رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة العصيمي

مساحة إعلانية

مقالات

912

فاطمة العصيمي

ولي الأمر.. صانع المستقبل الأول

21 مارس 2025 , 09:52ص

«كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، بهذا المنهج التربوي والقيادي المسؤول، لخص النبي الكريم ﷺ جوهر المسؤولية الأسرية، موضحًا أن كل فرد في المجتمع يحمل أمانة يجب أن يؤديها على أكمل وجه. ومن بين أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق الأهل، تأتي رعاية الأبناء وتوجيههم ليكونوا أفرادًا صالحين في المجتمع. فالأسرة ليست مجرد مكان للنوم والطعام، بل هي المؤسسة الأولى التي تبني شخصية الطفل، وتزرع فيه القيم والمبادئ، وتؤهله لمواجهة تحديات الحياة الأكاديمية والمجتمعية.

غير أن الواقع في العديد من المدارس يكشف عن غياب واضح لدور أولياء الأمور، حيث يقتصر تفاعل بعضهم على تسجيل أبنائهم في المدرسة في بداية العام الدراسي، ثم ينشغلون عنهم بمشاغل الحياة اليومية. هذا الإهمال لا يضر فقط بمستوى الطالب الأكاديمي، بل قد يمتد ليؤثر على استقراره النفسي وسلوكياته داخل المجتمع. وهنا تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في العلاقة بين البيت والمدرسة، وتعزيز دور الأهل كشركاء أساسيين في العملية التعليمية.

الأسرة والمدرسة.. شراكة ضرورية

لا يمكن للمدرسة وحدها أن تصنع طالبًا ناجحًا، كما لا تستطيع الأسرة بمفردها تحقيق ذلك دون تكامل الأدوار. التعليم لم يعد مجرد وسيلة للحصول على درجات جيدة، بل هو منظومة متكاملة تهدف إلى إعداد الطالب للحياة، وتنمية مهاراته الفكرية والاجتماعية.

وفي هذا السياق، تلعب الأسرة دورًا أساسيًا في تعزيز الانضباط السلوكي، ومتابعة التحصيل الدراسي، وغرس القيم الأخلاقية. فالتواصل المستمر بين البيت والمدرسة هو العمود الفقري لهذه الشراكة، وهو ما يؤكده عدد من التربويين الذين يلاحظون أن الطلاب الذين يحظون بمتابعة دائمة من أسرهم يكونون أكثر تفوقًا واستقرارًا مقارنة بغيرهم. ومع ذلك، لا تزال العديد من المدارس تعاني من ضعف حضور أولياء الأمور في الاجتماعات المدرسية، وانخفاض مستوى المتابعة اليومية لأداء الطلاب. وإن هذه الفجوة بين البيت والمدرسة تجعل المعلمين يواجهون صعوبة في التعامل مع المشكلات السلوكية والتعليمية، إذ يحتاج الطالب إلى دعم متكامل من الجهتين ليصل إلى أقصى إمكانياته.

كيف يساهم ولي الأمر في دعم الطالب؟

يبدأ تأثير ولي الأمر في حياة الطالب منذ اللحظة الأولى التي يبدأ فيها رحلته التعليمية. وعندما يعود الطفل من يوم دراسي طويل، يحمل في حقيبته همومه الصغيرة، وتساؤلاته، وأحلامه التي تحتاج إلى من يستمع إليها. وهنا يأتي دور الأب أو الأم في فتح حوار دافئ، في سؤال بسيط مثل: «كيف كان يومك؟»، أو في جلوس صادق لمراجعة ما تعلمه، ليس فقط كواجب أكاديمي، بل كفرصة لتعزيز الثقة، وتنمية الفضول، وخلق بيئة مشجعة على الاستكشاف والتفكير.

لا شيء يعوض اهتمام ولي الأمر بابنه. الحب، المتابعة، والتوجيه هي الركائز التي تبني جيلاً واعيًا ومسؤولًا، ولن يتحقق ذلك إلا إذا أدرك كل ولي أمر أن دوره لا ينتهي عند تسجيل ابنه في المدرسة، بل يبدأ من هناك ويستمر ليكون الداعم الأول له في مسيرته التعليمية والتربوية. وإن أطفال اليوم هم رجال الغد، ونجاحهم مرهون بمدى التزام أسرهم بمسؤوليتهم تجاههم. فليكن كل أبٍ وأمٍّ نموذجًا حيًّا للمسؤولية، حتى نرى جيلًا أكثر وعيًا، وانتماءً، ونجاحًا. المجتمع لا يمكن أن ينهض إلا بأبنائه، وأبناؤنا لا يمكن أن ينجحوا إلا إذا وجدوا في أسرهم الداعم الأول والمحفز الأكبر. فلا بد أن نبدأ بتحمل مسؤولياتنا.

اقرأ المزيد

alsharq الســـودان القضيــة التي ماتت

عام 2025 يوشك على الانتهاء بعد شهرين من الآن وأزمة السودان التي تفجرت منذ 15 أبريل 2023 تتفاقم... اقرأ المزيد

186

| 02 نوفمبر 2025

alsharq الذكاء الاصطناعي.. من يقرر ملامح الحقيقة القادمة؟

لم يعد سؤال الهيمنة في عصر الذكاء الاصطناعي مجرّد منافسة تقنية على أدوات السيطرة، بل تحوّلًا بنيويًا في... اقرأ المزيد

147

| 02 نوفمبر 2025

alsharq زمن الشهرة الزائفة

لم يعد التغيير الذي أصاب النفوس البشرية خفيًّا أو محدودًا، بل أصبح واضحًا لكل من يتأمل طبيعة العلاقات... اقرأ المزيد

240

| 02 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية