رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

1983

أمل عبدالملك

سلوكيات تعكس الأخلاق

21 أبريل 2024 , 02:00ص

يُعّرف السلوك بما يظهر للناس من عمل وتصرفات، في حين تُعّرف الأخلاق بالقواعد والمبادئ التي يتربى عليها الشخص أو ما يضعها لنفسه ويلتزم بها، والأخلاق هيئة راسخة في النفس، يصدر عنها العديد من الأفعال بشكل سهل ومُيسر دون الحاجة للتفكير، ومعظمنا تربى على الأخلاق الإسلامية السمحة والتي تتصف باحترام الآخرين ومعاملتهم معاملة طيبة كما قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( إنمّا بُعثتُ لأتمم صالح الأخلاق) وهو دليل ثابث على أهمية التمسك بمكارم الأخلاق في التعاملات البشرية، كما تعتبر الأخلاق أساس بقاء الأمم وهي المؤشر على انهيار الأمة بقوله تعالى: ( وَإِذا أَرَدنا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنا مُترَفيها فَفَسَقوا فيها فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرناها تَدميرًا)، وللأخلاق أقسام فمنها ما هو غريزي وهي التي فُطر عليها الإنسان، ومنها مُكتسب وهي التي يكتسبها الإنسان عن طريق التعود وما يتعلمها من البيئة التي يعيش فيها، وكلما كانت البيئة سليمة وتتصف بسمو الأخلاق كلما أثر ذلك على أخلاق وسلوك الإنسان، وغالباً ما يتأثر سلوك الشخص بأهله أو أصدقائه المقربين، فإذا ما اتصفوا بالاحترام والأخلاق الحميدة تأثر بها الشخص والعكس صحيح، والسلوكيات التي تعكس الأخلاق كثيرة وهي التي تحدد صفاتنا ومدى قبول الناس لنا من عدمه، فمثلاً الأخلاق الحسنة تظهر على الطّلاب في المدرسة والجامعة من خلال تعاملهم مع مدرسيهم وزملائهم، كذلك بالنسبة للموظفين كلما اتسّم الشخص بالبشاشة وطيب التعامل والاحترام كلما وجدَ قبولاً من بقية الموظفين، أمّا البعض ممن يتصفون بالعدوانية وسوء الألفاظ مع غيرهم ومن يؤذون الموظفين ويتطاولون عليهم فهم يعكسون أخلاقهم السيئة ونواياهم غير الشريفة من خلال سلوكياتهم مع الآخرين، وربما تؤثر عدة عوامل على السلوكيات السلبية منها الاضطرابات والمشاكل النفسية والاجتماعية بالإضافة إلى انعدام المبادئ الصالحة وبالتالي انحلال الأخلاق.

تصرفاتنا في الحياة العامة مع الآخرين تعكس أخلاقنا، ودائماً ما نتأثر بالانطباع الأول عندما نرى شخصًا للمرة الأولى، فإما أن يفرض احترامه علينا ونُعجب بدماثة أخلاقه وحُسن سلوكه أو ننفر منه ونأخذ انطباعاً سلبياً عنه، لذلك مهم الانتباه لسلوكياتنا في الأماكن العامة فحتى لو كُنا عابرين ولن نلتقي بمن التقينا بهم فضروري أن نترك إنطباعاً جميلاً عنّا بابتسامة صادقة أو كلمة طيبة أو تَصرف حسن فذلك يظهر مدى احترامنا وطيب أخلاقنا التي تربينا عليها وتعطي انطباعًا عن بيئتنا التي تربينا بها، فالمقابل من يتصرف بغوغائية أو يفرد عضلاته بالصوت العالي والتصرفات غير المدروسة أو يقلل من احترام الآخرين يعطي صورة سيئة عن أهله وبيئته التي لم تُحسن معاملته، يجب أن نحسب سلوكياتنا دائماً ونقيم أن كان هذا السلوك ملائما أم لا، فمثلاً جلستنا في الاماكن العامة كالمقاهي والمطاعم والحدائق والسيارات والطيارات يجب أن تعكس احترامنا لنفسنا وللآخرين، وأذكر هنا أحدهم الذي جاورني في مقعد الطائرة كيف مدد ساقه أمامي دون احترام وكأنه جالس في المنزل، ولم يحترم خصوصيتي كامرأة وبدون أي أخلاق ظل طول الرحلة وحمداً لله كانت قصيرة ممدداً ساقه وقدمه في وجهي لدرجة أنه كان يحجب مرور مضيفة الرحلة لخدمتي، سلوكه أعطاني انطباعا سلبيا عنه لا يُنسى، كذلك تلك السيدة التي تصرخ على طفلها في المجمع التجاري دون مراعاة للمارة من الناس بل وتقذفه بعبارات خارجة عن الأخلاق ولا يجب أن تصدر من أم تجاه أطفالها لأنها ستورثهم هذه الصفات السلبية بالتأكيد، ولو جلستَ في مكان عام وتأملت الناس سيظهر لك ذو الأخلاق الحميدة والعكس من خلال سلوكياتهم!

• أنت لا تعيش بمفردك في العالم لذلك لابد أن تحسب حساب الآخرين، وتتصف بالأخلاق الرفيعة لتترك انطباعاً إيجابياً عنك، فالمعاملة والكلمة الطيبة والابتسامة واحترام نفسك والآخرين وعدم الترفع على النفس ومعاملتهم بغرور وتعال، والنظافة العامة في المظهر تترك أثراً إيجابيا عنك والعكس سبب لنبذك وترك الانطباع السلبي عنك بالتأكيد!

• كونوا قدوة حسنة لأبنائكم وعلموهم مكارم الأخلاق، وحسن التصرف في البيت وفي الأماكن العامة، فالتعود على السلوك السليم يعزز مبادئهم ويكسبهم الأخلاق الحميدة!

مساحة إعلانية