد كشفت أحداث غزة العزة وفلسطين الأرض المباركة عوار هذه النخب الباردة، في أنها تسير في ركب السلبية والخذلان والطعن والانهزامية، وتمييع الحقائق وتزيين الباطل، بل إنها تنافح بكل ما أوتيت من قوة عن الكيان الصهيوني وما يقوم به من قتل ودمار وتشريد وتجويع وحصار واحتلال واغتصاب أرض ليست لهم أبداً، ومساندة صريحة من أدعياء الحضارة والإنسانية وحقوق الإنسان والحيوان وحماة البيئة ما عرف التاريخ مثله. يا ليت هذه النخب الباردة تسكت وتتمثل قول الشاعر: إن السكوت يعقبُ السلامة فرب قولٍ يورثُ الندامة.

وما أكثر الذين يجرحون أهل الجهاد والمقاومة في غزة أرض العزة وكل فلسطين-الأرض المباركة- بألسنتهم الحداد!. وما اكثر الذين يتطاولون على أعراضهم، ويؤذونهم بأشد ألفاظ الإيذاء، ويدعون أنهم النخبة في الأمة، هؤلاء ليسوا من أهل النخبة، بل إنهم أصحاب التخمة!. وصدق القائل:

وقد يُرجى لجُرحِ السيفِ بُرءٌ ولا بُرءٌ لما جرحَ اللسانُ

يا أصحاب النخب الباردة. أفلا تعقلون؟ ألا تبصرون؟ ألا تسمعون؟ ما لكم كيف تحكمون؟ ماذا تأفكون؟ ماذا تدعون؟ ماذا تقولون؟ أين عقولكم؟ ماذا تريدون؟ وأين مشاعركم؟ أنتم مع أمتكم أو في أحضان أعدائها بني صهيون؟ تشربون مما يشربون وتغترفون مما يغرفون!. اصمتوا وسكوتكم أفضل لكم، إنها لانتكاسة وسوء أدب، فما قيمة نُخب تحمل علما بلا أدب؟ إنها كبيت خرب.

وأسوأ الأخلاق أن تكون من النخبة، ثم تعيش لذاتك وشهرتك، ولا يكون لك علاقة بأحداث وقضايا أمتك وهمومها، ولا تدافع عنها ولا عما يجري على أرض فلسطين المباركة وتراب غزة العزة، والأسوأ من هذا أن تقف هذه النخبة الباردة في صف العدو البربري الهمجي العنصري. نقول لكم: لا مفروح لكم في قادم الأيام، فالأمة لا تنهض على أكتاف النُخب الباردة.

«ومضة»

تنهض الأمة على أكتاف النخب الحية النابضة بالحياة حملة رايات الخير والهداية والعز والشرف والوفاء.

مساحة إعلانية