رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منى الجهني

[email protected] 

مساحة إعلانية

مقالات

1260

منى الجهني

يحيى السنوار.. الحي الميت

21 أغسطس 2024 , 02:00ص

مع اقتراب السنة الأولى من هجوم السابع من أكتوبر، يبرز اسم القائد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلفا للقائد الشهيد إسماعيل هنية، رحمه الله. الرجل الذي تخشاه إسرائيل حيا أو ميتا، أو كما يطلق عليه الجيش الإسرائيلي وجه الشر، الاسم الذي أرّق الاحتلال الإسرائيلي وتقول عنه الصحف الإسرائيلية بنفسها ليس قائدا عاديا. وهو المطلوب الأول لتل أبيب، وقد رصد الجيش الإسرائيلي مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه أربعمائة ألف دولار. وهو من أهم الأهداف الإستراتيجية للعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة التي سميت «السيوف الحديدية».

أبو إبراهيم الذي كبر وترعرع في غزة، يبتعد عن الظهور الإعلامي، ويقال إنه التقى بعض الأسرى الإسرائيليين فترة احتجازهم وأخبرهم بلغة عبرية بأنهم في المكان الأكثر أمانا ولن يتعرضوا لأي مكروه.

 له صفات شخصية وكاريزما وهيبة عالية، يتسم بالصلابة والمرونة في نفس الوقت، خبير أمني بدرجة عالية، وهو السنوار هو يعتبر القائد الميداني لحماس الداخل، ويحظى بشعبية من الفلسطينيين.

لقد أمضى قائد حماس الجديد عدة سنوات في السجون الإسرائيلية، قضى أربع سنوات من سجنه في الانفرادي. واستثمر وقته في السجن الذي استمر 23 عاما في القراءة والتأليف والكتابة وتعلم اللغة العبرية وصدرت له عدة كتب وترجمات. وخرج من حكم أربعة مؤبدات وكان من بين صفقة 2011.

 وبعد اختياره رئيسا لحركة حماس تناقلت وكالات الأخبار مؤلفاته والتي واحدة منها هي روايته الشوك والقرنفل وهي عن أحداث حقيقية وكتبها في سجون الاحتلال وقد قرأت هذه الرواية والتي تتميز بحس رفيع وإبداع في سرد الأحداث من عدة جوانب وفي أحياء فلسطين المختلفة ومن سجون الاحتلال. وهي مستمدة من وطنه الأم فلسطين وما واجهه من أحداث منذ طفولته إلى وقت طباعتها في العام 2004 ويقول هي ليست حكايته فقط إنما حكاية كل فلسطيني يحمل على كتفه الآلام وآمال الحياة على الأرض المقدسة. وتحمل كثيرا من التعبير الإنساني الصادق من المصداقية التي تجعلها قريبة جدا من القارئ.

وبحسب كل المؤشرات فإنه لا يستهان به فهو كما يطلق عليه قائد من تحت الأنفاق وله دور مهم في المفاوضات. وكما يأتي اختيار السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس كرسالة تصعيدية لإسرائيل. بالإضافة إلى ما يتميز به محاولته تسوية جميع الخلافات الداخلية والإقليمية، وبذل جهود التصالح والتقارب مع الدول ودفع حركة حماس للتقارب مع بعض الدول.

حيث استطاع يحيى السنوار تغيير موازين القوى خصوصا بعد أن تدهورت مكانة إسرائيل عالميا.

بلا شك هو خطر على الكيان الصهيوني ولو كانت تعلم إسرائيل عنه لما أفرجت عنه. بل خرج وزير الدفاع الإسرائيلي وقال: إن واحدا من أهم أهداف الحرب على غزة، هو تصفية يحيى السنوار.

على الرغم من تزايد المخاوف بعدم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار قبل أن تكمل الحرب السنة. لكن تبذل جهود حثيثة للوساطة لإيقاف الحرب.

في الرواية يأتي تعليق على خبر في نشرة الأخبار: وهكذا بعد كل جولة من جهاد وكفاح شعبنا يأتي السياسيون ليقطفوا الثمرة، لأنهم يسارعون في قطف الثمرة قبل أوانها فإنهم يعاقبون بحرمانها فلا الثمرة تبقى على الشجرة حتى تثمر ولا ينتفع بها حين قطافها فهي لم تنضج بعد... فيدمر كل ما ضحى شعبنا من أجله.

السؤال الرئيسي الذي يفرض نفسه اليوم متى ستتوقف الإبادة هذه؟

 هل سيكمل يحيى السنوار المفاوضات أم يكمل الحرب؟ وهل يستطيع يحيى السنوار كسر حصار غزة؟

كل هذا وبيني وبينكم.

مساحة إعلانية